محمد كوحلال
الحوار المتمدن-العدد: 2188 - 2008 / 2 / 11 - 11:08
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
بعد ردح طويل من المفاوضات الفاشلة بين جبهة البوليساريو و المغرب, و التي انطلقت مند عقود خلت. وكان أول لقاء غير رسمي جمع الملك الحسن الثاني وفد من الجبهة بمراكش, في بداية الثمانينات و تكلل الاجتماع بالفشل. و المغرب يتحمل نصيب الأسد في هادا الفشل, بذريعة أن المغرب لا يفاوض أبنائه, على صحرائه. استقواء الملك الحسن, كان سدا منيعا أمام أي تقدم لعجلة المفاوضات. و عليه ضل المحتجزون المغاربة بمخيمات العار بتند وف يعانون الأمرين. وورقة ضغط تتجار بها الجزائر و ربيبتها الجبهة الصحراوية. تحت عنوان.. دفاعا عن حق الشعب الصحراوي في استرجاع صحرائه المغتصبة. و كمتتبع للشأن الصحراوي, أقول.. بكل بساطة أن دفاع الجزائر عن البوليساريو, مجرد فقاعات صابون ليس إلا. على عكاز كمشه من المرتزقة الصحراويين المغاربة و الجزائريين و الموريتانيين, فسيفساء من كراكيز النضال السياسي, من يلعقون أقدام عسكر الجزائر..مجرد مسرحية من نسيج خيال المخابرات العسكرية الجزائرية, و الهدف إضعاف المغرب, اقتصاديا و سياسيا. حيت كان لساسة الجزائر حلم زعامة المنطقة المغاربية , حلم لم يتحقق مع مرور الزمن إضافة إلى رواسب تاريخية , ظلت شوكة في حنجرة الجيران. من جراء حرب الرمال التي مني بها الجيش الجزائري بهزيمة نكراء, تم بناء الجدار الرملي الفاصل بين الصحراء المغربية المحررة, و منطقة تندوف الجزائرية.لمنع تسلل عناصر الجبهة و تضييق الخناق عليهم, لكمة عنيفة تلقتها الإدارة المخابراتية العسكرية الجزائرية. و آخر خرجات الجزائر كانت ظهرت بعد ما قررت قناة الجزيرة فتح قناة جهوية بالرباط. حيت أصيب الإعلام الجزائري بإسهال شديد فردت جارتنا العزيزة, بضربة اشد قوة. و تحت الحزام عن طريق عقد مؤتمر للت جانيين,بدعوى أن الطريقة التي جانية مهدها الجزائر و ليس فاس. المعنى واضح.. ليس حبا في التي جانيين و لا في سواد أعينهم,فقط حرب باردة للتضييق على المغرب و إزعاجه بكل الوسائل, حيت يعتبر الرئيس الراجل هواري بومديين عراب السياسية التحريضية ضد المغرب, رغم المساعي الذي قام الملك الراحل الحسن الثاني, لغربلة مشاكل البلدين و بناء صرح من المودة انطلاقا من العلاقات التاريخية, التي تجمع الشعبين الشقيقين. استنادا للدور الرائد الذي قام به الملك الراحل محمد الخامس, في دعم المقاومة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي. فقد كان بومديين أول رئيس جزائري تفتقت لديه فكرة احتضان, الجبهة الصحراوية. و كنس مجموعة من المتمردين إلى داخل الجزائر.أوائل السبعينيات بمعية المخابرات العسكرية الجزائرية التي كانت تنقل أعدادا من الصحراويين بدعوى أن الاحتلال الاسباني عاقد العزم على البقاء في الصحراء.
قرصه في مؤخرة ساسة الرباط, كانت مؤلمة جدا, كلفت الشعب المغربي الغالي و النفيس. أرواح استشهدت و أموال استنزفت. و ظل المغرب في صحرائه و الصحراء في مغربها, و ضاعت على الجزائريين حصتهم من الكعكة داخل الصحراء الغنية بمعادنها و ضاع عنهم أيضا الممر البحري إلى المحيط الأطلسي, لتصريف الغاز الطبيعي إلى الخارج. سياسة زرافة تتعالى على الحق.
