|
ملاحظات حول نداء - مدنيون-
توما حميد
كاتب وناشط سياسي
الحوار المتمدن-العدد: 2182 - 2008 / 2 / 5 - 10:34
المحور:
ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع
في الجو السائد بين اليسار والحماس والامل الذي بدأ يتولد لدى الكثير من العلمانيين واليساريين في المجتمع العراقي نتيجة لبروز ما يعتقد انها بوادر نية جدية لقوى اليسار للعمل المشترك يصبح اي نقد او اختلاف امرا سلبيا وغير مرغوب به. بدون شك ان العمل المشترك بين اليسار والقوى التقدمية في العراق هو امرا مهما وخاصة في الوضع الحالي، ولكن العمل المشترك لابد ان يكون على مسائل ايجابية ومهمة للمجتمع وبين قوى يمكن ان تجتمع على مسائل معينة وينتهج الوسائل التي اثبتت فاعليتها سواء في العراق او المجتمعات الاخرى. العمل المشترك ليس اوتوماتيكيا شيئا جيدا. العمل المشترك غير الموجه بشكل صحيح قد يسيئ الى وضع القوى المشاركة فيه. كما ان القناعة بضرورة العمل المشترك لايعني القبول بكل المشاريع التي تطرحها كل قوة تدعي اليسارية والمدنية والديمقراطية والتهليل لها. لايفترض باليسار ان يكون مجموعة من الافراد السذج وطيبي القلوب والمستعدين للخوض في اي عمل و للتضحية من اجل اهداف تحدد لهم. ان مايدفعني الى كتابة هذه المقدمة هو صدور نداء " المدنيون". رغم الغموض الذي يكتنف هذا النداء وعدم وضوح اي من الخطوات التي ستليه فان بامكان القارئ الخروج بمجموعة من الاستنتاجات و الحكم عليه. من هذه الاستنتاجات التي تولدت عندي هي:
1-ان نداء " مدنيون" هو نداء فضفاض والتعابير فيه مطاطية وليست لها اي قيمة عملية. انه نداء فضفاض لانه لم يحدد نقاط عملية للعمل المشترك. ان الاحتلال ومعظم القوى الطائفية والقومية والعشائرية الموالية للاحتلال والتي ساهمت في خلق الوضع الحالي في المجتمع العراقي تنتقد هذا الوضع وتدعي انها تناضل من اجل تحقيق معظم ما ورد فيه. ولانه فضفاض فان القوى والافراد المشمولين به والذين بامكانهم المشاركة فيه غير معروف.ما الذي يمنع قوة مثل المجلس الاعلى من الالتحاق به مثلا؟ ان لكل قوة مفهومها عن الدولة المدنية. في مفهوم القوى الاسلامية كل ماورد في النداء يمكن تحقيقه في ظل دولة اسلامية. ان النداء لم ياتي حتى على ذكر كلمة العلمانية. يعتبر البعض ان هذه الفضفاضية نقطة قوة النداء، الا انني اعتبرها نقطة ضعف اذا لايساعد عمليا في البدء بعمل مشترك جدي وتطويره. مثل هذا النداء يكون ملائما من اجل جمع التواقيع ولكن العمل المشترك يحتاج الى امور ملموسة وواضحة. ان النداء يفتح الباب امام خلق تحالف يكون اقرب، كما يقال في اللغة الانكليزية، الى فطور الكلاب من تحالف لقوى تقدمية. 2- ان هذا النداء جاء كمحاولة من القوى الثلاث التي اصدرته للتهيئ للانتخابات القادمة في العراق. ان محاولة القوى التي اصدرت هذا النداء التهيئ للانتخابات القادمة ليس بحد ذاته امرأ سيئا، ولكن الامر السئ هو الخلفية التي دفعت تلك القوى لمحاولتها جمع اليسار حول برنامجها والطريقة والوسيلة التي تتبعها من اجل تحقيق هذا البرنامج. ان القوى الثلاث تعي خطورة وضعها. حتى الموقع التي لها اليوم ستفقده اذا لم تاتي بشيئ جديد في الفترة القادمة. اذا كان الحزب الشيوعي العراقي قد حقق مقعدا واحدا في البرلمان الحالي فانه قد يفقد حتى هذا المقعد في الانتخابات القادمة اذا شارك فيها بالطريقة التي شارك في الانتخابات السابقة. ان القوى الثلاث تحاول التصدي لهذه الحقيقة وتغير موازين القوى عن طريق لف اليسار حولها وهذا من حقها. لكن ما ليس من حقها هو محاولة زج اليسار والقوى التقدمية في مسار ميؤس منه ولن ياتي بشئ بل سيسيئ الى وضعها ويزيد من هامشيتها.
