أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - الإرهاب الحميري!














المزيد.....

الإرهاب الحميري!


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 678 - 2003 / 12 / 10 - 05:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مرة، وفي الحديث عن فضائع طاغية العراق الفار، استنكر مقولتي صديق جزائري ، وراح يحكي لي عن جرائم فردية توازي بشاعتها- حسب رأيه-  مقابرنا الجماعية،قلت له؛ رغم ما المسه من خلط ، الا انك ( نسبيا) محق،لأن الجريمة بمفهومها الإنساني واحدة بغض النظر عن  الكم او الزمان والمكان قال: تاريخنا العربي يحفل بالبطش والقتل ولكن كل حسب مناله وسطوته.قلت؛لا جذر للعنف،إنما هو الإنسان؛ أرسطو قالها بألم الفيلسوف؛المرء هو اصل كل ما يفعل.
وكثيرا ابرر مع نفسي؛ لسنا أمة دموية، كذلك الالمان!،قلت هذا وقد أرعبَ الإنسان فيّ،خبر قرأته مؤخرا عن آكل اللحم البشري في ألمانيا.رأيت في ملامحه تاريخا كاملا، يتجسد في مثيله ؛الطاغية. فجزمت؛ إنما هي فرصة تـُوصل القاتل وآكل اللحم الآدمي الى سدة الحكم،حتى يسود فعل الدم على غيره. هذه هي الحكاية( قلت) فما الفرق بين طاغية قاتل وقاتل يطغي؟ فلربما سيدوّل فعل هذا السفاح خروجا من ألمانيا القرن الواحد والعشرين لو ان آكل اللحم البشري هذا أوصلته مصادفة نازية الى الحكم!.
إذن فهي الفرصة والمناخ الذي يمنح القاتل فضاء الفتك، وحرية البطش!.
                             

ثمة حكاية يرويها الدكتور علي الوردي، في تاريخ قريب لأحد أمراء العرب ،عن بشاعة الطاغية الامير وهو يضيّف وسطاء نزلوا في أرضه،لحل نزاع بينه وبين احد اخوته، فيقدم لهم رأس اخيه (الذي تمرد عليه) مطبوخا!.
 ربما لا يقل هذا الفعل فظاعة عن ان يكون الرأس في حكاية مقتل مالك بن نويرة التي يرويها الطبري، وقودا، تحت اناء الطبخ لجنود القاتل خالد بن وليد!.
 لكني حين أحدث هذا الصديق الجزائري، ربما سيجد، وغيره،مبررات وأعذار تؤول الجريمة.
ليته يدرك التاريخ ومعاركه المبررة، ليته يتحسس حرارة الدم في خديعة الانسان،ليته يرى نفسه مرشحا لدور الضحية،وهو يتعثر في فخ آخر للتبرير،ليت الجميع يعلم ان الطاغية الذي تظهر الى العيان جرائمه، انما هو قاتل كان سيستتر لولا انه يملك نفوذا وسطوة في الحضور.
الطاغية/الدكتاتور هو هو في كل زمان ومكان، اقول هذا ويدي ترتجف لحكاية اخرى مقززة قرأتها في كتاب عن غرائب الحكام لكاتب عربي تحدث فيها عن دكتاتور افريقي ربما يكون (بوكاسو)،تذكرني تفاصيلها بأفعال الدكتاتور الهارب، الحكاية تروي كيف ان احد الوزراء عصا امرا له في اجتماع رئاسي، وفي اليوم الثاني طلب الطاغية جميع وزرائه الى مأدبة، وبعد ان أكل الجميع سألهم؛ ولكن لم تسألوني عن الوزير(وأسمى لهم الوزير الذي عصاه). وما ان جاء جوابهم بالاستفهام،حتى قال لهم؛ كان لذيذا، لقد أكلناه قبل قليل!.
هذه الحكاية تذكرتها أكثر من مرة، وتذكرتها بقوة وانأ استمع قبل اشهر الى أسئلة لمقدم برنامج شاهد على العصر للسيد صلاح عمر العلي عن حكاية مقتل وزير الصحة العراقي رياض إبراهيم الذي اقترح على صدام حسين التنحي عن السلطة، أيام الحرب الإيرانية لتجنب الهزيمة،فما كان من الطاغية الا ان قال له ارني لسانك!،وسدد له عدة طلقات اخترقت فمه، في اجتماع مجلس الوزراء.
قلت : اذن لن يتوانى صدام حسين عن فعل المأدبة،ربما كان اقل صبرا، لا غير. فالمشهور انه كان يعرض على وزرائه مآدب كلابه واسوده وهي تلتهم الضحايا.وربما يتداول الان فوق طاولة المحقق الامريكي هذا الامر مع وزراء الطاغية،لتروى حكايا وفظائع لا تخطر في بال، فهل سيكشف الأمريكان عن كل هذا؟.
او لم يكن صدام صنيعتهم التي ابدعت في الجرم لتنال جزاء سنمار؟.فكم من الاسرار رحلت معه، ومع نظامه،ولكن هل سيجدي من شيء؛المزيد من حكايا القتل؟،ربما تنفع تاريخا اسودا،دامع الضحايا من بغداد الى تطوان.
وبمناسبة تطوان،اقصى المغرب العربي، وصديقي الجزائري !،نذكر جميعا مشاهد الرعب حتى وقت قريب في الجزائر، مجازر بشرية بلا معنى، أطفال رضع وملامح لا تستطيع ان تقول عنها سوى البراءة، مقتّلين ومشوهة ملامحهم، وسط نوم صحراوي، كنت استغرب هذا كثيرا، و قبل ايام توقفت مذهولا امام خبر آخر وصل من الجزائر، مضحك مبكي، عن مجازر آخرى،عن   55طنا من لحوم الحمير كان اهل الجزائر العاصمة قد التهموها طيلة شهر رمضان.بعد ان القي القبض مؤخرا على عصابة من جزارين وأطباء كانت تتاجر بها.
منظمة فرنسية لحقوق الحيوان استنكرت الجريمة. الحكومة في الجزائر، لتخرج من ورطتها، سريعا، استطاعت، وهي تتهم مجموعة من الارهابين القتلة ،استثمار هذه الجريمة في معركة الإرهاب.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حواس مخادعة
- قيامة أيوب
- بلاغة المثقف وبغلته
- العودة الى العراق بعد غياب 4536 يوم
- طوبى لمن يُمسك صغاركِ ويلقي بهم إلى الصخر!
- 11 نوفمبر و 11 سبتمبر !! وأعياد نستها الطفولة
- رسالة إلى بغداد
- لا ينقذ النخاس من نخاس
- جذور العنف..في الحديث عن الشخصية العراقية
- ايها العرب.. -تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم
- رسالة الى الكاتب بسّام درويش
- في ذكرى ميلادي/ النكسة
- 175872 ساعة من العزلة
- محطّ الأماني في معرفة الكبيسي الاول والثاني
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- حوارات المنفيين - 11
- متابعات صحفية
- حوارات المنفيين -10
- ليمهلنا الموت


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - الإرهاب الحميري!