جميل محسن
الحوار المتمدن-العدد: 2191 - 2008 / 2 / 14 - 02:16
المحور:
عالم الرياضة
التهاني والتبريكات للمنتخب المصري الشقيق ورجاله لفوزهم ببطولة الأمم الأفريقية 2008 لكرة القدم , والتي أقيمت في غانا , بعد تغلبهم على فريق الكامرون الأسطوري القوي , وبذلك فقد صعد المصريون تلقائيا إلى دورة كأس القارات 2009 في دولة جنوب أفريقيا , ويترشح لها 8 فرق عالمية تمثل خلاصة ماتفرزه البطولات الكروية بين دورة كأس العالم والتي تليها , فأول الصاعدين هو منتخب ايطاليا الفائز ببطولة كأس العالم 2006 , ثم منتخب البرازيل الفائز ببطولة كأس أمريكا الجنوبية , والولايات المتحدة بطلة أمريكا الشمالية والوسطى , والبلد المضيف جنوب أفريقيا , ثم يأتي العراق , المعجزة الآسيوية التي تمت على يد وبين أقدام لاعبين لم يتذوقوا ولعشرات مضت من السنين , مباراة إياب يؤدونها في بلدهم وبين هتافات جماهيرهم المبتلات حاليا بالمصائب والأحزان . وبأنتضار فريقين هما بطل أوربا 2008 , وبطل اوقيانوسيا , ليكتمل عقد الثمانية الكبار , يؤدون بروفة اختبار في العام 2009 , واستعراض عضلات قاري , تمهيدا للعرس العالمي الكروي الكبير (كأس العالم 2010) .
- الدول العربية والحال هذه ستتمثل بفريقين في هذا المحفل الكروي الكبير لمقارعة أقوى المنتخبات العالمية , والمطلوب يومها هو مستوى متطور ومتقدم قادر على إثبات وجود وقوة فرق قارتي آسيا وأفريقيا التي لها الأكثرية العددية عند حساب الفرق المشاركة في المنافسات الإقليمية , ولكنها تتحول إلى أقلية عند حساب الفرق المتأهلة للقمة المنشودة (كأس العالم ) , والنصيب العددي المتواضع لقارتي العالم الثالث مقارنة بالعملاق الأوربي , ولكن حجة الاتحاد الدولي لكرة القدم هي في تغليب النوع والكفاءة قبل الكم والمستوى المتدني , وربما يكون له الحق حاليا بانتظار بروز مستويات تضاهي ماتقدمه الفرق والدول المتطورة كرويا , وذلك مابدأ يتوضح افريقيا , بزيادة أعداد اللاعبين الأفارقة المؤهلين للعب في اقوي الدوريات الأوربية وبروزهم الفردي الرائع مع فرق ونواد لها مكانتها وجماهيرها التي تعرف التمييز بين الذي يستحق والذي يكمل العدد , ويكتمل المشهد أحقية ووضوح بالمطاولة وقوة التحدي والنتائج الباهرة التي حققتها فرق افريقية ماكان حتى لأسماء بعض دولها من نصيب من المعرفة والإعلام قبل قلائل من السنين .
- إذن سيكون التحدي ثنائي لفريقي العراق ومصر خلال العامين المقبلين , 2009 , 2010 , وإذا كانت بطولة القارات محسومة المشاركة للفريقين , فأن الجولات التمهيدية لمونديال 2010 تفرض عليهما جهد مضاعف , لان من سيلاقيهما من الفرق سيضع نصب عينيه المجد الذي سيناله بالتغلب على بطل قاري وليس فريق منافس على الصعود لنهائيات كاس العالم فقط , فما هو موقف كل فريق , واستعداداته للبطولتين ؟
- مصر , بعد التعثر المعتاد للفرق الكبيرة في الطريق نحو بطولة غانا , تخلله فوز مستحق بذهبية كرة القدم للدورة الرياضية العربية 2007 , وإصابة وخروج من التشكيلة لعدد من أعمدة المنتخب مثل محمد بركات ,( وميدو ) احمد حسام , أحاطت الشكوك بحظوظ المنتخب في المنافسة القارية , ولكن الإصرار والتخطيط السليم , والاهم وجود البدائل الجاهزة والمكافئة والمقتدرة أمام أنظار وفي قائمة المدرب حسن شحاتة , لقوة وعراقة وفاعلية منافسات الفرق في الدوري العام المصري , عوض الغائبين , واستطاعت التشكيلة المتجددة من السير قدما باتجاه الهدف , والاهم ترسيخ أقدام ومكانة المنتخب المصري على المستوى الأفريقي , وباتجاه العالمية , والاستمرار الظافر وبخطى واثقة وتخطيط سليم نحو بطولة القارات محسومة المشاركة , ومن بعدها وخلالها الخوض في معمعة الطريق نحو مونديال 2010 .
