|
فكر القرآنيين تحت المجهر، الحلقة الثانية: (السنة والتراث-2)
نهرو عبد الصبور طنطاوي
الحوار المتمدن-العدد: 2189 - 2008 / 2 / 12 - 10:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
استكمالا للحلقة الثانية، أقدم ما تسنى لي إدراكه حول ما نسب إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام من أقوال وأفعال وأحداث، ثم نتناول فكر القرآنيين بالنقد والتحليل حول (السنة والتراث) وذلك على النحو التالي:
أما عن ما يسمى بالسنة فسوف أنقل بعض الفقرات من كتاباتي التي كتبتها منذ أكثر من ثلاثة أعوام في كتابي (قراءة للإسلام من جديد)، وفي مقالي: (طاعة الرسول واجبة في حياته وليست بعد وفاته). وما ذكرته في كتاباتي هذه هو ما علمته وما أوقن به وأومن من خلال فهمي وإدراكي الشخصي لما يسمى بالسنة:
السنة في لسان قوم الرسول هي: الطريقة والمثال. السنة في اصطلاح الفقهاء هي: كل قول أو فعل أو تقرير للرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى ذلك رأى الفقهاء وجوب اتباع الرسول في كل فعل أو قول أو تقرير نسب إليه عليه الصلاة والسلام. إن مصطلح السنة بهذه الطريقة التي اصطلح عليها الفقهاء لم يرد له أي ذكر في القرآن وليست له أية شرعية قرآنية (وأعني هنا وجوب اتباع كل فعل أو قول أو تقرير للرسول صلى الله عليه وسلم على وجه العموم), فلم يرد في القرآن وجوب أتباع كل ما يصدر عن الرسول من قول أو فعل أو تقرير هكذا على وجه العموم، أو جعله مصدرا ثانيا للتشريع ومساويا للمصدر الوحيد الذي هو القرآن الكريم. إن كل ما ورد عن الرسول بطريق متواتر (أي لا خلاف عليه) كالقرآن وكيفية أداء الصلاة والصيام والزكاة والحج، والعمرة والأذان والإقامة والطهارة ومواقيت الصلاة وغير ذلك من الأفعال المتواترة التي لم يختلف عليها اثنان من المسلمين سنة كانوا أو شيعة أو أي مذهب آخر من المذاهب الإسلامية منذ كان الرسول حيا وإلى يومنا هذا، كل هذا هو وحي من عند الله مساو للقرآن تماما، وقد اتفق أهل ملة الإسلام قاطبة بلا استثناء على وجوبه وشرعيته.
إذاً ما تواتر عن الرسول صلى الله عليه وسلم في كيفية أداء العبادات إنما هو بوحي الله إلى رسوله، ليريه كيف يصلي وكيف يحج وكيف يتطهر وغيرها من الأفعال والأقوال المتواترة، وهذا لا اختلاف فيه مع أحد في أنه شرع ودين ووحي أوحاه الله إلى رسوله صلي الله عليه وسلم ولا خلاف بين أمة الإسلام بجميع طوائفهم وفرقهم في هذا. إلا أن هذه العبادات وكيفيتها ليست هي السنة التي يقصدها الفقهاء، فما يقصده الفقهاء هو ما جاء في البخاري ومسلم والترمذي وبن ماجة وأبو داود ومسند أحمد وغيرها من كتب الأحاديث، فأوجبوا على المسلمون اتباع كل ما جاء في هذه الكتب دون مناقشة أو اعتراض، وإلا كفرنا وارتددنا عن الإسلام. أما الحقيقة التي أعلمها بإدراكي الشخصي فهي أن كل ما نسب للرسول من أحاديث غير متواترة وغير متفق عليها بين أمة الإسلام أو ما يسميه الفقهاء بأحاديث الآحاد ، كل هذه الأحاديث يرفضها القرآن في الحالات التالية: في حالة إضافة أحكام على ما جاء في القرآن. في حالة إضافة محرمات على ما حرمه الله في القرآن. في حالة مصادمة أو مناقضة لما جاء في القرآن.
