أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عزيز الهلالي - يحكى أن حركة لكل الديمقراطيين...















المزيد.....

يحكى أن حركة لكل الديمقراطيين...


عزيز الهلالي

الحوار المتمدن-العدد: 2191 - 2008 / 2 / 14 - 02:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


من بين إفرازات 7 شتنبر، نزول بلاغ صحفي 17 يناير 2008 يبشر ب " مبادرة وطنية مفتوحة، تعبئ كل الديمقراطيين مهما اختلفت انتماءاتهم ومشاربهم السياسية"، هكذا تقدم الحركة نفسها. أما من خلال موقعها الالكتروني، فإنها تشير إلى " توفير إطار مشترك بالمغرب لكل الذين يؤمنون بالديمقراطية والحداثة". وعن الأسئلة التقليدية التي ترفق عادة بالورقة التعريفية: "من نحن؟" و"ماذا نريد؟" و"ما أهدافنا؟" فإن إجابتها تقبع في نص المبادرة. دعونا نلقي إذن نظرة على نص الحركة لنفهم دعاويها وأسباب نزولها ومضمون رسالتها...؟
يحكـــــــــــــــــى أن...
بعد انتخابات 7 شتنبر، يكون المغرب السياسي قد دخل منعطفا جديدا بفعل آليات لم تخل من العنف الرمزي، الذي صاحب عملية تشكيل حكومة عباس الفاسي. استوقفتنا كمهتمين محطات غارقة في التجريد السياسي بسبب لا معقوليتها. فالمشهد تحلل من مسبباته الموضوعية ليتخذ صور درامية تخللتها، من حين لآخر لحظات من الفكاهة والسخرية، ساهمت كعناصر في خلق توازن لكينونة المشهد. ومن داخل هذه القتامة السياسية يظهر البطل المخلص/ عالي الهمة وقد امتلكته إرادة القوة من أجل إنقاذ " الواقع السياسي والخروج من دائرة الانتظارية والجمود"، خصوصا أمام تخبط سياسي وتنظيمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأمام وحدة هشة لليسار الاشتراكي الموحد وتحالفه الميت، وأمام هزيمة نظرية الاكتساح الانتخابي لحزب العدالة والتنمية...
فالبطل الخارق صنع سلسلة متوالية من المعجزات على مساحة زمنية قصيرة جدا، سواء بصخور الرحامنة كمنتخب أو بالمؤسسة التشريعية كفريق برلماني...أو مهددا برسم ملامح جديدة للخريطة السياسية على أنقاض نزيف دموي في شرايين الأحزاب الوطنية. فالنص الحكائي للأسطورة الهمة يتماهى وجاذبيته السردية مع مكونات تشكل في المخيال الجماعي الانبهار والدهشة والتسليم بالقدر، إذ استحضار عناصر التأثيث للفضاء: القصر/ الملكية/ المقدس...أضفى على البطل رمزيته وتعاليه. أما بادئ الرأي أو العامة السياسية فتساهم في ترسيخ أبعاد المبادرة عبر إنتاج تأويلات جانبية تستند إلى جنس إبداعي يسمى النميمة السياسية، لتمارس التيه في ثنائيات من قبيل هل تخضع المبادرة لأجندة سياسية أم لا؟ هل يستفيد الهمة من نظام الامتياز والريع السياسي ؟ هل تشكل المبادرة انتكاسة للديمقراطية؟...فالمخيال السياسي يختزل- هكذا- الوقائع وسياقاتها التاريخية في قدرة الأشخاص، ليتحول الهمة والبصري ورضا اكديرة... إلى كائنات أسطورية تبدأ حكاياتهم ب "يحكى أن...".
الدولة والخطاب
نص بلاغ الحركة يتجاوز العناصر المشكلة للمبادرة ويعكس قدرة الدولة على تجديد آلياتها السياسية، فالنص بمثابة انصهار تاريخي في لحظة تستوعب فيه الدولة عوائقها وإكراهات المنظومة الدولية، لتنفتح على أجزاء الحداثة تخدم قدرتها على الانبعاث وضمان استمراريتها. ومن طبيعة النظام المخزني وتقاليده، كونه يمتلك القدرة على التكيف مع تمظهرات الحداثة والتأقلم مع تأثيراتها لا بمفهوم قابليته للتغيير، بل للتعايش مع القيم الكونية والتحولات العالمية. فتأثيث نص الدولة/ البلاغ بمجموعة من المفاهيم كقيم اجتماعية وديمقراطية، إنما هو محكوم بإرادة الهيمنة على آخر معقل تتحصن فيه القوى الوطنية، فاللجوء إلى مخزونها اللغوي يحمل إشارات الهدم لمواقع التميز السياسي والفكري. فالحصن الذي كان تحتمي داخله هده القوى قصد الممانعة وممارسة التهديد وإحداث رعشات انفعالية في صفوف المجتمع، بات سلاحا للتهكم أمام أجساد عارية من عزة خطابها السياسي وحصنها الاديولوجي وكرامة إرادتها.. نص الدولة ينطلق من نشوة الانتصار إلى ممارسة التهكم ، لكونه ينهل من قاموس لغوي كان في الأمس القريب يحارب ويعاقب حامله ومستخدمه. كانت لغة القوى الديمقراطية مهددة دوما بتدخل سافر للدولة المخزنية، سواء بممارسة العنف المادي أو الرمزي. وأحيانا حتى التوظيف التلقائي لكلمة منزوعة من سياقها العام، تعرض صاحبها لأشكال التنكيل والعنف. كان السياق السياسي يتميز، بحرب اللغة كشكل من أشكال ممارسة الصراع الاجتماعي. وإذا كانت اللغة قد جسدت، على مستوى الإنتاج والدلالة والرمز، أبعادا حادة من الصراع، في إطار العلاقة الصدامية بين القصر والقوى الديمقراطية، فلأنها كسلطة تميز مواقع الصراع ومساحة الاصطفاف. وعلى هذا المستوى ظل الخطاب الديمقراطي يحمل هويته بتميزه وفرادته. أما أن الدولة تقوم بتبادل الأدوار، من خلال نصها، معناه القيام بتشخيص كوميدي للمشهد السياسي، خصوصا في فصوله التالية:
- العمل من أجل وعي متجدد.
