يقال .. بأن من يألف كتاباً، ينتظر المديح والأطراء، سواء من النقاد أو من القراء ، بينما مؤلف قاموس اللغة لا ينتظر ذلك، بل يبقى في حالة من التوجس والترقب بأن لا أحد ينتقده، ويبخس قدره، وينتقص من جهده المبذول في وضع قاموسه الذي لربما أخذ من عمره عدة سنين... أرى اليوم بأن ما ينطبق على واضع القاموس يشمل أيضاً محرري المواقع الأنترنيتة، أولئك الذين يدركون مقولة " الكلمة المطبوعة خطرة "، وباعتقادي بأن هاجس أرضاء الآخرين يقلق المحرر أحياناً... أذن فالمهمة صعبة وفيها الكثير من نكران الذات وتحمل المسؤولية وكذا الحال بالنسبة للأستاذ رزكار عقراوي محرر موقع الحوار المتمدن الذي يبذل جهداً ملحوظاً لتطوير الموقع، وسهره لمراجعة وإنتقاء المواد المرسلة كي لا تتقاطع مع الأهداف المرسومة للموقع وذلك للأرتقاء بالحوار إلى لغة حضارية يجتمع حولها من يحملون هموم الأنسان كمخلوق هدّته الحروب والمجاعات والكوارث على طول تاريخ المسيرة البشرية، التي للأسف كانت ولا تزال قوى الشر ـ القطب السلبي الموازي للقطب الآخر في سباق محموم ـ هي المستحكمة على الأغلب بمقدرات هذا الإنسان في غالبية أصقاع العالم .
ومن الميزات الجميلة التي يتحلى به أخونا العقراوي هو التواصل مع الكتاب الذين يساهمون في الموقع بما تجود به قرائحهم من خلال مراسلاته المستمرة وتبادل المشورة . ويعتبر الحوار المتمدن من الصحف الألكترونية التي أنفردت بنشر كم كبير من الكتابات الفكرية، وأستقطبت كبار الكتاب ممن يحترفون الكتابة ليس من العراقيين وحسب بل من العالم العربي أيضاً، أسماء لامعة ومعروفة في الوسط الثقافي والصحفي
وبالنسبة لي فأني تعلمت الكثير من خبرات وتجارب الأخوات والأخوان الذين رفدوا الموقع بسخاء بنتاجاتهم الفكرية والأبداعية.
ويعتبر موقعنا بحق موسوعة ثمينة فيها الكثير من الفكر الراقي والمعلومات القيمة التي لا نستطيع الأستغناء عنها، والعودة إليها كلما شحت المصادر وخانتنا الذاكرة .
وأن كان لا بد من شئ من النقد كي لا نتهم بالأنحياز الكامل للموقع المحبب لدينا، هو حجم الحروف الصغيرة في الصفحة الرئيسية، أنها حقاً تتعبني وترهق أعصابي لقوة التركيز لقراءة عناوين المقالات والمواد اليومية المرسلة، وللأسف لم تسعفني كثيراً النظارات الجديدة التي أقتنيتها بغية القراءة، ويبدو بأن العمر له أحكامه.
عوني الداوودي ــ السويد