أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ساطع راجي - تجربة الهيئات المستقلة














المزيد.....


تجربة الهيئات المستقلة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2180 - 2008 / 2 / 3 - 07:00
المحور: المجتمع المدني
    


مع التغيير الجوهري الذي شهدته المؤسسة السياسية في العراق ظهرت الى الحياة مجموعة من الهيئات المستقلة لتمارس بعض المهام الحيوية في حياة الدولة والمجتمع مثل هيئة النزاهة والمفوضية العليا للإنتخابات وهيئة الاعلام وغيرها.
ونظام الهيئات المستقلة يمثل مرحلة متطورة من الادارة في مستوياتها العليا بهدف الحفاظ على حيادية عمل بعض المؤسسات وإخراجها من حلبة التنافس والتشاحن السياسيين وتسليم مقاليد الامور فيها لعدد من المتخصصين الذين يشهد لهم بالكفاءة والاستقلالية والحياد والنزاهة من قبل المجتمع المهني في الحقل الذي تعمل فيه الهيئة، هذا طبعا من الناحية النظرية ويبقى مدى تحقق ذلك عمليا منوطا بعدد كبير من العوامل في مقدمتها الاستقرار السياسي وكذلك توفر الكفاءات المستقلة وعدم تدخل الساسة في مجال عمل الهيئات.
لقد أنيطت بالهيئات المستقلة في العراق مجموعة من المهمات الحيوية والحرجة خاصة في المراحل الاولية لبناء الدولة وتأسيس العملية السياسية، وكان بناء الهيئات المستقلة يمثل نقلة نوعية وكبيرة في مفهوم الادارة في بلد اعتمد نظام الادارة المباشرة والمركزية لزمن طويل بحيث تخضع جميع المؤسسات للنظام السياسي الحاكم وتصطبغ بصبغته وكان مفهوم الاستقلالية غير وارد لا في الخطاب الرسمي ولا حتى في الخطاب المعارض فهو مفهوم حديث لم تعتد منطقة الشرق الاوسط عليه رغم بعض التجارب الهشة هنا وهناك.
لقد جاء بناء الهيئات المستقلة محاطا بكثير من المعوقات حيث لا تتوفر الكوادر القادرة على ادارة هذا النظام بشكل كاف وكثيرا ما كان يتم التركيز على القيادات العليا في هذه الهيئات مع تجاهل تام للعدد الضخم من الموظفين الذين يحتلون مواقع دنيا في هيكلية ادارة الهيئات المستقلة أو أولئك الذين يقومون بادارة مكاتب هذه الهيئات في المحافظات والاقضية وجلهم ممن لم يمتلكوا الكفاءة الادارية اللازمة كما لم يتفهموا اهمية الاستقلالية في عملهم وساهم الوضع الامني المتردي والمحصصات الحزبية والطائفية في خضوعهم للضغط المسلط عليهم من الجهات المتناحرة فضلا عن إنسياقهم وراء تحزباتهم وانتماءاتهم بإرادتهم أحيانا غير عابئين بشروط الاستقلالية والحياد التي تمثل جوهر عمل مؤسساتهم.
لقد تدخل النزاع السياسي والاحتقان في بناء وعمل الهيئات المستقلة وأصبحت هذه الهيئات ميدانا للتراشق والمواجهات بين مختلف الاطراف مما أعاق عملها في وقت تحتاجه الدولة العراقية الناشئة وكذلك المجتمع المحاصر بالفساد والعنف، وإذا كان الساسة يتحملون وزر تسييس عمل هذه المؤسسات وتعريضها لمأزق المحاصصة فإن بعض كبار الاداريين قد سعوا هم أيضا الى تسييس عمل هيئاتهم وشاركوا في الجدل السياسي واستغلوا مناصبهم وعرضوا سمعة تلك الهيئات ومستقبلها للخطر.
ان مفاهيم الاستقلالية والحياد لا تعني مجرد تقاسم التمثيل في إدارة هذه المؤسسات لتكون الادارة معبرة عن مختلف مكونات المجتمع العراقي، بل المعنى الحقيقي لهما هو القيام بالعمل مع مراعاة مصالح جميع مكونات المجتمع سواء الممثلة في الادارة او غير الممثلة لسبب او لآخر وعندما يتعرض مكون عراقي لهضم حق من حقوقه فذلك لا يعني البحث عن اشخاص يمثلون ذلك المكون في ادارة الهيئة المستقلة المعنية بغض النظر عن مؤهلاته بل الاهم هو رفع الغبن عن المكون حتى مع عدم وجدود من يمثله في الادارة عبر الوسائل القانونية وذلك هو الدور الحقيقي للهيئات المستقلة.
ان تجربة الهيئات المستقلة بحاجة الى المراجعة والتصويب والحماية من خلال الاهتمام بكوادرها ورفع كفاءتهم وابعادها عن التسييس والمحاصصات وتشريع قوانين صارمة لحمايته بهدف مواجهة الفئات والقوى والشخصيات التي تحاول التدخل في عمل هذه الهيئات وتؤثر على قراراتها.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل الاتفاق العراقي الامريكي
- قضية الحرية
- باريس تقترب...
- زيارات متداخلة
- خطوات سريعة
- واجبات متراكمة
- مستقبل الصحوة
- جدل الموازنة
- البهائية
- غيتس في المنامة
- شراء السلام
- اعلان النوايا...فرصة للجدل
- المناعة ضد الديمقراطية
- دور الأمم المتحدة في العراق
- العسكر والسياسة
- وقت الحسم السياسي
- مواجهات دولية في العراق
- معادلات السياسة والأمن
- النزاهة في الجدل السياسي
- الباب العالي وصدره الأعظم


المزيد.....




- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ساطع راجي - تجربة الهيئات المستقلة