أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - بعض الأمراض النفسية في قوى اليسار العراقي














المزيد.....

بعض الأمراض النفسية في قوى اليسار العراقي


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2185 - 2008 / 2 / 8 - 12:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كنت اقترحت على الأخ رزكار عقراوي تشكيل لجنة تحضيرية ، من غير المنتمين والذين لا يثيرون حساسية هذا أو ذاك ، تتحرك لتوحيد قوى اليسار العراقي . وبعد نشر موضوعينا ( البديل المنقذ ... ) تفاجأت بأن عدد هذه القوى يقرب من عشرة أو يزيد . ثم فاجأني الأخ رزكار برسالة يقول فيها ، بعد ترحيبه بفكرة تشكيل هذه اللجنة ، بأنه تحّرك فعلا" فوجد ان العداء بين معظم هذه القوى من النوع اللدود ،وطلب مني ان اقوم بتحليلها نفسيا" لتشخيص ما فيها من أمراض نفسية .
وطبيعي يكون التحليل أفضل لو أنني التقي ممثلين عن هذه القوى واتعامل معهم بحيادية الباحث العلمي وموضوعيته . ولعدم تمكني من ذلك فأنني لجأت الى قراءة كتابات عدد منهم فتوصلت الى تحليلات أولية بخصوص الأمراض أو العقد النفسية المتحكمة في قوى اليسار العراقي ، نوجزها بالأتي :
1. الصراع على الهوية ( أو العنوان ) .
يمكن تشبيه قوى اليسار العراقي بأولاد أسرة واحدة يحظى فيها الأب بمقام رفيع وصيت ذائع بين ناس يعدّونه " نبيا" أو " عبقريا " من طراز فريد . وحين مات هذا الأب ( ماركس ) تنافس ( اولأده ـ قوى اليسار ) على من يحمل الهوية أو اللقب أو العنوان ، ثم تطور هذا التنافس الى صراع وعداء ، واشد انواع العداوات تلك التي تكون بين الأخوة . فالكبير منهم ( ولنقل الحزب الشيوعي العراقي ) يعّد نفسه الوريث الشرعي للأب وحامل هويته وأسمه وعنوانه . ويرى ان من يخرج عن طوعه يعّد منشقا" وعاقّا" . والأخ المنشق عليه يرى في مسيرة الأخ الأكبر ، حامل العنوان ، أنه اساء الى أبيهم وشوّه أفكاره ، ويؤنبه بعبارة : ما هكذا قال ابونا ، وانك لو تمعنت فيما قاله واتبعته لما اصابنا ما اصابنا .
وواقع نفسي مثل هذا يحتم عليه أمرين ، الأول : مهاجمة الأخ الكبير والتركيز في تضخيم أعمال أو مواقف يعدّها اخطاء كبيرة وخروجا" على منهج الأب وما اوصى به . والثاني : دعوة الناس المحبين لأبيه بأنه هو ممثله الحقيقي ، وأن عليهم ان يتخلوا عن أخيه الأكبر ويلتحقو به ان كانوا من محّبي أبيه الذي رسم لهم الطريق للخلاص .
ذلك واحد من العوامل السيكولوجية التي فرقّت بين ( اولاد ماركس ) فكل واحد منهم يرى في نفسه أنه الأحق بحمل هوية الأب الذي يعّده الفقراء والمظلومون أنه " نبيهم " و " مخلصّهم " .
والمفارقة ان الأخوة الصغار المنشقيين يدركون أنهم لن يستطيعوا ازاحة الأخ الأكبر من موقعه ولن يكسبوا من الناس قدر ماكسب ، ولكنهم يمضون في ذلك مدفوعين بالحاجة النفسية الى الشهرة والزهو بالهوية ، مسنودة بالخوف من سلطة الأخ الأكبر اذا ما تصالحوا معه وعادوا الى خيمته ، لأنهم يعتقدون بأنه حين يضعهم تحت جناحه فأنه سيطمس وجودهم ويفتقدون " الهوية " التي تمثل كينونتهم واعتبارهم الشخصي .وطبيعي ان الانسان يفضّل تهميش الوجود على الغائه. وقد يكون لدى ( أولاد ماركس ) ايمان مطلق بأن استعادتهم
" للهوية " مسألة وقت ليس الا ، ويبشّرون أنفسهم والآخرين بأن هذا الزمن آت لا ريب فيه .


