أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح(4)















المزيد.....

حديث الروح(4)


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2190 - 2008 / 2 / 13 - 10:44
المحور: سيرة ذاتية
    


دراستي
عندما بلغت السادسة من عمري أرسلني والدي للدراسة في الكتاب (الملا) لأن التعليم في المدارس حرام كما أفتى بذلك علماء تلك الأيام،وتعلمت القرآن لدى الشيخ رضوان وهو والد المرحوم الأستاذ شريف،الموظف في مديرية بريد وبرق الحلة،وكان يعطي دروسه في المسجد المقابل لعمارة قاضي جبران ومجاور لعيادة الدكتور صبحي فرحان والدكتورة وداد الحسون،وبيته في محلة الهيتاويين مقابل بيت محمود حسين السلمان وكان أولاده سامي محمود وسعدي يتعلمون قراءة القرآن لدى الشيخ نفسه،فكنت في صباح كل يوم أتوجه بدراجتي الهوائية واضعها في بيت أقاربي الحاج محمد علي باش القريب من بيت الشيخ رضوان واذهب ماشيا الى بيت محمود لأصطحب ولديه سامي وسعدي ،وكانت والدتهم على علاقة بأسرتي فتدعوني لتناول الفطور وعندما علمت بخجلي نادت على ولديها لتناول الطعام معي وكانت تقول انك أخ ثالث لسامي وسعدي ولا تتركني حتى أتناول الحمار وسامي يحمل الحقيبة وانأ احمل عصاه لأن الشيخ كان معوقا لا يستطيع المشي على قدميه،فكنا نركبه وننزله من الحمار كل يوم.
وفي احد الأيام كنا جالسين أمام الشيخ في المسجد،نردد معه أحدى الآيات،وكنا بحدود الخمسة عشر صبيا،وإذا بشخص يرمي علينا دجاجة ميتة وقد تطايرت منها الحشرات مما أثار خوفنا وفزعنا،فأرسل الشيخ أربعة من الصبية الكبار لجلب القائم بالعمل،فأمسكوا به وجلبوه الى الشيخ،وكان اسمه رزاق وهو شرس الطباع وشريرا من منطقة الجباويين،فأسقطوه أرضا ووضعوا قدميه في الفلقة وهي عبارة عن قطعة طويلة من الخشب مثقوبة بثقبين من وسطها،ويمتد من الثقبين حبل طويل،وبعد أن قيدوا قدميه بالحبل أوثقوها بإحكام ورفعوها الى الأعلى فانهال عليه الشيخ بعصاه الغليظة وضربه الضرب المبرح حتى أدماها،وعندما أطلقوه من الحبل لم يستطع المسير لما الم بقدميه من جروح سببت له الكثير من الآلام.
وبعد انتهاء الدرس في الساعة الثانية عشرة نأتي بالحمار ليركب الشيخ عليه ونسير به نحو بيته في محلة الجباويين،كما في الصباح يقود سامي الجمار وسعدي يحمل الحقيبة وإنا احمل العصا،وفي صباح احد الأيام كعادتنا متجهين الى المسجد والشيخ رضوان راكبا الحمار،جاء الشخص الذي عاقبه الشيخ بالفلقة وهو يحمل العوسج وهو نبات مدبب الرأس كالإبر ووضعه تحت ذيل الحمار فجن جنون الحمار واخذ يقفز ويركض ويرفع رجليه الخلفية الى الأعلى حتى اسقط الشيخ فاضطربنا أنا وسامي وسعدي وكان سامي هو الذي يقود الحمار فبقي ممسكا بالحبل ما أدى الى سقوطه على الأرض وأخذنا أنا وسعدي نصرخ طالبين النجدة فاقبل الناس الذين في المنطقة وامسكوا بالحمار ورفعوا من تحت ذيله العوسج وحملوا الشيخ الى المستوصف القريب المقابل لحديقة النساء والذي شيدت محله الآن عمارات شاهقة يشغلها الأطباء حاليا،وبعد فحصه وجد انه قد أصيب برضوض وجروح فأعطي العلاج اللازم وأعيد الى بيته بواسطة عربة تجرها الخيول"ربل" وعاد سامي بالحمار الى بيت الشيخ وركبت أنا وسعدي معه في العربة،وكنا نعرف الفاعل فأقام الشيخ الدعوى في مركز الشرطة وقد هرب الفاعل الى جهة مجهولة ولم يلقى القبض عليه ،وبقيت مع الشيخ أكثر من ستة أشهر وختمت القرآن،فذهبت للدراسة لدى الشيخ هادي الحاج عطيوي في مسجد يقع في شارع العلاوي مقابل مسجد القطانه،وكان يساعده المرحوم الشيخ جوني وهو رجل بصير،اما الشيخ هادي فكان معوق القدمين ويرتدي الكشيدة على رأسه،وختمت القرآن عنده للمرة الثانية وتعلمت القراءة والكتابة والخط،وكنا نكتب على صفائح من النحاس بالحبر بواسطة القصب المدبب وبقيت