أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيمن رمزي نخلة - البهائية دين والإسلام دين، يا شيخ الأزهر.














المزيد.....

البهائية دين والإسلام دين، يا شيخ الأزهر.


أيمن رمزي نخلة

الحوار المتمدن-العدد: 2189 - 2008 / 2 / 12 - 03:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"المصري اليوم" جريدة محترمة بالرغم من حداثتها على الساحة الصحفية. تتناول الجريدة الناشئة مواضيعها بحيادية إلى حد ما أفضل من جرائد كثيرة موجودة من قديم الزمن. لقد أصبحت مصدراً للمعلومات الطازجة، والأخبار الحية الساخنة على مدار الساعة.
في يوم 27/1/2007 عرضت جريدة "المصري اليوم" قضية البهائيين في مصر من وجهة نظر فضيلة شيخ الأزهر أعلى سلطة دينية في مصر. ذكر فضيلته أنه لا يعترف بالبهائيين لأنهم لا يحجون إلى الكعبة في مكة لكنهم يحجون إلى عكا، وهم لا يصوموا رمضان. نعم، لأن لهم صيامهم الخاص بعقيدتهم الدينية.
وليسمح لي فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر بمجموعة من الملاحظات حول تصريحاته المنشورة في الجريدة المحترمة والتي ذكرها خلال ملتقى طلاب كلية الآداب في جامعة قناة السويس.

أولاً: الديانة البهائية لها تواجدها في العالم كله. والعالم أجمع يعترف بخصوصيتهم وعقيدتهم الخاصة بهم. ولهم معابدهم التي يتعبدون فيها ويجتمعون لمناقشة أمورهم الإدارية والعقائدية والتي تسمى "المحفل المقدس". كانت للبهائيين محافلهم التي يتعبدون فيها في مصر ويسجلون أسمائهم وبياناتهم فيها من عشرات السنين الماضية، لكنها اغتصبت من المسئولين وأصبح بعضها مقار للحزب الوطني منذ ستينيات القرن العشرين.

ثانياً: الدول الراقية في العالم أجمع تحترم حرية العقيدة طبقاً للمواثيق الدولية وطبقاً لحرية الإنسان في اعتناقه العقيدة التي يقتنع بها شخصياً بعيداً عن ضغوط الجماعة أو أولي الأمر أو تاريخ الميلاد، أو دين الدولة الرسمي. فالأهم هو العلاقة الفردية بين الإنسان كشخص مستقل وإلهه الذي يعبده دون رعب أو إرهاب أو سير في عبادة الجماعة كقطيع بلا فهم أو وعي أو إدراك.

ثالثاً: العالم أجمع يحترم تواجد البهائية كعقيدة دينية تنادي بأن الله واحد لا شريك له في المُلك والسيادة. والله أرسل مظاهر إلهية لهداية البشر. تقوم العقيدة البهائية على أن إصلاح العالم بالأعمال الطيبة، ففي هذا يقول حضرة بهاء الله: "لم يَزَلْ كانَ إصلاحُ العالمِ بالأعمالِ الطيبة الطاهرة والأخلاق الرَاضيةِ المَرْضِية".1
وما أحوجنا في العصر الحاضر إلى إصلاح العالم الذي استشرى فيه الفساد والحرب والمصارعات المريرة بين كل الطوائف والشعوب والمذاهب. وما يزيد الصراع اشتعالاً هو ألفاظنا وحديث القادة الدينيين ولسانهم الذي يقف وراء الحروب التي تحصد الأخضر واليابس. فما أحوجنا في هذه الأيام إلى دعوة حضرة بهاء الله القائلة: "لسان الشفقة جذاب للقلوب ومائدة للروح وهو بمثابة معان للألفاظ وكأفق لإشراق شمس الحكمة والمعرفةِ."2

رابعاً: كفانا مناداة بعدم اعترافنا بالآخر كإنسان له حقوق اجتماعية وإنسانية ووطنية مثل ما عليه من واجبات. لا يجب أن نرفض الآخر لأنه يختلف معنا في العقيدة الإسلامية.
العقيدة الإسلامية لها خصوصيتها وتعاليمها التي يؤمن بها المسلمون، ومنهم الذين لا يؤمنون ببعضها لكن يؤمنون بنقيض ما يؤمن به البعض الآخر، مثل أخوتنا الشيعة في تناقضهم مع بعض تعاليم السنة. والجميع يؤمن بالإسلام ديناً.

