أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - خلف علي الخلف - البوكر بنسختها العربية والانتصار للظل















المزيد.....

البوكر بنسختها العربية والانتصار للظل


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 2182 - 2008 / 2 / 5 - 10:18
المحور: الصحافة والاعلام
    


ماكادت "البوكر" العربية تعلن قائمتها القصيرة حتى طفق سيل مقالات الهجاء العربية التي تنعي الجوائز العربية، مذكرة بخيباتها ولجانها وطريقة توزيعها وتاريخها الأسود.. وقفت مستفسراً ومتمعناً في تلك المقالات ومبررات احتجاجها على النتائج، ولا أخفي أن وجود اسم الصديق خالد خليفة هو ما دعاني للاهتمام بهذه المقالات فانا عادة ودائما مع من يُشهِرون سيوفهم بوجه الجوائز العربية ونتائجها ومهرجانات الثقافة العربية ومؤتمراتها وطبخاتها ودعواتها. أردت أن أفهم سبب صراخ بعض المحتجين وسر الآلة الإعلامية متعددة المشارب والأسباب التي بدأت في تسفيه البوكر العربية...
أذكر أننا كنا في مشتى الحلو البلدة الساحرة التي لا تقول أكثر من "كم أنت جميلة يا سوريا" وعلى هامش ملتقى النحت العالمي الذي أسسه الفنان فارس الحلو كنا هناك. كان عادل محمود قد انتهى من كتابة روايته ( إلى الأبد... ويوم)، وروى لنا أجواء كتابتها وبعض مفاصلها؛ وفيما بعد وفي صلنفة الساحرة (أيضاً) ومن على جبل عالٍ، قال عادل هناك أسفل الوادي قريتنا..حيث أنجزت روايتي.. لم أستطع رؤيتها من الغيم والضباب والأشجار الكثيفة؛ وكنت أردد حينها ياااابلادي؛ كم أنت ساحرة يابلادي. ومتهكماً "لو جاءت الامبريالية أو الرجعية لتهاجمك سأقطعها بأسناني"! ولشدة حماسي في ترديد هذه الجملة صار غالبية الأصدقاء يسمي سوريا "بلاد خلف" في تلك "الرحلة".. قلت لعادل يومها: كتبت هذه الرواية وسط كل هذا السحر؟! والله إن لم تكن مدهشة سنرميك من أعلى الجبل. فهذا السحر يكتب بنفسه، فقط امسكه قلماً. تلك الرواية التي حصدت فيما بعد جائزة دبي الثقافية.
من مشتى الحلو صعدنا إلى جبل السيدة و في "تشيرنوبل" (حسب تسمية خالد خليفة) المطعم الذي يطل على البلدة وقع لنا خالد الطبعة الثانية من روايتيه "حارس الخديعة" و "دفاتر القرباط" ولم أخف امتعاضي أمام الجميع من "حارس الخديعة " رواية خالد الأولى التي هي أشبه بنص شعري طويل. ذلك الفخ الشعري الذي لم تنجُ منه تماماً دفاتر القرباط؛ لم أكن قد قرأت "مديح الكراهية" بعد! التي نفدت طبعتها الأولى في سوريا، وحين دار الحديث حولها كان رأيي أن حجمها كبير وان سابقتيها لا تشجعان على قراءتها... أكد الجميع حينها وكلهم كتاب وشعراء أنها مختلفة ومنهم من تحدث عنها بحماس...