حديث الآحاد: [ خبر الآحاد هو كل خبر يرويه الواحد أو الاثنان أو الأكثر عن الرسول (ص) ولا يتوافر فيه شرط المتواتر. أما عدد أحاديث الآحاد فمجموعه يزيد على 599 ألف حديث أي الغالبية العظمى من الأحاديث التي نسبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه الأحاديث قال عنها جمهور العلماء أنها أحاديث ظنية بمعنى ليست قطعية في ثبوتها عن الرسول أي مشكوك في نسبتها للرسول، وهذا ليس قولي بل هو قول جمهور علماء السنة، وأذكر شيئا مما قيل عن أحاديث الآحاد مما خطته أيدي العلماء أنفسهم: قال الأستاذ المرحوم الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه "أصول الفقه" عن حكم حديث الآحاد: (حديث الآحاد يفيد العلم الظني الراجح, ولا يفيد العلم القطعي, إذ الاتصال بالنبي (ص) فيه شبهة. ويقول صاحب كشف الأسرار فيه: الاتصال فيه شبهة صورة ومعنى, أما ثبوت الشبهة فيه صورة, فلأن الاتصال بالرسول لم يثبت قطعا (أي بصورة قطعية), وأما معنى، فلأن الأمة تلقته بالقبول "أي في الطبقة التي تلي التابعين"). ويقول الشيخ أبو زهرة: (ولهذه الشبهة في إسناد الحديث بالرسول (ص) قالوا إنه يجب العمل به إن لم يعارضه معارض, ولكن لا يؤخذ به في الاعتقاد, لأن الأمور الاعتقادية تبنى على الجزم واليقين, ولا تبنى على الظن, ولو كان راجحا, لأن الظن في الاعتقاد لا يغني عن الحق شيئا). وأين دليل الشيخ أبو زهرة على أن حديث الآحاد يؤخذ به في غير الاعتقاد؟.
هل كل قول أو فعل أو تقرير للرسول بوحي من الله؟: قال تعالى في سورة النجم: (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى). يعتقد البعض أن كل كلمة نطق بها الرسول وكل فكرة خطرت له وكل خطوة خطاها هي بوحي من الله، وهذا فهم خاطئ للآية الكريمة، ومخالف لنصوص القرآن ووقائع السيرة، فقد عرضت على الرسول أسئلة كثيرة من المسلمين وغير المسلمين، فلم يكن لدى رسول الله جوابا عليها حتى يتنزل عليه القرآن بالإجابة، وكانت هناك اجتهادات للرسول كثيرة في بعض المواقف، فكان القرآن ينزل بخلافها ويعارضها، وسياق الآيات القرآنية نفسها يشهد بذلك وسياق السيرة كذلك، وليس هنا محلا لحصرها فهي كثيرة، فالمقصود من عدم نطق الرسول إلا بوحي وفق إدراكي هو ما نطق به الرسول من قرآن، أو توجيه الله لرسوله في بعض المواقف. وكان للوحي دورا أيضا مع الرسول في غير القرآن، كتوجيه الرسول في قيادة المسلمين والحكم بينهم بما أراه الله لقوله تعالى: (فاحكم بينهم بما أراك الله) وكان للوحي دورا أيضا أثناء خوضه صلى الله عليه وسلم للمعارك ضد أعدائه، وكان دور الوحي أيضا للرسول في غير القرآن يكمن في تثبيت الرسول والذين أمنوا معه بإنزال السكينة والطمأنينة في قلوبهم.
تكرار القرآن وتأكيده على طاعة الرسول كان للذين عاصروه في حياته: إن ورود عشرات الآيات التي تأمر وتحض على طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في القرآن، إنما تنم عن تثبيت الله لأهمية طاعته صلى الله عليه وسلم في نفوس أصحابه وعدم مخالفة أمره، وأراد الله أيضا أن يعلمهم أن طاعته صلى الله عليه وسلم هي بإذن من الله، وهي طاعة لله، وأن ما ينطق به من قرآن ودين هو وحي من الله، وليس عن هوى أو اجتهاد شخصي، أيضا إن التكرار الكثير والتأكيد الصارم على طاعة الرسول إنما ينم عن عدة أمور هامة وهي كالتالي: - تصديقه صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه من القرآن العظيم وتثبيت ذلك في نفوس المسلمين, فالمسلمون وقتها كانوا حديثي عهد بالإسلام، وكانوا أيضا خارجون لتوهم من الجاهلية بعاداتها وتقاليدها وأعرافها وحميتها للقبيلة والنسب, فالتكرار والتأكيد في ذلك الوقت على طاعة الرسول وأن طاعته من طاعة الله يثبت في نفوس المسلمين عدم تحيز رسول الله فيما يقوله أو يأمر به أو يفعله إلى فئة ما أو قبيلة ما أو عصبية ما، بل إن ما يقوله ويفعله من أمور الدين هو بإذن من الله وتوجيه منه سبحانه لرسوله – صلى الله عليه وسلم – وليس من عند نفسه. - كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقتها يؤسس لأمة ويؤسس لدين سيكون أتباعه يوما ما عددهم بالملايين وهذا شيء ليس بالسهل ولا اليسير, وذلك مما جعل القرآن يؤكد دائما علي طاعة الرسول وعدم الخروج عن حكمه وقضائه وأمره، وأن أي شك في رسول الله هو بمثابة شك في القرآن, لأن رسول الله –صلى الله عليه وسلم– لو عمد إلى التحيز أو الخطأ أو الكذب، لكان أدعى لأتباعه أن يشكوا في القرآن وما جاء فيه من أحكام وأوامر ونواهي، فكان لابد من التأكيد الدائم والتذكير المستمر بطاعة الرسول، لأنه حينئذ يؤسس ويبني أمة جديدة على العالم وعلى أتباعها.