خامساً: العالم كله يشاهد مدى إهانتنا لحق الإنسان في تقرير مصيره الديني، لأن تصريحات القادة الدينيين تعكس فكر الدولة ـ أو العكس هو القائم ـ القائل: دين الدولة الرسمي هو الإسلام. لقد أصبح أغلبية الشعب المصري ـ نتيجة تلك التعاليم ـ يعيش كقطيع يسير وراء الدين الرسمي دون أن يفهم أو يعلم أو يدرك ما يؤمن به. والدليل على ذلك مدى تزايد الصلاة والعبادة في كل وقت وكل مكان، ومع ذلك ازدادت معدلات الفساد والجريمة وانتشرت الرزيلة والرشوة والسرقة وكل الموبقات في كل مناحي الحياة بين المتدينين المزيفين الصوريين، وليس العابدين الحقيقيين.

سادساً: يا سيادة شيخ الأزهر الكريم، إن عدم اعترافكم بالبهائية لأنها تنادي بالحج إلى عكا وليس الحج إلى مكة ولا يصوموا شهر رمضان، هذا يعني أنكم لا تعترفون بالمسيحية ولا اليهودية ولا أي ديانات أخرى، لأن لكل دين عقيدته التي تشمل صيامه المختلف عن صيام الإسلام، وحجه إلى أماكنه المقدسة المختلفة عن أماكن الإسلام المقدسة.

يا فضيلة شيخ الأزهر، كل تقدير لك، مع رجاء أن تقود الأزهر نحو نهضة علمية ودينية حقيقية ترقى بمستوى عالمنا ومجتمعنا المصري الذي يعيش في أحط مستويات الإنسانية والتخلف الحضاري والاجتماعي والعلمي.
مع تحياتي
أيمن رمزي نخلة
[email protected]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- حضرة بهاء الله. لوح الدنيا، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله النازلة بعد الكتاب الأقدس، دار النشر البهائية في بلجيكا، 1980، ص104.
2- حضرة بهاء الله. منتخباتي از آثار حضرة بهاء الله، لانكنهاين ألمانيا، 141 بديع، مقتطف رقم 132ص185. النص منشور في كتاب الحياة البهائية، ص53.





#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تقل إن شاء الله.
- الجزية الإسلامية المُرعبة؟ أم تطبيق المسلمين الإرهابي؟2
- الجزية الإسلامية المُرعبة؟ أم تطبيق المسلمين الإرهابي؟1
- عيسى المسيح رسول المُهمشين والمضطهدين.
- إسرائيل وتناقض القرآن.
- بنت الشارع المصرية وشرفها الجنسي.
- جاهل؟ أم ظالم؟
- إدمان الكذب.
- لا للجنسية المصرية. نعم للتفكير والحرية.
- الديك الاسكتلندي والأذان الإسلامي.
- تنظيم الأحباش والإرهاب الفكري الإسلامي.
- لا تنسوا عبدالكريم الذي فضح الإسلام والمسلمين.
- الحوار المتمدن: شمس في عصر الظلام.
- كتاب -وهم الإعجاز العلمي-: نور للمسلمين المتخلفين.
- شريعة الصحراء وزراعة الأعضاء: رسالة إلى فتحي سرور.
- شريعة الصحراء وزراعة الأعضاء: رسالة إلى سيد طنطاوي.
- الحديث الإسلامي المجنون!!!
- لا شكر على فوضى.
- أفعال فاضحة في جامعة الأزهر الشريفة2
- أفعال فاضحة في جامعة الأزهر الشريفة1


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيمن رمزي نخلة - البهائية دين والإسلام دين، يا شيخ الأزهر.