أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فاطمة العراقية - 8 شباط يوم اسود في تاريخ العراقيين














المزيد.....

8 شباط يوم اسود في تاريخ العراقيين


فاطمة العراقية

الحوار المتمدن-العدد: 2188 - 2008 / 2 / 11 - 11:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يوما ليس كباقي الايام ولم اكن اعرف حينها ان هذا اليوم سيؤرخ في صفحات التاريخ العراقي على انه من اسوأ الايام التي مرت وتمر في عراقنا حينها كنت صغيرة .ابلغ من العمر سبع سنوات وبضعة اشهر حين دخلت عمتي علينا لاطمة خدها وهي تقول احرقوا الكتب ..كل الكتب وقتها كانت والدتي (رحمها الله) طريحة الفراش حديثة عهد بولادة اخ لي هزيلة شاحبة اللون وكان عمر اخي ثلاثة ايام فصرخت واجهشت بالبكاء(ليش شنو الصار؟) فقالت عمتي لقد قتلوا عبد الكريم قاسم وصار انقلاب فنهضت والدتي رغم مرضها وخرجت تبحث عن والدي رحمه الله هو الاخر ولاتعلم اين تذهب فالناس في صخب وفوضى عارمة ووجوم وحزن كبير وبدأنا بحرق مكتبة والدي البسيطة خوفا من ان ياتي احد ليفتش بيتنا وفعلا في مساء ذلك اليوم على مااظن او اتذكر اقتيد والدي وبمعيته مجموعة من رفاقه الى التوقيف وكان اسمه حينذاك النادي الاولمبي في الاعظمية ولازال قائما لكن الان لا اعرف اسمه .وبقينا والدتي وانا كنت حينها الاكبر لاخوين عندي وعمتي فقط لانعرف كيف نعيش لان والدي كان عاملا بسيطا يكسب (رزقه باليومية) وحاله حال الاف الشيوعيين ويعلم الله كيف كانت والدتي المسكينة تدير شؤون البيت والمعيشة .المهم استمر توقيف والدي مد تسعة او عشرة اشهر قضاها بين تحقيق وتعذيب الى ان تركوه بمزاجهم .وخرج والدي وترك كل ارتباطاته وتنظيمه لكنه بقي محافظا على اخلاصه لرفاقه ولن يبتعد عن افكاره وحبه لوطنه و استمرت مطاردته من قبل رجالات حزب البعث اينما نتنقل او نذهب والتحقيقات بين اونة واخرى والاستجوابات مستمرة معه الى ان توفاه الاجل في ثمانينات القرن الماضي وكانت سبب وفاته صدمة حدثت له جراء فقدان اخي في حرب صدام مع ايران ولسوء الحظ او الطالع انه هو نفسه اخي الذي ولدته امي ايام الانقلاب الاسود .رحم الله والدي وتحية الى رفاقه ومناضلي الحزب الشيوعي الذين وضعوا جماجمهم سياجا وحصنا منيعا لكن؟!!!

