|
يساريون وديمقراطيون بوصلتهم مصالح الشعب والوطن
فلاح علي
الحوار المتمدن-العدد: 2182 - 2008 / 2 / 5 - 10:34
المحور:
ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع
إن المبادرة التي أطلقتها ثلاث أحزاب وطنية عراقية معروفة متجذرة في المجتمع العراقي وهي الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي والحركة الإشتراكية العربية وذلك من خلال لقائاتهم وإتفاقهم على إصدار نداء في مضمونة منطلقان المنطلق الأول هو مهمات قوى اليسار والديمقراطية في هذه المرحلة الخطيرة التي يمر بها شعبنا ووطننا وهي تشكل أرضية ومنطلقآ فكريآ وسياسيآ وطنيآ يساعد في أن تلتقي كل قوى اليسار والديمقراطية حول هذه المهمات وإغنائها من أجل تعاونها وتنسيق جهودها لتمكينها من أن تلعب دورها العملي والمؤثر في العملية السياسية وإخراج البلد من أزمته .
والمنطلق الثاني لما يتضمنه النداء هو برنامج عمل هذه القوى الثلاث الذي يتضمن مفاصل ملموسة ومحددة مصاغة بشكل بارع ومدروسة بشكل جيد ومستفيض وهي مرتكزة على البرامج الذاتية لهذه القوى ولكن إختزالها بهذه الصيغة التي ظهرت في النداء قد عبرت عن براعة ومقدرة كبيرة فكرية وسياسية لهذه القوى وإطلاقها لحملة مدنيون من أجل التوقيع وتبني بما إحتواه النداء من أجل إعطائة طابعآ شعبيآ جماهيريآ وما يساعد على ذلك أن شعبنا قد أدرك أن القوى الطائفية هي عامل أساسي من بين عدة عوامل قد أسهمت في تعقيد الوضع السياسي وهي سبب في كل الأزمات لأنها إلى الآن لاتستطيع التخلص من طائفيتها ولا خيار إلا بالعمل الوطني المشترك الذي يجسد الوحدة الوطنية للشعب وإن قوى اليسار والديمقراطية هي المعبر العملي والحقيقي لنهج الوحدة الوطنية وهي صادقة في مسعاها لأنقاذ الوطن من أزماته وتحقيق السلم والديمقراطية والعدالة الأجتماعية وضمان حقوق المواطنة وحقوق الإنسان وبناء دولة العدل والقانون وهذا ماهو متيقن منه شعبنا لسبب بسيط يميزة شعبنا ويثق به إن هذه القوى هي غير طائفية كما إنها تضع مصالح الشعب والوطن فوق أي إعتبار . النداء مضمونة يعبر عن طموحات الشعب ويشكل حلآ عمليآ لأزمات البلد السياسية المستعصية :
لقد طرح النداء على الشعب وعلى كل القوى الوطنية وقوى التيار الديمقراطي وعلى الشخصيات السياسية ومن يتمعن في محتواة سيقف معه ويتبناة ويدعوا له لأنه صيغ على ضوء دراسة معمقة منطلقة من معرفة شاملة بالواقع العراقي الحالي وقد تناول مسألة الديمقراطية وأهميتها في المجتمع وفي بناء مؤسسات الدولية كما ركز على الجوانب الإقتصادية والإجتماعية والثقافية لضرورتها في حياة الشعب وبناء الوطن وتقدمة :
1- ركز النداء على الديمقراطية التي بغيابها أكدت تجربة الأربع سنوات الماضية على تعقد الوضع السياسي وتنامي الإحتقان والتوتر وإستمرار الأزمة السياسة بدون حل جذري وعملي وفتحت أبواب العراق على مصراعيها للتدخلات الإقليمية . وكانت وجهة النداء صائبة وسليمة بتبنية المدخل السليم لتحقيق الديمقراطية من خلال الخطوة الصائبة التي تبناها النداء هو إصلاح العملية السياسية وإجراء التعديلات على الدستور بما يضفي علية الطابع المدني الديمقراطي وبتبني هذه الوجهه من قبل الحكومة والقوى صاحبة القرار في البرلمان يعني إيجاد الحلول للمعضلات التي تعيق تطور العملية السياسية وبهذا تحمي الشعب والوطن من أي مخاطر وستصان الوحدة الوطنية . وعندها ستكون المصالحة الوطنية تحصيل حاصل وستتحقق فعلآ على أرض الواقع الحقيقي عندما يتم البدأ أولآ بإصلاح العملية السياسية . كما إن النداء قد شخص أن بغياب الديمقراطية يعني غياب القانون . لهذا أكد النداء أن الديمقراطية الحقة تبدأ من إصلاح العملية السياسية إلى تعبأة كل الجهود والطاقات لبناء دولة العدل والقانون الدولة المدنية الحديثة . التي تضمن حقوق المواطنة وتعطي للمرأة حقها وتحل الكفاءة والنزاهه محل المحاصصة الطائفية المقيته وهذا يعني إيجاد حلول عملية للفساد الإداري والمالي كما يحل السلم الأهلي محل العنف وتحل قضية المهجرين والمهاجرين .
