عبد العالي الحراك
الحوار المتمدن-العدد: 2182 - 2008 / 2 / 5 - 10:26
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
لقد ناضل الشعب الكردي عبر عشرات السنين , نضالا مريرا من اجل تقرير مصيره واقامة دولته الكردية اسوة بجميع الدول والقوميات الاخرى , وعلى مراحل حسب الظروف المحلية والاقليمية والدولية ابتداءا من المطالبة بالحكم الذاتي ثم الفيدرالية ومستقبلا بالدولة المستقلة, وهذة المسيرة النضالية لا تخلو من مصاعب جسيمة للشعب الكردي وصراع مصالح اقليمية ودولية , وقد تلاعبت به تلك الظروف غالبا لصالح الغير دون مصالحه.. فطالب اولا بالحكم الذاتي لمنطقة كردستان العراق في الفترات السابقة , وعندما سنحت الفرصة بعد سقوط نظام صدام , دعى الى الفيدرالية وهي مرحلة ارقى من مرحلة الحكم الذاتي , التي لم يتمتع بها حقا وحقيقة , خلال فترة حكم صدام الا بالعذاب والحروب . لم يقف حزب سياسي عراقي مع الاكراد في حقوقهم الا الحزب الشيوعي العراقي والقوى اليسارية والوطنية المخلصة العراقية عموما ,فهي التي رفعت شعار الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لشعب كردستان , وشاركته معارك المصير ضد الحكومات الدكتاتورية السابقة التي قمعت الجميع. الا ان الحركة القومية الكردية وخاصة حزبيها الرئيسيين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني , لم يعطيا احزاب الحركة الوطنية العراقية حقوقها , فكانت تحالفاتهما السياسية تحالفات مصلحية مؤقتة , تحركها موازين القوى والمصالح الذاتية , وليس الهدف الاستراتيجى الاسمى , وهو قيام دولة عراقية ديمقراطية تعترف بحقوق الشعب الكردي . فقد تحالفت القوى الكردية القومية مع صدام في فترة من الفترات و شاركته في قمع الاحزاب اليسارية , دون ان تتخلى تلك الاحزاب اليسارية عن مبدئيتها واعترافها الدائم بحقوق الشعب الكردي . والان وبعد سقوط النظام السابق , ما زالت الحركة الكردية القومية تتعامل بنفس الاسلوب والطريقة الا وهي طريقة المصالح الآنية , ولم تأخذ العبرة من الماضي , فهي تتحالف مع احزاب الاسلام السياسي الشيعية , ظانة بأنها ستحقق احلامها معهم ناسية بان احلام الشعب الكردي تتحقق عندما تبنى دولة ديمقراطية في العراق , يؤمن قادتها بمبدأ تقرير المصير للقوميات والشعوب .. فهل ان هذه الاحزاب الحاكمة الان تؤمن حقا بالديمقراطية؟ وهل ستسمح لهم ايران بذلك على الضد من مصالحها القومية الشوفينية؟ على الحركة الكردية والشعب الكردي ان يميز بين اخوانه المخلصين وتجار السياسة المشعوذين , والفرصة الان مؤاتية لأقامة تحالفات حقيقية ومصيرية , لبناء دولة ديمقراطية مدنية يعيش فيها الشعب الكردي ويعبر عن حقوقه كبقية شعوب وقوميات العراق دون نقص او تلاعب.. وبيد الحركة الكردية الان فرصة تغيير موازين القوى والاوضاع في العراق ,عندما تستجيب لدعوة المخلصين من الحركات السياسية الوطنية والديمقراطية نحو بناء تحالف ديمقراطي حقيقي وستراتيجي , سيلتف حوله الشعب العراقي بعربه واكراده واقلياته القومية الاخرى , وتسحب البساط من تحت اقدام القوى الاسلامية المتخلفة التي عرضت الشعب العراقي عموما الى المصائب والويلات .
#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