3- رغم ما كتبه بعض الكتاب الموقعون هلى هذا البيان في مقالات منفصلة عن نية في تعبة الجماهير من" اجل الضغط الشعبي للتأثير المباشر في الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الخ" .الا ان النداء نفسه يؤكد بان كتابه هم بصدد العمل من خلال "العملية السياسية" التي دشنها الاحتلال والقوى الطائفية والقومية الموالية له. كما ان نصير الجادرجي الامين العام للحزب الوطني الديمقراطي، احد القوى الثلاثة التي اصدرت النداء يتحدث في مقابلة نشرت على صفحة الحوار المتمدن ان افاق تطوير "العملية السياسية" وتصحيح مسارها.
ان المطاليب التي رفعت في هذا النداء من "تقديم الخدمات، وتأمين فرص العمل، ومحاربة الفساد الإداري والمالي، ومعالجة قضايا المهجرين والمهاجرين، و إصلاح العملية السياسية وتطويرها، وإجراء التعديلات على الدستور، وتكريس سياسة المصالحة الوطنية، وبناء دولة القانون والمؤسسات،وحل المليشيات، وبناء عراق ديمقراطي اتحادي (فيدرالي) موحد، عراق آمن ومستقر كامل السيادة" تدل على نية القوى الثلاثة على العمل من خلال " العملية السياسية" التي لم تجلب للجماهير غير الموت والدمار والعوز والحرمان وانعدام الامان والتقهقر الاجتماعي وانبعاث اكثر المشاعر بدائية ورجعية الخ والتقيد بمشاريع واهداف القوى الاساسية فيها. بل ان النداء حتى يجتر نفس العبارات قوى هذه " العملية السياسية" يستنتج من النداء بانهم بصدد المشاركة في الانتخابات القادمة و اذا توفر لهم عدد اكبر من المقاعد في البرلمان، سيقومون بالمطالبة بمجموعة من " اصلاحات". اي في احسن الاحوال ان ما ينون القيام به هو تشكيل كتلة صغط في برلمان القوى الطائفية والقومية والعشائرية. ان عمل مشترك بين قوى اليسار والقوى التقدمية هذا يكون هدفه لا يتوقع منه الكثير.
ان استخدام كلمة نطالب بدلا من نناضل او نعمل من اجل لم تكن مسالة لغوية بل تدل على النهج الذي يعمل به محرروا هذا النداء. انهم يقبلون بحكومة المليشيات الطائفية والقومية وبالاحتلال ولكن يودون تشكيل نوع من الضغط عليهم لادخال اصلاحات في " عمليتهم السياسية" . هل من معنى ان تتوحد القوى اليسارية والتقدمية من اجل ان تطالب الاحتلال والقوى الطائفية والقومية والعشائرية بمجموعة مطاليب؟ انهم يطالبون القوى الطائفية والقومية والاحتلال على اصلاح عمليتهم السياسية ايمانا منهم بان مايحدث في العراق هو نتيجة لاخطاء محددة وليس نتيجة لتلك " العملية السياسية" برمتها وكافة القوى التي وقفت خلفها والتي اوصلت المجتمع الى الوضع المزري الحالي. يطالبون القوى الطائفية والقومية المليشائية على حل المليشيات! ويطالبون تلك القوى التي تنتعش في وضع القتل والحرب والعنف والارهاب وعدم الاستقرار وغياب القانون وكل سمات المجتمع المدني بما فيها اي نوع من المؤسسات على جلب الامان والسلام وفرض القانون وبناء دولة مؤسسات! يطالبونها بتحقيق المصالحة الوطنية! ماذا تعني المصالحة الوطنية في قاموس هذه القوى ان لم تكن خلق نوع من التوافق و التوازن والهدنة بين تلك القوى الرجعية بحيث تتمكن من امتصاص ثروات المجتمع والتحكم بمصيرة، توازن وتوافق يمكن ان يتسبب في انفجار الحرب الاهلية في اي لحظة؟
