تحية،
فاجئتنا بأرائك متأثراً بواقع وجود جيوش الحلفاء ، انت حر بأن تسمي هذا الوجود احتلالاً او تحريراً، وحرٌ بأن تنزل بالسياسين و من بينهم جلال الطالباني الى أدنى المستويات في التقييم، و لكنك فاجئتني بغضك الطرف عن رفاقك و اللذين تدعي الى انتمائك لرياتهم الحمراء!
انا لست بصدد الأنزال بأحد، خاصة بحزب تبنى التضحيات و رَبَت الألاف من المثقفين بما فيهم انت، هل الطالباني يتحمل عبئ توقيع الأتفاقية عن الأخرين، و خاصة رفاقك الشيوعيين اللذين كانوا ضد ما أسموه غزواً وكانوا أول القاعدين على مائدة البديل الأمريكي مُصنَفين لا كشيوعيين أو علمانيين أو ديمقراطيين و لا حتى كلبراليين، لكن كعرب شيعة! ألم يستحق هذا التحول في هوية الشيوعي أية التفاتة منك؟
انها عهد المفاجئات يا شاعرنا، يا أيها الناطق بأسمنا و المتألم معنا نحن الكورد، و المدافع الحقيقي عن قضايانا، أتعجب من تأسيسك لهذا الجدار و تصنيفك العراق ب(العربي)، و كيف تتوقع منا الأنتماء لعراق عربي؟ أتمنى الا أصنَف بأطار الدفاع عن الطالباني، و لكن الطالباني كان واضحاً في تأييده للعمليات العسكرية ضد النظام منذ البداية، أما مسألة شيوخة العراق فأعتقد بأنها محسومة، فليس للعراق شيخ مطلق.
أن تخاطب الأخر السياسي منتقداً و موَضحاً، بها تدخل الوضوح، أن تنزل بالأخر موَجهاً اللوم، ومسمياً العرق، هنا تدخل اطاراً اخر منشدٌ للعنصرية. لماذا تتوقع توقيع الطالباني (عن مجلس الحكم و رفاقك) أن تؤدي لحربٍ أهلية؟
أين نحن من كل هذه الضوضاء يا شاعرنا؟
انها عقم ثقافة الماضي (اللاطبقي افتراضاً) تراث الستالينية (الضد)، و كأنك تؤدي عهد الوفاء لماض أنشدت من اجله، ماضٍ أدرد، فلم يسقط صدام برفض الوعي العراقي له، و انما بصواريخ امريكية لا تقرأ انسانيتها ثقافة (الضد) المواجهة.
كيف ستؤسس منبراًَ للغة تنشد الحرية عنا جميعاً،
كيف أثق بالأخر الذي يخاطب عرقي؟