أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - كرم حليم - لا توظفهم يا سيدى















المزيد.....

لا توظفهم يا سيدى


كرم حليم

الحوار المتمدن-العدد: 2182 - 2008 / 2 / 5 - 07:53
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


أعلنت وسائل الإعلام منذ فترة عن رقم تليفون مختصر للحصول على عمل فى المصانع و الشركات
إتصلت بهم مرارا و تكرارا لكى أفوز بشرف التحدث إلى البيه موظف السويتش , علما بأن مواعيد الأتصال من العاشرة صباحا و حتى العاشرة مساء
كل ما وجدته هو عدم وجود رد قبل العاشرة صباحا ( جرس و ماحدش يرد ) ,
و تليفون مشغول باقى اليوم و عدم وجود رد بعد العاشرة مساء
ظللت على هذا الحال عدة أيام حتى مللت
و فكرت
ما شعور الشباب المتعلم العاطل أو حديث التخرج و الذى أراد أن يصرف على نفسه
( و ليس الإدخار لشراء الشقه و الزواج و السيارة فهذا حلم لا يقدر عليه غير المحظوظين و أبناء القطط السمان )
و بعد أيام الجامعة و التيك أواى , يجد نفسه يلف و يدور فى الشوارع بحثا عن مهنه شاردة (يبحث عنها و تبحث عنه )
و بدلا من أن يأكل من ماكدونالد و كنتاكى
يجد نفسه يشترى صاروخ طعمية من بائع جالس فوق سور أحدى المدارس الأعدادية ليبيع للتلاميذ فى ( الفسحة المدرسية )
( رغيف عيش ملفوف بداخله قرصين طعمية أقرب شبها للشلن الصدىء و أعشاب شبيهه بالخس معلومة المصدر )
و يجد نفسه جالسا على الرصيف
( إذا كان محظوظا ووجد رصيف فارغ أو يصلح للجلوس عليه )
لينهش لحم الصاروخ ( أقصد الرغيف ) و بعدها يبحث عن نصبة شاى أو غرزة ليبلبع ما اكله و يتجشأ
و ربما مع مرور الوقت يتعود على الجوزة و المعسل
و بعد شهور و سنين من البحث يجد نفسه عاملا فى مصنع نسيج أو مصنع بلاستيك ليعمل تحت أمرة أميين
الشغل مش عيب و مش حرام !!
هذا ما يقوله له أى قط سمين لكى يبرأ ذمته منه
هل لك يا سيدى أن تقول هذا لرئيس العمال الأمى الذى يفرغ كبته و شعوره بالنقص على المتعلمين ممن هم تحت أمرته
هل دخلت فى نفسيه هذا الشاب يا سيدى لتعرف ما هو شعوره و هو ناكس الرأس أمام اسطى أمى من أجل 250 جنية أخر كل 30 يوم
( يضاف إليها 7 جنيهات زيادة سنوية )
يخصم منها 30جنيه تأمينات ( لا تذهب للحكومة و أخرتها تصالح )
و يخصم منها 500 جنيه للغياب و لتعويض خسائر التى سببها للعمل ليجد نفسه أخر الشهر يصرف من جيب أهله 500جنيه لمعيشته و 280 جنيه تأمينات و تعويضات للعمل بعد خصم المرتب !!
سيدى من يرضى لنفسه الهوان يعمل فى شركات النظافة الأجنبية, حتى يكرمه الله و يشترى حمار و عربه ليجمع القمامه بنفسه و يفرزها و يبيعها
أو أن يملك المزية الأولى للعمل الأول فى مصر ( التجارة )
إذا كان يجيد الفهلوة و القدرة على الإقناع فلن يجهد نفسه بالبحث عن عمل فى مصنع
كل ما يفعله هو شراء خط موبايل و ( أرضيه وقوف بخمسة جنية فى اليوم ) فى أى موقف مواصلات أو محطة مترو أو أتوبيس , حتى يكمل ثمن إيجار محل تجارى و يفتتح فيه سنترال أهلى
و بعدها يظهر كرشه و تعلوه علامات التقوى
و يتحول من حسن حسنين حسونه المقشف إلى ( الحاج بزرميط أبو ليفه المأيف )
هذا حال من يستطيع القيام بعمل خاص
لأن الورش تعانى من إرتفاع فواتير الكهرباء و الضرائب و الذى منه
مما يمنع أى سنفور صغير إبن إمبارح ( تلميذ ) من إفتتاح ورشه لا يقدر عليها سوى من تمرس منذ الطفوله فى هذا المجال
فلاح مصرى يموت و هو يستحم بالماء البارد فى مزرعة بالسعودية فى درجة حرارة -9 ( لأنه لا يملك غير ذلك بعد يوم عمل شاق )
هذه ليست مزحة و أراهن بإنه حاصل على شهادة ليست بأقل من الدبلوم
ألم تكن مشروعاتنا المجمدة أولى به هو و أخوته أصحاب ال6000 نعش طائر الذين عادوا لنا من العراق قبل بدء حرب العراق الثانية
هذا بخلاف إخوتهم الذين أكلهم نهر دجله من شبابيكه الخاصة بمخابرات البعث
ألم يكن أولى به أن يكون مكانه فى توشكى التى بيعت للوليد بن طلال أو فى مديرية التحرير أو الوادى الجديد ليزرع وسط أهله بدون متاعب الكفيل و الغربة

