أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مصطفى خالد - أطفال الشوارع















المزيد.....

أطفال الشوارع


مصطفى خالد

الحوار المتمدن-العدد: 2180 - 2008 / 2 / 3 - 07:00
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


100 مليون طفل مشرد على مستوى العالم
التفكك الأسرىوإساءة المعاملة المدرسية والفقرأسباب جذرية لدفع الأطفال إلى الشوارع
‍ هل سمعت عن مصرع طفل نائم وسط القمامة ؟000 تفاصيل الخبر تقول انه في حادث مأساوي لقي طفل مصرعه أثناء نومه داخل القمامة وقد دهسه بلد وزر النظافة أثناء رفع القمامة حيث فوجئ سائق البلد وزر بصوت استغاثة من داخل القمامة وعند محاولة إنقاذ الطفل تبين أنه فارق الحياة 0 أي مصير هذا ؟!اعتقد إن المرة الوحيدة التي صرخ فيها هذا الطفل كانت هي صرخة الوداع ليرحل إلى عالم أرحب يستطيع فيه أن ينام عميقا بعيدا عن " الزبالة" ورائحة العفن !! 000 حادث كهذا كفيل بإثارة الأسى وإضاءة الذاكرة 000 يجعلنا نتساءل ماذا كان يدور برأس هذا الطفل - طفل القمامة - قبل أن ينام مباشرة ؟ وأى حلم رآه فى منامه فى ليلته الأخيرة ؟ ولماذا لم يوقظه صوت البلدوزر الهادر ؟ وهل كان نومه ثقيلا لهذه الدرجة أم أنه فرط التعب ؟! سؤال أخير 00 أين والداه ؟00 وهنا نتوقف قليلا 000 الحقيقة المرة أن هذا الطفل هو واحد من أطفال كثيرين تجدهم فى الطرقات والأماكن العامة ، ينامون آخر الليل على أرصفة الشوارع ويفترشون حدائق الميادين وتحت الكبارى ، إنهم " أطفال الشوارع " الذين قادتهم أقدارهم السيئة إلى حياة التشرد والفوضى وعدم المسئولية 0 من منا ينكر أن الطفل هو عماد المستقبل ، وهو الركيزة الأساسية لإنشاء مجتمع خال من الانحرافات !
مصر ليست الدولة الوحيدة المنكوبة بهذه الفئة من الأطفال لكنها منتشرة فى معظم دول العالم وقدرت المنظمات الدولية عدد أطفال الشوارع فى العالم بحوالى 100 مليون طفل حسب تقرير التنمية البشرية الأخير الصادر عن الأمم المتحدة ، ورغم أن الإحصائيات التى خرجت علينا من الباحثين فى هذا المجال متفاوتة إلا أنه ليس أمامنا إلا أن نأخذ بها حتى يستجد ماهو جديد ، فقد تفاوتت الدراسات فى تقدير حجم المشكلة فى مصر مابين مليون و600 ألف طفل مشرد فى المدن المصرية حسب تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة " اليونيسيف " الذى صدر مؤخرا ويحمل عنوان " حماية الطفل " وجاء فيه أن هؤلاء الأطفال ينظر إليهم على أنهم مصدر إزعاج أو كمجرمين محتملين 0 كما ذكر التقرير أن التفكك الأسرى ، وإساءة المعاملة بالمدارس ، والفقر هى الأسباب الجذرية التى تدفع الأطفال إلى الشوارع ، ومن بين البحوث ماقام به فريق من قسم طب المجتمع بكلية الطب جامعة الاسكندرية من دراسة على أطفال 3 مراكزلتأهيل أطفال الشوارع وأكدت أبحاثهم أن المتسربين من التعليم نتيجة قسوة أو عنف المدرس تصل نسبتهم إلى 47% فى المرحلة الابتدائية و22% فى المرحلة الاعدادية بينما يوجد 7% لم يذهبوا للمدارس ، وأكد تقرير صادرمن الأمن العام أن الغالبية العظمى من الأطفال المشردين من الذكور تبلغ نسبتهم 92.5% فى حين أن نسبة تشرد الأطفال من الاناث لم تتجاوز 7.5% فقط وأن 92.5% من هؤلاء الأطفال تقع أعمارهم ما بين 12،15 عاما ، ويشير التقرير الى أن الجانب الأكبر من هؤلاء الأطفال يتراوح حجم أسرهم بين 4 و6 أفراد حيث يشكل الفقر وعدم انتظام الدخل وانخفاض المستوى التعليمى وتفشى الأمية والميل لتعدد الزوجات بعض الأسباب المؤدية لذلك المصير !! .
