أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الفقراء ينتظرون قبل أن تخلص أرواحهم














المزيد.....

الفقراء ينتظرون قبل أن تخلص أرواحهم


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 676 - 2003 / 12 / 8 - 05:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ثمانية شهور مرت على العراق والمواد الغذائية في أرتفاع يعجز معه المواطن العراقي من شراء مستلزمات حياته الضرورية ، وثمانية شهور مرت على العراق بعد ان تخلص من سلطة الطاغية ولم يزل المواطن العراقي يركض لاهثا وراء بائع قناني الغاز ويقف بالطوابير الطويلة للحصول على وقود السيارات او النفط الابيض لتدفئة عائلته في هذا الشتاء القارص ونحن بلد النفط والغاز  .
ثمانية شهور تتغير معها حياة امم وتتغير سياسات وتنقلب أوضاع دولية  دون أن نتلمس في العراق سوى هواء الحرية المعجون بالأنفلات الأمني ومفارز الأمريكان وضحايا الموت من العراقيين وحياة ملوثة مع ماء ملوث .
مراكز الشرطة لاتؤدي واجباتها التي يمليها القانون بسبب خوفها من صاروخ لئيم او قنبلة موقوتة او رصاصة طائشة ، الجيش العراقي لم يزل فتيا ومحدوداً لايجد في نفسه الكفاءة ليؤدي دوره الوطني بسبب خطأ شنيع أقترف بحقه بتسريح جميع أفراده دون أن يدرس نتائج هذا التسريح الشامل وبقاء العراق دون قوات وطنية مسلحة ، وبقاء هذه القوات دون رواتب أو عمل !!
لم يتضرر من هذا الوضع الأستثنائي المستمر سوى أبناء الطبقة الفقيرة ، فالفقراء لاخزين لديهم ولاأرصده ، وليس لديهم مايعينهم على مواجهة الظروف الأستثنائية ، وليس لهم أن يتوقفوا عن العمل مما يعني توقف مصادر رزقهم وحياتهم .
الفقراء وحدهم من يشعرون بفداحة الخسارة وحجم الكارثة والمعاناة التي تحل عليهم وهم يعيشون تصاعد الأسعار الجنوني في المواد الغذائية في السوق .
الشوارع المهملة والمجاري المخربة والأزبال والنفايات المتراكمة والخراب الذي عم الاحياء الفقيرة لن يزيله افتتاح سوبر ماركت ولاصالة العاب الكترونية ولامقهى للأنترنيت .
البنايات المحترقة والمتضررة بفعل الصواريخ والقنابل والتفجيرات والبنايات التي اصبحت مأوى للهاربين والضائعين وملاذا للخارجين عن القانون ، الجرائم التي تقع يومياً من قبل جناة ينتشرون في الشوارع دون أن يجدوا من يقوم بالتصدي لهم ويردعهم .
ثمانية شهور من الزمن الصعب مدة كافية تحبل بها المرأة وتضع وليدها سليما معافى ، لم تزل مقاهي بغداد واماكنها الجميلة تغلق ابوابها منذ اول المساء وتتراكض الناس خوفاً على حياتها ، ثمانية شهور والعراق لم يزل بحاجة الى قوات أمن عراقي وطني لايتشابه مع الأمن الذي أسسته السلطات السابقة والمتسلط على رقاب اهل العراق ، أمن يخدم الناس ويضحي بحياته من اجل كرامتهم ويحمي الفقراء الذين ليس لهم من يحميهم سوى ربهم الكبير .
ثمانية شهور زار فيها اعضاء من مجلس الحكم دول الجوار ودول اوربية لكنهم لم يتعرفوا على احتياجات الفقراء وحرقة المفجوع ولوعة الجائع والمحروم ، لم يتعرفوا على حاجة النساء الذي ليس لهن معيل والأرامل المقطوعات واليتامى المنتشرين في الشوارع وأطفال الأرصفة ، لم يتعرفوا على المتسولين الذين ازدادوا تقاطراً أمام الجوامع والحسينيات.
ثمانية شهور مضت وستمضي ثمانية غيرها ونحن لم نزل نحاول أن نقف على أقدامنا دون جدوى لاننا نحاول أن نقف من فوق وليس على الأرض .
نحن بحاجة أن نشعر بالتوحد من اجل العراق وشعب العراق ، نحن بحاجة الى لغة حوار وطني لايستثني أحد ولايستخف بقدرة أحد ، نحن بحاجة لذهنية بناء وليس بحاجة لتخوين وأتهامات وهدم ، نحن بحاجة لعراق جديد يختزل الزمن ويحرق المراحل فقد اكلت اعمارنا السنوات العجاف .
الفقراء يوحدهم الفقر والجوع والحاجة   فهم لايملكون الا سواعدهم المتعطلة في الزمن الغريب ، وهم المتضررين جداً من هذا الأستمرار الزمني الذي يجعلهم ينظرون للحياة بمنظار اليأس ، مشكلتهم انهم ليس لهم قدرة على المطاولة والصبر لأن ارواحهم بدأت تنزف مما تبقى لها وقد تنتهي دون أن يجدوا لقمة العيش المغمسة بالأمن والآمان ، فقد مضت ثمانية شهور وقبلها خمس وثلاثون عاماً عجاف .
الكثير من القضايا تحتاج الى وقفة سريعة وقرار أنساني لمعالجة وضع الفقراء فهم فوق كل قضايا العراق ، كل القضايا تبدأ من قاع الفقراء ومن مناطق الفقراء ومن أحياء وبيوت الفقراء ومن حاجة الفقراء الذين يعج بهم الوطن والذين اهملتهم السلطات السابقة وحرمتهم من ثروة النفط ومليارات الدولارات التي كانت تحجبها عنهم وتنفقها على صحافة مشتراة او فنانة لعوب او ذمة للأيجار .
الفقراء الفقراء يامجلس الحكم فهم زاد العراق وقاعدته التي تهز العروش وتقف عليها أحزابكم ومنها السجلات الحافلة بأسماء شهداء العراق .
الفقراء الفقراء يامجلس الحكم هم من يحتاج وفقتكم ونخوتكم وألتفاتتكم اليهم لأسعاف يومهم وحياتهم ومد العون لهم بكل اشكال العون .
ثمانية شهور مرت على الفقراء ولم تزل أنظارهم شاخصة تتطلع الى قرار يرحمهم أو أمر يعينهم على الوقوف بوجه الغلاء البشع   ومضاربات التجار وأثرياء الحروب وأوقات الأزمات ، لم يزل الفقراء في العراق  يحتاجون منكم وقفة تتساوى مع وضعهم الأقتصادي والأجتماعي في العراق . وتكون هذه الوقفة محكاً في معالجاتكم السريعة لقضايا الأنسان في العراق .