- العراق وسط تراكم المشاكل والصعوبات ومن ثم العقبات ,وحتى المؤامرات المضادة محليا وإقليميا , وكثرة الربابنة ومراكز القرار في المركب الواحد , ينهض الإصرار العراقي العجيب , ويجمع خليط متناثر من اللاعبين , يفتقدون القاعدة الداخلية الثابتة , لتقرير تحركاتهم , ورسم خطواتهم المستقبلية , وحتى اتحادهم المركزي لكرة القدم لايجد له مستقر ومقام دائم في العاصمة بغداد , بل ترى أفراده يتنقلون بين العواصم المجاورة أو في كردستان العراق حيث الوضع أكثر استقرارا , ويفتقد الدوري المحلي جماهيره الغفيرة , وقوته المعهودة السابقة , كما أن نوادي بغداد وغالبية المحافظات , رغم سمعتها وشهرتها , أصبحت حاليا , هياكل وأشباح متعثرة المسير .
ومع كل ذلك و(بالغيرة العراقية ) تم العبور والقبض بأيدي وأقدام حديدية ,على الكأس الاسوية القارية لكرة القدم في العام 2007 , وتبودلت بين المسؤولين التهاني والتبريكات , وتنفست الجماهير الشعبية بعض الفرح والسعادة , فما الذي حصل بعدها لتنكسر مسيرة الخط البياني نحو الهبوط !؟ , بدل أن يكون نيل كأس البطولة مؤشر لارتفاع كبير في مستوى الدعم والتخطيط , خاصة والفريق مقبل على استحقاقات كبيرة سبق ذكرها .
- بدؤوها بالتفريط وبسهولة بالمدرب البرازيلي الذي فهم اللاعبين وطريقة لعبهم , وأعطاهم الخطط والتحركات التي تتماشى وأدائهم الفردي والجماعي , وأصبحنا نشاهد فريق تقل أخطائه وتتزايد كفاءته من مباراة لأخرى , فلمصلحة من استبدل المدرب ؟ ولمصلحة من تتم إضاعة وتفكيك مكسب عراقي نادر في زمن الحرائق والدمار ؟ ونحن على أعتاب فرصة أخرى لتهدئة النفوس واثبات الوجود في المحافل الدولية الرياضية؟ .
- العراق ومصر بلدان وشعبين عريقين , يعيشان ظروف صعبة , تلعب فيها المسألة الوطنية دورا هاما في الحماسة والثقة بالنفس باتجاه التغيير نحو الأفضل , وإذا تجاوزنا مايقال وهو صحيح ولكن مانسبة تأثيره ؟ من استغلال الفئات الحاكمة وحتى المعارضة في البلدين وتجيير الرياضة وكؤوسها للمصالح الدعائية وبطريقة مباشرة , ولكن ماعلينا وفي حال مصر والعراق خصوصا حساب مقدار السلب والإيجاب من تاثير0( عمل جماعي يؤدي إلى انتصار ) في مجالات شرعية مدنية يكون الفوز فيها ثمرة جهد عقلي وبدني لنماذج مختارة من أبناء ذلك البلد , ويمكن لهذه الانتصارات أن تتكرر في أي مجال وأي عمل لايخرج الفرد فيه على القانون وتتساوى قدرة المنافسة و الفرص للجميع .
- كأس الفوز قد يحمله المسؤول , ولكنه تاريخيا ملك الدولة والبلد والشعب و يأتي بقدرة اللاعب والإداري , أي بجهد بشري مشترك , وفي زمن العولمة والفضائيات والخبر العابر للقارات , لم يعدد للمسؤول أي كانت قوته وسطوته قدرة الادعاء أن النصر المتحقق , هو من جاء به وحققه , وليس فن وجهد شحاتة والحضري وأبو تريكة والفرقة المصرية , أو فييرا البرازيلي ويونس وهوار ورحيمة ونشأت وباقي كورس الإنشاد البطولي العراقي .
- القطار المصري على السكة والى أمام , والعراقي يتعثر في الطريق إلى جنوب أفريقيا .
#جميل_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