يذكر أن مصطلح "أطفال الشوارع " أطلقه لأول مرة الصحفيون الغربيون فى الثمانينيات وهو يطلق عادة على المجاميع لا الأفراد وعلى الأطفال الذين يفقدون أحد الأبوين أو أنهما مطلقان أو أن يلجأ الطفل على أثر النزاعات العائلية والفقر إلى الهروب من البيت لكى يعيش فى الشوارع ، ويعيش هؤلاء عن طريق السرقة أو التسول أو من خلال تقديم خدمات بسيطة مثل تنظيف زجاج السيارات عند توقف السيارات فى تقاطعات الطرق أو تلميع الأحذية فى الحدائق أو ما شابه ذلك 0
يؤكد هذا مارصدته الخبيرة الاجتماعية د. عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية لواقع هؤلاء الأطفال حيث أكدت أن كل الدلائل تشير بأصبع الاتهام الى عدة عوامل أو أوضاع اجتماعية يأتى على رأسها انتشار المجتمعات العشوائية والفقر وقصور الأوضاع التعليمية والأوضاع المتدنية لأسرهؤلاء الأطفال حيث تفاقمت أعداد التجمعات العشوائية فى مصر ووصلت إلى 1034 تجمعا ، وبلغ عدد سكانها أكثر من 12.9 مليون نسمة ، كما أن قصور بعض الأوضاع التعليمية ، وخاصة فى المناطق الفقيرة يعرض الأطفال لعدة مشاكل تدفعهم بعيدا عن ساحة التعليم منها سوء العلاقة بين المدرس والتلميذ ، وعدم تلاؤم المنهج الدراسى مع احتياجات الطفل وأسرته ، وسوء حالة المبانى المدرسية وقلة عددها وارتفاع تكاليف التعليم وانتشار الدروس الخصوصية والحد من الأنشطة والهوايات الرياضية .
وتشير د.عزة كريم إلى أن الدراسات أثبتت أن انخفاض المستوى التعليمي لأهالي هؤلاء الأطفال أحد العوامل المؤدية الى وجودهم فى الشارع فقد تبين أن 88.7% من الآباء أميون ، بينما ترتفع هذه النسبة لدى الأمهات الى 9،90 % 0
واقع مؤلم
ومهما تعددت الأسباب إلا أن واقع هذه الظاهرة مؤلم فمن خلال جولة على كورنيش النيل بعد منتصف الليل فوجئت بطفل صغير يفترش سور الكورنيش ملتفا بخرقة قديمة بالية فى ذلك الشتاء القاسي الذي لايرحم وكان وجهه البرئ يظهر من خلال تلك الخرقة البالية وهو مستغرق فى نوم عميق الا انه أحس بوجودى فاذا به يفتح عينيه ببطء شديد غير منزعج ويرجع ذلك الى حياة التشرد التى عودته على كثير من المفاجآت . فنظر الى نظرة استفهام غير مكترث تيدو فيها الرغبة الملحة فى النوم أكثر من رغبته فى الفهم لكنها كانت فرصة لى لأبدأ معه وما أن بدأت التحدث معه حتى طلب منى فى هدوء أن أتركه لينام لأنه متعب وبعد الحاح منى بدأ حديثه المتقطع .
