جاءت الحوار المتمدن لتحقق رغبة جامحة في أعماقي، وذلك ببناء موقع بهذه المواصفات. كان ذلك قبل سنتين من الآن، وها هي اليوم ترفل بثوبها الجديد ومضمونها الراقي وتنوعها الذي لا يحد، تمشى على شرفاتها وبداخل أروقتها كبار الكتاب والمفكرين العراقيين والعرب ليعالجوا من خلالها أهم قضايا العراق والمنطقة في أهم منعطف من منعطفات التاريخ. في هذه الفترة المهمة من تاريخ العراق والمنطقة وأكثرها حساسية، جاءت الحوار المتمدن لتضيف بعدا فكريا عاليا وملتزما، ولتعطي قيمة أكبر وآفاقا أوسع للحوار العلمي، وما أحوجنا لذلك النوع الراقي من الحوار.
بإيثار ومثابرة وبعمل تطوعي ملتزم، عمل القائمون على الموقع دون كلل خلال السنتين ليبنوا بنكا كبيرا من منتوج الفكر الملتزم، يكون رصيدا يزيد من ثراء العراق ويفك الكثير من أغلاله التي تكبل بها عبر سنين القهر الطويلة.
في خلال سنتين استطاع موقع الحوار المتمدن أن يتخذ له مكانا واسعا تحت الشمس ويتخطى العقبات التي واجهته بشجاعة ومثابرة ليعود بعدها وهو معافى وأقوى بكثير من قبل، وذلك رغم تجاوزها على الشكل، كعادة أهل الفكر المتزمتين للمضمون، لكن حين يدخل المرء ينسى الشكل ويتسيد المضمون والفكر، وتعلوا أصوات المتحاورين لتعطي الحقيقة أبعادها الحقيقية.
في هذه الفسحة الضيقة من الزمن نجد أكثر من أحد عشر ألف وسبعمائة موضوعا مبوبة تبويبا منهجيا وعلميا، شارك بكتابتها مئات الكتاب والمفكرين والأدباء لكل أرشيفه الخاص به. إن هذا الكم الهائل من المواضيع يضيف قيمة معتبرة للمكتبة العربية ويوسع من آفاقها.
ألف مبروك للحوار المتمدن بعيدها الثاني، وألف مبروك للقائمين عليها، وكل عام والحوار المتمدن والعراق وأنتم بخير.