إذن فتكرار القرآن وتأكيده على طاعة الرسول مرات كثيرة لم يكن لمجرد التكرار أو لمجرد التذكير بطاعته وحسب، ولم يكن ذلك التأكيد وذلك التكرار للذين يأتوا من بعده كما يزعم الفقهاء، بل كان للذين معه وللذين عاصروه في حياته على وجه التحديد، والدليل على ذلك أنه كانت هناك أسباب كبيرة وخطيرة تقف وراء هذا التكرار والتأكيد، حتى يكاد ينطق بها القرآن ويقرأها المرء في سياق النصوص التي جاءت تأكد على طاعة الرسول وتحذر وتنذر من معصيته. وأما ما نسب إلى رسول الله من أحاديث، فيجب أن يوضع في ميزان القرآن فما وافق منه القرآن، فلنأخذ به، وما خالف منها القرآن، أو وضع أحكاما لم يأت بها القرآن، أو أحل حراما، أو حرم حلالا، لم يأت ذكره في القرآن، فيجب تركه وعدم العمل به.
طاعة الرسول بعد وفاته : أما طاعتنا للرسول بعد وفاته ففيما جاء به من قرآن، وفي بيانه لكيفية عبادة الله من صلاة وزكاة وصيام وحج وطهارة وغيرها من عبادات، وطاعته صلى الله عليه وسلم والتأسي به، وكيف أنه كان يطيع الله ويعبده ويتبع ما أوحي إليه. والتأسي به صلى الله عليه وسلم في خلقه العظيم، والطاعة في هذا واجبة على جميع المسلمين سواء في حياة الرسول أو بعد مماته، ووجوب طاعة الرسول في ما جاء به من قرآن للأسباب التالية: - القرآن هو الإسلام وهو الدين وهو الشريعة. – القرآن وصل إلينا بالتواتر عن جمع غفير من المسلمين أحالت العادة دون تواطؤهم على الكذب. – القرآن ذكر للعالمين في حياة الرسول وبعد مماته. إذن فطاعته صلى الله عليه وسلم بعد وفاته تكون في الإيمان بما جاء به من قرآن والعمل به، لأن ما جاء به الرسول وبلغه عن ربه من قرآن وعبادات هو كلام الله وهو الإسلام، وشرعه ودينه وحكمه وأمره للناس، فليس لمسلم مؤمن بدين الإسلام أن يرده أو يعارضه ما دام أنه رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد –صلى الله عليه وسلم– رسولاً, ولا سبيل لمسلم إلا أن يعمل بما جاء فيه من أحكام ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
هذا نتيجة بحثي وإدراكي الشخصي وما أوقن به منذ سنوات حول ما ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام من أقوال وأفعال من غير القرآن، فأنا لا أنكر كل ما ورد عن الرسول ولا يمكنني ذلك، ولا أقبله كله كذلك، وإنما أضعه في ميزان القرآن والعقل والبحث العلمي، فما رجحه القرآن والعقل والبحث العلمي أعتمده كدين ووحي من عند الله، وقد جئت بتلك المقتطفات من كتاباتي التي كتبتها منذ سنوات وهي منشورة على الكثير من المواقع، حتى لا يزايد أحد علي في هذه المسألة، وحتى لا يظن أحد أنني أتبع ذلك الفكر المبتور الأعور الذي يسمى بـ (فكر القرآنيين).