مشاكل العمل فى مصر

1- إدارات فاسدة و مناخ إجتماعى يشجع الفساد و التملق و يقتل الإبتكار و يتعامل مع المبتكرين على أنهم أما متسلقين أو معاتيه أو مرضى نفسيين
2- قلة أو عدم وجود وسيط متخصص لإيجاد وظائف للعاطلين و موارد بشرية مناسبة للشركات
3- غياب حلقة الربط بين عناصر العمل طالب عمل و طالب موظف لغياب قاعدة علمية لمعرفة التخصصات و توزيعها و كيفية شغلها
4- تعليم متخلف يعتمد على طاعه الأوامر و الحفظ و التلقين بدون تعليم المهارات الأساسية اللازمة لشق طريق للعمل و يتناسب مع أواخر القرن التاسع عشر و لم يفارق معارف منتصف القرن العشرين ,
4- إختفاء الخيال و الحلم تحت سلطة قهر جوع تحكم الأغلبية التى لا تملك و شهوة تملك تعمى بصيرة الأقلية التى تملك
5- تسلط دينى يسحب حتى حق التفكير فى أمور الحياة اليومية ليغلفها فى فتاوى قد تناسب شخص ما و لا تناسب أخاه

لم أتطرق فى موضوعى هذا لخريجى المعاش المبكر و ضحايا الخصخصة و الذى مات أحدهم ( محامى ) الأسبوع الماضى , مديونا بألامه النفسيه و مرضه عن عمر 53 سنه بعد تصفيته مبكرا من عمر أفندى بعد بيع الشركة
ربما هذا له موضوع أخر

مشاهدات شخصية

-أحد أصدقائى كان يعمل حارس أمن فى أحدى المنشأت السياحية الحكومية , يحصل على راتب 176 جنيه و يكمل وردية مسائية مقابل 4 جنيهات فى الوردية الواحدة , على أمل أن يتم تثبيته و لكنه لم يحتمل فإقترض من أقاربه و إفتتح مشروعا خاصا به و ترك المهنة الحكومية بلا رجعة

علبة السجائر المارلبورو المحلى ب 7.5 جنية و أعرف أشخاصا يستهلكون فى العمل فقط علبتين كحد أدنى – ولا تعليق

- تقدم أحد الأصدقاء فى يوم من الأيام ( منذ ثلاث سنوات و ليس أكثر ) , لوظيفة فى أحد المصانع تتعلق بالرسم الهندسى للأزياء ( الباترونات ) , ليجد ان مرتب المساعد 120 جنيه و مرتب العامل الحاصل على البكالوريوس 185 جنيه و مرتبات المحاسب 225 جنيه

و حكى لى بانه رأى إحدى العاملات ( حاصلة على بكالوريوس علوم ) و بعد خمس سنوات فى المصنع تركت العمل للإستعداد للزواج

و تغيرت ظروفها فجأة و لم تتزوج و أرادت أن ترجع للعمل

فما كان من الباشا مدير شئون العاملين ( المحتسب الجديد ) إلا أنه وافق على رجوعها بمرتبها القديم و إلغاء أى زيادات تمت خلال السنوات الماضية , و لم يرحم دموعها أو يقدر خدمتها للعمل خلال الأعوام السابقة

علما بأن هذا المصنع يبيع منتجاته فى فروعه فى كارفور و مناطق متميزة من القاهرة و أقل قطعه ملابس ثمنها أعلى من مرتب المحاسب !!!

- قرأت فى أحدى الصحف عن عامل فى أحدى شركات غيلان الأقتصاد أثناء تصوير فيلم تسجيلى عن الشركة و سحبت الأله يده و بترتها و لم يتدخل أحد لنجدته و الأدهى تصوير الفيلم كان عن الأمن الصناعى و كدعاية للمصنع !!!

- فى الصف السادس الأبتدائى, كنت من المتفوقين ( الأول فى الفصل بالتناوب مع إثنين من الزملاء ) و كانت مدرسة اللغة العربية توكل لى مساعده بطيىء الفهم و جلست مع ( ر ) لمساعدته

جلسنا نتحدث عن الأحلام و ماذا نريد أن نكون

قلت له أنا أتمنى أن أكون طيار , و ماذا عنك ؟

أجابنى ( عايز أطلع زبال ) !!!

لأجل كل ذلك أقول لك لا توظفهم يا سيدى فالله أرحم من شركاتكم فإن رحمته فى أن يعطيهم كما يعطى صغار الطيور

أو أن يرحمهم و يريحهم من ألام التلوث و الضوضاء و الفساد و الغلاء و يأخذهم إلى جواره , و هو أرحم الراحمين .

الإنسان هو الحل
www.egystricker.blogspot.com



#كرم_حليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأهلى و عمايله
- رغيف العيش
- ماذا يريد الإخوان المسلمون من مصر و ماذا تريد مصر منهم
- ما الذى يحدث فى مصر من 1997 إلى الأن
- البهائيين و الحنجوريين
- العلمانيون و محاولات إصلاح المجتمع


المزيد.....




- مصر.. الكشف عن خطط لمشروع ضخم لإنتاج الطاقة الهجينة
- مصر.. الدولار يقترب من مستوى تاريخي و-النقد الدولي- يكشف أسب ...
- روسيا والجزائر تتصدران قائمة مورّدي الغاز إلى الاتحاد الأورو ...
- تركيا تخطط لبناء مصنع ضخم في مصر
- زيادة جديدة.. سعر الذهب منتصف تعاملات اليوم الخميس
- -الدوما- يقر ميزانية روسيا للعام 2025 .. تعرف على حجمها وتوج ...
- إسرائيل تعلن عن زيادة غير مسبوقة في تصدير الغاز إلى مصر
- عقارات بعشرات ملايين الدولارات يمتلكها نيمار لاعب الهلال الس ...
- الذهب يواصل الصعود على وقع الحرب الروسية الأوكرانية.. والدول ...
- نيويورك تايمز: ثمة شخص واحد يحتاجه ترامب في إدارته


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - كرم حليم - لا توظفهم يا سيدى