أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عروة نيربية - بين ((الحرب على المخدرات)) و((الحرب على الإرهاب)) تحية إلى إخواننا الإرهابيين في أميركا اللاتينية















المزيد.....

بين ((الحرب على المخدرات)) و((الحرب على الإرهاب)) تحية إلى إخواننا الإرهابيين في أميركا اللاتينية


عروة نيربية

الحوار المتمدن-العدد: 114 - 2002 / 4 / 27 - 11:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



أواخر الستينيات، قبل أن يقتله عسكر بينوشيه، كان فيكتور خارا مغنيا تشيليا يغني للديموقراطية والعدالة في وطنه ولتحرير فلسطين. كان ما يسمى ((حركات التحرر العالمي)) بنية شبه متصلة، كان ثمة أمل في أن ينشأ شيء مشترك بين الجميع. في العام 1997 بعدما مات ذاك الاتصال، وانهارت يوتوبيات عولمة الخير للفقراء، قام 15 شاباً من ((توباك أمارو)) الحركة الثورية البيروفية باحتلال مقر السفير الياباني خلال حفل عشاء و احتجاز المدعوين رهائن للمطالبة بإطلاق سراح رفاقهم من السجناء السياسيين، بتعديل النظام الاقتصادي الذي يعتمد على الشركات متعددة الجنسيات، بتغيير الدولة لأساليبها الإرهابية. بعد شهور عدة من التوتر والتغطية الاعلامية والمفاوضات الفاشلة وتحرير توباك لغالبية الرهائن، تم اقتحام المقر عسكرياً وقتل شباب توباك أمارو الخمسة عشر، بالإضافة إلى رهينة من الذين بقوا. روت كل من محطتي ABC و CNN أن عملية الاقتحام تم تخطيطها وتدريب عناصرها على يد ((اختصاصيين)) من وكالة الاستخبارات المركزية ومن ((القبعات الخضر))، ((وشاركت في ذلك أيضاً وحدات إسرائيلية))!!
اليوم، في عزّ الانهيار الاقتصادي التراجيدي في الأرجنتين، يزيد شارون المغريات ليهود الأرجنتين للهجرة إلى إسرائيل ضمن خطته الرامية لاستيراد مليون مواطن خلال عشرة أعوام. هم يتوافدون اليوم هرباً من ذلك الانهيار، وإن إلى تحت النار، فهم بالتأكيد يسمعون عما يحدث في هذه البقعة من العالم.
تبدأ الحكاية في الستينيات من القرن الماضي، حين أعلنت الولايات المتحدة الحرب على المخدرات الأميركية اللاتينية. كانت ((الحرب على المخدرات)) الجزء الأصغر من ((الحرب على المخدرات)). كانت حقول المخدرات ترش من الجو بمواد قاتلة تجعلها أرضاً بوراً و من ثم سامة. وعلى الهامش، حدث أن اكتشف أن بعثات طبية أميركية إلى مناطق السكان الأصليين كانت ((تداويهم)) بمواد تصيبهم بالعقم. وعلى هامش حرب فييتنام كانت المزارع اللاتينية تقصف بالنابالم، والقرى تحرق وتقصف بالطيران، والسجناء يعدمون رمياً من الهيليكوبترات. أما الجانب الأكثر أهمية وكلفةً في ((الحروب القذرة)) فكان تدعيم الحكومات العسكرية والتصفيق لانتصاراتها على أنها ((استعادات للديموقراطية))، ودعم عمليات إرهاب دولة واسعة ومستمرة ومدانة من جميع منظمات حقوق الإنسان في العالم، وبالمقابل سيطرة شبه مضمونة للولايات المتحدة على النفط اللاتيني وغيره من الثروات. تمت هذه السيطرة عبر الشركات العملاقة متعددة الجنسية التي حصلت على عقود رائعة في تلك البلاد. لكن ما يدفع اللاتينيين إلى اعتبار أنهم فازوا في الحرب القذرة هو أنهم عاشوا بعدها. وأنهم عادوا منذ أوائل التسعينيات للقتال.
اليوم تصعد ((الحرب على الإرهاب)) عنواناً لحقبة من تاريخ البشرية. وهي، كما فعلت الحرب على المخدرات، تقوم بإعادة هيكلة الأراضي التي تتجه نحوها بإعادة تشكيل الخرائط السياسية لتحقيق نفس ما كان من أهداف. لكن هذه المرّة بشرعيّة أكبر. استمدّتها من تراكم انتصاراتها كشرطي عالمي، ومن ثم بشكل فاعل للغاية من أحداث الحادي عشر من أيلول.
على طاولة الاتهام بالإرهاب تجلس اليوم غالبية المنظمات الفلسطينية والعديد من المنظمات العربية (والإسلامية) والمنظمات الثورية الأميركية اللاتينية والايرلندية الشمالية والانفصالية الإسبانية وأبو سياف وآخرون.
بين الملتفين على هذه الطاولة نجد تيارات عدة. الإسلامي الذي يجتمع فيه بن لادن مع ((حزب الله)) وحماس وكثيرين آخرين. وكذلك ((الثوري)) الذي يطالب على اختلاف مشاربه بحقوق السكان الأصليين، و يجتمع فيه اللاتينيون مع الفلسطينيين والايرلنديين وغيرهم.
يحكي الأميركان أن وحدات من الجيش الجمهوري الايرلندي ((الإرهابي)) تلقت تدريباتها على يد منظمة التحرير الفلسطينية. هل يمكن أن يشبه هذا المشاركة الغريبة للوحدات الإسرائيلية في الاقتحام البيروفي؟!
