أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسن أحراث - الهمة ومهمة خلط الأوراق السياسية















المزيد.....

الهمة ومهمة خلط الأوراق السياسية


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 2182 - 2008 / 2 / 5 - 10:25
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


شغل فؤاد علي الهمة الناس كثيرا في الآونة الأخيرة، وبالضبط منذ استقالته أو إقالته وعبر دك جبال الرحامنة الهشة إلى تشكيل الفريق النيابي العجيب وإعلانه عن مبادرة "حركة لكل الديمقراطيين" الغريبة والتي ليست في العمق سوى فزاعة للتشويش وخلط الأوراق واستهداف اليسار بالخصوص وتجفيف منابعه ومحاصرته وتوفير الشروط المثلى للهجرة نحو محيط الملك الذي يسهر الهمة ورجاله على تأثيثه وتزيينه، بعدما فقد بريقه بسبب شيخوخة الأحزاب الإدارية كأحزاب ملكية وحتى الأحزاب التي تم الرهان عليها ساعة "السكتة القلبية"و التي أوصلت البلاد بدورها إلى "السكتة الدماغية". كان الهمة قبل ذلك يعتبر الرجل القوي بعد الملك، بالنظر إلى تدخلاته والى المهام التي كان يزاولها. واعتقد الكثيرون أن مسار الهمة لن يخرج عن مسار سلفه البصري في علاقة هذا الأخير بالحسن الثاني. إلا أن ما حدث قبل انتخابات شتنبر 2007 وبعدها كسر هذا الاعتقاد وفتح الباب أمام التأويلات والاجتهادات. ونظرا لغنى التاريخ المغربي لم تخرج رغم ذلك مفاجأة أو مفاجآت الهمة عن أحد السياقات السابقة، وهو سيناريو أحمد رضا كديرة مع "الفديك" (جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية) سنة 1963. أو بمعنى آخر فالهمة سيبقى في جميع الأحوال العصا التي يهش (بضم الياء) بها على الغنم والتي فيها مآرب أخرى.
إن الثابت حتى الآن هو استغلال الهمة للفراغ القاتل الذي تعرفه الساحة السياسية من خلال ضعف الهيئات السياسية والنقابية وتفتتها وغرق النخب في "دوخة" لا أول لها ولا آخر. وهو واقع ساهم الهمة في صنعه طيلة سنواته في دهاليز الداخلية لفسح المجال أمام الملك لملء كل الفراغات في المشهد السياسي. ولا بد من الانتباه الى أن بإمكان الهمة وفي أي وقت "زلزلة " الأرض تحت أقدام الجميع، خاصة الأحزاب "التاريخية" مثل الاتحاد الاشتراكي والاستقلال، إلا أن التعليمات والتقديرات المشتركة لمهندسي أوراش الهمة تقتضي اكتساح الميدان خلسة أو نقطة نقطة، وبما يربك "جيوب المقاومة" المضادة ويسحب البساط من تحت أقدامها، خاصة والرهان عن بعض الحلفاء "المحتملين" وعلى رأسهم حزب العدالة والتنمية ومجموعات أخرى تدور في فلك هذا الأخير. علما أن غير اليسار وبقوة المصالح الطبقية يخضع بصغيره وكبيره للتعليمات والأوامر. فالحركة الشعبية مثلا، هل تملك قراراتها أو مواقفها؟ بالطبع لا، إن الحركة داخل الحكومة كالحركة خارج الحكومة (يتم دخولها أو خروجها بإشارة أصبع واحد من يد الهمة أو مزيان بلفقيه أو غيرهما، بالإضافة إلى فضيحة تغيير الألوان من يوم لآخر سواء مع الحركة الشعبية أو مع حزب الأحرار). أما حزب الاستقلال فقد أبان عن ضعف قاتل، وقد عمق جراحه تصريحات اليازغي المنفلتة تحت ضغط الانقلاب الداخلي المصنوع من طرف رجال الهمة أو رجال الملك داخل الاتحاد.
إن وضعية التردي الراهنة تستدعي من الهمة وفريقه أو حركته الكثير من الخجل لأنهم مسؤولون عن ذلك، انطلاقا من إعلان الانتماء الى السيرورة القائمة وضمان استمراريتها ومن الأدوار التي كانوا وما زالوا يقومون بها. فمسؤولية الهمة ثابتة في عرقلة العديد من الملفات ومنها توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، وكذلك الشأن بالنسبة لأصدقاء الهمة كهيئات وكأفراد، انطلاقا من مساهمتهم في صنع العديد من القرارات الحاسمة التي لم تعر اهتماما لما ستثيره من معاناة لأوسع الكادحين ببلادنا، وانطلاقا أيضا من تواطئهم وانخراطهم في عمليات التعتيم عن الحقيقة وتسترهم على المتورطين في الفساد وفي الجرائم السياسية والمالية والاقتصادية (نهب المال العام، مصادرة الثروة الوطنية وتبديدها، تكريس الأمية والفقر...).