تحدثنا يومها عن البوكر العربية، وكان خالد لم يرسل روايته بعد، قلت وقتها، أني لا أثق بالجوائز العربية.. كما أن لدي احتجاج آخر تتلخص فحواه أنه لا يجوز أن يكون المدير(ة) الإداري لجائزة شخص من الوسط الثقافي ومشتبك معه، له عداواته وصداقاته.. إذ ما يدرينا أنه لن يخف رواية لأحد المشاركين، ممن علاقته سيئة معه... أكد خالد يومها باعتباره صاحب دار أيضاً، أن هذا غير ممكن لأن مهمة الإداري هي توثيق و... كانت نهاية الحديث إنشاء الله اطلع غلطان يا خالد..
وليس علي أن أنكر أن مفاجأتي كان يخالطها الفرح حينما وجدت اسم خالد وروايته "مديح الكراهية" في القائمة القصيرة لـ البوكر العربية،.ليس لأنه صديق فقط بل لأنه هامشي ومهمش، كتب في الظل، وخارج المؤسسة الرسمية، وليس له أي حضور إعلامي، لا في سوريا ولا خارجها، و قليلين خارج سوريا يعرفون هذا "النكرة" الذي فجأة ودون مقدمات بالنسبة لهم وصل إلى "الشورت ليست" في البوكر العربية. فهو اسم شبه مجهول لولا أن يتذكره البعض ككاتب سيناريو لعدد من الأعمال التي لاقت نجاحاً لافتاً أبرزها مسلسل " سيرة آل الجلالي"..
ولأن "مديح الكراهية" تشكل علامة فارقة في المشهد الروائي السوري تبعاً لمضمونها الذي لم يقترب منه أحد بجرأة، إذ تتناول فترة المواجهة بين السلطة والاخوان المسلمين في الثمانينيات في سوريا وفي مدينة حلب تحديداً، وبروية سردية تعرف منطقتها وشخوصها جيداً، وتكشف عوالمهم وتمزقاتهم ورؤاهم وبتقنية سردية ممسكة بأدواتها جيداً... قرأت ما كتب عن البوكر بطبعتها العربية لأجد منطقة احتجاج من سفهوا نتائجها! ولم أجد احتجاجاً ذا بال فمن حيث الأسماء نعم لا يوجد اسم لامع (إعلاميا) بين هذه الأسماء سوى بهاء طاهر؛ وأقل ما يقال عن بهاء طاهر أنه لا خلاف عليه كمبدع روائي ولو لم يكتب إلا "خالتي صفية والدير" لاستحق أن يصنف في قائمة الروائيين المبدعين ويليه في الحضور الإعلامي الياس فركوح القاص الأردني وصاحب دار أزمنة، لكن اسمه ليس رائجاً كروائي، ومكاوي سعيد غير معروف عربياً وان كان له حضور في مصر ومعروف ككاتب سيناريو، وعدم الشهرة الإعلامية ينطبق على جبور الدويهي رغم إصداره عدداً من الأعمال الروائية ومي منسي بالكاد تعرف كصحفية في النهار، رغم أن لها العديد من الأعمال الروائية أيضاً
نعم ليسوا نجوماً؛ لكنهم أيضاً لم يأتوا من "الأدغال" ليتربعوا فجأة على القائمة القصيرة للبوكر العربية، فهم ليسوا نكرات وجميعهم لديهم أعمال عديدة قبل رواياتهم التي وصلت إلى القائمة القصيرة. إذن ليسوا كتاب صدفة أو حظ لكنهم شبه مجهولون على مستوى القارئ العادي، رغم أن إصداراتهم هذه حظيت بمتابعات نقدية وافية في المطبوعات العربية، ويمكن للمرء أن يذكر عشرات المتابعات النقدية لأعمالهم هذه بالذات والتي كتبت قبل الإعلان عن تأسيس البوكر حتى، وجميع هذه المتابعات بلا استثناء تشيد بتلك الروايات ولا يستثنى من الإشادة أي عمل في القائمة..

