أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باهر محمود عبد العظيم - عندما يقتل الأب إبنه, ماذا يتبقى ؟














المزيد.....

عندما يقتل الأب إبنه, ماذا يتبقى ؟


باهر محمود عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 2183 - 2008 / 2 / 6 - 11:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صدمني تصريح والد الشاب محمد حجازي الذي قال فيه أنه سيدعو إبنه للرجوع عن قراره بتغيير ديانته من الإسلام للمسيحية وإذا لم يتراجع سيقتله بيديه, فهل وصلت ضريبة حرية الرأي والفكر لدرجة فقدان الحياة ؟ بل ويقتل بسببها أب إبنه بدم بارد ودون أدنى إعتبار للصلة الدم بينهما ؟

معركة حرية الفكر والتنوير مع قوى الظلام والرجعية وصلت لحد لا يمكن من بعده الإرتكان للزمن حتى يتكفل وحده بفض النزاع بينهما, فالصراع الآن بدأ يصل للتصفية الجسدية والإقصاء بقبض الأرواح, وهي درجة لا ينبغي السكوت عليها ولا إعتبارها طبيعية أو غير موجودة, وأن تصل الأمور لدرجة قتل الأب لأبنه مع سكوت كامل يمكن إعتباره تواطىء من التيارات الإسلامية التي تدّعي الوسطية والعقلانية لهو حد الخطر الذي تثار عنده الهمم لوقفه عند حده وإلا فإن القادم بالغ السوء والسوداوية .....

ومن جديد تدور التساؤلات حول ماهية الإنتقال من دين أو معتقد لآخر وهل هو خيانة عند البعض وحرية عند البعض الآخر أم هو حكم عام بالنسبه لجميع الأديان ؟ وهذا التساؤل مشروع تماماً إذا تذكرنا الحفاوة التي إستقبل بها علماء المسلمون والعامة بالطبع خبر إسلام روجيه جارودي المفكر والفيلسوف الفرنسي المسيحي, وعلى الناحية الأخرى الإستهجان العميق والهجوم الفادح على شاب بسيط لم يتجاوز الثلاثينات من العمر لا هو بالمفكر ولا بالعالم ولا الفيلسوف لمجرد قيامه بنفس الخطوة وهي الإنتقال من الإسلام للمسيحية, وعندما إنتقد بعض المتطرفين المسيحيين خطوة روجيه جارودي تعالت الأصوات الإسلامية التي تقول أن ما فعله يندرج تحت بند حرية الفكر التي تشرّعها القوانين الفرنسية ولا ضرر ولا ضرار مما فعله, مع أن نفس تلك الأصوات هي التي تنادي الآن بضرورة إقامة حد الرده على محمد حجازي إذا لم يستجيب للإستتابة ثلاثة أيام, بل ورحبت بقرار والده بقتله بيديه إذا لم يتراجع عن قراره, وهو ما يرجع بنا مره أخرى لنقطة الصفر, لماذا الكيل بمكيالين ؟ ولماذا تعود من جديد محاكم تفتيش القرون الوسطى بعد ما وصلنا لإعلان ميثاق حقوق الإنسان ؟

الرغبة المحمومه لجمع المزيد من الأتباع عن طريق الدعوة والحفاظ عليهم عن طريق الترغيب والترهيب وحد الردة هي أصل كل تقويض لحرية الفكر والإعتقاد وهي أيضاً أسرع وسيلة لنشر الفتن الطائفية والكراهية والحقد بين الأطراف المختلفة عقائدياً, وعندما يصل التعصب بين الطرفين لمداه يفقد الأتباع العقل والمنطق ويستغل القادة جنون التعصب في تأجيج المشاعر الحماسية وإشعال القلوب بكلمات تقطر تحريض وعنف وتطرف, وفي النهاية يذهب الأتباع ضحايا قوادهم, ويصبح القواد نجوم مجتمع بارزون, كلمتهم مسموعه في وسائل الإعلام, وصورهم تغطي الجرائد, وتتابع أخبارهم الفضائيات, ونرى منهم من يظهر ليقول أن الأديان أصلها واحد ووجب على أتباعها الحب والتآلف ونبذ أي خلافات, ونرى آخر يعانق قائد من الجبهة الأخرى في إشارة للوئام والمودة التي تجمع الفريقين, وفي نفس توقيت عناقهم الودي نجد في الكشح كلا الطرفين في وئام من نوع آخر, وئام الأسلحة النارية والدم, وتتكرر المشاهد بطريقة مملة للمشاهدين والسامعين في العديسات والأسكندرية وغيرها, وتستمر المشاهد العبثية بين قادة يصرون على أن الأمور هادئة والحب يعم الطرفين من ناحية, وعندما يبتعدون قليلاً عن عدسات المصورين وميكروفونات المذيعيين يقولون للأتباع الغلابة لا تصدقون كل ما تسمعون, الجانب الآخر كافر وينبغي محاربته وإلا سينتصر علينا, وتدور دائرة العنف والطائفية لنهاية محتومه لا مخرج منها سوى بإيقاظ العقول الغافلة والإهتمام بالأمر الواقع والبعد عن التصريحات الوردية التي تضر ولا تفيد .....

التفكير بعقلانية ومنطق هو المطلوب في تلك اللحظه الخطيرة التي تواجه النسيج المصري الذي لطالما كان أقوى من أن يتفتت بأيدي غريبة قادمه من صحراء جرداء لا تعرف لغة غير البداوة والتعصب القبلي, والعقلانية والمنطق تحتم علينا أن ننظر للأمور بنظرة موضوعية محايدة بعيداً تماماً عن أي إنتماءات فكرية أو عقائدية حتى ننقذ ما يمكن إنقاذه, ومن هذا المنطلق نوجه لأنفسنا هذا السؤال, ماذا سيحدث لو إعتنق كل فرد ما يراه مناسب له من دين أو أيدولوجية معينة طالما لا يؤذي من خلالها مجتمعه أو نفسه ؟ ما الضرر الذي سينشأ من نشر حرية الفكر بين المواطنين دون قيد أو شرط سوى ألا يفرض هذا الفكر على غيره بقوة السلاح أو حتى بقوة الكلمة ؟ هل نطالب بحرية إنشاء الأحزاب وننسى أن نطالب بحرية الفكر الفردي ؟ ما الذي جنيناه من التعصب والتطرف سوى الإرهاب والعنف الطائفي والكراهية ؟ هل يرضى الله عن أتباعه عندما يقتل الأب إبنه ويذبح الأخ أخاه وتقتل الأم طفلها بإسمه وإسم الدين ؟ كلها أسئلة لابد من أخذها في الإعتبار حتى نصل لحلول وسطية تمنع ما نراه من بدايات لشرارة فتنة قد تأخذ الأخضر واليابس إذا لم نوقف مشعليها ونتخذ من العقل المعيار الأول للحكم ....



#باهر_محمود_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبقرية الشعب المصري
- ما بين سطور المراجعات الفقهية, نرجو الإنتباه قبل فوات الآوان
- عقوبة المرتد أكبر إساءة للإسلام
- عقل جديد لعالم جديد – رؤية تحليلية للعقل المصرى المعاصر
- هل أصبح الأزهر منبر التطرف وضحالة الفكر وتعطيل العقل ؟
- وهم الصحوة الإسلامية
- العنصرية تحكم مصر
- عادات المصريين في خطر
- حزب الإخوان–كيف تتوازن سلطات الدولة المختلفة مع لجنة ظل الله ...


المزيد.....




- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باهر محمود عبد العظيم - عندما يقتل الأب إبنه, ماذا يتبقى ؟