أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - من ذاكرة الأسر 22















المزيد.....

من ذاكرة الأسر 22


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2189 - 2008 / 2 / 12 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأسيران ناصر عبدربه وفراس عويضه
شموع على طريق الحرية
........ القدس كانت دائماً في قلب الحدث وفي دائرته، وهي محور الصراع، وتملك مفاتيح الحرب والسلام، ولم يبخل أهلها في تقديم التضحيات في سبيلها ،وسجلها حافل بالعطاء والتضحيات، والسجون والمعتقلات الإسرائيلية ، كانت وما زالت ملئا بالمعتقلين المقدسيين، هؤلاء المعتقلين المؤجلة قضيتهم إلى المرحلة النهائية،كما هو حال مدينتهم، والتي يستغل الاحتلال ذلك في سبيل تهويدها وأسرلتها ، تمهيداً لحسم مصيرها والسيادة عليها وإخراجها من دائرة ،أي مفاوضة مستقبلية حولها، والمأساة هنا أن الطرفان الفلسطيني والعربي مسلمان بهذا الأمر، فالأسرى المقدسيين محرمون من أية افراجات ،في إطار ما يسمى بحسن النوايا الإسرائيلية، وقضيتهم يرهنّها ويخضعها الاحتلال للابتزاز والاشتراطات، وأهالي الأسرى المقدسيين، يواصلون اعتصاماتهم الأسبوعية ،كل يوم خميس أمام مكاتب الصليب الأحمر في القدس، للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم ، والصحيح والمطلوب هو أن ينفذ الأسرى إعتصاماتهم الأسبوعية أمام مكتب الرئيس والسلطة الفلسطينية في رام الله، ومطالبتهم بعدم الشروع في أية مفاوضات تستثني أبنائهم ، الذين ناضلوا وضحوا من أجل الوطن، ولا يجوز تركهم تحت رحمة الشروط والاملاءات الإسرائيلية، فالكثير من أسرى القدس ، هم من أصحاب الأحكام العالية، والذي قضوا فترات طويلة في السجون الإسرائيلية،فمن أصل ثلاثة وسبعين أسير فلسطيني وعربي ،قضوا في السجون الإسرائيلية عشرين عاماً فما فوق هناك ثلاثة عشر أسير مقدسي، أي ما يعادل 18% تقريباً، ناهيك عن أن الافراجات التي تمت في مرحلة أوسلو، لم تطل سوى عدد محدود وقليل جداً من الأسرى المقدسيين.
وناصر عبدربه (دويات) من قرية صورباهر،إحدى القرى الجنوبية لمدينة القدس، وما يطلق عليها بالموطن الأول لحركة الأخوان المسلمين في القدس، ومن ثم أحد المعاقل الأساسية لفتح في المنطقة ، وناصر كغيره من الشبان المتقدين شعلة ونشاط، مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام/1987 – انتفاضة الحجر- انتظم في صفوف حركة فتح، لكي يقوم ويعبر عند دوره الوطني في مقاومة الاحتلال، ولم تمضي سنة على الانتفاضة ،حتى اعتقل ناصر وشبان آخرين على خلفية نشاطهم وفعلهم الكفاحي والمقاوم ضد الاحتلال، وتبدأ رحلته مع محطة نضالية جديدة ، هي المحطة الاعتقالية، وفي المعتقل آمن ناصر كغيره من المعتقلين، أن الانتفاضة ستحقق الأهداف، التي من أجلها انطلقت في الحرية والاستقلال، ومن هنا كان شعلة عطاء ونشاط على صعيد فتح وعلى الصعيد الإعتقالي، وناصر الذي كان يقضي محكوميه ليست طويلة ، لفقت له إدارة السجن تصفية أحد المتعاونين معها في المعتقل، ليحكم بالسجن المؤبد، وفي المعتقل يصقل تجربته وخبراته التنظيمية والإعتقالية، ويصبح محط ثقة أخوته في الحركة الفتحاوية والحركة الإعتقالية ، وكم من مرة أصبح عضواً في هيئاتها القيادية التنظيمية، وكذلك كان في الكثير من المرات مسؤولاً عن "الكنتينة" مالية السجن، ولاحقاً أصبح ممثل المعتقل، وناصر المناضل ، يتمتع بروح الكيف والمرح ، وهو بالمناسبة من عشاق مطربة الشباب نانسي عجرم، وعندما كتبت عنها مقالة في صحيفة القدس ، منتقداً ما تقدمه من فن هابط، بعث لي رسالة مع الأسرى ، يقول لي فيها طبعاً بمودة ومحبة ، اكتب عن كل شيء يا أبو شادي إلا عن نانسي فهي معشوقة ومطربة الشباب، وأذكر انه عندما كنا في سجن نفحة عام 2002 ، كان ناصر من أكثر الأسرى حيوية ، وهو من رياضي السجن ، ويعشق ألعاب كرة السلة والطائرة، وعادة ما يكون "كبتن" فريقه في هذه الألعاب، وبحكم "الجيرة" كانت تربطني بناصر علاقات جيدة ونتفاعل مع بعضنا في الأمور الإعتقالية والحياتية وغيرها، وفي شهر رمضان ، كان الأسرى يقيمون الولائم والعزائم الرمضانية، وقد أقام ناصر وأخوته الأسرى في غرفة 25 قسم ألف في سجن نفحة القديم ، وليمة لعدد من الأسرى وكنت أنا من ضمن هؤلاء الأسرى، وعندما تكون هناك وليمة رمضانية، ينهمك الأسرى في التحضير والترتيب لهذه الوليمة، ووليمة الأسرى هنا تكون "مناسف" دجاج، حيث يختصر الداعين حصصهم من الدجاج الأسبوعية لضيافة المدعوين، وطبعاً الحديث يجري هنا، عندما كانت الحركة الأسيرة ، تعيش أيام عزها، وقبل أن تهاجمها إدارات السجون وننزع منها الكثير من المنجزات والمكتسبات ، مثل المرافق الاعتقالية كالمطبخ والمغسلة وغيرها، حيث كانت تلك المرافق بيد الأسرى الأمنيين.
أما الأسير فراس عويضة من منطقة وادي الجوز في القدس، فقد عرف هو الآخر طريقه للعمل الوطني مبكراً، حيث انتظم في إطار اتحاد لجان الطلبة الثانويين في القدس، أحد الأذرع الطلابية المقربة من الجبهة الشعبية، وكان من المبادرين لنشاطات هذا الإطار في العديد من مدارس القدس، فهو يهتم بتوعية وتثقيف وتأطير الطلبة الثانويين بهمومهم ومشاكلهم الطلابية والوطنية، ويقوم بالعديد من الأنشطة من إقامة المعارض مثل معرض الكتاب، وأنشطة فنية وتراثية ملتزمة، ناهيك عن إصدار مجلة حائط ثقافية، وإحياء المناسبات الوطنية مثل يوم الأرض ويوم الأسير وذكرى الاستقلال وغيرها، ومع بدايات الانتفاضة الثانية عام/ 2000 ،شارك فيها هو وعدد من رفاقه بفاعلية ،ورأى أن القدس ،يجب أن تلعب دوراً بارزاً في هذه الانتفاضة، وفي النصف الثاني من عام /2001 ، يتم اعتقاله ، ويحكم بالسجن لمدة ثمانية أعوام ، ويبدأ رحلته الإعتقالية متنقلاً بين السجون الإسرائيلية، وفي السجن يطور بشكل كبير من قدراته الثقافية والتنظيمية ، وخصوصاً في الجوانب الأدبية، وأصبح لديه قدرات جيده جداً في مجال كتابة الخاطرة الأدبية ، وكذلك الشعر والمقالة الأدبية وغيرها، وفراس رغم أنه في سن الشباب،إلا أنه بفضل رؤيته بأن المعتقل ،محطة ومكان يستطيع المناضل ،أن يحقق فيه الكثير على صعيد الاستفادة في حقول العمل التنظيمية والسياسية والإعتقالية والثقافية وغيرها، أما إذا بقي منشداً لذاته ولهمومه الشخصية،فإنه يخرج من السجن دون أن يحقق أية إنجازات تذكر، وفي العديد من المرات،عندما تسأل عن هذا الأسير أو ذاك ، فلربما يجيبك الكثيريين، بأنه خرج من المعتقل كما دخل، أي بمعنى أنه أهدر وأضاع وقته وسنوات عمره، دون أن يحقق الفائدة المرجوة، وفراس طاقة تكمن فيها الكثير من الإبداعات والمبادرات ،إذا ما أحسن استغلالها بشكل جيد وخلاق، فأنا قانع أنه قد يبدع في مجال العمل الشبابي والمجتمعي، وخاصة أن الشباب في مدينة القدس في غياب المؤسسات الراعية والمؤطرة، يعيشون حالة من الضياع والفراغ والاغتراب.
وختاماً أقول بالضرورة،أن لا تبقى قضية أسرى القدس كما هو حال مدينتهم ،مؤجلة إلى المراحل النهائية ، والتي ربما إن أتت يكون الكثير منهم في عداد الشهداء.