فماذا صنعت "الفديك" في الستينات وبعدها؟
لقد أنتجت شروط انتفاضة 23 مارس 1965 التي ووجهت بالحديد والنار وسقط على إثرها العديد من الشهداء الذين ما زال مصير العديد منهم مجهولا، اختطاف واغتيال الشهيد المهدي بنبركة، حالة الاستثناء، إضعاف حزب الاستقلال والاتحاد الوطني للقوات الشعبية وحزب التحرر والاشتراكية، انقلاب الصخيرات سنة 1971، انقلاب الطائرة سنة 1972، الإعدامات خارج نطاق القانون، تعميق الفوارق الطبقية وإحكام السيطرة على ثروات البلاد من طرف الامبريالية وعملائها بالداخل (الكمبرادور...) ...، وبالمقابل وفي سياق الظرفية التاريخية التي أطرت المرحلة حينذاك التهب حماس ونضال الاتحاد الوطني لطلبة المغرب واختار المناضلون جماعات وفرادى ركوب خيار الثورة، فكانت الحركة الماركسية اللينينية المغربية بالخصوص وحركة 3 مارس 1973 وكانت الانتفاضات الشعبية والتضحيات العالية...، وكانت أيضا وللأسف الشديد الانتكاسات والتراجعات والخيانات...
والخطير في الأمر، ليس ما قام به الهمة أو ما سيقوم به مستقبلا في صيغة "الفديك" أو في أية صيغة أخرى. كما أنه ليس في انتماء الهمة إلى محيط الملك أو إلى محيط الرحامنة. إن الأسئلة التي يهمني هنا طرحها هي: أين اليسار المغربي، وأقصد اليسار الجدري من هذه "الحمى"؟ وأي دور لهذا اليسار في ظل الدينامية التي يعرفها المجتمع المغربي الآن، حيث الاحتجاجات هنا وهناك والمعارك تلو المعارك، وفي ظل التدهور المتزايد للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية واستمرار القمع والاضطهاد (صور البؤس المتنوعة، الغلاء الفاحش، تردي الخدمات الاجتماعية من صحة وتعليم وتشغيل وسكن...، الاعتقالات، التعذيب، المحاكمات الصورية، التهم الجاهزة، الأحكام الخيالية، الأوضاع الكارثية داخل السجون...)؟
إن اليسار وفي حالة التشردم والإنهاك الحالية لا يمكن أن يشكل "ندا" في مستوى "قوة" الهمة أو قطب الهمة. إلا أن الأوراق الرابحة التي باستطاعة هذا اليسار توظيفها من شأنها توجيه الصراع الوجهة الصحيحة وخلق حالة توازن مرحلي في أفق إفشال مخططات الهمة كرمز لقوى طبقية رجعية في مواجهة قوى مناضلة من المفروض ألا تنشد غير التغيير الجدري، عن طريق تعبئة كافة المضطهدين والقطع مع سياسة تسويق الأوهام وتكثيف الجهود من أجل الارتباط بكل من له مصلحة في التغيير على أرضية الوضوح وبعيدا عن التوافقات غير النضالية والتي تسيء الى معنى التحالف الذي من شأنه رفع وتيرة وإيقاع الفعل النضالي على مختلف الواجهات وأساسا الواجهة السياسية، وكذلك من خلال استحضار التجارب النضالية السابقة بنقط قوتها ونقط ضعفها مع قراءة دقيقة للمرحلة في علاقتها بما يجري داخل المغرب وخارج المغرب. والتخلي عن هذه المهمة الآنية من طرف اليسار والانشغال بالتفاهات كالانتخابات سواء التشريعية أو الجماعية سيحمله المسؤولية التاريخية في ترك النظام المغربي الرجعي يجهز على الإرث النضالي للشعب المغربي ويواصل تشييد قلع الذل والمأساة...



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف من جريدة بشفشاون(المغرب)
- التحاق الشجعان بالقوى السياسية
- وجهة نظر ... التحاق الشجعان بالقوى السياسية


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسن أحراث - الهمة ومهمة خلط الأوراق السياسية