من الواضح ان رغم حديثهم عن الاستفادة من دروس الماضي البعيد والقريب الا ان الذين اصدروا هذا النداء اثبتوا انهم لم يتعلموا حرفا واحدا من الماضي لا القريب منه ولا البعيد. اذ رغم شكاواهم المريرة من ان الاحتلال لم ياتي ب"مؤسسات ديمقراطية او منظمات مجتمع مدني او احزاب سياسية وهو استعان بالقوى والاحزاب الدينية والمذهبية والاثنية واطلق عنانها للاستحواذ على الساحة السياسية والاستفراد بالحكم والسلطة"، الا انها تكرر نفس الخطأ وهو الرهان على الاحتلال للقيام بعكس ما قام به ولذا تطالبه بتصحيح " عمليته السياسية"!. لايوجد اي دليل بان الوضع السياسي في العراق من اليوم وصاعدا سوف يكون مختلفا عن الوضع السياسي الذي ساد منذ فترة ما قبل مؤتمر لندن مرورا بمجلس الحكم والانتخابات المتعددة وتشكيل الحكومات المتعاقبة على اساس المحاصصة القومية والطائفية ولحد الان. ان اهداف الاحتلال والقوى الموالية له لم تتغير.لقد بشرت القوى التي اصدرت النداء وخاصة الحزب الشيوعي العراقي الجماهير قبل كل مرحلة من مراحل " العملية السياسية" بمنجزات ومستقبل زاهر، وكانت النتيجة دائما هو المزيد من التدهور والتقهقر. اليوم تبشرنا بما تحمله لنا الانتخابات القادمة. ان المشكلة الاساسية لم تكن مع من تحالفت وتعاونت تلك القوى الثلاثة من قبل بقدر كونها في المشاركة في : العملية السياسية". ان وجود تحالف لليسار داخل " العملية السياسية" لن يغير من طبعيتها. بل ان تحالف كل "ملائكة" الارض داخل " العملية السياسية" الحالية لن يغير قيد شعرة من وضع الجماهير.
ان الذين راهنوا على العمل من داخل العملية السياسية لحد الان قد فشلوا فشلا ذريعا. حتى في حال نجاح مسعى هذه القوى في جمع اليسار والقوى الاخرى الرافضة للوضع الحالي فان فرصة النجاح من خلال العمل داخل العملية السياسية هي معدومة. قد يقال بان القوى التي عملت من خارج تلك العملية السياسية لم يفلحوا ايضا ولكن في الحقيقة ان القوى المعادية للاحتلال والوضع الحالي التي عملت خارج العملية السياسية سواءا القوى اليمينية من بقايا فلول البعث و الحركات الاسلامية السنية او سواءا اليسار والنقابات العمالية والمنظمات النسوية وغيرها قد حققت اكثر رغم كل الظروف. لقد تمكنت القوى اليمينية الرجعية من فرض نفسها على الاحتلال. كما تمكنت القوى التقدمية من تحقيق بعض المكاسب ايضا. ويعتبرتئعبة الحركات الجماهيرية ومسائل مثل منع تمرير قانون النفط من انجازات القوى التقدمية في العراق. كما تمكنت القوى التقدمية التي عملت خارج العملية السياسية على الاقل من المحافظة على مكانتها ومصداقيتها. والاهم ان لها طاقة كامنة للتقدم بسبب الاعتماد على القوة الجماهيرية في حين ان " العملية السياسية" هي عملية متازمة حتى النخاع و قد وصلت الى طريق مسدود و لايمكن ان تتقدم خطوة واحدة الى الامام ولذلك ليس بامكان اي قوة مهما كانت تقدمية من تحيقيق اي شيئ من خلالها. ان صاحبة هذه العملية السياسية نفسها، اي امريكا قد هزمت واعترفت بهذه الهزيمة. حتى الحديث عن التحسن في الوضع الامني هو حديث مخادع. ان هذا التحسن في الوضع الامني في مناطق من بغداد لايتعدى انخفاض موقت في المذابح وهو قابل للزيادة في القتل في المدن الاخرى وزيادة التوتر بين العصابات المتسلطة على حياة الجماهير. لاتوجد قوة بامكانها اصلاح "العملية السياسية" لانها غير قابلة للاصلاح. هذه العملية ببرلمانها وحكوماتها ودستورها وقواها وتقاليدها وممارساتها يجب ان تركن جانبا. وليس هناك شيئ فيها يستحق الاصلاح. ان الوضع الحالي ليس نتيجة اخطاء ارتكبتها امريكا عن غباء بل هو نتيجة مشروع مصمم لكي يلائم مصالحها في المنطقة. ما حدث في العراق منذ 2003 لحد اليوم هو ما في جعبة الاحتلال والقوى الموالية له للمجتمع العراقي. ليس لديهم ما هو افضل. ولا يمكن تغير الواقع بدون تحديد نفوذهم. ان الرهان على ان تغير امريكا من سياستها في العراق هو رهان خاسر. ان من يعتقد بان رغبة امريكا في كبح قوى الاسلام السياسي الشيعي لما تجلبه هذه القوى لها من متاعب سوف تدفعها الى دعم بديل تقدمي في حال وجوده