قليلة، في تاريخ الصحافة الألكترونية العربية، المواقع التي بدأت واضحة وراسخة الخطى، ثم استمرت في وضوحها ورسوخ خطاها، فكثيرا ما نبتلي بمواقع وصحف ومجلات ألكترونية تبدأ تقدمية، ويسارية، وديموقراطية، وما
ان تكسب بعض الأسماء الى صفها، وتنتشر بين اوساط المثقفين والسياسيين والجمهور الواسع، حتى تبدأ بالكشف عن وجهها الحقيقي، فيبدا أصحابها في البحث عن مكاسب مادية او سياسية أو معنوية، مستغلين القاريء الذي وثق بهم، تاركين إياه في بداية الرحلة، والمشكلة هنا ليست في اصحاب هذه المواقع والصحف والمجلات وحسب، وانما في اليمين العربي، والرجعية العربية، والسلطات العربية، والمخابرات العربية، ومؤسسات الاعلام العربي الكبرى،
التي صارت تشتري كل ما هب ودب، من العاهرات مرورا بالاسماء الاعلامية والأدباء والشعراء وصولا الى رجال السياسة، المهم، ان ما تشتريه يجب ان يكون له أسم ، وهذا الأسم له ( رنة وشنه ) كما يقول المصريون، حتى ولو كان في الحقيقة جعجعة فارغة.
(الحوار المتمدن) وصاحبه الاعلامي المناضل (رزكار عقراوي) خرجا عن هذه القاعدة الذهبية في الاعلام العربي.. فكلما اشتد عوده، ونما موقعه، كلما صار اكثر جراة في التوغل في المتاهة العربية، واكثر حرصا على ان يفتح ذراعيه لكل طيوف اليسار الذي يمنح عالمنا بريق الأمل، دون ان يصيبه عشى الألوان، فيخلط بين الألوان المتنافرة من اجل ان يسترضي الجميع.. فهو يدرك جيدا ان رضى الجميع غاية لا تدرك.. ومن يسترضي الجميع نادرا ما ينجح، لكنه، دائما وابدا، يخسر نفسه!!!
نتمنى للحوار المتمدن التألق الدائم والتجدد المستمر والنبض المعافى.. كل عام
والحوار المتمدن بخير.. تحية من القلب.. والقلب في اليســار دائما وابدا.