اسمى صبرى حسين وعمرى 13 سنة وبدأت حياتى هذه منذ أربع سنوات فى الليل أنام فى أى مكان حين يبلغ بى التعب وفى الصباح أقوم ببيع المصاحف التى معى هذه والآيات القرآنية فى الأتوبيسات وبعد الظهر عندما يبدأ الشباب والفتيات فى التنزه أبيع لهم أيضا الآيات القرآنية ودائما أقرأ القرآن لكن لاأصلى !!! والسبب فى تشردى هو وفاة أبى وزواج أمى من رجل آخر وسفرهما معا الى السعودية ، وليس لى أقارب فلايوجد أحد فى هذا الزمن يستطيع تحمل الآخرين 000 وتوقف وصمت لحظات ثم قال : " أنا بحب أمى قوى 000 هى عملت كده غصب عنها ، سيبونى أنام ، أنا مستريح كده ، يارب ريحنى بقى " !!
واستوقفنى اصرار طفل لم يبلغ السادسة من عمره على طلب " حسنة لله "وكان ذلك أمام أحدالمسارح فسألت الطفل الصغير عن أمه أو أبيه 00 أين ينتظره أبوه أو أمه ، ولكن الطفل الصغيرأصر على أنه جاء الى هذا المكان وحده من إحدى المناطق العشوائية حيث تقيم أسرته وأخذ يبرهن لى على صدق كلامه بذكر أسماء الشوارع المحيطة بنا ومعرفته بأسماء المسرحيات ، وأترك الحكاية لطفلنا الصغير ليتحدث عن نفسه :" بابا لا يعمل وماما تعمل فى المستشفى وأنا دلوقت عملت 2 جنيه ولما الناس تخرج من المسرح يمكن يصلوا الى 5 جنيه ". ومع اقتراب خروج الناس بدأ القلق يعترى الطفل الصغير وراح ينظر الى باب المسرح فسألته عن رغبته فى الذهاب الى المدرسة فقال " ياريت " 000 هذه كانت آخر كلمات طفلنا الصغير ليجرى نحو باب المسرح متنقلا بين المشاهدين الذين ترتسم الابتسامة السعيدة على وجوههم بعد سهرة ضاحكة ويلفظون طفلا صغيرا أمامهم يرتدى ثوبا مهلهلا حافى القدمين ينادى بصوت خافت " حسنة لله يابيه " !!!
ماالذنب الذى اقترفه هذا الطفل لمجيئه الى الدنيا ويلقى هذا المصير المحتوم وتلك الظروف القاسية ؟!
ثم انتقلت تجاه مترو الأنفاق لأجد مجموعة من الأطفال ملتصقين ببعضهم البعض علهم يجدون الدفء الذى حرموا منه وعندما اقتربت منهم صرخ فى وجهى أحدهم فتجاهلت صراخه وسألتهم عن سبب نومهم فى الشارع فأجاب أحدهم بأدب شديد:" وأنت مالك " ! تجاهلت مرة أخرى اجابته وسألته : " هل تنام هنا باستمرار ؟ وكانت إجابتهم جميعا : إحنا نايمين هنا بالقرب من أكل عيشنا لأننا شغالين باعة جائلين 000 أى خدمة ؟ !!
ووجدت نفسى اقتربت من الخطوط الحمراء التى تؤدى بى إلى الهلاك وتمزيق الملابس ،فكان أسلم حل الابتعاد عنهم وتركهم ينامون فى أمان !! لأتقابل مع حالات مختلفة من الأطفال وقد تعرفت على أسباب هروبهم إلى الشارع ، فمنهم من كان يعانى من انفصال أمه عن أبيه الذى بلغ من العمر 80 سنة ولايعمل فلم يجد الطفل رعاية من الأب أو حتى الإنفاق عليه ولم يجد الصدر الحنون الذى يضمه اليه برفق فما كان منه إلا أن ارتمى فى أحضان الشارع الذى لايعرف الرحمة !! ثم قابلت طفلا آخر اكتشفت أن أمه كانت تعانى من تخلف عقلى وكانت تختفى ثم تظهر لهم وهى حامل ثم تضع الجنين ولايعرف من هو الشخص الذى حملت منه !! وماتت منذ فترة والأب شخص غير مسئول ومتسول وللطفل خالة تعانى أيضا من تخلف عقلى ولكن ليس بالدرجة التى كانت تعانى منها أمه .