هو اعتقاد ساذج. ان وسيلة امريكا لكبح الاسلام السياسي الشعي يكون عن طريق تقوية الاسلام السياسي السني وبعض القوى البعثية و"مجالس الصحوة" وهي كلها امور تزيد من خطورة الوضع. ان رهانات مصدرو نداء " مدنيون" اليوم لاتختلف عن رهاناتهم على قيام القوى القومية الكردية وشخصيات مثل علاوي وبعض قوى الاسلام الشيعي في بناء دولة ديمقراطية ومؤسساتية في العراق. من جهة اخرى ان المشاركة في الانتخابات بحد ذاته ليس امرا سيئا ولكن المشاركة في انتخابات كالتي جرت منذ 2003 هو امرا سيئا للغاية. ان حشد اليسار من اجل المشاركة في الانتخابات مهما كانت الظروف التي تجري فيها قد يقصم ظهر هذا اليسار. ان مشاركة اليسار يجب ان تعتمد على مدى امكانية عقد انتخابات تتوفر فيها ابسط مقومات انتخابات حرة وهو يعتمد على مدى ابتعاد هذه الانتخابات عن " العملية السياسية" ونفوذ قواها المختلفة. ما الذي يضمن ان لاتكون الانتخابات القادمة على اساس قومي وطائفي؟ وما الذي يضمن ان لايتعرض الناخب الى الابتزاز والتهديد بالسلاح؟ وما الذي يضمن ان تتمكن القوى اليسارية من الدعاية لبرنامجها في المدن الجنوبية، وفي مدن مثل الموصل والانبار وديالى وفي كردستان العراق؟ الم تتعرض مقرات الاتحاد الاسلامي الى الهجوم المسلح من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني عشية الانتخابات السابقة؟ لماذا لم يتمكن غير الاسلام الشيعي من تحقيق اي نتائج في الجنوب وقوى القومية الكردية في كردستان والقوى السنية في مناطق الوسط؟ ان تقسيم البشر على اساس قومي وطائفي ووضعهم في مواجهة بعضهم البعض وتنصيب العصابات الطائفية والقومية ممثليين عنهم هو اعمق في " العملية السياسية" الجارية من ان تختفي في الانتخابات القادمة. ان الضمان الوحيد لعدم تكرار الامور التي ذكرتها في الانتخابات القادمة هو وجود حركة جماهيرية تقدمية تكبح تلك القوى وممارساتها. ان بناء هذه القوة لن يتم من خلال الانتخابات. بل العكس امكانية المشاركة في الانتخابات ياتي من وجود مثل هذه القوة. من جهة اخرى، حتى لو تمكن اليسار من الحصول على مجموعة من المقاعد في البرلمان فان امكانية استخدام البرلمان في ادخال تغيرات في حياة الجماهير هي معدومة في الاوضاع الحالية. ان البرلمان قابع في المنطقة الخضراء والحاكم الفعلي في المدن والقصبات ومحلات السكن هي نفس المليشيات والقوى الطائفية والقومية. الحاكم الفعلي هو نفس تلك القوى التي تتحكم بدوائر ومؤسسات الدولة وبجهاز الشرطة والجيش والاجهزة الاخرى. ان ازاحة تلك القوى وكبح جماحها لن يتم من خلال البرلمان. هل تمكن مفيد الجزائري عندما استلم وزارة في عهد علاوي من القيام بادنى تغير في وزارته؟ وهل تمكن اياد علاوي الذي تحالف معه الحزب الشيوعي من بناء دولة مؤسسات عندما كان رئيسا للوزراء رغم كل ادعاءاته في هذا الصدد؟ اذا كان اليسار جادا في ان يكون له دور في الساحة السياسية العراقية وفي تغير الوضع في صالح الجماهير عليه ان يناضل خارج " العملية السياسية". عليه ان يناضل ضد الاحتلال لان الاحتلال هو سبب كل الماسي ولايمكن وقف تلك الماسي دون تقيد دوره وطرده. الاحتلال هو السبب في تنامي نفوذ ايران والقوى الاسلامية بكل اجنحتها والقوى الارهابية. وهو المسؤول عن تقسيم المجتمع على اساس قومي وطائفي من خلال اعلامه وتنصيب حكومات مبنية على المحاصصة القومية والطائفية ومن خلال سن دستور طائفي وقومي. المطالبة بطرد الاحتلال هو ليس مغالات سياسية بل هو مطلب اساسي من اجل تغير واقع المجتمع العراقي. يجب على اليسار ان يناضل ضد القوى الطائفية والقومية المشاركة في العملية السياسية لان القتل على