فخورة انا حين اكون ابنة كادح ومناضل اعتقل وتعذب وجاع من اجل العراق وزوجة مفكر وسياسي من الطراز الخاص وشيخ من وضع اولى لبنات النظرية الديمقراطية وبكل فخر واعتزاز اقول هذا لانه لازال يسعى لتطبيق فكر ونظرية مؤمن بها كل الايمان انها هي الحقيقة الوحيدة الصحيحة الباقية لنهج كل شعوب الارض وراحة وبحبوحة فقراء ومساكين العالم دون استثناء لو طبقت وانجزت بضمير وايادي نظيفة .
لقد عرفته عصاميا وجلدا كالصخر في حمل المبادئ وحب الوطن والدفاع عنه بشتى السبل وساهم في نضالات عديدة ودخل السجون من اجل بناء اسس الديمقراطية والحرية الحقيقية في العراق وواجه اعتى دكتاتور وطاغية عرفه العراق وبكل فخر تحمل شتى انواع التعذيب ووشم جسمه باوسمة ودعائم رسمت على ظهره ويديه وهو يربط معلقا في سقف غرف التعذيب والغرف الحمراء وراسه الى اسفل ورجلاه الى اعلى والسياط تنهال عليه من ايادي قذرة ارتزقت من قبل نظام فاشي مشمرا عن ساعديه في قتل وتعذيب شرفاء الوطن اقول وانا كلي فخر بارتباطي برجل دفع اجمل سنين عمره وشبابه وهو ينادي بحرية الفكر وديمقراطية الفرد .دخل السجن في ستينيات القرن الماضي وقضى خمسة سنين ونصف وبعدها خرج ليعيش ويبدأ الحياة من جديد خارج جدران السجن لكنه لم يكن بعيدا عن رقابة الامن والمخابرات في كل تحركاته ونشاطاته حتى الاجتماعية منها واستمرت هذه الحال بين مد وجرز وتحقيق واستجواب مع رجال صدام حسين وكنا نتنقل باستمرار من دار الى دار بسبب مطاردتهم له والكل يعرف اساليبهم وبعدها دخل السجن مرة اخرى في بداية التسعينيات وايضا بدات رحلة التعذيب والتحقيق من جديد لكن هناك فارق بين عمره السابق حينها كان فتيا وممكن ان يتحمل قسوتهم وتعذيبهم له لكن في المرة الثانية تقدم به العمر وبات يعاني من ضغط الدم وارتفاع في الكوليسترول لكن هذا لم يمنعهم من دخوله الى الغرفة الحمراء هو ورفاقه وتركهم في زنزانة مظلمة لايعرف فيها ليلها من نهارهابالاظافة الى استخدام الطرق الحديثة في تعذيبهم وتركهم عراة بتجريدهم من ملابسهم في البرد القارص (حين دخل زوجي الى السجن وهو بوزن 75 كغم ) ولم اره الا بعد ستة اشهر صدقوني ...لم اعرفه حين واجهته في سجن (ابو غريب) وبيني وبينه بضعة امتار ..تخيلوا ...زوجي لمدة اربعة وعشرون سنة لم اعرفه والله على مااقول شهيد والتاريخ لانني صدمت بهزاله وضعف حاله وتغيير ملامحه فصرخت فزعة (ماذا فعلوا بك) فطلب مني الصمت وانا في ممرات واقبية السجن خوفا علي من غضبهم كان حينها وزنه اربعين كغم لقد كانو يعطونهم 4 حبات من الباقلاء وعشرون حبة من الحمص المسلوق وربع خبزة يابسة لاتشبع طفلا .هذا في اقبية المخابرات ويقول احيانا كنا نبحث عن لقمة خبز في النفايات لكي نشبع جوعنا ومع الجوع الضرب والتعذيب وموت الاخرين والتاريخ يسجل الاسود والابيض وانا لن انسى ابدا معاناتنا نحن عوائل السياسيين في سجن الخاصة وكيف كنا نتلقى الاهانات والكلمات النابية والمخدشة لنا نحن زوجات السياسيين وكل هذا يزيدنا قوة ورباطة جأش انا وزميلات لي في مواجهة ازواجنا لانهم كانو كالاسود في العرين لن يركعوا او يطلبوا صفحا من جلاد او طاغية والكلام طويل طويل في رحلتي مع شجن والذكريات المرة كل هذا وقلنا(بلكي الليجي احسن) لكن كانك يا ابوزيد ماغزيت والحمد لله فالعاقبة كانت ابشع واقسى واهوالها لاتقاسباهوال الماضي والحق يقال في تفتيت وحدة العراقيين وتشتيتهم وانا وزوجي واولادي الان مهجرين ولانزال نحلم برؤية زوجي انا واولادي الذي يعيش في الغربة.
اليك كل فخري واعتزازي وحبي وكل حياتي .اليك يامن زرعت حب العراق في قلب اولادك ورفاقك اليك يا زوجي عبد الاخوة التميمي كل المجد .




#فاطمة_العراقية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الى الغناء الريفي الاصيل
- مناجاة لبغداد
- رواد الغناء الريفي العراقي
- المرأة هي الحضارة
- مقام المدمي
- لما الاجحاف والظلم بحق المرأة العراقية
- تحية الى الشعب العراقي
- تحية الى الشهيدة بناظير بوتو
- ومضة صغيرة على الحرية
- الدعي المبرقع
- الى رفيق عمري
- الحوار المتمدن يقلق الانظمة الديكتاتورية والعقول المتسلطة ال ...
- الرجل الشرقي
- وحدة حواء
- وطني خارج مدارات الانسانية
- هدية عرس
- الى فؤاد سالم


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فاطمة العراقية - 8 شباط يوم اسود في تاريخ العراقيين