وفى طريقى قابلت حالة من نوع مختلف 00 طفل 9 سنوات كان أبوه لصا محترفا وضبط أكثر من مرة وكان يحرض أمه على السرقة ثم هجرها منذ 4سنوات ولاأحد يعرف مكانه وتركها تسكن فى الشارع ومعها أبنائها ثم عطف عليها أهل الخير ومنحوها حجرة لإيوائها وأبنيها فاضطر الابن الأكبر 9 سنوات للهروب بعيدا عنها ليحترف السرقة وراثة عن أبيه وقابلنى ذلك الطفل وحكى لى قصته ويتمنى أن يجد عملا مستقرا يعيش منه دون مطاردة ، فهكذا يسخر منا القدر 00 طفل ضال يتمنى عملا شريفا والقوانين تحرم عمالة الأطفال !أين ملاذه ؟
و ماذا بعد ..؟
القصص كثيرة ... كل طفل تراه فى الشارع وراءه قصة تقشعر لها الأبدان ويندى لها الجبين ... والخوف كل الخوف من اندافاع هؤلاء النشئ نحو ارتكاب بعض الجرائم وأن ياْتى فى المستقبل جيل لا يعرف الرحمة تملؤه القسوة ,وتكون الكلمة العليا فى سلوكياته وتصرفاته للمادة والمصلحة بصرف النظر عن القيم والمبادىْ الضاربة فى أعماق المصريين منذ آلاف السنين، والخوف يكمن كذلك فى أْن يطفو على السطح جيل بلا هوية بلا روح ولاحياة ! وياْتى السؤال ماهو مصير هؤلاء الاْطفال والشباب المشردين ؟ ! وماهى الحلول الناجحة التى تحد من تفاقم تلك المشكلة وازدياد أعداد المتشردين ؟ ! تطالعنا الصحف من آن لآخر بعناوين صارخة عن حجم المشكلة واْخرى تبعث بالاْمل نحوإنشاء مؤسسات لإ ستقبال ورعاية اْطفال الشوارع والمتسولين بالقاهرة والمحافظات ودعت السفيرة مشيرة خطاب الاْمين العام للمجلس القومى للطفولة والاْمومة إلى تنفيذ خطة لمواجهة ظاهرة اْطفال الشوارع تنفيذ القرارات التى اتخذتها اللجنة الفنية الاستشارية للمجلس فى اجتماعها برئاسة السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس مبارك , وتهدف هذه الخطة إلى توفير الرعاية الصحية والاجتماعية والقيام بالدور الوقائى والعلاجى لهؤلاء الاْطفال فى المناطق ذات الاْولوية بمحافظات القاهرة الكبرى .