الهوية والصراع الطائفي والقومي هو نتيجة صراع تلك القوى على نصيبها من السلطة. ان الفساد والسلب والقمع وبث التفرقة والرجعية ومعاداة كل معالم المدنية والعلمانية ومعاداة المرأة والاقليات الاخرى والحرية السياسية هو من صلب تلك القوة. لايمكن وقف هذا الصراع وكل هذا التقهقر دون كبح نفوذ تلك القوى وتقليم اظافرها. في وضع مثل الوضع العراقي لن يتم اي اصلاح في حياة الجماهير الا من خلال النضال الحازم ضد الاحتلال والقوى الموالية له. في الحقيقة حتى في الدول الغربية ان الاصلاحات الحقيقية تاتي من خلال نضال القوى التقدمية خارج البرلمان. ان مهام اليسار لاخراج المجتمع العراقي من المستنقع الحالي قد حددها مؤتمر حرية العراق ومنشوره وهي تتلخص في العمل من اجل تعبة قوة جماهيرية واسعة ويبدا ببسط نفوذه ويتحول الى قوة حاكمة في اي منطقة يمكنه فيها القيام بذلك يطرد منها القوى الطائفية والاسلامية او علىالاقل يلجمها و يحدد من نفوذها. ان تحقيق هذا الهدف يكون بحاجة الى التسلح وتشكيل قوة يكون بامكانها الدفاع عن نفسها وعن الجماهير ومكاسبها بوجه الاحتلال والقوى الطائفية والقومية وعصابات الجريمة. وعلى الصعيد العام يجب ان يناضل من اجل انهاء الاحتلال فورا وحل الحكومة الموالية له وكل المؤسسات التابعة لها وكسب تاييد الجبهة العالمية المناهضة للحرب والاحتلال لصالحه وان يناضل من اجل التحضير من اجل عقد مؤتمرتدعو له كل القوى والاحزاب السياسية وممثلي العمال والطلبة والنساء وممثلي القطاعات المختلفة من الجماهير لتشكيل حكومة غير قومية وغير دينية تتكفل بتوفير الامن والحرية والرفاه للمجتمع وحل جميع المليشيات القومية والدينية والاعداد لفترة ستة اشهر لتنظيم انتخابات على مستوى العراق. تقوم تلك الحكومة بتوفيرالامكانات الضرورية لكل القوى المشاركة وتضمن اجراء انتخابات حرة . يوفر مؤتمر حرية العراق افضل ارضية للعمل المشترك بين القوى التقدمية وتحقيق الاهداف التي ذكرتها.
في حال انقسام اليسار في العراق الى معسكرين، معسكر يعمل من خلال " العملية السياسية" ومعسكر يعمل خارجها وضدها حينها قد يكون من المستحسن تحديد مسائل اساسية معينة تعمل عليها القوة اليسارية بشكل مشترك مثل الحرية السياسية غير المقيدة، والمساواة بين الرجل والمرأة وغيرها.
#توما_حميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الايبيجينيتكس(Epigenetics) نظرية علمية فذة واضافة مهمة للمار
...
-
-كلام لابد ان يقال- والدوران في نفس الفلك؟!
-
القضاء على اليسار الهامشي ام احيائه! - رد على رسالة مؤيد احم
...
-
بصدد التفكير النقدي والممارسة المستندة على المنهجية وأهميتها
...
-
المرأة في عراق ما بعد الاحتلال
-
هل من حدود للعبثية الاسلامية؟؟؟
-
مؤتمر شرم الشيخ، مشروع انقاذ الاحتلال الذي ولد ميتا
-
يونادم كنا: رجل امريكا الخائب،لايمثل اتباع والمحسوبين على ال
...
-
ملعون هذا الشرف ...!
-
الحزب الشيوعي العراقي شريك في جرائم الاحتلال وحلفائه_الجزء ا
...
-
الحزب الشيوعي العراقي شريك في جرائم الاحتلال وحلفائه_الجزء ا
...
-
الحزب الشيوعي العراقي شريك في جرائم الاحتلال وحلفائه_ الجزء
...
-
الاحتلال ام الكحول؟!
-
غناء شذى حسون ام لحايا السيستاني والضاري
-
في الذكرى الرابعة للغزو ، العراق إلى أين؟
-
المصالحة والتعايش في مجتمعات الصراع العراق نموذجا
-
ابشع جريمة وعمل ارهابي في التاريخ المعاصر!
-
وجود يسار مقتدر هو السبيل لاقامة مجتمع مدني علماني
-
الحجاب راية الاسلام السياسي
-
المجتمع بحاجة الى حركة علمانية ملحدة وليس الى دين اخر
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
|