عنده ستة أشهر انتقلت بعدها الى الشيخ المرحوم محمود حيدر وكان قصيرا مربوع الجسم ولديه دكان كبير يشبه القاعة مجاور محل عبد الغفار الشهيب ومقهى الحاج سعيد في السوق الكبير، وكنا ستة صبية ختمت القرآن عنده للمرة الثالثة وتمرسنا بالقراءة والكتابة على الورق،وإعطانا دروسا في النحو والمنطق والاستقراء والقياس والاستدلال،وقضيت معه ستة أشهر،ثم أخذت اخرج مع والدي الى علوة المخضرات،وفي احد الأيام وحينما كان الأستاذ الراحل محمد عبد اللطيف يتردد علينا،علم إني لم اذهب الى المدرسة وإنما تعلمت القراءة والكتابة عند الملالي،فالح على المرحوم والدي لتسجيلي في المدرسة،وكان جدي ملا عباس متنورا ويقرأ كتب محمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي فأيده في ذلك،فأذعن والدي وسجلت في المدرسة وعمري تجاوز السبع سنوات،في المدرسة الغربية للبنات القريبة من دارنا،وكانت مديرتها المرحومة الست آمنة تزور أهلي مع المرحومة والدة نادر الحاج كريدي،كما كانت تعلم فيها الست صبيحة الخطيب ابنة إبراهيم الخطيب صديق والدي وجارنا القريب،وكان معي من الذكور ثامر عاشور وشقيقته الراحلة بدور التي تزوجها فيما بعد قريبي تقي الحاج خلف الرهيمي،وكان معي أستاذ زكي الليلة وأخته المرحومة سهيلة،وعندما كنا في الثالث الابتدائي زار مدرستنا الملك فيصل الثاني بصحبة خاله الوصي عبد الإله،وجلبت الست آمنه مديرة المدرسة ابنة أختها الفتاة أم كلثوم وكانت ترتدي بدله بيضاء وهي ذات شعر اصفر وعيون زرق ووجه جميل رائعة الشكل،فلعبت مع الملك فيصل الثاني كرة المنضدة وتغلبت عليه فصفقنا لها وهتفنا بحياة صاحب الجلالة وخاله الوصي،وتيمنا بزيارته الى المدرسة غير اسمها من الغربية الى مدرسة فيصل الثاني، وبعد ثورة تموز المجيدة أصبح اسمها مدرسة الوثبة الابتدائية للبنين،وقد انتقلت منها الى مدرسة المهدية في شارع الري في احد البيوت القديمة،وبعد تهجير اليهود الى فلسطين انتقلنا الى المدرسة الخاصة بالجالية اليهودية وتقع مقابل بلدية الحلة،وأصبح الآن مكانها المايكروويف،وأصبح اسمها مدرسة حمو رابي،وفيها أكملت الابتدائية وذهبت الى المتوسطة المركزية للبنين مقابل حديقة النساء وفصلت منها في الأول المتوسط لاشتراكي في الإضراب والمظاهرات الطلابية التي حدثت في انتفاضة تشرين 1956 بسبب العدوان الثلاثي على مصر،وبعد فصلي داومت في متوسطة الحلة المسائية وبعد نجاحي الى الرابع الإعدادي انتقلت الى ثانوية الحلة للبنين ونجحت الى الصف الخامس،وفي نصف السنة حدث انقلاب شباط الدامي1963 وبدأت مرحلة جديدة من حياتي بعد مغادرتي العراق.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث الروح(5)
- العراق الجديد و الإنسان المهمش
- الديمقراطية و التنمية البشرية
- من يحسم جدل نهاية التاريخ ... الاشتراكية أم صدام الحضارات ؟
- الديمقراطية والتجديد ركنان أساسيان في النظرية الماركسية
- خاتمة المطاف
- التطور اللارأسمالي والتحول إلى الاشتراكية(1)
- التطور اللارأسمالي والتحول إلى الاشتراكية(2)
- الماركسية اللينينية
- وفاة لينين
- مفهوم الليبرالية
- هل انتهى الصراع والنزاع في المجتمع حتى ينتهي التاريخ ؟
- المصالح البورجوازية وأساليبها في الاستغلال والتجديد والتغير
- هل ينتهي التاريخ بصدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي ؟
- الصعود والتطور السلمي في الوصول للسلطة للسلطة(2)
- لمحات مضيئة في رحاب الاشتراكية الخلاّقة
- الديالكتيك منطق الحركة
- لمحات مضيئة من كتاب ( رأس المال )
- دور الحزب الشيوعي في أنجاز المرحلة الوطنية الديمقراطية والوص ...
- الصعود والتطور السلمي في الوصول للسلطة(1)


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح أمين الرهيمي - حديث الروح(4)