راسم عبيدات
القدس – فلسطين

11/2/2008
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يفاوض من ؟
- من ذاكرة الأسر 21
- بين -فينوغراد- وحزب الله ...
- من ذاكرة الأسر 20
- شهر الحزن والوفاء الجبهاوي ....
- وترجل العملاق / حكيم الثورة وضميرها
- من ذاكرة الأسر 19
- حصار وجوع وموت وضمائر غائبة
- موسم ذبح غزة وأسرلة وتهويد القدس ...
- من ذاكرة الأسر 18
- من ذاكرة الأسر 17
- وترجل د.احمد المسلماني - أبو وسام- مبكراً
- حكيم الثورة آخر ما تبقى من/ عمالقة النضال الوطني اللسطيني ..
- مائة وثلاثة وتسعين شهيداً في السجون الإسرائيلية والحبل على ا ...
- الحجاج الفلسطينيون - بهدله على الدخله وبهدله على الدخله- ... ...
- عمداء الحركة الأسيرة الفلسطينية ..
- من ذاكرة الأسر 16
- أنابوليس وترجماته العملية إسرائيلياً ...
- منع الأنشطة الفلسطينية في القدس / رسالة-سلام- إسرائيلية أحرى ...
- من ذاكرة الأسر 15


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - من ذاكرة الأسر 22