أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ياسر العدل - موظفون يفسدون عيد الدقهلية














المزيد.....

موظفون يفسدون عيد الدقهلية


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 2190 - 2008 / 2 / 13 - 10:43
المحور: الصحافة والاعلام
    


فى القرن الثالث عشر انتصر المصريون على جيوش الصليبين، وفى اليوم الثامن من فبراير 1250ميلادية أسروا لويس التاسع ملك فرنسا وحبسوه فى دار ابن لقمان فى مدينة المنصورة ( عاصمة محافظة الدقهلية فى شمال مصر)، بعد ثلاثة أشهر من المفاوضات دفعت زوجة الملك فدية كبيرة حتى خرج لويس الأسير من الحبس فى اليوم السابع من مايو 1250ميلادية، وعاد إلى بلاده فرنسا يجر أذيال العار والهزيمة.
كانت تلك هى الوقائع التاريخية، إلا انه بعد سبعة قرون كاملة وعلى مقربة من منتصف القرن العشرين حدث تواطؤ أو إلتباس معرفى بين موظفين حكوميين وبين مؤرخين أرادوا البحث عن أحداث جليلة يصنعون بها نجوما وأحداثا، اختاروا يوم ذكرى رحيل لويس التاسع عن بلادنا وجعلوه حدثا عظيما، واكتملت حلقة التواطؤ أو الالتباس معرفى حين نجح والدى فى تثبيت يوم ميلادى أنا أيضا فى السابع من مايو، هكذا أصبح اليوم السابع من مايو عيدا قوميا لمحافظة الدقهلية يحتفلون به كل عام، وظل شعب الدقهلية يحتفل بعيد قومى مغلوط سنوات وسنوات رفع فيها كثير من الموظفين آيات التبجيل والاحترام لحدثين جليلين، فك أسر لويس التاسع وعيد ميلادى العظيم.
منذ سنوات قليلة تعد على أصابع اليدين، نجح احدهم فى إعادة الاعتبار إلى أيام انتصارنا وجعل الثامن من فبراير هو الحدث العظيم الأولى بالاحتفال السنوى، أحدهم هذا أسقط الارتباط بين العظمة وحادثة ميلادى، هكذا بدأت محافظة الدقهلية تحتفل بعيدها القومى فى الثامن من فبراير، وتوقفت كثير من الأجهزة الحكومية عن الاحتفال بعيد ميلادى فى السابع من مايو، ورضيت بهذا التعديل مكتفيا بأن كثيرا من العظماء ولدوا فى شهر مايو، وان واحدا منهم على الأقل ولد فى اليوم السابع منه.
فى هذا العام جرى الاحتفال عظيما بيوم الدقهلية الوطنى، قامت المحافظة بتثبت تمثال فرعونى كبير يصل وزنة إلى سبعين طنا لأحد الملوك الرعامسة الذين حكموا مصر فى الدولة الفرعونية الحديثة قبل ثلاثة آلاف سنة، ووضع التمثال وسط بهجة كبيرة من المواطنين فى ميدان رائع بمدخل مدينة المنصورة بجوار الاستاد الرياضى، هكذا وضع المسئولون أنفسهم على بداية الطريق فى بعث الاهتمام الشعبى بوجود كثير من الأماكن الأثرية والدينية والتاريخية والحضارية فى مصر، حتى أن بعض من شاهدوا نصب التمثال طالب إنشاء كلية مستقلة للآثار بجامعة المنصورة.
إنها ضرورة حضارية أن نزين مياديننا وبيوتنا ومجالسنا، نضع فيها تماثيل وأعمال فنية من إنتاجنا نحن المصريين على مر العصور، تثير فينا الفخار بتاريخنا وتبعث فينا الرغبة فى حب الحياة على أرضنا وسط جمال نصنعه بأيدينا.
الأمور الحلوة كثيرا ما يفسدها الموظفون، فى هذا العام نقل الموظفون الاحتفال الرسمى من يوم الثامن إلى اليوم العاشر لسبب إدارى مقيت هو أن اليوم الثامن كان يوم جمعة وهو عطلتهم الأسبوعية، ووضعوا التمثال الفرعونى بحيث ينظر وجهه إلى الجنوب ليتفق مع رؤيتهم لمدخل المدينة، لكن المتابع يرى التماثيل الفرعونية الكبيرة فى أماكنها الأصلية وهى تنظر إلى الشرق، أمثلة على ذلك معبد أبو سمبل جنوب أسوان وتمثالى أجاممنون فى الأقصر، هكذا كان الأفضل أن ينصب التمثال ناظرا إلى الشرق لينقل للمواطنين بعضا من تصور الفراعنة عن الحياة فى الشرق والبعث فى الغرب.
صنعت عربات الزهور والعروض الاحتفالية جوا رائعا من الإحساس بالأصالة والجمال يصدح فيه مطربونا العظام، أم كلثوم ونجاة وعبد الوهاب ومحمد منير، لكن هذا الجمال أخذه السادة الكبار لصالحهم، كأنهم (رعامسة) جدد، حين حملت معظم اللافتات عبارات نفاق وظيفية تخص السيد المحافظ والسيد رئيس الحزب الحاكم بالتهنئة وحدهما، وكان الأجدى أن تحمل كل اللافتات للجميع تدريبا لكل القيادات وكل الأحزاب على بعث التهنئة خالصة لشعب الدقهلية وحده.



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواتب الولاء00!!
- مشروعنا النووى 00 مطالب!!
- شهادة البنت 00 نوسه!!
- نحن لها 00 يا سيادة الرئيس!!
- سيناء 00 أرض التيه!!
- إسترعاء 00 واستبراء
- أولادنا الجدد فى الجامعة
- إفطار جماعى .. !!
- موٌلد 00 سيدى كشكش بيه
- مولد ... سيدى كشكش بيه
- نحن وتجارة النفايات القديمة
- الأوزون .. ومافيا الأدوية !!
- البحث عن عمل شريف
- !!.. العالُمة .. والعالم باشا
- !!.. رسالة مفتوحة قليلا
- رسالة مفتوحة للوزير
- !!.. بعض النميمة على قيادات جامعية
- !! .. التعليم السياحى
- !!..عن العميد المحبوب
- دكتوراة فخرية


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ياسر العدل - موظفون يفسدون عيد الدقهلية