أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طريف سردست - العلاقة بين فقدان الابداع وفقدان الحرية














المزيد.....

العلاقة بين فقدان الابداع وفقدان الحرية


طريف سردست

الحوار المتمدن-العدد: 2182 - 2008 / 2 / 5 - 10:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


منذ دخول نابليون بونابرت الى مصر والعالم الاسلامي يهتز الماً من شعوره بالتأخر التاريخي. وبالرغم من المحاولات العديدة للعودة الى الصفوف الامامية الا اننا لازلنا نحصد الفشل اثر الاخر. فهل فقدنا القدرة على الابداع؟

لماذا الابداع؟
تتنافس الدول المتقدمة على البقاء في المقدمة. في السنوات الاخيرة ظهر هذا التنافس بقوة بسبب هجرة الشركات الى العالم الارخص. دول صغيرة مثل فنلندا والنرويج والسويد والدانيمارك رفضوا اعطاء امتيازات افضل للشركات من اجل ان تبقى واصروا على ان البقاء في المقدمة ليس بتخفيض شروط الحياة وانما بتحسين التعليم والبحث العلمي وتحفيز القدرة على الابداع.
القصد ان الانسان هو رأس المال الفعلي، والابداعات هي التي تجعل دولهم في المقدمة وكلما زاد عدد المبدعين كلما تمكنوا من تفشيل الصناعات القديمة (المنتقلة) واجبار العالم على التوجه اليهم لشراء الابداعات الجديدة. الابداع وحده يبقيهم في المقدمة..

ولكن ماهو الابداع؟
يتفق علماء السلوك مع تعريف تيريزا اميلا الذي يقول ان الابداع هو "عملية تعبير عن نشاط فكري ينتهي بعمل مفيد". هنا يدخل الشعر والرسم والرياضة والموسيقى والفيزياء على السواء.

علماء السلوك يتحدثون عن وجود نوعين من الابداع، الابداع الصغير والابداع الكبير. الى المجموعة الاولى تنتمي كافة الابداعات الفردية التي تعتبرانجازا شخصيا. في هذا المستوى يمكن ان يكون الجميع مبدعين، هنا يمكن الاشارة الى الابداعات الفردية للوصول الى طريقة جديدة لصنع وجبة من الطعام او لبناء غرفة اضافية. وبالرغم من ان هذا النوع من الابداع خطوة اساسية وهامة لتعلم الابداع الكبير ولكن وحده لايكفي لوضع الامة في الصفوف الاولى، إذ لابد من ان يكون المرء مؤهلا للتحول الى الابداع الكبير. هذا التأهيل يفترض ان يتكفل به التعليم والحرية الفكرية. الثاني هو ابداع يعترف فيه الاختصاصيين وهو ابداع يقارن مع الاخرين ويسطر في الكتب مثل ابداعات اينشتاين مثلا.

من خلال فحص دماغ اينشتاين نعلم ان الابداع يمكن ان يجري تربيته. دماغ اينشاتين كان ناميا بطريقة تؤهل للاعتقاد ان عدم قدرته على التكلم في طفولته اجبر الدماغ على تنمية مناطق التصور. من هنا اهمية تدريب الاطفال على الموسيقى واللغات والرسم والرقص لتحسين قدرات التصور، كما انه من الضروري تعليمهم القدرة على التفكير والتحليل المستقل والذاتي بدون خوف. هذا الامر يتطابق ايضا مع ضرورة تنمية كافة اقسام الدماغ بطريقة متوازنة وتحسين طرق الاتصال بين جميع اجزائه. لهذا السبب بالذات تلعب الرياضة الذهنية والجسدية دورا كبيرا.

احدى اهم شروط الابداع هو التفكير الغير تقليدي. هذا النوع من التفكير يسمى out of box وهو حاسم للتفكير الابداعي. مثل هذا النوع من التفكير لايقبل المحرمات والشروط والارهاب. Edward de Bono احد اهم الاختصاصيين في تدريب هذا النوع من التفكير ويقدم لنا العديد من الالعاب لتأهيل التفكير الغير تقليدي. احدى اهم هذه الاساليب لعبة لبس الطواقي. طريقة سهلة ومحتواها ان هناك عدة طواقي من مختلف الالوان والاشكال. كل طاقية جديدة تجعل الانسان يلعب دورا مختلفا. عندما يلبس طاقية صفراء يبدأ بمعالجة المشكلة بروحية متفائلة، في حين عند لبس الطاقية السوداء يأخذ دور المتشكك الناقد. بهذه الطريقة تعالج المشكلة من جميع وجهات النظر لرؤيتها من مختلف الاتجاهات بدون محاباة.

ان المبدعين هم اكثر الناس قدرة على الخروج عن العادات والتقاليد والانماط السائدة بدون خوف او خجل ويملكون جرأة على تجريب اساليب جديدة ولايخشون الفشل. لربما لهذا السبب نجد ان المبدعين لايهمهم الاختلاط او راي الناس عنهم وليس لهم اصدقاء خارج دائرة اهتماماتهم.

مثل هذه التوجهات تقوم المدارس الحديثة اليوم بتعليمها للطلاب من اجل " صنع" مبدعين. لقد اصبح الابداع اليوم صناعة الحرية وتقوم العديد من المعاهد العلمية بالبحث عن المزيد من سمات الابداع والمزيد من الاساليب والطرق لصنع وتأهيل المبدعين .. مثل هذه البيئة لايمكن ان يقدمها الا نظام يحمي حرية التعبير ويسعى لها وينشرها في مناهجه المدرسية ومؤسساته السياسية والحقوقية، بدون وصاية او اخضاع.

فهل يساعدنا ذلك لمعرفة اسباب تخلقنا وافتقادنا للابداع الكبير



#طريف_سردست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية المصمم الذكي
- رجال الدين، علماء ام كهنة؟
- هل الديكتاتورية الاسلامية بديل عن انظمة الاستبداد الراهن؟
- وهم الدولة الدينية
- ازمة اليسار، ازمتنا نحن
- العولمة: هل ستقتنص الفرص المتاحة؟


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طريف سردست - العلاقة بين فقدان الابداع وفقدان الحرية