|
السلطة عقد فأين العدالة ؟
نوري قاسم العقابي
الحوار المتمدن-العدد: 2187 - 2008 / 2 / 10 - 09:02
المحور:
المجتمع المدني
يستهويني كثيرا ان يتخلى المثقفون عن تبني اي اتجاه سياسي ، فالحق لايعرف بالرجال اعرف الحق تعرف اهله ، هناك حقائق مرة ، لا اميل الى تبسيط الامور او تسطيحها ، ولكن ابغض ان يسعى البعض الى تعقيد الامور واللف والدوران ، من اراد ان يؤدي واجبه الاخلاقي فليكن ناطقا بأسم المحرومين ، الناس لا تأكل الخطابات ولا تتدفأ بالتصريحات ، لولا مساعدة واشنطن وجيوشها لما حدث هدوء امني نسبي في بغداد وبقية المدن ، لا بأس ان نمتدح حكومة المالكي ونساندها فهي رمز لارادة شعبنا ، ولكن علينا ان نخاطب السياسيين بلهجة اكثر واقعية ، وان لايجد المواطن العراقي كشفا لاوراق الحقيقة الا في مقالاتنا فنحن المفزع كما قدر لاقلامنا ان تكون رماحا لسطوة السلطة الرابعة ، يجب ان لانكون خادما رابعا للاحزاب ، نؤمن بالتعددية ولكن علينا ان نؤمن ان في كل بلد هناك رجال نسميهم ( المخلوقات السياسية ) هذا النوع من الرجال مهيئون بمواهبهم لان يقودوا الناس في المواقع التشريعية والتنفيذية ، انا وانت قد لانهتم كثيرا بالشهرة وحب قيادة الاخرين لكن اؤلئك الرجال لديهم هذه التطلعات لابأس فكل ميسر لما خلق له ، اولا يجب ان نحترم هؤلاء ونضع معايير لقبولهم او رفضهم ، يجب ان نضع كل من يريد الوصول الى السلطة في دائرة الاتهام ، لان حب الرئاسة آخر مايخرج من قلوب الصديقين ، فهم متهمون حتى تثبت براءتهم عكس القاعدة القضائية مع سائر الناس وهذه ضريبة طبيعية يجب ان لايزعل منها السياسيون ان الله ورسوله هو الذي اتهمهم وليس نحن ، العقد الاجتماعي موجود في الاسلام قبل ان يكتبه جان جاك روسو ، العقد يقتضي وجود طرفين ، ولكل طرف شروطه ، ولو كانت الثقة مطلقة بين الطرفين لما كان هناك عقد فمع السياسيين (ماكو ثقة ) شعار طبيعي فصله علي (ع) في وثيقته لواليه على مصر ، العقد الاجتماعي يضع الرئيس والمرؤوس في حقل واحد ويجعل لكل منهما ارباحه ، ومن حق اي طرف لايخرج بربح ان يقاضي الطرف الاخر ويتخذ محاميا ، الان وقد خرج العراق بدعم دولي من دائرة الحكم القبلي الاسري ، العصابة الواحدة ، الشخص الواحد ، نريد تبسيط الامور وليس تسطيحها ، انتخابات المحافظات قادمة ، وانتخابات البرلمان تأتي ، لنحرص على مصالح الفقراء والمهمشين والجياع والمظلومين ، ليكن العقد بيننا وبين المخلوقات السياسية النشيطة واضحا ، نعطيكم نصيبكم من الشهرة والاضواء ورواتب جيدة وحمايات وقصور ونساندكم في الصحافة والتلفزة والاذاعة وفعاليات مجتمعنا المدني ، اما نحن فنريد منكم مايلي : الامن ، القضاء على الفساد الاداري والمالي ، الكهرباء ، الماء ، خدمات صحية مجانية ومن الدرجة الاولى ، خدمات تعليم مجانية ومن الدرجة الاولى ، تشغيل العاطلين ، رفع المستوى الاقتصادي للمواطن العراقي بما ينسجم مع كونه ثاني صاحب احتياطي نفطي في المنطقة ، ضمان اجتماعي للمستحقين بمقدار يفوق الكفاف ويحقق الرفاه ، عمل جاد لانهاء الاحتلال واخراج العراق من البند السابع ، تفعيل محاكمة المجرمين من اعوان صدام . ولابد من وضع هذه الشروط في لوائح يدركها الناخبون ويطالبون بها ، حين يكون لدينا وزارة نفط ونموت بردا في الشتاء فهذا يعني خسارة طرف من طرفي العقد لماذا يبقى الوزير وهو الطرف الاخر بكامل ارباحه ، حين ، نفقد الكهرباء بشكل شبه كامل فهذا يعني خسارة طرفنا لامتيازه ، لماذا يبقى الوزير المسؤول بكامل امتيازاته دون ان يحاسبه احد ؟ الجهة التي تحاسب المخل بالعقد من احد الطرفين هو البرلمان لانه جهة رقابية تشريعية ، الشعب يسكت متحملا الخسائر ، والوزير يسكت حاصدا كل مكتسباته ، فهل يحق للبرلمان ان يسكت وهو الرقيب على العقد الاجتماعي وانصاف طرفيه ؟ هل نحن بحاجة الى ثورة او احتلال آخر ليوقظ سلطة البرلمان ؟ هذه مواضيع ذات اهمية خاصة في هذه الايام لنتحدث بمهنية عالية لندرك ويدرك شعبنا ماهي حقوقه وكيف يطالب بها وما هو دور السلطة الرابعة ؟
#نوري_قاسم_العقابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
-
أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
-
معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد
...
-
منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية
...
-
البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني
...
-
الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات
...
-
الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن
...
-
وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ
...
-
قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟
...
-
أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|