أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - خالد صبيح - الموقع المهذب















المزيد.....

الموقع المهذب


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 678 - 2003 / 12 / 10 - 06:06
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


قيل قديما: بضدها تعرف الاشياء
قد يبدوهذا العنوان اتهاميا للاخرين لكنه في الواقع  لايقصد احدا بعينه ولااسما محددا بقدر مايشير الى ممارسات غير مشرفة في بعض المواقع استدعت اطلاقه. وهذا هو مدخلنا للحديث عن الحوار المتمدن. فلكي تصف هذا الموقع عليك ان تنظر في امر المواقع الاخرى. والمسالة في عمومها ليست سلوكا فرديا وتنافسا مهنيا وانما هي مسالة صراع وتوجهات وعقليات.
في العام الماضي كانت الكتابة عن الحوار المتمدن مربكة لانها اثارت تحفظات من الوقوع في مطبات المجاملة الزائفة والمديح  المجاني الفارغ  ـ مع ان الحوار المتمدن لايمنع او يحجب حتى الشتائم بحقه ومن لايصدق فليقرا التقييمات في سجل الزوار ـ  حينذاك كانت هناك امور كثيرة لم تتضح معالمها بعد، على الاقل لي شخصيا. فقد كانت اطياف الوهم، او قل السذاجة،  تحوم على الوعي، والكثير من التسويقات الشكلية للمواقع ولاصحابها انطلت علينا ولم يدر في الخلد انذاك ان هناك من يبغي اشياء واشياء، معلومة وخفية،  من مواقعه غير مايدعي او يعلن او قل ابعد منهما. منها المجد والشهرة ومنها لعب ادوار خاصة ولاهداف خاصة وربما لنزوات نفسية تتوق للتحكم او الاحتكاك باصحاب القلم، فسعوا، كل بدوافعه، من اجل احتكار الاسماء والمواد وفرض الشروط والاملاءات. وبنفس الوقت تحولت ذات المواقع الى تجمع فئوي خاص لجماعة بعينها يتبادلون فيه الحوار والمديح  وتفخيم الذوات والنفخ الرخيص لبعضهم البعض، فهذا استاذ فاضل وذاك مفكر كبير واخر رمز العراق وصار ذكر العديد من الاسماء فيها مسبوق بسطر طويل من الالقاب والمدائح.  وحولا الموقع والعالم الى ملكية خاصة بهم يقصون منهما من يشاءون ويقربون (حبايبهم)  حتى ليشعر اي شخص خارج هذه( الهلمة)  بانه ضيف، ربما ثقيل، لانه لايلعب لعبة التهريج اياها، وعليه ان يجلس في ركن قصي، عند الباب، مستعدا لان يتقبل امر ابعاده من المكان في اية لحظة لان جوقة المرح لاتهضم حضوره الدخيل. وفعلا صارت بعض المواقع مواقع لشلل خاصة يتبادل فيها الرواد المدائح حيث يسبغون على بعضهم البعض الالقاب والمسميات التبجيلية في اسلوب سطحي وفج حتى تحول الدخول الى هذه المواقع لايبعث الا على الضيق والغثيان. وسادت في هذا الجو لعبة الزعل والدلال والاشتراطات،  فيعلن احدهم اعتزامه التوقف عن الكتابة( ولاادري لماذا يعلن ذلك؟ ) فتاتيه حملة تضامن مملوئة بالهتافات بمجده وبقلمه ودوره  في تهريج مخز  كعرس واوية حقيقي فتنتهي التمثيلية نهايتها المعهودة بعودة البطل ويحل السلام وتتحقق السعادة، واخر ينصب نفسه قاضيا وناقدا لما يرد من كتابات وبعناوين مختلفة نافثا احقاده ونرجسيته ومزاجيته مفترضا قدرته وصلاحيته للحديث بكل شان.
 طبعا هنا نبعد من هذا التوصيف والتقييم المواقع ـ الواجهات للاحزاب( العريقة) المنغلقة والمكتفية بذاتها، مالكة سر الحقيقة واكسير الخلود، لمأساوية وهزال اوضاعها، حيث تحولت مواقعها، التي هي شكل للصلة بينها وبين جمهورها، الى تجسيد صادق لحالة التيبس والجمود وتكلس العظام فصارت هياكل فارغة وشبحية ليس فيها سوى اعلانات وتبشيرات من بقايا اعلام الانظمة الاستبدادية وروائح الايدلوجية الشمولية تمجد فعاليات ونشاطات قائدها حتى في ذهابه الى الحمام.
احد الاسلاميين المصابين بغيبوبة حضارية شتم الحوار المتمدن في سجل الزوار زاعجا القارئ بجنجلوتيته عن فوز الاسلام( الف مبروك!!)  وسقوط الفكر الغريب والكافر، غافلا، لاضمحلال وعيه، عن ان الحالة الوحيدة التي مارس فيها انسانيته المفتقدة  بقوله لرايه المختلف اتاحها له موقع الحوار المتمدن الكافر وليس غيره!!.. وهو وغيره من المتحجرات يدرك ان لاهو ولا (الكفار) بمقدورهم قول كلمة يعلنون فيها اختلافهم في الرؤية مع الاسلاميين من على منابرهم الخاصة لانها حكر لظلاميتهم وعالمهم المغلق البائس. واخر راهن على ان كلمته (العبقرية) في تحقير الحوار المتمدن واتهامه بالارتزاق ستُرفع من الموقع لكن رهانه سقط.  مسكين فهو وامثاله مازالوا في حضيض الانغلاق وموت  الوعي السريري لايستطيعون تلمس حراك الحياة ومفاهيم التجديد والديمقراطية التي عاشوها، بغير قصد وعفوية، على موقع الحوار المتمدن.
 هذه صورة واقعية حسبما ازعم عن واقع المواقع الالكتروني التي يتفرد عنها الحوار المتمدن بانه بقي بعيدا عن خزعبلاتها، من اقصاء وتهريج وتمشدق. ممارسا حضوره بهدوء وفعالية،  فليس فيه شلل ولاجماعات ولامحابات لاحد اوتفضيل احد على اخر، وان تسللت اليه بعض الاقلام السمجة مستغلة انفتاحه وسعة صدره لتقدم خطابها السقيم والعدواني.( لكن ماذا نفعل فهذه حرية الراي علينا احتمال نتائجها). وعمل كذلك بدأب وصبر واحتمال على بناء ورعاية مشروع تقديم الفكر العلمي والعقلاني وتقديم صورة طيبة عن الاختلاف في الراي دون ادعاء وبفهم ناضج للحوار العصري والمتمدن.
اذن الموقف هذه المرة في الحديث عن الحوار المتمدن في ذكراه الثانية صار مختلفا.. فوسط هذه الاجواء الصراعية والمتشنجة صار الكلام عنه نوع من الدفاع عن قيم و عن عقلية  وليس مجاملة ومديح. فوسط الكوارث لم يبق لنا الا بعض القلاع الصغيرة تحمينا وتحمي فكرنا ومنها واولها الحوار المتمدن، فكثيرا مايتبادر الى الذهن، عند حصار المواقع الاخرى لنا، بان هذه القلعة هي الوحيدة التي ستبقي بابها مواربا لنا وستحتضننا  وسوف لن تتنكر لاحد كما ان لااحد سيتنكر لها لانها ببساطة لاتحارب احدا  ولاتعادي احدا ولاتستعدي احد على اخر.. ويبقى سلوك ادارتها المتواضع في تواريه عن الانظار وفي عدم فرض رؤيته ومزاجه على الاخرين، والحديث معهم بصوت خافت، ودود ومهذب، علامة قوة وجمال في الحوار المتمدن، فلا شيء اجمل ـ عندي ـ من الابتعاد عن الاضواء والحديث الهامس الخجول والصدق في التعامل  بغير ضجة ولابهرجة.
لهذا كله ولغيره صار من حق الحوار المتمدن علينا ان نصفه  وندعوه بالموقع المهذب.

