أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - حوار هاديء مع الإخوة المسيحيين














المزيد.....

حوار هاديء مع الإخوة المسيحيين


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2189 - 2008 / 2 / 12 - 10:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خلال الفترة الماضية قمت بنشر سلسلة مقالات ـ في الواقع هو كتاب نشرناه على حلقات ـ بعنوان "نقد العقل المسلم" ، و خلال ذلك تلقيت آراءا للقراء الأعزاء و كان أغلبيتهم من الإخوة المسيحيين، خصوصا الأقباط ـ المصريون الأصلاء ـ و يبدو أن بعضهم قد اعتبر بحثنا دفاعا عن الإسلام و الشّيعة خصوصا ـ أو هكذا خُيِّل لهم حسب رأيي. لكن الأمر ليس كذلك لو اطلع القاريء على البحث كاملا و ليس على بضعة حلقات منه، و لستُ هنا بصدد انتقاد القراء نقدا غير علمي و لكن أضيف القول أنني أُدرك مدى الصعوبات التي عاشها و يعيشها المسيحيون و الأقليات الأخرى كالبهرة و البهائيين و الأحمديين في العالم المسلم و ما يلحقهم من أذى و ترهيب و تهميش يجعلهم يتعاملون بشكلٍ سلبي مع كل ما يتعلق بتراث و واقع شرقنا المسلم المتخلف.
لكن هذا لا يبرر قط نغمة اليأس التي يرددها هؤلاء و يروج لها القمص زكريا بطرس ـ يرجى ملاحظة أن الأرثوذكسيين السنة قاموا بقتل شقيق القمص لمجرد أن ناقش النصوص و التراث المسلم ، فهذا اليأس هو ما يريده الإرهابيون من أنصار القاعدة و أذناب آل سعود أن يوقعوا فيه المسيحيين و الأقليات و المسلمين الذين يرفضون هذا التفسير السوداوي للإسلام، لكي يروجوا بدورهم لنظرية "الحرب و الذبح"، و كلما زادت لغة اليأس كلما تقوى الإرهابيون و المتطرفون و لو كان المسيحيون يمتلكون عقلا سياسيا حقا ـ و لا شك أن هناك من يمتلك عقلا و فكرا بينهم ـ لتعاملوا بأسلوب العاقل الباحث عن ـ حليف ـ قد يوجد نمطا آخر من التفكير في عالمنا المسلم.
لو كان لنا أن نراجع تواريخ القرون الوسطى و الظروف التي كان يعيشها المسيحيون لخيل للذي عاش في ذلك الزمن أن لا نهاية لعصر المذابح الكاثوليكية البروتستانتية و منع الكُتّاب بل و حرقهم أحياءا و محاكم التفتيش التي كانت تطال حتى النّيّات، الملاحظة الأخرى هو أن المسيحيين ـ حتى غالبية الغربيين منهم ـ ينظرون إلى الدين نظرة تشبه نظرة المسلمين، بمعنى أوضح فإنّ الاعتقاد بأن النصوص المقدسة "التوراة و الأناجيل و القرآن" كافية لإثبات أنّ دينا من الأديان هو حق أو باطل هو فكرة ساذجة حقا، فكلا الطرفين "المسلم و المسيحي" يأتي بنصوص ليثبت بها أن دين الخصم وحشي و قاسٍ و عنيف و لا رحمة فيه، و لأنني انتقدت المسلمين كثيرا ـ و سأستمر طوال حياتي الباقية ـ لكن فليسمح الإخوة المسيحيون لي بأن أقول لهم أن النافخ في النار لا يطفئها بل يزيدها، و بدلا من إظهار ذلك الجانب الديمقراطي المدفون في التراث الإسلامي الذي لوثه الطغاة فإن إظهار النصوص العنفية ـ فقط ـ له جوانب سلبية في مجتمع أُمّي من كل النواحي و جاهل حتى بتراثه، كادت المسيحية في القرن السادس و السابع عشر أن تقضي على الشعب الألماني، بل كان ثُلُث السُّكان قد هلكوا، كُلّ ذلك اعتمادا على آيات الذبح الواردة في العهد القديم و بعض التأويلات لكلمات المسيح: ما جئت لأضع سلاما بل سيفا.."!! فهنا يتوقف التأويل ليقرر إن كنا سنسبب بهذه الآيات حربا أو سلاما.
أعتقد أن الثيولوجيا و اللاهوت و علم الكلام كلها أصبحت ذات نمط قديم و بال فكل طرف يستدل بآلاف الأدلة العقلية و النقلية لإثبات أنّ دينه حق و أن الآخرين هم حطب جهنم.
لذلك أقول لكل الإخوة الغير مسلمين و بالأخص إخوتنا المسيحيين أنّ عليهم أن يضيئوا كل الشموع فالفجر آت و الحرية قادمة لكن أعمار الأمم و الشعوب ـ و للأسف ـ تتجاوزنا كأفراد، و لو كان "مارتن لوثر ـ المصلح الألماني المعروف" حيا لتعجب من واقع الغرب الحالي و أن تعلم دروس التاريخ لا يقارن في عمر الأُمم و الشعوب بأعمار الأفراد الذين مهما طالت أعمارهم لا يستطيعون رؤية ذلك الخيط الرفيع في مستقبل شعوبهم.
كما أن المسلمين كادوا أن يبلغوا الفلسفة الإنسانية في زمن الفيلسوفين العظيمين "إبن باجة" و "إبن رشد" و قبلهما "إبن الهيثم" لو لا أن أسبابا داخلية و خارجية أدت بهذه المنطقة أن يهيمن عليها العُرف العشائري و الإنغلاق و الجهل بعد أن كانت تعيش مرحلة التعدد و العقل كأساس لفهم الدّين.
Email: [email protected]
Website: http://www.sohel-writer.i8.com





#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قُل يا أيُّها المسلمون .. لا أعبد ما تعبدون!
- عقلية الصراع الدكتور عماد الدين خليل نموذجا.
- نقد العقل المسلم ح 33 و الأخيرة
- نقد العقل المسلم ح 32
- نقد العقل المسلم ح 31
- نقد العقل المسلم ح 30
- نقد العقل المسلم ح 29
- نقد العقل المسلم ح 28 الفرد و الدّولة
- نقد العقل المسلم ح 27
- نقد العقل المسلم ح 26
- نقد العقل المسلم ح 25
- نقد العقل المسلم ح 24
- نقد العقل المسلم ح 23
- نقد العقل المسلم ح 22
- نقد العقل المسلم الحلقة الحادية و العشرون
- نقد العقل المسلم الحلقة العشرون
- نقد العقل المسلم الحلقة التاسعة عشرة
- نقد العقل المسلم الحلقة الثامنة عشرة
- نقد العقل المسلم الحلقة السابعة عشرة
- نقد العقل المسلم الحلقة السادسة عشرة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - حوار هاديء مع الإخوة المسيحيين