ومن هنا أطالب جميع المهتمين بالفكر الديني الإسلامي في كافة مواقعهم، أن يعتمدوا القرآن الكريم كمرجعية وحيدة للحكم على ما جاء فيما يسمى بالسنة من أحكام تشريعية ودينية وتحريمية، وكذلك على الاجتهادات الفقهية لكل من تصدر للفتوى والاجتهاد، وألا نحكم بالسنة على القرآن في الجانب التشريعي الأحكامي، بل العكس هو الصحيح، ولنعلم أنه لن يستقيم الدين باستقلال البعض بأحدهما وإعفاء الآخر، ولنعلم كذلك أن ما نسب إلى الرسول قد يحمل في جزء ليس بقليل منه، الكثير من التنبؤات الغيبية المستقبلية، وقد تحقق جزء كبير منها، وهي بالتأكيد من الوحي الذي أوحى الله به إلى خاتم النبيين محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، وبدون ذلك سيظل الباب مفتوحا على مصراعيه للاختلاف والتناقض والتضارب في أحكام الدين.
ومما أعلمه وأوقن به كذلك من خلال إدراكي ودراستي الشخصية لهذا الموضوع، أن كل ما ورد عن الرسول في كتب السنن كالبخاري ومسلم ومسند أحمد وغيرها من كتب التراث والتاريخ، لا أكذبه كله ولا أصدقه كله، ومع ذلك أرى أنه قد يكون هناك الكثير مما ورد في هذه الكتب من أقوال وأفعال تنسب إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام كحياته الشخصية وصفاته وأقواله وأفعاله وأوامره ونواهيه واجتهاداته، قد تكون صدرت عنه بالفعل، وقد تكون صحيحة في نسبتها إليه عليه الصلاة والسلام، فليس من المنطق ولا من العقل ولا من البحث العلمي الجاد أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام لم يتكلم بكلمة واحدة في فترة تبليغه للرسالة والتي مكثت نحو ثلاثة وعشرون عاما إلا بالقرآن فقط، فهذا محال ولا يقول به من ليس لديه أدنى مسكة من عقل.
إن بعض السذج من الذين لا يعلمون والذين لا يبصرون، ممن ابتلي الإسلام بانتمائهم إليه، لا يفرقون بين النصوص الدينية التي أوحى الله بها في القرآن وغير القرآن، وبين التطبيق الفعلي العملي لتلك النصوص، ولا بين تأثير الواقع وثقله في تحديده وفرضه لكيفية تطبيق النصوص، فهناك فرق لائح بين النص، وبين طرق وكيفية تطبيقه والتي يفرضها الواقع ويحددها، فالنص كما هو لا يتغير إنما الواقع هو من يتغير ويتبدل، وتبدل الواقع وتغيره المستمر يفرض على الشخص أو الجماعة التي تريد تطبيق النصوص، سلوك سبل أخرى أو طرق مختلفة لذلك التطبيق عن الذين مضوا، وذلك وفق ما تقتضيه الظروف وما يمليه الواقع، فتطبيق النصوص هو طاعة لله وفق ظروف وواقع وموقع كل جماعة وكل شخص ومدى اجتهادهم واختلافهم في إصابة مناط التطبيق، وذلك التطبيق المختلف بين الناس للنصوص الدينية ليس هو النصوص الدينية بذاتها حتى ولو كان المطبق للنصوص الدينية هم الأنبياء والمرسلون، فهناك فرق كبير بين النص في ذاته كنص، وبين محاولات تطبيقه من قبل جميع الناس على اختلاف مواقعهم، فقد يصيب البعض في مناط التطبيق وقد يخطئ الآخرون، والعكس، لذلك فمن الخطأ اعتبار تطبيق النص الديني مساويا تماما للنص الديني في ذاته، وهذه مسألة دقيقة ينبغي التنبه لها من قبل المهتمين بالفكر الديني.
ومثالا على ذلك: لو أن شخصا يعمل في شركة ما في إحدى الدول العربية وقام بإجازة يقضيها في بلده، وبعد فترة اتصل به مدير الشركة وطلب منه الحضور إلى مقر الشركة في خلال ثلاثة أيام وإلا سيفصل من عمله، هنا يفرض الواقع ظروفه على هذا الشخص، فهل يتمكن من السفر بالفعل في تلك المدة أم لا؟، وهل ستمكنه توافر أو عدم توافر وسائل المواصلات من السفر في تلك الفترة أم لا؟ وهل ستمكنه عوارض الطريق من إتمام سفره أم لا؟ وغيرها الكثير والكثير من التوقعات والأشياء التي قد تعترض ذلك الشخص في تنفيذ ما أُمِر به. هكذا هي طبيعة النصوص الدينية، مِثْلاً بمِثْل.