2- كما تناول النداء المسألة الإقتصادية والإجتماعية التي بقيت إلى الآن بدون حلول جذرية وأرهقت المواطن وزادت من بؤس ومعانات شعبنا وإنتفخت كروش أفراد وفئات متنفذة بالحكم وزادت من ثرواتها وكنوزها المالية على حساب بؤس الشعب ومعاناته . فقد أعطى النداء أهمية كبيرة لتوفير الخدمات لأبناء الشعب بأنواعها ( الكهرباء والوقود والمواد الغذائية والمواصلات والسكن والصحة والتعليم والثقافة ... إلخ ) . كما أكد النداء على معالجة البطالة وإيجاد فرص عمل متساوية للمواطنيين بتحقيق هذه المهام التي هي حق لشعبنا سيتم القضاء على الأرضية الخصبة التي ينموا عليها الإرهاب والتطرف . ويلعب هنا دورآ كبيرآ الحفاظ على الثرواة الوطنية وإصلاح النظام الإقتصادي وبناء وتطوير الإقتصاد الوطني .
3- وتناول النداء المسألة الوطنية من خلال النضال لتحقيق السيادة الكاملة للوطن وهذا يشير إلىأولآ إنجاز المهام أعلاة التي تهيئ المستلزمات السياسية والقانونية والعملية لأنهاء الإحتلال من خلال الوسائل السلمية وبمساعدة المجتمع الدولي ومواثيق الأمم المتحدة سيتمكن شعبنا من نيل الإستقلال التام وبناء وطن حر ذات نظام ديمقراطي تعددي فيدرالي .
4- وهناك مهمات فكرية ذات طابع ثقافي في النداء وهي جاءت ضمن سياقات محتوى النداء حيث ركز على المواطنة رغم أن ميزة النداء لم تدخل في التفاصيل لكن الحالة العراقية هي تؤشر ذلك حيث بدلآ من أن تقوم الدولة والكتل البرلمانية من تنشيط الوعي الثقافي فهي تكرس جهدها لتنشيط الوعي القبلي والعشائري والطائفي والأصولي فهي بذلك تدفع المواطن بأن يلوذ تحت عباءة العشيرة أو القبيلة أو الطائفة أو حتى القومية . صحيح إن هذا الشكل من أشكال الوعي قد وجد تأريخيآ في المجتمع منذ عقود طويلة ولكن السؤال الذي يطرحة كل مواطن واعي يريد دولة القانون ماهو المغزى من تنشيط هذا الوعي البدائي في هذه المرحلة ؟ ويبقى هذا مرتبط بغياب الديمقراطية وغياب المعنى الحقيقي للمواطنة وغياب مبدأ تساوي الجميع أمام القانون فأن محتوى النداء يشير إلى الدعوة لتعزيز التقدم في الميدان الأمني بتقدم ملموس على الصعد الأخرى ولم يستثني النداء إلى العمل على تنامي دور الوعي وتعزيز وظيفتة في المجتمع مقابل إنحصار وإنهاء مظاهر القوة المنفلته في المجتمع والقضاء على التخلف والجهل والخرافات مقابل إنتشار الوعي السياسي والثقافي .
5- أخيرآ كل من إطلع على النداء يجد فية إضافة للمصداقية الوضوح والرؤية الصائبة والواقعية أي ما تناولة النداء لم يتطرق إلى إمور تعجيزية أو مستحيلة التحقيق ولم يدعوا إلى القفز على المراحل وقد وضع حلولآ سليمة لأصلاح العملية السياسية . وبهذه المرونة في الصياغة التي تميز بها النداء ستعطية إلتفافآ شعبيآ واسعآ من هذا ستكون حركة أو حملة مدنيون جماهيرية مليونية لأن النداء قد وضع مصلحة الشعب والوطن فوق أي إعتبار . كما لايستغرب أحد بأن يكون هناك معادون لها أي لحملة مدنيون لأنها تستهدف مصالحهم الأنانية الذاتية وهذا مايتطلب الصبر وبعد النظر والمرونة والتنسيق المشترك والعمل المتفاني وتعبأة الطاقات لأنجاح الحملة لأنها تتضمن عناصر قوة كبيرة إنها تعبر عن مصالح الشعب . وإنها في المقابل تشكل مفخرة ورصيدآ نضاليآ وطنيآ للحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي والحركة الإشتراكية العربية وكل من أيدهاو تبناها و ودعمها ومنهم بعض قوى اليسار والديمقراطية التي إحتضنت المبادرة وأيدتها في الساعات الأولى لولادتها . وحدة عمل قوى اليسار والديمقراطية أصبحت ضرورة لا تقبل التأجيل :
إن النداء قد أطلق مبادرة رغم إنها قد جاءت متأخرة إلا إنها تكتسي أهمية كبيرة في هذه المرحلة فقد شخص النداء مهام قوى اليسار والديمقراطية في الظرف الراهن كما حمل دعوة ضمنية لكل قوى اليسار والديمقراطية للحوار والوصول إلىمبادئ وقواعد عمل مشتركة ضمن إطر( تعاون , تنسيق ,وحدة عمل ونشاط مشترك أوتحالف ... إلخ ) .