2. العّناد التعصّبي العصابي .
لنوضح بداية مفهوم " التعصب " فالمعنى الحرفي لها في اللغة الانكليزية ( prejudice) هو الحكم المسبق ، فيما ينظر علماء النفس الاجتماعي للتعصب عل أنه اتجاه سلبي غير مبرر نحو فرد ، قائم على أساس انتمائه الى جماعة لها دين أو طائفة أو عرق مختلف ، أو اتجاه عدائي نحو جماعة معينة قائم على أساس الانتماء اليها . ويعني أيضا" النظرة المتدنية لجماعة أو خفض قيمتها او قدراتها أو سلوكها أو صفاتها ليس لها أساس منطقي ، كما يعني أيضا" اصدار حكم غير موضوعي بشأن جماعة معينة .
هذا هو المفهوم العام للتعصب . ومشكلة المتعصب " فردا أو جماعة " أنه يرى في نفسه أنه على حق وأنه هو الصح في الرأي والموقف وأن الآخر على باطل وخطأ في الرأي والموقف .والأكثر من ذلك أنه لا يرى في نفسه الا ما هو ايجابي ويعمل على تضخيمه ، ولا يرى في الآخر الا ما هو سلبي ويعمل على تضخيمه .
اما العصابية( neuroticism) فتعني عدم القدرة على التوافق مع الآخرين والتقلّب في المزاج والشعور بالقلق والعداء المتسم بالغضب والانجراح النفسي والأفكار غير الواقعية واساليب غير متكيفة مع الواقع .
اما " العناد " فالمقصود به اصرار الفرد ( او الجماعة )على البقاء في الموقف الذي هو فيه وعدم تزحزحه عنه حتى لو ساوره شك بأنه على خطأ ، لأنه تتحكم فيه حاجة أو دافع قسري يجبره "غصب عنه "على البقاء على الموقف . وغالبا ما يصاب بهذه العقدة القادة النرجسيون والمثقفون المصابون بتضخم الأنا ، لأن كلا الصفتين " النرجسية وتضخم الأنا " يعدّان الاعتراف بالخطأ نيلا من الاعتبار الشخصي وجرحا للأنا المتضخم وللغدة النرجسية المتورمة في صاحبها.
ويبدو لي أن ( العناد التعصّبي العصابي ) مصابة به كل قوى اليسار العراقي ، وأن الاختلاف فيما بينها في الدرجة ليس الا .
( للتحليل بقية )





#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البديل المنقذ لعراق مدني ديمقراطي ..وساطة لتوحيد قوى اليسار
- البديل المنقذ لعراق مدني ديمقراطي / ملاحظات على دعوة ..ودعوة ...
- العلم العراقي ..المقترح اقراره
- ذكريات مع الدكتور علي الوردي
- العراقيون ...شعب أسطوري !
- العراقيون في عام 2020
- كاظم الساهر..والعراقيون
- الحوار المتمدن .. تكريم لضحايا الفكر
- العراقيون وسيكزلوجيا التطير
- المرأة ..والعراف
- العراقي ..وسيكولوجيا الهوس السياسي
- مركز دراسات المجتمع العراقي من الفكرة الى التأسيس
- سلطة الرمز الديني في لاوعي الشخصية العراقية
- النفاق والازدواج في الشخصية العراقية( القسم الثاني :ازدواج ا ...
- دعوة لتبني مشروع دراسة المجتمع العراقي(استجابات )
- النفاق والازدواج في الشخصية العراقية ( القسم الأول)
- دعوة لتبني مشروع دراسة المجتمع العراقي
- الجميل والقبيح في الشعب العراقي (دراسة استطلاعية )
- نعمتان ابتلي بهما العراقيون ..النفط والثقافة !
- اغسلوا أيديكم من العراق ..لربع قرن فقط!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - بعض الأمراض النفسية في قوى اليسار العراقي