وتضيف السفيرة مشيرة خطاب أنه سيتم تنفيذ ثلاثة مشروعات إسترشادية تحمل فكرة المعسكر المفتوح فى ثلاث مناطق عشوائية بالقاهرة الكبرى لإستقبال حوالى 600 طفل يوميا خلال السنةالأولى والتوسع فى إنشاء المؤسسات الإجتماعية لإستقبال هؤلاء ا لأطفال وإستيعاب عدد كبير من الأطفال لتأهيلهم وتنمية مهاراتهم ومواهبهم بتوفير مأوى ودور رعاية إجتماعية وتربوية وتنفيذ حملة قومية لتوعية هؤلاء الأطفال بمخاطر حياة الشارع ممافيها من إنحرافات وإعتداءات حيث أن أطفال الشوارع أكثرالفئات المعرضة للإدمان والعنف , كما تستهدف الحملة رفع الوعى عند الأسروالمجتمع ككل بمخاطر مشكلة أطفال الشوارع وذلك من خلال وسائل الاعلام المختلفة لتاْثيرها القومى على الجمهور ونظرا لما تقوم به الجمعيات والمؤسسات الاهلية من دور بالغ الاْثر فى هذاالمجال كان لنا اللقاء مع الدكتورة عبلة البدرى المدير العام لجمعية قرية الأمل لرعاية أطفال الشوارع وعضو اللجنة الفنية الإستشارية بالمجلس القومى للطفولة والأمومة لنتعرف من خلالها على تاريخ إنشاء هذه الجمعية ودورها فى الرحمة بهذه الطفولة البريئة , حيث أوضحت أن نشاط الجمعية بدأمنذ عام 1988 وقد أسسها مجموعة رجال الأعمال وسيدات المجتمع بهدف رعاية الأطفال ذوى الظروف الصعبة من الأيتام والضالين والمحرومين من الرعاية الأسرية وأطفال الشوارع وقد بدأت نشاطها من خلال مركز واحد للإيواء وتطورت وأصبحت تخدم الأطفال من خلال 8 مراكز منتشرة فى أنحاء القاهرة الكبرى والعاشر من رمضان موزعة كالتالى : ثلاثة مراكزلإستقبال أطفال الشوارع بمنطقتى شبرا والسيدة زينب للبنين وروض الفرج للبنات . وهذه رعاية مترددة , أما الرعاية والإقامة المؤقتة من خلال مركزين بمنطقتى حدائق القبة والمقطم للبنين وأيضا رعاية وإقامة دائمة من خلال ثلاثة مراكز بمنطقة مدنية نصر للبنين وكذلك رعاية وافامه دائمة بالعاشر من رمضان .
وتقول د. عبلة البدرى إن جمعية قرية الاْمل لرعاية أطفال الشوارع أول جمعية تبدأ فى هذا المجال وتدار بمفهوم التنمية لابمفهوم الإحساس وتحويل الأطفال العاطلين إلى مواطنين صالحين يفيدون أنفسهم والمجتمع من حولهم مشيرة إلى أن الجمعية بلا أسواروغير منعزلة عن الناس وهى فى شقة عادية وسط الناس والهدف الرئيسىهو رجوع الأولاد إلى أسرهم.
وتضيف:إننا لدينا تجربة فى إيواء هؤلاءالأطفال حيث كنا نستقبل الأطفال ونحولهم لأقرب إقامة لدينا ويستقر بها ويتلقى الخدمات أو نوعية الحياة الشبيهة بالأسرة ولكن اكتشفنا أن هؤلاء الأطفال يعودون مرة أخرى إلى الشارع لأنه تعودعلى حياة الشارع والحرية المطلقة بلا قيود ووجدنا أنفسنا نهدر الوقت والمال .فأنشئنا نوعا آخر من المراكز وأطلقنا عليه الإقامة المؤقتة حتى يكون مرحلة إنتقالية بين حياة الشارع والحياة الشبهية بالأسرة التى بها الألتزام والواجبات والحقوق ويقيم فيها الطفل فترة من ستة شهور إلى سنة وتجرى له خطة تأهيل سلوكى ونفسى ويدخل فصول محو الأمية لو لم يلتحق بالتعليم من قبل ويتدرب على بعض أعمال الورش البسيطة مثل سجاد النول وورق البردى والرسومات عليه لدى الموهوبين فيكون ذلك بمثابة إفراغ نفسى حتى يشعر الطفل بأنه يقدم شيئاله قيمة وبعد هذه الفترة يتبين لنا من هؤلأء الأطفال يصلح للإقامة الدائمة وإضافة إلى البرامج الحرفية يوفر المراكز برامج ترفيهية وثقافية ودينية بإقامة معسكرات ومعارض ومشروع صوب زراعية من خلال مشروع تدريبى إنتاجى وقد تمت إقامته بأرض الجمعية بالعاشر من رمضان ومن الأطفال من يكمل تعليمه حتى يصل إلى الجامعة .
