جميل أن يقوم الأنسان بعد أن يخوض تجربة أعتناق العقائد السياسية و الفكرية المختلفة بالوقوف أمام المرآة لمراجعة الذات و دراسة الأخطاء و أخذ الدروس و العبر .. و كلنا بلا أستثناء أعتنقنا يوماً فكرة ما و غيّرها البعض منّا لهذا السبب أو ذاك أملاً في الوصول الى الحقيقة و الى الفكرة التي بأعتقادنا ستوصلنا و ستوصل بلادنا الى بر الأمان .
و منذ فترة و خصوصاً بعد أن أبتلينا بنظام العفالقة الوحشي أصبحنا بأمس الحاجة الى مثل هذه الوقفة و المراجعة لمعرفة أخطاء الماضي و تشخيصها و التي أوصلتنا لأن نكون مشاريع مقابر جماعية على يد نظام الصداميين العفالقة .
و لقد كان موقع الحوار المتمدن و بلا مجاملة الساحة المثلى لمثل هذه الوقفة والمراجعة و كان الواحة التي ألتقت فيها كل المشارب و الأفكار من اليمين الى اليسار ومن الأسلامية الى العلمانية ومن اليبرالية الى القومية الى الماركسية لتخوض جميعها و قد يكون لأول مرة حواراً متمدناً راقياً نبتغي أن يكون نموذجاً مصغراً لحوار متمدن أوسع بين كل أبناء شعبنا الحبيب شعب أرض الرافدين .
والحديث عن موقع الحوار المتمدن يعني الحديث عن الأستاذ الفاضل رزكار عقراوي .. فهما كل لا يتجزأ أحدهما يكمل الآخر .. فهذا الأنسان الرائع و الذي سعة قلبه بسعة مساحة الحوار المتمدن يبذل جهداً خاصاً و متميزاً لأنجاح تجربة موقع الحوار المتمدن و أثرائها بين الحين و الآخر بأفكار و خطوات جديدة تجعل منه موقعاً متجدداً على الدوام سواء لكتّابه أو لزائريه .. منها على سبيل المثال لا الحصر مبادرته الكريمة بأنشاء المواقع الفرعية للكتّاب هذا العمل الجليل الذي أعي جيداً كم هو شاق و كم يكلف الأستاذ رزكار من جهد و وقت ثمينين .
لكي لا أطيل .. أخي العزيز الأستاذ رزكار كل عام وأنت و موقعنا الحبيب الحوار المتمدن بألف بخير .. أعانك الله على هذا الجهد الكبير و على تحمّلنا وتحمّل كتاباتنا .. و أعاد هذه المناسبة عليك و علينا و على العراق الحبيب بالخير و البركة .