أما الاحتجاج على اللجنة فقد تركز بشكل أساسي على رئيس اللجنة صموئيل شمعون وتلته غالية قباني وبشكل خفيف على الكاتب والمستشرق البريطاني بول ستاركي! وإذا كان نظام "الطبعة الأصلية من البوكر" يتيح أن يكون في اللجنة كتاباً وصحافيين وفنانبن؛ فإن صموئيل شمعون كاتب روائي من طراز مختلف وفريد بالعربية وتكفيه روايته الوحيدة حتى الآن "يوميات عراقي في باريس" ليدرج على قائمة الروائيين بالعربية ( فالرجل اشوري عراقي) المميزين، وغالية قباني ليست نكرة فهي كاتبة وصحافية لها حضورها...

إذن ما الذي يريده الكتاب العرب المحتجون من الجوائز؟
إن أعطيت لأسماء مشهورة إعلاميا قيل هذه هي الجوائز العربية لا تعطى إلا لأسماء مكرسة.. انها مطبوخة سلفاً والأسماء معروفة قبل إعلان النتائج.. وأين الأسماء الجديدة ( وهذه حقيقة اغلب الجوائز العربية) وهذا احتجاج مشروع ومقبول... لكن أن يحتج نفس هؤلاء إن أعطيت لكتاب مهمشين! أو غير معروفين على نطاقٍ واسع، بحجة "أين الأسماء الروائية المبدعة" (لاحظوا تحول التسمية من مكرسين إلى مبدعين وغياب الاحتجاج على التكريس )!فهذا ما يجعل المرء يحيل ذلك الى السفاهة دون أن يخشى الوقوع في المحظور. وإذا كان مفهموماً أيضاً الاحتجاج على نظام المحاصصة حسب الدول المتبع غالباً في الجوائز العربية فان ما لا يفهم هو الاحتجاج على غياب هذا المعيار بحجة "أين الدول الأخرى التي لها ثقل إبداعي!!"
جائزة البوكر بهذه الأسماء تكرس نفسها كأحد الجوائز العربية التي تريد أن تخط خطاً مقبولا ومقنعاً في النزاهة إن لم نجازف في القول أنها أحد أنزه الجوائز العربية وفقاً للاسماء المعلنة في دورتها الأولى...الأسماء التي وصلت إلى القائمة القصيرة أسماء ليست شهيرة وليست رائجة إعلاميا؛ والاسم اللامع الوحيد (بهاء طاهر) وجوده يؤكد هذه النزاهة ولا ينفيها، إذن هناك أسماء تكتب في الظل ولم تدخل لعبة العلاقات الترويجية ولم تشكل تحالفات مع "الكارتلات" النقدية والإعلامية، ومن حقها أن تصل إلى جائزة عربية، وقد وصلت إلى جائزة أعلنت عن نفسها أنها مختلفة ورصينة في دورتها الأولى. إن هذه الجائزة تفتح أملا للمهمشين الذين يكتبون إبداعا دون أن تدعمه شبكة من العلائق التي آخر معاييرها الإبداع. نعم جائزة تستحق الإشادة. متمنياً لخالد خليفة علناً أن يتربع عليها ممثلاً لجيلٍ سوري تخطى الأربعين من العمر ولا زال مهمشاً في مؤسسات بلاده الثقافية واستتباعاً خارجها..



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنترنت في سوريا ومحنة النشر الالكتروني
- العم النبيل بوش نكرر لك يأسنا
- الانترنت بوصفها حياة موازية: خصائص النشر الالكتروني
- في الأوهام الطهرانية للمعارضة السورية 1/3
- في الأوهام الطهرانية للمعارضة السورية: وهم فاعلية التغيير من ...
- في الأوهام الطهرانية للمعارضة السورية: آليات تفكيك النظام 2/ ...
- صنع الله إبراهيم في التلصص: التعسف البنائي ووهم السبق
- هيّا بنا ننشر في الصحف العربية الكبرى
- الفياغرا السورية وطبيب ايلاف في رواية سلوى النعيمي
- على سيرة الدراما المصرية والسورية
- حوار حول الحداثة والإشكالية والمنهج والنقد وأزمته وأشياء أخر ...
- أنا حزين يا ابراهيم الجرادي
- المشهد الثقافي من خلال المطبوعات السعودية
- هيّا بنا نحجب
- حق الرد السوري: سندات قابلة للبيع
- - طاش ما طاش - وذهنية التحريم: أو كيف تجمع كتاباً على عجل
- أيها الأصدقاء العراقيون أنا أحتج
- عزمي بشارة مواطناً سورياً
- كلما تراكم غيابه ازداد نصه حضورا
- المشاريع الثقافية الكبرى والنهوض بالأمة


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - خلف علي الخلف - البوكر بنسختها العربية والانتصار للظل