- انتصار قيم الديمقراطية منهجا.
- الحداثة أفقا.
- الهوية في أصالتها وتنوعها وتعدد روافدها.
- ...// ...
وبهذا، يكون نص الدولة حامل لمفاهيم وظفت كطعنة رمزية في اللسان السياسي النضالي، كانت الطعنة أشبه بالرثاء منه للهجاء لواقع سياسي مزري تعيشه الأحزاب في إطار مسالك التيه، خصوصا وأن النص ينعي حالة البؤس السياسي ب" تراجع مساهمة النخب الوطنية بمختلف مشاربها ومواقعها إزاء مهمات التأطير". وبما أن الجريح لا يمتلك إلا عدته التقليدية في الدفاع والتي باتت كقطعة أثرية في أرشيفه السياسي ، كان لابد لصحيفة الاتحاد الاشتراكي لسان الحزب أن تخصص ملفا عن ظاهرة الهمة وحركته، مستحضرة رأسمال الرمزي للحزب في شخص بنبركة وبوعبيد...متسائلة عن حركة تبيح لنفسها مشروعية التشطيب على كل التراكمات الحزبية في مجال التأطير؟؟ أي تأطير تتحدث عنه هذه الحركة، هل الذي يحركه العامل وأعوان السلطة أم السياسي بامتداداته الفكرية والثقافية داخل المجتمع؟
الخطاب السياسي للصحيفة في تنافي مع واقع الحزب، مما يضفي عليه بؤسه أمام نص الدولة الذي يعي جيدا إستراتيجيته وينتصر للإجماع السياسي على أرضية " نضج شروط التلاقي"، بلغة الناطق الرسمي للحركة السيد البشير الزنا كي. نص يبلور رؤية سياسية جديدة ينمحي فيها الاختلاف والاصطفاف وبؤر القوة..لتسود قيم أحادية الجانب. ومن ثمة، فنص الدولة ينتقل إلى مستواه الثاني، وهو المستوى الذي يجسد فيه قوته وهيمنته وإرادته وعزمه من خلال " تحصين وتقوية ما راكمه المغرب من مكتسبات وإنجازات في مجال الديمقراطية والحداثة". إنه ببساطة، يسحب البساطة من تحت أقدام دعاة الديمقراطية والحداثة من جهة، ويكرس منطقه الاستبدادي في مجال الاشتغال السياسي من جهة أخرى. وهذا المنطق يتخذ صورة الغاوون في مقطع شعري يجسد فيه صلاح الوديع البطولات والمفاخر، إذ يقول "إن المشاركين في هذه المبادرة يحملون هاجس الحرص على الحفاظ على المكتسبات التي راكمها المغرب في السنوات الأخيرة والتقدم بعزم وثقة على جيل جديد من الإصلاحات". إنه كرنفال سياسي يشارك فيه الشعراء واليساريين القدامى وأصحاب الأموال واليمين السياسي...إنه صيرورة تجسد انتصار الدولة، وقد امتلكها شعور بالاعتزاز وهي " تعبئ كل الديمقراطيين". صحيح أن الكرنفال يقاطع من حين للآخر بصفير الاحتجاج لثلة تجتر خيبتها وتلقي بضعفها على الآخر تحت مبررات باتت كليشهات مفضوحة، فالسيد التهامي الخياري في جلسته الافتتاحية للدورة السادسة للجنة الوطنية للحزب يأخذ على البعض الرجوع بالبلاد إلى فترة الستينيات والتحدث باسم الملك. وهو بالمناسبة، يقع أسيرا لنفس المنطق الذي ينتقده، حينما يعتبر" أن أشد المعارضين للوحدة الترابية من اليساريين انضموا إلى هذه الحركة". فالوحدة الترابية والملك كرموز مقدسة باتت سلاح الاستخدام المشترك لتصفية حسابات... أما السيد لشكر عضو المكتب السياسي لحزب الاشتراكي للقوات الشعبية، يعتبر أن ما يحدث حتى اليوم- في إشارة لنص الحركة- يسئ للسياسة بمفهومها النبيل، ويسئ للقيم الديمقراطية النبيلة، ويسئ للمنافسة النبيلة بين الأحزاب السياسية. هذه القيم النبيلة التي يتحدث عنها السيد لشكر، أليست لوحات إشهارية لمنتوج فاسد عرضت أصحابها للعقاب يوم نتائج 7 شتنبر؟ الآن، وما يعتمل داخل الجسد الاتحادي من انقلابات مست مصالح ذاتية لقيادته، هل يخضع كل ذلك لمنظومة القيم النبيلة؟
حركة البديل الديمقراطي
المشهد السياسي بمختلف مكوناته الحزبية اهتز وأصيب بالذعر الشديد، من جراء مبادرة الهمة/ الدولة، كان إحساسا طبيعيا، بالنظر إلى سوء التقديرات السياسية وإلى غياب الديمقراطية الداخلية، ثم إلى فك الارتباط مع القاعدة والمجتمع...وهذه الفوبيا تعيد نفسها من خلال انتشار ظاهرة الإسلام السياسي، في جوانبها الفكرية المغدية لتناسل الإرهاب، كما تشير تصريحات قادة الاتحاد الاشتراكي، وإن كان الخطر يقع حقيقة في مدى قدرة الاكتساح الانتخابي للمشهد السياسي من طرف هذه القوى. هل كلما انبثقت ظاهرة مهددة تتعال صيحات الإغاثة طالبة الدولة بتوقيع معاهدة للحماية، مقابل تسويات سياسية ترى فيها الدولة أمنها الاستراتيجي(قانون الإرهاب...)؟. أما الآن، من يحمي ضعف الأحزاب الوطنية من خطر الدولة، خصوصا وأن الحزب الاشتراكي الموحد يؤكد في بيان له على غياب الإرادة الرسمية لدى الدولة للتفاعل الإيجابي مع مطالب القوى الحية في البلاد. هل هذه القوى التي يتحدث عنها الحزب تمتلك من القوة، سواء في جوانبها الانتخابية أو في امتداداتها المجتمعية، ما يشكل تهديدا نحو تغيير مسار الخريطة السياسية؟ ألم تعي هذه الأحزاب مأزقها السياسي والتنظيمي.. فالخطر قائم ومواجهته لا يتم بإنتاج ردات فعل يائسة ومهزومة. فهل من إرادة سياسية لبلورة استراتيجيه مضادة لهزم الاكتساح الأحادي الجانب للدولة؟ يا أيتها القوى الحية بالبلاد اتحدوا وانهضوا كبديل ديمقراطي.