فقد يكون كثيرا مما ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام في كتب التراث، هو كيفية تطبيق الرسول للوحي وفق ما تقتضيه الظروف البيئية والثقافية والواقعية والاجتماعية للقرن السابع الميلادي، فمن المعلوم لكل من له أدني نصيب من العلم والوعي، أن النصوص الدينية أو غيرها من النصوص لا يُوْحَى بها من الله ويُوْحَى معها بواقع تطبيقها، ذلك لأن الواقع موجود بالفعل وله ثقله وله متطلباته وظروفه وآلياته التي تفرض على أهل ذلك الواقع ما يجب أن يفعلوه، وعملية تغيير الواقع تتطلب جهداً جباراً ووقتا طويلا شاقاً من العمل المنظم والبحث العلمي الحقيقي والممنهج، والعقل الجاد النزيه، وليس بالجلوس خلف شاشات الكمبيوتر وكتابة أي كلام أو أي أوهام أو أي تهيؤات أو أي مجاملات في أي شيء، انتصارا لطائفة بعينها أو مذهب بعينيه أو أشخاص بعينهم، إنما العمل الجماعي المنظم والفكر العلمي الجاد والنشاط العقلي الحقيقي، والذي ينبغي أن تكون نتائجه لكل البشرية، وليس ذلك لبني البشر وحسب، إنما ينبغي أن تكون للكائنات الأخرى، بل وللأشياء من حولنا.
أما عن الدكتور صبحي منصور وأتباعه من القرآنيين، فلم يقدموا للناس أي برهان علمي أو عملي أو عقلي جاد على صحة وصدق النسخة القرآنية التي بين أيديهم وأيدي المسلمين حتى هذه اللحظة، وهل هي نفسها النسخة الأصلية التي بلغها الرسول عليه الصلاة والسلام للمسلمين دون زيادة أو نقصان، أم لا؟؟. إن فرقة أهل القرآن وعلى رأسهم الدكتور منصور لم يقدموا للناس ولا لأنفسهم أي دليل علمي عقلي عملي تاريخي على صحة وصدق النسخة القرآنية الموجودة بين أيدي المسلمين في العالم الآن، فلم يقدموا سوى شهادة القرآن لنفسه والتي جاء فيها: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، وهذه الشهادة وكفى، تعد شهادة مجروحة أمام المنهج العلمي والعملي والعقلي كذلك، ولن يستطع أهل القرآن، أن يقدموا للناس أي برهان عملي علمي عقلي على صحة وصدق النسخة القرآنية الموجودة بين أيدي الناس الآن، إلا بالرجوع إلى كتب السنة وكتب التراث وكتب التاريخ الإسلامي، وبما أنهم لا يعترفون بكتب السنة والتراث والتاريخ ويخطئوها جميعا، فلا سبيل لهم لإثبات ذلك، بل ولن يستطيعوا أن يثبتوا صحة وصدق القرآن الموجود بين أيديهم وأيدي المسلمين الآن دون الرجوع إلى إثبات ذلك من كتب السنة والتراث والتاريخ الإسلامي. ولا سبيل آخر لديهم لإثبات ذلك إلا بحال من اثنتين، الأولى: أن يقولوا أن القرآن قد أوحاه الله إليهم مرة أخرى من دون الناس. الثانية: أنهم كانوا شهداء على عصر الرسول والرسالة وما زالوا أحياء منذ عصر الرسالة حتى هذه اللحظة. وكلا الحالين محالان.
ومن المفارقات الملفتة في فكر القرآنيين والجديرة بالذهول والدهشة، ذلك التناقض الشائه والفاقع في تناول القرآنيين لكتب التاريخ والتراث الإسلامي، فتارة تراهم يشنعون على كتب التراث والسير والتاريخ الإسلامي، ويشنون عليها قاصفا من الوصف بالكذب والتدليس والتلفيق والخداع والتزوير، وتارة أخرى يقومون بنقد وتقييم أحداث التاريخ وشخصيات التاريخ، وإنزال الأحكام القطعية المطلقة على أولئك الأشخاص وتلك الأحداث بطريقة لا تقبل الشك أو المناقشة أو المراجعة، من نفس تلك المصادر بعينها، وإلا ما هي المصادر الأخرى لتلك الأحكام ومن أين أتى بها أهل القرآن؟؟، بالطبع أتوا بها من نفس كتب السنة والسير والتاريخ، تلك الكتب التي وصفوها في كل كتاباتهم بالكذب والتدليس والتلفيق والخداع والتزوير!!!!!.
