أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء مهدي - مذكرة تفاهم














المزيد.....

مذكرة تفاهم


علاء مهدي
(Ala Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 2184 - 2008 / 2 / 7 - 11:15
المحور: المجتمع المدني
    


(على ضوء الشتائم الموجهة الى حسين خوشناو وواصف شنون)

بعد أن تبادلنا عبارات السلام والتحية عبر الهاتف ، قلت له: أنا علاء مهدي ، من الجميعة الثقافية العراقية الإسترالية ، هل يمكنني التعرف على شخصكم الكريم؟. قال : آني أبو حسين. قلت: مرحباً بك أخي الكريم لكنني قدمت لكَ نفسي باسمي الكامل فما هو أسمك الكامل؟ قال: أبو حسين. قلت: حسناً ، لقد أتصل بي شخص من جمعية الكنائس الإسترالية وطلب مني بأدب أن أتفهم أسباب وجودك الآن في مكتبهم ، فهم كما تعلم لا يتقنون العربية وأنت كما يبدو لا تحسن التفاهم بالإنكليزية ، فما هي طلباتك منهم ؟ قال : أريد فلوس. قلت: فلوس ؟ بأية صفة ولماذا ؟ قال: أريد أجلب عيالي وأهلي من العراق وماعندي فلوس. قلت: هل قدمت لعيالك وأهلك لدى دائرة الهجرة ؟ قال: لا. قلت له: دعني إذن اشرح لك الطريقة الصحيحة. عليك أولاً أن تتقدم بطلبات أستقدامهم إلى أستراليا عبر دائرة الهجرة وبعد أن يتم قبولهم رسمياً عليك أخراجهم من العراق إلى دولة مجاورة ومتى ا ستقروا هنالك سيكون بإمكانك أن تتقدم بطلب المساعدة من جمعية الكنائس لمنحهم تذاكر سفر وليس – فلوس - من ذلك البلد إلى أستراليا شرط أن تتعهد بدفع قيمة التذاكر على شكل أقساط من مبالغ المساعدات الإسبوعية التي ستدفعها لهم الحكومة الإسترالية بعد وصولهم سالمين إلى أستراليا، عندها ستنظر الجمعية بطلبك وتعلمك النتيجة سواء بالقبول أو الرفض. قال: أكلك أشو أنتَ سويتها عليَّ سودة مصخمة ؟ قلت : بالعكس لقد حاولت أن أرشدك إلى الطريق الصحيح. قال: أكلك ، خو كول طك روحك وموت . . قلت: بالعكس ، لو فعلت ذلك لتورطت جمعية الكنائس بك وتعرضت لما لا تستحقه مقابل الخدمات الإنسانية التي قدمتها للمهاجرين وخاصة العراقيين منهم. الأفضل أن تفتح الشباك القريب منك وتقفز منه ولا تنسَ أنك في الطابق الحادي عشر.

كانت هذه محادثة عبر الهاتف بيني وبين أبو حسين تمت بناء على طلب من جمعية الكنائس الإسترالية عندما قصدهم أبو حسين طالباً - فلوس - قبل ما يقارب خمسة عشر عاماً. ولدي من هذه القصص الكثير لكنني لم أكن أفكر حتى بنشرها حفاظاً على الكثير من الخصوصيات التي ربما ستمس السمعة العراقية بصورة عامة.

أبو حسين هذا – والأسم مستعار - ، أستقر في أستراليا مع عائلته منذ ذلك الحين ، لم يعمل أبداً ، لكنه تمكن من شراء دار بعد أن وفر مبلغاً من المساعدات الحكومية التي تدفع له ولعائلته وكذلك عمله في السوق السوداء تهرباً من الضرائب. وهو لا زال يشتمني بمناسبة وبدونها كلما تذكرني لإعتقاده بأنني كنت السبب في عدم حصوله على – الفلوس – من جمعية الكنائس.

في الواقع أنني لم أكن لأذكر هذه الحادثة لولا الشتائم التي تعرض لها رئيس تحرير ومحررو صحيفة الفرات في سدني من بعض ضعاف النفوس من جهلة القوم اعتراضاً على بعض المقالات التي لا تتناسب مع معتقداتهم الدينية والسياسية والإجتماعية. لقد فاتهم أننا أستراليون وإن لم نولد على هذه الأرض الطيبة وإننا إذ نمارس حقوق مواطنيتنا الإسترالية فأن عليناً واجبات يجب الإيفاء بها للوطن الذي كرمنا فوفر لنا الأمان والحرية و – الفلوس -. ومن هذه الواجبات - ببساطة - ممارسة حقوقنا في إبداء الرأي والتمتع بالحرية الشخصية ومقوماتها والدفاع عن أستراليا ودستورها ومبادئها.

نحن إذ نفتخر بعراقيتنا وتقاليدنا ومعتقداتنا فإننا بنفس الوقت نفتخر باستراليتنا وبما قدمته أستراليا لنا من مميزات لم تقدمها لنا أغلب حكومات العراق منذ الإستقلال.

تذكروا ، أن للصحفيين والكتاب مطلق الحرية في أبداء الرأي وإن الإعتداء عليهم بأية وسيلة يمكن أن يتم تصنيفه إرهاباً ، وأن العمل في السوق السوداء دون التصريح به للضريبة جريمة مخلة بالشرف ، وإن الطعن ببقية الأديان والمعتقدات مخالفة صريحة لحقوق الإنسان المعتمدة في أستراليا ، وأن ضرب المرأة وإهانتها وممارسة العنف ضدها جرائم يعاقب عليها القانون الإسترالي ، وإن عدم الإخبار عن تلك المخالفات يعتبر جريمة أيضاً ، فاحذروا.

فمتى نتفهم؟ لا أرى في الأمر صعوبة.



#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براءة اختراع بامتياز
- لا - للعودة -
- قوات الصحوة؟
- لنعترف؟(مداخلة هادئة وعادلة مع الحملة العالمية لإيقاف العنف ...
- هداكم الله!
- الثغر الباسم
- أنهم يمنحوننا فرصة شتمهم
- الحوار المتمدن : واحة أمان بدون حدود
- مقترح قانون تقاعد السياسيين العراقيين
- وداعاً جوني ، أهلاً كيفن
- تشرينيات
- تركة ثقيلة
- حذار من العراقيين
- لقاء ودموع في حفلة زواج
- خيبة أمل
- لماذا يراد للمدى أن تفقد مداها؟
- نَحْنُ وَهُمْ
- جثث مجهولة الهوية
- الى الوراء در
- ميثاق البطاط !


المزيد.....




- دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت ...
- قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
- مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط
- كيف -أفلت- الأسد من المحكمة الجنائية الدولية؟
- حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يوقف الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن ...
- 133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيرا ...
- بعد مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت.. سيناتور جمهوري يوجه تحذي ...
- قادة من العالم يؤيدون قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الا ...
- معظم الدول تؤيد قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الاحتلال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء مهدي - مذكرة تفاهم