|
أأفاضل الإعلان
نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)
الحوار المتمدن-العدد: 2185 - 2008 / 2 / 8 - 07:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فرسان التيرمينولوجيا في سوريا والمهجر، لا يبخلون علينا، وكل الشكر والحمد لله، بكل ما لذ وطاب من مبتكرات طاحونة المصطلحات. إذ يبدو أن الشغل الشاغل للبعض قد أصبح الهذر، والثرثرة، والجعجعة، وعجن المفردات. وبأن لديه وفرة وفائضاً استراتيجياً في المصطلحات، ولا يدري ماذا يفعل، وأين يذهب به، لذا تراه يطلقه على كل من هب ودب وقب على وجه الأرض، ويوزعه على عواهنه هنا وهناك. ومن صدف هذا التوزيع الخبط عشواء أن أصاب جماعة إعلان دمشق، ما غيرهم، بـ "طرطوشة"، فأصبح بعض من الإعلانيين "أفاضل" لا يشق لهم غبار، لمجرد أن تحذلقوا، وتلاعبوا بألفاظ الاستبداد والفساد وأدلجة الديمقراطية والإصلاح وغازلوا جورج بوش الذي رقص رقصة السيوف الأخيرة منتشياً بالوفادة والحفاوة على دماء شهداء فقراء العرب، وكل من لعب بنتائج الانتخابات، وشلل الرفاق، ودس الدسائس، وأطلق الإشاعات، وفبرك الحكايات ضد رفاق الكفاح والنضال، واستبعد كل من له "فيتو" وحساسية ضد أمريكا، هو من الأفاضل والشرفاء. ولسنا في وارد التدخل في الشأن والسلوك الشخصي لهذا، أو ذاك، ولكن حين يختلط العام بالخاص، فالقضية تصبح بحاجة لوقفة، وكلام، وربما علاج. ومن قصص الفضيلة المؤثرة لجماعة الإعلان، عمليات الشد والجذب التي رافقت صياغة الإعلان لجهة الموقف من أمريكا، والتي كانت، إضافة للشللية والشخصنة والاصطفاف، أحد أهم الأسباب التي فجرت الخلافات، وأدت إلى الانشقاق، وبالتالي انهيار الإعلان، ويا لها من فضيلة الفضائل حين ينتهي الفصل الأخير بإعلان انتصار التيار والجناح الموالي لأمريكا، حيث كانت هناك محاولات حثيثة لإسقاط أية إدانة، أو إشارة سلبية للموقف الأمريكي من قضايا المنطقة، وما العبارات المقتضبة عن الأمريكان إلا لذر الرماد في العيون وحركة بروتوكولية ليس إلاّ للإبقاء على هيكل الإعلان متماسكاً من الناحية الشكلية والبلاغية، وهو أضعف الإيمان، في هكذا حالات. وحين يطلب البعض موقفاً مؤيداً وتضامنياً مع جماعة الإعلان، فالحري به أن يعلن مع هذا، مع من يجب التضامن، وقد تفرق جمع الخلان، وانفرط عقد الأصحاب، وتشتت وحدة الرفاق وكل اختلى بنفسه وقبع في واد. فلو غنى أحدهم لليبراليي الإعلان، فهذا سيثير حنق قومييه، ولو هتف لبلاشفته فسيزعل سلفييه، ولو صفق لرياض الترك فسيحرد حسن عبد العظيم. * * * المواطن السوري رياض الإبراهيم، من الخوين الكبير، في محافظة أدلب، وحسب ما رواه لي عضو مجلس الشعب السوري، السيد ( أ.د)، تعرض لحادث سير بالغاب، وأصيب بحالة سبات دماغي، ما استدعى نقله إلى مستشفى خاص في حماه صاحبته هي إحدى "فاضلات" الإعلان، حيث قضى ليلة واحدة، توفي على أثرها، وفاضت روحه إلى باريها وآثر الرحيل إلى هناك قبل أن يمن الله على سوريا بفضائل الإعلان. وحين قدم أهله لاستلام جثمانه، فوجؤوا بطلب الفاتورة البالغ قيمتها 104 آلاف ليرة سورية، لمدة ليلة واحدة، أي ما يعادل أكثر بقليل من 2000 دولار أمريكي، ولا "مايو كلينك" الله وكيلكم، دون تقديم أية خدمات طبية سوى استضافة المواطن وهو في حالة السبات تلك، ولم يك بالطبع يقضي ليلة من ليالي العمر في برج العرب، أو ريتز باريس حيث ودعت الليدي ديانا هذه الحياة الفانية من هناك. وبعد لأي، وشد وجذب، واعتراض الأهل، استدعي رجال الشرطة، وتمت تسوية الموضوع، وبعد "الضبط" والشكوى من الطبيب المقرب جداً من إدارة المستشفى، قام أهل المتوفى بدفع مبلغ خمسة وسبعين ألف ليرة سورية، لليلة واحدة قضاها المرحوم في براد المستشفى، وليس في الجناح الملكي بماريوت لاسفيجاس. هذه فضيلة. * * * واحدة أخرى. أحد كبار الإعلانيين وهو حوت مالي من حيتان دمشق الكبار لم يبق عقد إلا وشارك فيه، ولم تبق صفقة إلا ولهط منها، ولم يترك شيئاً لم يصدره، ولا سلعة لم يستوردها، ولا بضاعة لم يصنعها، ولا بيعة لم يسمسر بها، وهو مصنف ماركسياً، وبلشفياً برأسمالي طفولي، وعدو طبقي، يجب التخلص منه وفق الفقه البلشفي والماركسي الأحمر الذي صدع جماعة الإعلان رؤوسنا به، وكان صديقاً محظياً وحبيباً مقرباً من المسؤولينما أهله لنيابة البرلمان السوري. وحين كانت قمصان الـ 400 الفاخرة تغزو السوق السورية، وبعض الأسواق الأوروبية، لم نكن نجد، نحن وأندادنا المنتوفين الفقراء، ما نلبسه سوى بدلة الخاكي الجامعية، صيفاً شتاء ونتبختر بها في أروقة كلية الآداب، بجامعة دمشق ونصفق لماركس وغيفارا وبقية الرفاق، والجيوب تصفر فيها رياح الخماسين الصفراء، ونشكو همنا، وعجرنا، وبجرنا، وفقرنا، للذي لا يحمد على لبس الخاكي سواه. هذا الصناعي، والحوت المالي، وبعد أن خسر فرصة بصفقة دسمة تتعلق بقطاع الاتصالات هاج وماج وصار واجهة النضال الوطني والديمقراطي في سوريا، ووجها بارزاً من وجوه الثقافة السورية، وواحداً من أفاضل الإعلان العظيم الذي يحظى باهتمام ومتابعة شخصية بوش، وشتانماير، وساركوزي والله يعلم وحده السر في ذلك، فما عدا مما بدا، وما هو سر هذا الاهتمام؟ وهناك أفاضل حقيقيون، ومناضلون وطنيون، في مشارق الأرض ومغاربها، قضوا غيلة ودسيسة وصمتاً، ولم نسمع ولو بجملة اعتراضية واحدة عنهم من أفاضل السياسة الغربية الأجلاء. * * * وأم الفضائل، ما نسمعه، ويرشح، و ما لمسناه من تحريض وتعبئة وتحريض فئوي رخيص من مانديلات آخر لزمان، حين تحول النضال لديهم من نضال وطني إلى نضال فئوي وشخصي يجعل الفضيلة في مكان وهم في مكان آخر. القصص كثيرة، والأحاديث غزيرة وأكبر من حجم مقال، ولكن ما رواه لي الزميل والصحفي (ب. ح)، السجين السابق بتهمة الانتماء للتجمع الشيوعي السوري، وأستغفر الله والعياذ بالله، والذي قضى ثماني سنوات عجاف، بقضها وقضيضها كسجين سياسي، حين تصادف أن قابل شيخ البلاشفة السوريين ومفبرك الإعلان في فرع التحقيق العسكري عام 1981، أثناء خروجه لاستخدام المغاسل، أعزكم العزيز القهار، وسأله "الشيخ" عن تهمته فقال له (ب. ح) بأنه شيوعي، ثم عاد وسأله ومن أين أنت، فقال له من اللاذقية، فقال له أنتم عملاء للمخابرات العسكرية ولـ" (ع. د) بالذات، فلا يقتنع شيخنا الجليل بأن ثمة معارض سواه، وأن المعارضة "المناطقية" ولدت من أجله، ووحدها الشرعية والحقيقية والمعترف بها. هذا القصور السياسي والنظرة الفئوية، هو ما شق المعارضة السورية وجعلها ذات لون واحد يتوجس من غيره من الألوان، فهل هناك ثمة فضيلة أكبر وأجمل من هذه، وخدمات شتى جليلة تذهب في غير مكان؟ هذا يترافق مع فضيلة الإعلانيين التاريخية، ومكرمتهم الخالدة المأثورة، والتي يعرفها الجميع حين حجبت مسودة الإعلان عن البروفيسور والاقتصادي السوري والسجين الشهير، وهو لمـّا يزل يشاركهم نفس الزنزانة، بحجة أن سجنه عملية "مفبركة" مخابراتياً ولا يجوز إطلاعه على مسودة الإعلان الأول لئلا "يشي" بهم، هكذا!!! ويفشل الإعلان؟؟ وهذا ماروته مصادر مقربة جداً من البروفيسور، وكنا قد أشرنا إليها أكثر من مرة سابقاً، وفي أكثر من مقال، وهذا يؤكد على "فضائل" كثيرة، لقسم فاعل من الإعلانيين، يجعل كل وطني يرتاب كلية من هكذا إعلانات ويشير إلى خطورتهم على بقاء ووجود ووحدة الوطن السوري برمته، قبل أن تقع الفأس بالرأس، وهي فضائل الاستئثار والتخوين والجحود والإنكار.
ولا تعليق.
#نضال_نعيسة (هاشتاغ)
Nedal_Naisseh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا بارك الله بهذه الثقافة
-
هل فينو غراد عميل سوري؟
-
فتوى سياسية ضد جماعة الإعلان
-
إعلان بيع بالمزاد العلني
-
إيّاكم أن تكونوا شرفاء ووطنيين
-
نعوة فقيد: إعلان دمشق في ذمة الله
-
اللهم شماتة...انهيار إعلان دمشق
-
خبر عاجل: بيان استنكار من البيت الأبيض
-
عملاء المخابرات السورية
-
تصريحات الترك والنفخ في صور إعلان دمشق
-
متى نعيد الاعتبار لسايكس وبيكو؟
-
إعلان دمشق: متاهات البحث عن مرجعيات
-
السعودية الجديدة والعلاّك الكبير
-
بوش النبيل: هل أصبح الترك جلبي سوريا؟
-
إعلان دمشق والأصابع الأمريكية
-
وإذا المغتصبة سُئِلَت بأية شريعة جلدت؟
-
مأزق الإخوان المسلمين
-
آل البيوت السياسية
-
حوار ساخن عن الأصولية وأم الدنيا
-
الحوار المتمدن: شمعة جديدة تقهر ظلام الفكر
المزيد.....
-
مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا
...
-
مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب
...
-
الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن
...
-
بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما
...
-
على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم
...
-
فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
-
بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت
...
-
المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري
...
-
سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في
...
-
خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|