#عزيز_الهلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسالة إلى التاريخ- التصنيف والتصنيف المضاد
- على هامش اقتراع 7 شتنبر 2007 - لحظة تاريخية أخطأها اليسار
- ذ. مصطفى صوليح يكشف تفاصيل انتهاكات السلطات الأمريكية لمقتضي ...
- تطوان: المشاركة السياسية للمرأة بمنظار الإطارات النسائية
- اليسار الموحد تحاور د. المهدي المنجرة
- الحزب الاشتراكي الموحد: قراءة في تجربة التأسيس والمسار
- في نقد الخطاب السياسي لحزب العدالة والتنمية
- أيادي نظيفة تتصدى لبؤر الفساد بمحكمة الاستئناف بتطوان
- معركة مفتوحة لحملة الشهادات المعطلين بتطوان
- إشكالية الهوية لدى الفكر اليساري
- حوار مع رمز الأغنية الملتزمة الفنان سعيد المغربي
- السكرتارية العامة للتنسيق بين النقابات بتطوان تدعو الإعلام إ ...
- وضع النساء من خلال تقرير 50 سنة من التنمية وآفاق 2025
- اليسار وتخليق الحياة العامة
- لقاء بين تجمع اليسار الديمقراطي واليسار الموحد بتطوان
- حوار مع المنسقة العامة لجمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ ا ...
- حزب البديل الحضاري إشكالات ورهانات
- اليسار كأفق للإختلاف والإنفتاح


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عزيز الهلالي - يحكى أن حركة لكل الديمقراطيين...