ويظل الأطفال موجودين مقيمين فى الجمعية حتى سن التجنيد وينفصلون عن الجمعية بعد ذلك ومعهم دفتر التوفير الخاص بهم من خلال الجمعية مما يمكنهم من الحصول على شقة ويستطيع دفع أقساطها من خلال الحرفة التى تعلمها أو الشهادة الجامعية أو المتوسطة التى حصل عليها ويوجد نماذج كثيرة .
وتشير د.عبلة إلى أن هناك مركزاللإقامة المؤقتة من سن 4 سنوات إلى 12سنة وأخرى من 12سنة إلى 16سنة : نكتفى فيها باستقبالهم فقط فى نوادى القرية لأنه يصعب على هؤلأء الأطفال الذين تمرسوا على حياة الشارع أن يستقروا عندنا لأنهم أصبحوا من قادة أطفال الشوارع فاننا نخشى على باقى الأطفال المقيمين منهم حتى لايأخذوهم معهم الى الشارع مرة أخرى ويكونوا بالنسبة لهم مصدر رزق !! وتوضح : أننا كمسئولين كنا فى بداية الأمرأمام مشكلتين كيف نغير فكر‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ الطفل تجاه المجتمع خاصة أن أطفال الشوارع يجدون أنفسهم فى علاقة عداء مع المجتمع , وفى المقابل كيف يتم تغيير فكر المجتمع تجاه هؤلاء الأطفال؟
وماذا بعد....؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
عدد الأطفال الذين توجههم جمعية الأمل بأفرعهاالمتعددة وكثير من الجمعيات التى ظهرت و والأحداث لايواء الأطفال ، هى قطعا لاتكتفى لايواء كل الأطفال أو القضاء على الظاهرة حتى نستطيع أن نقول إن مصر خالية من أطفال الشوارع أوالمتسولين أوأطفال الأحداث فالجهودالتى بذلت وما زالت حتىالآن مشكورة لكن ماذا بعد....؟!
القضية تحتاج إلى تضافر كل الأيادىحتى لانجد طفلا يأوىالى القمامة ليجد فيها الامان من أعين وأيادى المطاردين أوالمجتمع الذى لا يرحم أحدا أو نجد طفلا مثل أشرف على محمود الذى لم يبلغ من العمر الا 6 سنوات ويرتدى ثوبا مهلهلا حافى القدمين ويقول " حسنة لله يا بيه " !! أو غيره من الأطفال الذين هم فقط مجرد نماذج لكثير من الحالات بقصصها وظروفها المختلفة التى تحتاج والمغتصبين.. الباب مفتوح ياسادة للمشاركة فى الحفاظ على أطفال.. بل مجتمع نافع لنفسه أو لا ... ثم الوطن ككل ... فالقضيه حتى الآن لم تحسم بعد !! ‍
‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍



#مصطفى_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن -قصاصًا- وتكشف اسمه وجر ...
- خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين ...
- عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض ...
- -رد إسرائيل يجب أن يتوافق مع سلوكيات المحكمة الجنائية الدولي ...
- مياه البحر تجرف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس ...
- مصرع عشرات المهاجرين بانقلاب قواربهم قبالة اليونان ومدغشقر
- الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياه ...
- رايتس ووتش: تواطؤ أميركي بجريمة حرب إسرائيلية في لبنان
- الشتاء يهدد خيام النازحين في غزة بالغرق بمياه الصرف الصحي
- اعتقالات واسعة بالضفة وكتيبة طولكرم تهاجم تجمعات لقوات الاحت ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مصطفى خالد - أطفال الشوارع