 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقتل العصافير في بغداد الجميلة
- التمذهب القومي والطائفي في زمن البائد صدام
- أعود مع أعتزازي وأمتناني لمشاعركم العراقية الطيبة
- بيان بأعتزال الكتابة مؤقتاً في مواقع الأنترنيت
- نقد أماراتي لأداء وسائل الأعلام العربية
- ماذا يريد مجلس الحكم من قناة ( العربية ) ؟
- الخلاف والأختلاف
- الناصرية .. شجرة لكنها عبقة وأصيلة
- ضرورة قانون لأيجار العقار يحل مشكلة الأيجار في العراق
- صرخة عراقية
- سيادة العراق
- هل يمكن أن يعود صدام ؟
- تحية وتقدير للكاتب العراقي الأصيل طارق الحارس
- هل يساوي عزت ابراهيم عشرة ملايين دولار ؟
- هل أسمعت لوناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي السيد الجليل عبد ...
- الأبتذال وكلمات الهتر في مقالة السيد حتر
- هل من ردة فعل مساوية في القوة ؟
- تجربة الكرد في كردستان العراق جديرة بالتقدير
- أصلاح النظام القانوني في العراق
- النقابة العامة للملوك والرؤساء العرب


المزيد.....




- بكلفة مئات الملايين من الدولارات..ما أبرز اللحظات بحفل زفاف ...
- أردى بعضهم قتلى.. غموض بعد جريمة صادمة لأب أطلق النار على وا ...
- باكستان تعلن عن حصيلة القتلى والجرحى في الهجوم على مسجد بسلط ...
- Politico: نموذج السويد للتجنيد العسكري يجذب الدول الغربية وس ...
- يوم عاشوراء في مصر.. من المياتم والأحزان إلى البهجة وأطباق ا ...
- بايدن وترامب -مدمنان- على السلطة - صحيفة التايمز
- بيربوك تروج من السنغال للشراكة الأوروبية الأفريقية
- إعادة انتخاب المحافظة المالطية ميتسولا رئيسة للبرلمان الأورو ...
- لقطات من داخل سيارة -لادا أورا- يقودها بوتين أثناء تفقده طري ...
- حريق الغابات المميت يلتهم منطقة سياحية في إزمير غرب تركيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الفقراء ينتظرون قبل أن تخلص أرواحهم