وأقدم للقارئ تناقضاً واحداً من مئات بل آلاف التناقضات التي تثبت مراوغة القرآنيين وانتقائيتهم المقصودة وتكذيبهم وردهم لكل ما جاء من روايات في التاريخ والتراث الإسلامي، وذلك على النحو التالي: ذكر أحد القرآنيين في موقع أهل القرآن حديثا ورد في مسند أحمد بن حنبل، يسخر فيه هذا القرآني السفيه من الأحاديث التي تناولت حياة الرسول عليه الصلاة والسلام وشخصيته، ويعتبر تلك الروايات كذبا وزورا وتلفيقا، فقال ما نصه: (مسند احمد يقول الرسول يثار ويشتهى النساء عندما يمررن أمامه و يلجاء إلى زوجاته لإطفاء الشهوه. حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية يعني ابن صالح عن أزهر بن سعيد الحرازي قال سمعت أبا كبشة الأنماري قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في أصحابه فدخل ثم خرج وقد اغتسل فقلنا يا رسول الله قد كان شيء قال أجل مرت بي فلانة فوقع في قلبي شهوة النساء فأتيت بعض أزواجي فأصبتها فكذلك فافعلوا فإنه من أماثل أعمالكم إتيان الحلال). انتهى
هذا السفيه يعتبر ما جاء في هذا الحديث عيبا ونقيصة ألصقها أصحاب الأحاديث برسول الله عليه الصلاة والسلام، ونسي هذا الشخص أن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام -سواء صح الحديث أو لم يصح- هو بشر كبقية البشر يثيره ما يدعو إلى الإثارة، ويشتهي النساء كبقية بني جنسه من البشر. ولا أدري ما ظن هؤلاء القوم (القرآنيين) بالرسول محمد عليه الصلاة والسلام، هل يظنون أن الله خلق محمداً عليه الصلاة والسلام من طبيعة بلاستيكية غير الطبيعة البشرية التي عليها جميع بني آدم، وهل يعتبر هذا القرآني مجرد الإثارة الجنسية ومجرد اشتهاء النساء جريمة أو وصمة عار أو نقيصة تنتقص من شخص النبي محمد؟؟، أم يظن أن النبي محمد وتكوينه النفسي، ليس كتكوين بقية البشر النفسي؟؟. والله إن ظن هؤلاء القرآنيين وخرصهم بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام لهو بعينه ظن النصارى وخرصهم بالمسيح بن مريم عليه السلام، وهو بعينه عقائد النصارى التمجيدية التطهيرية التأليهية لشخصية المسيح بن مريم البشرية.
هذا الحديث في نظر هذا الشخص المراهق فكريا، كذب وتزوير وتلفيق تم افتراؤه على الرسول!!!. مع العلم لو أن هذا القرآني كان يبصر أو يدرك أو يعقل، لعلم أن هذا الحديث ليس فيه أية منقصة أو مذمة أو إساءة لا للرسول ولا لأي شخص آخر يحدث معه مثل ذلك الموقف، لأن ما حواه ذلك الموقف من تصرفات لا يخرج صاحبه عن البشرية المحضة، التي يتمتع بها كل آدمي سوي النفس سوي التكوين، بل لو حدث سوى ذلك لكان ذلك الشخص به خللا ما في كونه وتكوينه البشري، بل إن هؤلاء القرآنيين في موقعهم يسخرون مما نسب إلى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام من أقوال وأفعال، بصورة يعجز عن مثيلتها القمص زكريا بطرس، بل إن القمص زكريا بطرس يطرح انتقاداته بصورة تساؤلية استفهامية وإن كانت ماكرة خبيثة، إلا أنه دائما ما يقول: (عايزين نفهم، عايزين إجابات من إخوانا المسلمين)، لكن القمص زكريا بطرس لم يرق قط بسخريته وانتقاداته لسخرية القرآنيين وتهكمهم واستهزائهم بتاريخ آبائهم وأجدادهم إن كانوا فعلا ينتمون في نسبهم العرقي لهذه الأمة.
