أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيلفان سايدو - العراق .. من دولة البعث إلى دولة العبث..














المزيد.....

العراق .. من دولة البعث إلى دولة العبث..


سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)


الحوار المتمدن-العدد: 2182 - 2008 / 2 / 5 - 10:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش تعديل قانون اجتثاث البعث إلى قانون المساءلة والعدالة، بأنه خطوة مهمة نحو المصالحة في العراق.. وإن لم يبين الرئيس بوش مفهوم المصالحة الذي له وزن خاص على ضؤ ما يجري هناك من أحداث دموية فظيعة.. ولكن السؤال هل يستطيع هذا القانون المعدل السماح بعودة القياديين من حزب البعث المنحل إلى وظائفهم دون أن يطرأ ذلك بشيئ في الأوضاع؟ سؤال سنحاول البحث عن إجابته..

-1-

إنّ أية مقاربة أو محاولة إصلاح للوضع الذي سينتهي إليه هذا التعديل، لايخلو في طبيعة الحال من غموض ومفارقات ومزالق يصعب تحديد اتجاه مؤشراتها واستشراف نهاياتها المحتملة، لأنها تتعلق بتحقيق المصالحة المذهبية.. ولأنّ عندما يحضر (المذهب) في مجال الخطابة والممارسة السياسية الفعلية في العراق، فالأمر يختلف جذرياً.
ويمكن تلمس ملامح ذلك، من خلال تركيز القادة العراقيين على مسألة حكومة الوحدة الوطنية، في حين أنّ لذلك التركيز ما يضمر من مآرب بمحددات عديدة، منها المصالح الاقتصادية والسياسية لكل الأطراف المؤتلفة في حكومة المالكي من جهة، ومن الأخرى محافظتهم على استدامة منابع الاثراء التي تدر مصالح للقادة أنفسهم، الخاصة، والتي يغطونها بمغازلة توجهات شارعهم من حين لآخر بجرعات مالية وايديولوجية.. لهذا يبدو أنّ ما تم تحقيقه -إلى الآن- ينطوي وعلى نحو ما على ما لا يمكننا أن نسميه بكلمة المصالحة، لا بل هو مجرد خطابات سياسية مبنية على مبدأ بذل كل ما هو ممكن لتلافي وقوع ما هو أسوأ منه الآن، عليهم.

-2-

إنّ إرساء دعائم حكومة الوحدة الوطنية، وحقيقية ومستدامة في البلاد، قد يستحيل إنجازها بدون البعثيين، وذلك بالنظر إلى عدد من الاعتبارات السياسية والاستراتيجية التي تعذر ويتعذر ايجاد بدائل عنها. وإن كان كلام من هذا القبيل سيكون موضع حفيظة كثيرين من العراقيين، على اعتبار أن الفترة جرائم وحروب الإبادة الجماعية قد حدثت إبان فترة حكم البعثيين، أو حتى في العمليات الإرهابية التي تطال المدنيين يومياً في العراق. وحتى لو سلم بتلك الاتهامات الخطيرة، فإنّ أكثر مبادئ السياسية الأولية بداهة هو إذا أردنا أن نصنع سلاماً أهلياً حقيقياً، ينبغي أن نصنعه مع الخصوم، وحتى مع أشدهم، وليس مع نسخ منسوخة منا، حيث التطابق في الرؤى والمواقف والتوجه، وهذا ما تفعله حكومة المالكي إلى الأن..
ثم من المعروف أن البعثيين لهم امتدادهم في نسيج مختلف تكوينات المجتمع العراقي، وما زال يتمتعون بالتنظيم والانضباط كشبكة متجانسة في الخفاء، وبالتالي يتعذر حل أزمة مستعصية عمرها خمس سنوات عاجزة عن ايجاد حل، دون وضع اعتبار لهم. لهذا فإنّ عقد أية تسوية معهم سيجعلهم يتخلون عن الجماعات المسلحة المتشددة من ناحية ومن الأخرى سيتم بها قطع السبيل أمام المنشقين منهم المنخرطين في الجماعات الارهابية الملوثة أيديهم بدماء العراقيين، فضلا عن قدرتهم على ضبط عناصرهم دون تردد أو تذمر منهم.

-3-

وعدا هذا.. أرى لربما لا جدوى من هذا القانون المعدل، الذي يظهر أنه لن يغير من الوضع كثيراً.. لأنّ القانون المعدل بحد عينه لم يشر ولم ينه الخلاف بين القادة البعثيين وبين من يضمرون لهم الكراهية المقيتة، منذ أمد طويل.



#سيلفان_سايدو (هاشتاغ)       Silvan_Saydo#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تختفي القيادات وراء النساء والأطفال والشيوخ
- الديمقراطية.. كسلاح استراتيجي غربي .. وكحاجة شعوب المنطقة إل ...
- آل بوتو.. وخلافات تطفو على السطح
- رحلة روالبندي الأخيرة.. أعادت الديمقراطية الباكستانية إلى ال ...
- تشافيز.. وكعكته..!
- أفضل لاعب.. لا يحتاج لمهارات كروية ممتعة.. بل إلى مسابقة بأم ...
- إعادة صوغ العلاقات.. على ضؤ المتغيرات الجيوسياسية المقبلة عل ...
- ثلاثة مؤشرات.. تذكر بأنّ المنطقة ستكون أكثر أمناً.. عما مضى
- التهديدات التركية.. لا تتجاوز أكثر من تسجيل موقف..!
- ظلال.. ضعف النظام السوري..
- لماذا سارعت أمريكا إلى تسليح دول المنطقة ؟
- نتائج الانتخابات التركية.. صفعة مدوية لديمقراطيتها العسكرية. ...
- حرب.. للفوضى الخلاقة..
- وجها كردستان العراق.. الازدهار والفساد
- الحركات الفلسطينية.. بين أجندات متباينة لدول اقليمية وغربية
- محكمة ستقشع.. الغموض المتكاثف
- الانتخابات الجزائرية.. عودة مجددة إلى مشهد أكثر تأزماً
- من التحدث عن ايران وسوريا.. إلى التحدث معهما..
- الساسة الكرد.. وفن دفن الرؤوس..
- القيادة الكردية.. ساهمت في دفن المؤنفلين..


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيلفان سايدو - العراق .. من دولة البعث إلى دولة العبث..