نقف قليلا عند هاته الهبة الربانية التي منح الله لشعبنا الجزائري العض يم. و التي تدر أموالا بالهبل يصعب علي فك أرقامها, لكوني بليدا في مادة الرياضيات. فالتلين من مدا خيل الغاز الطبيعي الجزائري موجهة إلى أسواق السلاح. و حسب علمي فالجزائر غير محتاجة إلى هاته الترسانة العسكرية من الطائرات النفاثة, و الصواريخ و غواصات. لكن المقصود من هاته البانوراما العسكرية زرع القلق داخل الدوائر العسكرية المغربية و جر خدود ساستنا المغاربة.و قلب موازين القوة داخل منطقة المغرب العربي الامازيغي. في حين يقبع الشعب الجزائري الحبيب تحت إبط الفقر و البطالة, و نقص شديد في المواد الغذائية. دالك ما شاهدته بأم أعيني عند زيارات للجزائر لمرات عديدة و فتح قنوات النقاش مع بعض الشباب الجزائري الطيب من باب الفضول سمة أتميز بها. زياراتي شملت كل من محا فضة مغنية وهران تلمسان سيدي بلعباس باتنة الشرق. معقل اغلب جنرالات الجزائر ووكر الفساد و النهب و توريث المناصب للأبناء و الأحباب و الخلان. و التتمة تجدونها في مقال للصديق العزيز أنور مالك..و المناضل الفد الصحفي الجزائري العدو الأول لنظام بو تفليقة. معدن خسيس لا مثيل في الخبث و الغدر. حثالة ديكتاتورية أنهكت شعب الجزائر العض يم.لن نجد لهاد الخبث متيل حتى في دولاب إبليس... ما علينا نعود إلى موضوعنا حول الصحراء المغربية, حيت دسائس العجائز اختمرت اكتر و أصبحت وجبة يومية.داخل الثكنات العسكرية الجزائرية التي تتحكم في خيوط اللعبة السياسية على بساط ضرب الجار المغربي. اقتصاديا و سياسيا و استنزاف ثرواته و جر المغرب إلى حرب طويلة لا طائلة ترجى منها. اللهم ما استنفع به بعض الضباط المغاربة, أللدين راكموا ثروات خيالية و في مقدمتهم العقيد الدليمي. الذي تم اغتياله في مراكش في ظروف غامضة. على حساب معانات الجيش المغربي الذي عانى الويلات و الحرمان من ابسط الحقوق و الحرمان من التعويضات و الترقيات. و التجويع الذي مارسه بعض الضباط المغاربة في حق جنودنا الأبرار. في الجهة الأخرى كان أنين المحتجزين المغاربة, مدويا تحت خيام العار و الذل يعانون الأمرين حيت كانت تمارس في حقهم, كل أنواع التعذيب النفسي و الجسدي. من قيل سجانين مغاربة, أللدين استبدلوا جلدهم المغربي بجلد العمالة للجزائريين.. سأعطي مثال.. من بين الآلاف على لسان احد العائدين إلى حضن الوطن..
كانت تقدم للسجين المتمرد المطالب بالعودة إلى الوطن. قطعتين نقديتين مغربية و جزائرية. و يوضع أمام اختيار إحدى القطعتين . المناضلون الاقحاح لا يديرون ظهورهم لوطنهم. طبعا يقع اختيار السجين المناضل على القطعة الوطنية المغربية. من فئة درهم واحد, و عليها صورة الحسن الثاني. تصوروا الغضب و النرفزة و الخيبة التي يحس بها السجان. فيقوم بوضع القطعة المختارة على نار موقدة, تم توضع على جبين السجين..المتمرد.. و للقارئ(ة) الكريم(ة) واسع النضر... أي عطر سوف يلعلع في زنزانة من وهب نفسه للوطن...ما ابلغ من قول المحرر الهندي المسالم غاندي..( لقد علمتنا التجربة أن كل مشكلة تجد حلها الصحيح, حيت نصمم على أن نجعل قانون الحق و نبد العنف دستورا للحياة.) هادا غيض من فيض, قصد فرك بعض الحقائق أمام القارئ (ة) و أضيف على ما سبق ذكره أعلاه, تقرير اللجنة الإعلامية الاسترالية, الأخير بعد زيارتها إلى مخيمات تندوف حيت ارتكز التقرير على استعباد المحتجزين, في بعض المخيمات.