وفي الجانب الآخر من التناقض نجد هذا النص التالي للدكتور صبحي منصور ينتقد فيه الفتوحات الإسلامية التي قام بها المسلمون عقب موت الرسول مباشرة وكأنها حقيقة مطلقة لا ريب فيها، والعجيب أن الدكتور منصور اعتمد في نقده على نفس المصادر الكاذبة التي سخر من رواياتها ذلك القرآني سالف الذكر، بل سيء الذكر، يقول الدكتور منصور:
(عندما خرج الصحابة من المدينة لغزو بلاد لم تقم بالاعتداء عليهم، وحينما احتلوا تلك البلاد بعد نهب خيراتها وقتل ابنائها وسبى نسائها فان كل ما فعلوه يتناقض مع شريعة الاسلام. بل إنهم حين كانوا يعرضون على ضحاياهم الذين يغزونهم قبل الحرب أن يقبلوا واحدا من ثلاثة: إما الاسلام أو دفع الجزية أو الحرب فانهم كانوا يتناقضون مع ألف آية قرآنية تؤكد على انه لا إكراه فى الدين وأن لكل انسان حقه المطلق فى العقيدة و انه مسئول عن اختياره امام الله تعالى يوم القيامة. أى أن ما انتشر بسيف الفتوحات لم يكن الاسلام الحقيقى وانما استعمار واستيطان بالقوة أدى فيما بعد الى نشأة أديان ارضية رجعت بها الديانات السابقة الى الظهور تحت اسم الاسلام فقط.) انتهى.
والدكتور منصور يعلم جيدا كما يعلم كل من له أدنى أثارة من علم بالتاريخ الإسلامي، أن هذا الحكم تم تجميعه من كتب التراث والسنة والتاريخ الإسلامي المزورة الملفقة كما يعتقد القرآنيون ويقرون بذلك، و كذلك الدكتور منصور يعلم جيدا أن كتب التراث الإسلامي بها الكثير من التناقض والتضارب في الكثير من الروايات، وكذلك يعلم الدكتور منصور تمام العلم بالتدخلات السياسية والمذهبية في كتابة التاريخ والسير الإسلامية، إلا أن الشيء المخالف للمصداقية والأمانة العلمية ومنهجية البحث العلمي، والذي يتعمد الدكتور منصور دائما غض الطرف عنه، بل وتجاهله عمدا مع سبق الإصرار والترصد، هو أن الدكتور منصور يصبو دائما في جميع كتاباته، وبطريقة فجة مكشوفة للجميع، إلى التحامل الظالم والجور البين الواضح، وبلهجة يقينية لا يرقى إليها الشك، إلى التحقير من شأن المسلمين الأوائل، ومن شأن التاريخ الإسلامي كله، ووضعهم في صورة يتقزز منها بل يترفع عنها أكثر العصابات الإجرامية إجراما في تاريخ البشرية، بدعوى أن الدكتور منصور يركز على الأخطاء لإصلاحها، مع التغاضي المتعمد عن ذكر أي منقبة أو فضيلة لأي حدث من أحداث التاريخ الإسلامي، أو لأي شخص من شخصيات التاريخ الإسلامي، وإن ذكر الدكتور منصور شيئا فيه خيرا في غفلة منه وسهوا، يكون ذلك الذكر في عبارة قصيرة أو جملة أو جملتين هكذا خلسة وعلى استحياء منه. والأكثر فجاجة واستغرابا من كل ما سبق أن الدكتور منصور ذكر بالنص في مقاله المعنون: (المسكوت عنه في سيرة عمر بن الخطاب) قال: (إن رواية التاريخ تحتمل الخطأ والصواب) انتهى. وقال في موضع آخر من نفس المقال: (مع تأكيدنا علي أن الحقائق التاريخية حقائق نسبية يجوز فيها الصدق والكذب). انتهى، ومع علم الدكتور منصور بهذا، بل والإقرار به، إلا أن جل كتاباته حول التاريخ الإسلامي وشخصياته وأحداثه لا تنطلق مما قاله الدكتور منصور وأقر به لا من قريب ولا من بعيد، بل على العكس تماما، فكل كتابات الدكتور منصور هي كتابات تشويهية متعمدة للتاريخ الإسلامي وأحداثه وشخصياته، وبلهجة تلفها الحقيقة المطلقة والصواب المطلق والحق البين، بل نراه في كتاباته وكأنه يتكلم عن واقع شاهده بأم عينيه، رغم قوله: (إن رواية التاريخ تحتمل