1- إن حالة الإنقسام والتباعد بين قوى اليسار والديمقراطية التي إستمرت عقودآ هي من أحد العوامل التي لعبت دورآ كبيرآ في إضعاف التيار الديمقراطي في المجتمع العراقي هذا خلل ذاتي إضافة إلى أن هناك عوامل موضوعية كان لها الدور السلبي في إنحصار المد الجماهيري لقوى اليسار والديمقراطية . لذا فأن الحاضر الذي يمر به الوطن يحث كل القوى اليسارية والديمقراطية والجماعات الصغيرة مهما كان وزنها في المجتمع وحتى الشخصيات البارزة المحسوبة على التيار الديمقراطي للبدأ بحوار عملي مع الأحزاب الثلاث التي أصدرت النداء للوصول إلى مشتركات في وحدة العمل والتنسيق والنشاط المشترك وصولآ إلى صيغ أكثر تطورآ .
2- إن النداء يشكل فرصة جيدة في هذا الظرف تمكن قوى اليسار والديمقراطية من أن تلعب دورها المؤثر في المجتمع لا سيما وإنها تمتلك العلم والفكر والمعرفة وهذا سلاح هام لاغنى عنه ولكنه يبقى ناقص إذا لم توحد هذه القوى جهودها وتطلق طاقاتها لتلعب دورها الفاعل في إخراج البلاد من أزمتها والظرف الحالي يشكل ضرورة حقيقية لقوى اليسار والديمقراطية من أن تتمكن من توحيد جهودها وخططها في عمل مشترك لكي تلعب دورها في التغير وتمكين شعبنامن ممارسة حقه في العمل الديمقراطي الحقيقي .
3- إن شعبنابحاجة إلى قوى اليسار والديمقراطية بأن تتوجه إلية موحدة وتنتشر في التجمعات والأحياء والمنظمات الجماهيرية لتساعدة في فك أسرة من القوى المتطرفة وفكرها المتطرف ومن خلال تبني مطاليب الجماهير الشعبية ستتوفر أرضية كبيرة لقوى اليسار والديمقراطية على النمو الواسع في وسط الجماهير وبهذا ستتوفر لها فرص كبيرة لقيادة نضالاتها الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والثقافية . وهذا يساهم في كسر حالة الإحباط واليأس والتخلص من وهم أن وضع المجتمع محسوم لقوى الإسلام السياسي وللقوى المتطرفة .
4- بوحدة عمل قوى اليسار والديمقراطية تمكنها من أن تلعب دورها ليس فقط المؤثر في العملية السياسية وإنما في تغير موازين القوى في المجتمع لصالح الوعي السياسي والثقافي ومن خلال توحيد خطابها وإعلامها الذي يزخر بالطاقات والإمكانيات الكبيرة وبذلك ستتجذر هذه القوى جماهيريآ في المجتمع مثلما تجذر الحزب الشيوعي العراقي وبذلك سيتغير التوازن في الوعي الإجتماعي لصالح الوعي الديمقراطي بوحدة هذه القوى .
5- إن توسع قاعدة إلتقاء قوى اليسار والديمقراطية ستمكنها من أن تكون أداة فاعلة ومؤثرة في العملية السياسية تدفع الحراك السياسي في البلاد نحو الوحدة الوطنية الحقيقية الراسخة وستكون قوة كبيرة تسهم في إستقرار البلد وتقدمة وإزدهارة كما ستكون نموذجآ يحتذى به فيما يخص نشاط الحركة اليسارية والديمقراطية في البلدان العربية .
#فلاح_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل سيتوقف التدخل الإيراني في الشأن العراقي
-
رؤية نقدية حول المادة الثانية في الدستور العراقي (2-2)
-
رؤية نقدية للمادة الثانيه في الدستور العراقي (1-2 )
-
العلمانية الديمقراطية ومشاريع الأسلام السياسي
-
المشروع الوطني الديمقراطي للحزب الشيوعي العراقي هو مشروع واق
...
-
القوى اليسارية والديمقراطية العراقية دورها وتأثيرها الجماهير
...
-
رسالة للسيد هوشيار زيباري وزير الخارجية المحترم
-
الفيدرالية كخيار ديمقراطي لحل القضية القومية في العراق - ماب
...
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
|