تقودنا الصدف في اكثر المرات ونحن نتوق لملاقاة من يخفف فينا شيئاً من ألمنا المكبوت وفي ظل الأزمنة المزدحمة بالتعب والسعي المتواصل نحو تامين المستقبل الغامض بجانب خواء هذا العالم المادي من لحظة دفء ومن المشاعر الصادقة لإسعاد البشرية الاّ ما ندر. ومثلما قادتنا الصدف الجميلة في لقاء الكثير من الوجوه الجميلة والقلوب الطيبة والصفحات الناصعة كنديف الثلج التقيت صدفة بالحوار المتمدن ، فدخل عشقه النقيّ في قلبي وامتزج مع خلايا الروح والعروق وشرايين الأجساد المضنية فتحول عشقه الكبير بمرور الوقت والأيام إلى قصائد ملتهبة في البوح والقول والتشظي بوهج الكلمات كل من أوجعه عبئ ذكريات الوطن الجميل في الهجرة والمنفى .
فحُبّ الصُدَف، حُبّ جميلٌ وراق، حُبّ سرمديّ في العطاء والإيثار .وكما لعبت الصدفة معي في العشق النقيّ والشعر والثورة ومعانقة شجرة المحبّة والسّلام فكانت أيضا مع الحوار المتمدن بلا مقدمات فأحببتُ الحوار المتمدن من حيث الإبداع والتقدم في الشكل وقوة التعبير في طرح الآراء وعدم مراوحته في ضيق الروتين ليجترَّ في المساحة المرسومة هموم الكلاسيك والإنشاء والموت تحت مشاكل الإطناب، الحوار المتمدن، مرآةٌ ناصعةٌ في التجدد الدائم، علامة متميزة في ميادين الفكر والمعرفة والثقافة الراقية والفنون المعبّرة عن الأمل والطموح ، سياحةٌ فكريةٌ في القول الصريح ومستجدات العالم المتحضر ، هو ملتقى الأقلام النيّرة ونادي الأحبة بلا تعريفة تمييز في الجنس واللغة والجنس والعقيدة، ولا يحدّه مقص الرقيب ولا يأبه ببريق الذهب وان هاجمته عواصف التهديد وضيق الحال ، وفي ختام هذه السطور المتواضعة اقدم باقات من النرجسِ والحبق و الأقحوان مع العرفان الجميل للأستاذ القدير رزكار المحترم في ذكرى ميلاد حوارنا المتمدن وكلمات تقدير ومحبة لكل الأخوة والأخوات من الكتّاب والكاتبات وللأقلام الشريفة المساهمة في رفد صفحاته بكل حرف متوهج ونافع ولكل متصفحي وزائري الحوار الهادئ الجميل المتمدن في كل شيء فلهم أسمى عبارات التقدير...
عبد الحكيم نديم
السويد