السويد  
2003‏‏-‏12‏‏-‏09‏



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة الراي واقعها ودورها
- البعث يضع النقاط على الحروف
- نبوءة الخراب وتجلياته
- النقد نقاش وحوار وليس عنفصة إفهام لفريد بن ايار
- مسيحيو العراق الحجاب الاسلامي والمشروع الوطني
- قرارالغاء عقوبة الاعدام وسؤال المشروعية والجدوى
- الاجتثاث بالحوار
- المسالة الكردية الفدرالية والديمقراطية وحق تقرير المصير
- جريمة قتل في شارع عام - قصة مقتل اولوف بالمة
- عالم صدام حسين بين حضور التاريخ وغياب المؤلف مدى شاسع من الذ ...
- غياب المنهج وسطحية المعايير رد على الدكتور احمد البغدادي
- علاقات العراق بمحيطه ضرورية ومشروطة
- في تشريح المقاومة العراقية
- المثقفون لعراقيون تشوش الرؤية في تقييم التجربة الذاتية
- راي في فتوى هدر دماء البعثيين
- الاحزاب السياسية العراقية ودورها في بناء مستقبل العراق
- اعتذار صريح للشعب الكردي
- تحكيم القراء في شتائم علاء اللامي
- التيار الاسلامي المتشدد ورؤية الواقع المشوشة
- حول تسمية النظام البعثي والموقف منه


المزيد.....




- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3 / عبد الرحمان النوضة
- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - خالد صبيح - الموقع المهذب