في احد خطب الملك الحسن الثاني, دعا فيه مواطنيه الصحراويين في المخيمات إلى العودة إلى الوطن الأم. تحت عنوان إن الوطن غفور رحيم. ففر عدد كبير من قادة الجبهة الصحراوية, كوادر و شيوخ افخاد القبائل الصحراوية.. أللدين كونوا ثروات هائلة من خلال الاتجار في المساعدات الإنسانية التي كانت تقدمها المنظمات الاسبانية إلى أهالي المخيمات. للأسف الشديد عاد الكبار هروبا من نعيم إلى نعيم اكبر. داخل المغرب... استمناء بلعاب الشيطان و قذف في رضاعة المصلحة الشخصية. و ضل الصغار قابعين في السجون و تحت خيام , الذل و العار و فحيح السياط .أفاعي الإرهاب من يغردون شخبط شخبيط لخبط لخبيط ... و لخبطوها ارضاءا للجزائر و دولاراتها...
في غياب العدل تنتشر الأنانية, و الظلم بين الأفراد و النظام .. مدخل للأوضاع التي شهدتها
المناطق الصحراوية في جنوب المغرب...التي استيقظت على أجيج المظاهرات لمجموعة من الشباب الانفصالي, المؤيدين لجبهة البوليساريو حيت تعرض الشباب إلى هجوم شرس من قبل السلطات المحلية, التدخل العنيف و التجاوزات لبعض أفراد الأمن, كان النقطة التي أفاضت الكأس وزادت الأمور تعقيدا. أخطاء قاتلة ارتكبتها الحكومة المغربية. على شاكلة ديمقراطية ممسوخة و مشوهة. فطارت الحكمة وانتشرت الفوضى ردا على غطرسة القوات العمومية المغربية.. التي مازالت تؤمن بعقلية الوزير الراحل إدريس البصري عراب الهراوة المخزنية و مبدع فلسفة القمع و كبت الحريات. أنفلونزا العقول من داخل الرباط كانت السبب في ولادة معارضة صحراوية من عيار تقيل. تحت أنظار الأحزاب المغربية المعطوبة و ناخد على سبيل المثال.. المعتقل الصحراوي السابق التامك.. الذي كان له الفضل في رفع عدد أنصار أطروحة الانفصال عن الوطن... هدية على طبق من دهب قدمتها السلطات المغربية المشلولة, إلى أعداء وحدتنا الترابية من داخل الجزائر, و مادة دسمة للإعلام الجزائر, و ملف غني بالتجاوزات المغربية إلى كل المنظمات الإنسانية العالمية.
أقول.. الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل. لسان حق لا انكت به..لقد غادر الهدهد بيت سليمان , و من الحكمة أن لا يحيى الهدهد إلا مع سليمان..اسأل العدل و ليس غير العدل.. و لست من الدين يهللون للنظام السياسي في المغرب أو من أللدين يلعبون دور الكراكيز لجلب التعاطف لقضية الصحراء المغربية. فقط المفاوضات خير سبيل لحل الأزمة بين أبناء الوطن الواحد على مائدة لا غالب و لا مغلوب. و المغرب للجميع.. عرب امازيغ صحراويين يهود مغاربة. فرغم أن جواز سفري مغربي, فتلك وثيقة إدارية ليس إلا.. لان المواطنة الحقيقة تؤخذ من رضاعة النضال, و حليب نكران الذات و ايتار الوطن على المصالح الشخصية. و ما اكتر الفاسقين في مغربنا. الدين حولوا المغرب إلى بقرة حلوب. نهبوا البر و البحر...ما ابلغ منة قول ميخائيل نعيمة.. , عجبت لمن يغسل وجهه مرات عديدة في اليوم, و لا يغسل قلبه مرة واحدة في السنة,.
بالمقابل ظل الشعب المغربي يعاني و يصارع إخطبوط الزيادات و الارتفاع الصاروخي للمواد الأساسية, و تزايد عدد العاطلين الشباب أصحاب الشواهد العليا. لقد أصبح مغربنا كطريق( سيارexpress ) من خلاله تهرب الأموال إلى الخارج.على أيدي بعض الجبابرة... بالعربي الفصيح..الفساد المغربي توأم الفساد الجزائري..
ختاما أقول..أنني مواطن عربي يتحسر على وضعنا.. يتقيا المرارة و الحسرة.. على حال الوطن العربي الكبير...فانا عراقي من بغداد المجروحة في كرامتها.. و فلسطيني من غزة المحاصرة.. و صحراوي اصرخ و استغيث.. يا عالم يا هو..يا عالم..هناك شعب مسجون تحت خيام القهر و الاستعباد...الخ.
حياكم الله و السلام عليكم..
#محمد_كوحلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