أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد الكريم عليان - لماذا حذفت الفلسفة والمنطق من المنهاج الفلسطيني ؟؟















المزيد.....

لماذا حذفت الفلسفة والمنطق من المنهاج الفلسطيني ؟؟


عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)


الحوار المتمدن-العدد: 2189 - 2008 / 2 / 12 - 10:09
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


حددت الأمم المتحدة ( عمر الطفل ) حتى ثماني عشرة سنة ، وقبل هذا التحديد معظم دول العالم واعتمدوه كعمر مناسب ليبدأ الطفل بعده مرحلة الرشد والعقل ، وفي معظم البلدان بنيت القوانين وسنت على هذا العمر كأساس للأهلية والعقاب والحساب .. إلا أن ألمانيا مثلا لا تعتبر هذا السن هو سن الرشد وبنت نظريتها على اعتبارات تربوية وثقافية ملخصها : أن هذا السن ليس كافيا للإنسان أن يكتسب المهارات والمعارف الثقافية التي تؤهله أن يكون قادرا على التعامل والتكيف مع متطلبات الحياة العصرية التي نعيشها ..؟ أي أن اثنتي عشر سنة من التعليم الأساسي والثانوي غير كافية لإكساب الطفل المعرفة والمهارات الضرورية للحياة خاصة أن حجم المعرفة تضاعف آلاف ، وربما ملايين المرات عن حجم المعرفة قبل أربعة عقود مثلا .. فصار ينظر إلى الإنسان قبل عمر الثلاثين أنه مازال طفلا ..! أما اليابان لنفس الاعتبارات السابقة وجدت أن الطفل هو ما قبل الثلاثة وعشرين ربيعا ..!
ما دفعني لتقديم الأفكار السابقة هو : على أي أسس ومعايير تم بناء المنهاج الفلسطيني الحالي ؟ وبالأحرى لماذا حذفت مواد الفلسفة والمنطق وعلم النفس من منهاج التوجيهي منذ العام السابق ؟ حسب ما توفر لدي من معلومات أن غالبية المنهاج الحديث أخذت من منهاج ( المملكة الأردنية الهاشمية ) ، والسؤال الرئيسي هنا هو : هل شعبنا الفلسطيني هو الشعب الأردني ؟ أو هل نريد لشعبنا أن يكون مثل الشعب الأردني ؟ وهل نريد لنظامنا السياسي أن يكون مثل النظام الأردني ؟ وإذا كان في الأردن والسعودية لا يدرسون الفلسفة لحسابات ( ملكية ) سياسية ، وليست علمية ؟ هل يجوز لنا أن نكون كذلك ..؟ وهنا أركز فقط على مادتي الفلسفة والمنطق ، هل كان تدريس هاتان المادتان طيلة السنوات الطويلة الماضية خطأ ؟ وأن أجيالنا القديمة التي تعلمت الفلسفة وأسست للثورة وأغنت التجارب الإنسانية بالفكر والحضارة وساهمت إلى حد كبير في تعليم أجيالا في العالم العربي كانت على خطأ ..؟ إذا كانت عدد من أحزابنا وتنظيماتنا السياسية الفلسطينية بما فيها الإسلامية تعتمد في برامجها على معتقدات وأسس فلسفية ، فهل يجوز لنا حذف الفلسفة و عدم تعليمها في مدارسنا ؟ خاصة أن هذه التنظيمات لا تقبل عنصرا جديدا دون سن الثامنة عشر ، وللأسف الشديد لا أحد يلتزم بذلك ؟؟ نحن نعيش في تناقض غريب .. كيف لنا أن نلغي ( الفلسفة ) أم العلوم وأولها ..؟ كيف لنا أن نلغي المنطق وحياتنا كلها مبنية على المنطق الذي ينظم العقل البشري ؟؟ كيف لنا أن نلغي درجة الشك عند الإنسان الذي منها يبدأ الاستنتاج الصحيح ..؟ هل خطرت هذه الأسئلة في ذهن أصحاب القرار ساعة اتخاذ القرار بنسفها ؟ وهل خطر في ذهن هؤلاء كيف لنا أن نبني عقول أبنائنا بدون تفكير ؟؟ هل نريدهم أجساما جامدة ليس لها روح ؟؟ يؤدون الطاعة والولاء للملك أو الأمير أو السلطان ..؟؟
شيخ المناضلين الدكتور حيد عبد الشافي ـ رحمه الله ـ كان يردد دائما أن مشكلة شعبنا تكمن في النظام ، والمقصود بالنظام ليس عكس الفوضى فقط ! بل هو مفهوم مركب وهو يعني باختصار ( المنطق ) أي كيف نستخدم النظام في حياتنا ؟؟ وأولها كيف ندرب عقولنا على التنظيم والنظام وهنا يجب علينا منذ البداية أن نكسب أطفالنا مهارات تنظيم العقل كي يستطيع أن يكتسب المعرفة بشكل منظم .. فالتعلم بمجمله هو عملية تنظيم وتخزين للخبرات والمعرفة المكتسبة .! وأن الطلبة الذين يفشلون في تعلمهم ؛ فشلوا بسبب عدم قدرتهم على تنظيم المعرفة والخبرة ولم يتسنى لهم اكتساب هذه المهارات .. فكيف إذن يا أساطين التربية تحذفون مادة أساسية ومهمة كانت تعلم لأبنائنا ..؟؟ إن أول شيء يقوم به الطبيب الناجح لاكتشاف وتشخيص مريضه هو استخدام المنطق في تتبعه للمرض ، وكذلك المهندس البارع يستخدم المنطق في عمله ..! أيضا فشل المفاوض الفلسطيني في كل مفاوضاته مع الجانب الإسرائيلي نتيجة غياب التفكير المنطقي في نتائج الاتفاقات التي أبرمها مع الجانب الإسرائيلي وخاصة عندما طبقت هذه الاتفاقات على الأرض ..؟ وإذا كانت السياسة هي فن الممكن ؛ فالممكن الذي لا يعتمد على المنطق لا يمكنه أن يكون ممكنا ؟! ولو عدنا إلى مادة أساسية من المنهاج الفلسطيني هي مادة الرياضيات التي تعلم لأبنائنا منذ ما قبل الصف الأول إذا خلت هذه المادة من المنطق والفلسفة فستصبح مادة مجردة لا معني لها وتكون صعبة الفهم .. ونعتقد أن هذا هو الخلل الرئيسي الذي وقع في تدريس هذه المادة منذ البداية فيهجرها الطالب لصعوبتها ، وقد يهجر التعليم برمته لأجل صعوبة هذه المادة في النظام التقليدي ، الذي يخلو من أهمية ومعنى في حياة الطالب ..! شكا لي طلاب من أبنائنا المتفوقين ذهبوا ليتعلموا الهندسة في جامعات الجزائر الشقيقة من بعض المواد الرياضية ، وقالوا لي : إننا لم نتعلم في حياتنا رياضيات كهذه ..؟ وعندما تفحصت الأمر وجدت أن شكواهم في محلها إذ أن الرياضيات في الجزائر لها معنى وروح وتعتمد على المنطق ، وهي ما أطلق عليها رياضيات حديثة أعدت حسب النظام الفرنسي منذ زمن طويل ..
نعم ! مادتا الفلسفة والمنطق من العلوم الإنسانية كانتا تقدمان لطالب التوجيهي بشكل جاف يشعر الطالب وبعض من المجتمع أن لا قيمة من تعليمهما ، وهذا الخلل ليس في الطالب أو المجتمع ، بل في محتوى هاتان المادتان وطريقة تقديمهما وعرضهما للطالب ، فلا المعلم حاول تسييرهما بشكل يستفيد منه الطالب ، ولا محتوى المادتان مرتبط بحياة الطالب العصرية ، التي من المفترض من هاتان المادتان أن تكونا عونا وتيسيرا لفهم باقي المواد المنهجية وغير المنهجية .. ونعم ! إن هذا الموضوع يناقش الآن على مستوى الوطن العربي وتحاول عدة دول حذف هذه المواد من مناهجها التعليمية تلبية لأهداف مشبوهة تستفيد منها أنظمة ديكتاتورية ، وكذلك بدعم كبير من دول قوية لا تريد لأمتنا العربية النمو والتقدم والازدهار .. يريدون من شعوبنا أن تبقى تتمرغ في الجهل والاستهلاك وتأدية الطاعة والولاء للسلطان ..! يريدوننا أجسادا بلا روح أو عقل...
أيها السادة ! يا أساطين التربية ! هل تفحصتم المنهاج الفرنسي أو الألماني وحتى الأمريكي ووجدتم هذه المناهج تخلو من الفلسفة والمنطق ؟؟ إن هذه الدول فيما وصلت إلية من تطور وازدهار في كافة المجالات تنتج فلسفات جديدة تعمل على تحقيق التوازن بين ما تنتجه من التقنيات والحاجات الإنسانية لمجتمعاتها .. المنهاج ليس جسما بلا روح ، وروح المنهاج هو الفلسفة والمنطق اللتان خلتا من تفكيركم عندما قررتم حذفهما من منهاجنا الفلسطيني الذي نسعى بأن يكون عصريا على أساس ربط كل ما تخططه المدرسة من ألوان النشاط الذي يوفر للطالب فرص التفاعل والتعلم والنمو بحيث يستمتع المتعلم بالحياة المدرسية ويمارس فيها ألوان النشاط المتنوع التي تلبي حاجاته ، وكذلك تساعد النشاطات الكثيرة في المدرسة طلابها على النمو المتكامل ويلعب الطالب نفسه دورا فاعلا فيها . ويجب أن يزخر المنهاج التربوي الحديث بالحياة ؛ لأنه ينطلق من حاجات المجتمع والمتعلم ، وهو يحقق التوازن بينهما من خلال المواد والموضوعات المقررة وربطها بالتطبيقات العملية في الحياة وبحاجات المجتمع القائمة والمنتظرة .. ولا بد للمعلم أن يساعد طلابه ويوجههم ليتعلموا بأنفسهم من مصادر التعلم المختلفة التي يكون هو نفسه واحدا منها ، ويساعدهم في تعلم الوصول إلى التعميمات بأنفسهم ويستخدم طرقا متنوعة في تنظيم التعلم ، فهل لنا أن نعود للمقاييس العلمية وليست السياسية التي يريدها المماليك والسلاطين ..؟!