الخطأ والصواب). وقوله: (مع تأكيدنا علي أن الحقائق التاريخية حقائق نسبية يجوز فيها الصدق والكذب). انتهى وفي الختام قد يكون مشروعا لي ولغيري أن نسأل الدكتور منصور من دون اتهام، فنقول: • لماذا هذا الانتقاء المقصود والتركيز المتعمد على الروايات التاريخية المشينة لتاريخ المسلمين من الدكتور منصور وعرضها في كل كتاباته بتلك اللهجة اليقينية الصوابية المطلقة؟؟؟. • لماذا كل هذه الاستماتة في تبشيع صورة التاريخ الإسلامي، وتشويه صورة رواده الأوائل وأحداثه التاريخية، ومحاولة إظهار كل ما له علاقة بالمسلمين بهذه الصورة البشعة والفظة، والتي يترفع عن الاتصاف بها أحط الناس خلقا ودينا في تاريخ البشرية؟؟؟. • وإذا كان العرب قبل مجيء الإسلام أقل شرا وأقل همجية على جيرانهم من الأمم الأخرى، ألا يرى الدكتور منصور أن عدم مجيء الإسلام كان من الأفضل والخير للعرب وللأمم المجاورة وللمصريين الأقباط وللدنيا بأسرها، بل وللدكتور منصور وأتباعه؟؟؟. • أليس من الاستخفاف بعقول الناس، ذلك التناقض المستهجن والمستغرب والمستفز في هذه النظرة التبشيعية التشويهية التي ينظر بها الدكتور منصور وأتباعه إلى تاريخ المسلمين، وما فيه من أحداث وشخصيات همجية -كما يراهم هو واتباعه- ثم بعد كل ذلك يقبل الدكتور منصور وأتباعه من هؤلاء الناس لا من غيرهم، ذلك الدين الذي يعلن انتسابه إليه ودفاعه عنه؟؟؟. • هل بالفعل الدكتور صبحي منصور يحمل للمسلمين مشروعا إصلاحيا لمصلحتهم وإصلاحهم؟؟، أم ماذا يحمل الدكتور منصور للمسلمين؟؟، ولمصلحة من يكتب الدكتور منصور ما يكتب؟؟، ولأجل ماذا هذه الاستماتة التشويهية التبشيعية لتاريخ المسلمين في كل كتاباته؟؟؟. • وإذا كان أهل القرآن يمنعون أي مقال يسند حديثا للنبي محمد عليه الصلاة والسلام ويقومون بحذفه من موقعهم على اعتبار أنه دين مكذوب وملفق، فلماذا لا يمنع أهل القرآن إسناد آيات للإنجيل الذي يعتبرونه محرفا في مقالات أخرى؟؟، ولماذا لم يمنعوا مقالاتي أنا شخصيا والتي أسندت فيها الكثير من النصوص الدينية للديانات الشرقية في دراستي حول البوذية والزرادشتية والهندوسية والكونفوشيوسية؟؟، هل من هدف محدد في استهداف الأحاديث المنسوبة للنبي محمد تحديداً؟؟؟!!!. الموقع الخاص: http://www.nehrosat.com
#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فكر القرآنيين تحت المجهر، الحلقة الثانية: (السنة والتراث-1)
-
فكر القرآنيين تحت المجهر، الحلقة الأولى: (المنهج)
-
محاكم تفتيش أهل القرآن في الطريق إليكم
-
أهل القرآن كلاكيت تاني مرة
-
ماذا قدم أهل القرآن للإسلام؟؟.
-
البوذية ديانة سماوية: الإيمان باليوم الآخر- الجزء الثالث
-
كتابي: قراءة للإسلام من جديد
-
البوذية ديانة سماوية: الإيمان باليوم الآخر- الجزء الثاني
-
البوذية ديانة سماوية: الإيمان باليوم الآخر- الجزء الأول
-
كعبة المسلمين وبقرة الهندوس
-
البوذية ديانة سماوية: الحكمة
-
البوذية ديانة سماوية: الحكم والشريعة
-
ولم ترض عني الأديان ولا العلمانية ولا الإلحاد
-
الإسلام دين الله وليس شريعة النبي محمد
-
البوذية ديانة سماوية: الكتب والرسالات
-
أنواع الرسالات الإلهية
-
الأنبياء والرسل مخيرون وليسوا مسيرين
-
البوذية ديانة سماوية: الوحي والنبوة
-
البوذية ديانة سماوية وبوذا نبي
-
هل الشعوب الغربية شعوب متخلفة؟
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|