#عبد_الكريم_عليان (هاشتاغ)       Abdelkarim_Elyan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة والبحث عن المفقود ..؟
- حصار السلام ..؟!
- انقلاب حماس هدفه تدمير الديمقراطية وعدم إقامة دولة فلسطينية
- حركة حماس .. وكهف أفلاطون !؟
- سيمفونية الحج رواية
- ليلة حلم في فضائية ( LBC )
- من عرفات وغزة ..!
- يا شعبي في غزة ..!
- يا حماس ويا فتح ويا كل التنظيمات : ابتعدوا عن أطفالنا ..!
- المهاجرون المصريون والعرب إلى إسرائيل ؟!
- بين فلسفة المقاومة وصراع التنظيمات الفلسطينية المسلحة ؟! ( 2 ...
- بين فلسفة المقاومة وصراع التنظيمات الفلسطينية المسلحة ؟!
- خطاب السيد هنية سرد صحفي وديماغوجي وتغييب لوعي الجماهير
- عندما يفلت المجرمون من العقاب يصبح كل الوطن مستباحا ؟؟
- للنساء فقط ..!
- إسرائيل ونظرية الزمن ؟؟
- العيد وغزة المسلوبة من فلسطينيتها وعروبتها !؟
- يا فتح أكشفي عن وجهك ..! إما تكوني علمانية أو تكوني أصولية . ...
- احذروا .. غزة في مهب الريح !
- مرثية إلى أبي خالد عبد الشافي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد الكريم عليان - لماذا حذفت الفلسفة والمنطق من المنهاج الفلسطيني ؟؟