لا بد أن القضية تنقسم إلى مستويين رئيسين: مستوى إقليمي ضيق، وآخر عريض يلف العالم. ليس بعيداً عن الحقيقة أن المستوى الثاني هو الحاكم للأول. وبالتالي أن أميركا هي بشكل شبه مطلق جذر الخراب الحالي في بلدان العالم الثالث على الأقل. لكن هذه الحقيقة تضعنا أمام مزلق منطقي هو افتراض أن الحلول لن تكون حقيقية إلا بالتوجه إلى أميركا عدواً للجميع. هذا الحل المؤدي إلى اليأس إذ لا مساحة لتحرك مجدٍ من هذا النوع إلا أمام الخياليين المسرفين، أو الانتهازيين الذين يفضلون إغراق الشارع بأحلام كبيرة تبعد النظر عن تلك الممكنة. أما غير هذا، فيمكن أن نستند منطقياً إلى أن العلاج ممكن ابتداءً من الأطراف، أي من التفاصيل الأولية، من النتائج، من المحلي، من المحلي جداً.
أما لفهم الصورة الأعرض، فيمكن أن نتعرف على بعض شركائنا في الجريمة، إخواننا في الإرهاب ...
EZLN الجيش الزاباتي:
في المكسيك الخاضع لسلطة اقتصادية أميركية جبارة، ثمة مئات الآلاف من السكان الأصليين. لم يمنحوا حقوقهم يوماً منذ الاحتلال الأسباني، منذ اكتشاف أرضهم. وهذا يتضمن بعد الاستغلال، فوارق في الحقوق المدنية وفي توجيه الخدمات من تعليم ومشافٍ ... إلخ. روح السكان الأصليين الوطنية والمطالبة بحقوق الديموقراطية تقف مسلّحةً أمام النفوذ الأميركي، أي بالتالي أمام السلطات المكسيكية.
مثل غيرهم من المنظمات المسلحة اللاتينية صمت الشياباس في الثمانينيات وعادوا أوائل التسعينيات، الفرق بينهم وبين غيرهم يبدو فرق ذكاء، فهم الوحيدون الذين أجبروا السلطات على الاعتراف بهم وعلى البحث عن حوار معهم. كان هذا بعد إعلانهم الحرب العام 1994. يرجع هذا الذكاء بشكل شبه أسطوري إلى القائد العسكري للمنتفضين ((السبكوماندانت ماركوس)) الذي وقف بكاريزماه العالية بوجه فوكس الرئيس المكسيكي المدعوم بحملات تسويق إعلامي عملاقة.
الزاباتية حركة اجتماعية، واجهت إمكانية الصراع المسلح، انحازت إلى الحوار والتفاوض وفشلت فيهما حتى الآن. أما في المعركة الثورية فالمنتصر هو الذي لا يموت، الذي يصمد، و ليس الذي ((يربح)). يمكن للسلطة أن تنتصر بأن تسحق المعارضة، لكن هذا سيكون في حرب طويلة. لن يبقى الإرهاب خلالها في منطقة الشياباس وحدها، بل سيمتد إلى هنا، إلى الشوارع والمحال التجارية والبيوت. وسأتجرأ فأقول ان هذا سيلفّ العالم.
نحن لا نطالب بنقود أو برقعة أرض بل نطالب بحل الإشكال التاريخي. بأن يشعر هؤلاء الناس بأن لهم مكاناً هو جزء من تاريخهم. لقد خسرنا ذلك يوماً حين التقينا بغيرنا من الشعوب، وبذلك خسرنا خوفنا من أن نم)).
كان الكلام لماركوس.
حركة توباك أمارو الثورية:
في جبال البيرو التي تعرضت لأسفر أشكال الاحتقار الأميركي، حيث كانت الأبعد عن الأضواء باستمرار، تعيش قبائل أصلية عدة. تمتاز البيرو بأسوأ أنواع الديكتاتورية اللاتينية حالياً. إذ قاد الرئيس السابق ((فوجيموري))، وهو ياباني الأصول، نظاماً قمعياً يضمن أفضل أنواع التعذيب والتطهير والقمع والسجون. ويضمن كذلك حصص الشركات الأميركية ومتعددة الجنسيات في ثروات البيرو.
بالرغم من كونها مسلحةً و مبادرة في مجال العمليات ((الإرهابية))، تعتبر توباك أمارو الأقرب إلى الاعتدال بين فرقاء الصراع في البيرو. إذ هناك السلطة القمعية، وجماعة ((سانديرو لومينوزو)) (الدرب المنير) أو الحزب الشيوعي البيروفي المعارض ولكن الأقرب إلى الشوفينية القومية والعنف. في إحصاءات حوادث القتل بدون محاكمة كانت حصة النظام 53% والدرب المنير 45% و توباك أمارو 1%. لكن ((ترى منظمة العفو الدولية أن السلوكات التعسفية لكلا الطرفين المعارضين لا تبرر انتهاكات السلطة لحقوق الانسان الأساسية)).
يمتاز التوباك أمارو كذلك بشعبية عالية. برغم غياب أبرز قادتهم في السجون منذ سنين. في حادثة مقر السفير الياباني سابقة الذكر وبعد أن شرح الخاطفون للرهائن قضيتهم ومطالبهم، طلب خمسون من الرهائن أن يحصلوا على ((أوتوغراف)) قائد المجموعة. في تقرير ل((رويترز)) قالت ربة منزل بيروفية: ((الحكومة إرهابية بشكل أفظع بكثير من التوباك أمارو. الحكومة لا تهتم إلا بحقوق المستثمرين الخارجيين والحكومات الأجنبية، وتهمل شعبها. أظن أن ما تفعله التوباك أمارو هو ما يريده الناس. إذ بينما تظل غالبيتنا صامتة، يقومون هم بالاحتجاج نيابةً عن الجميع)).
في وصف نشاط الحركة قال أحد قادتها ((نحن نسلب الطعام من المخازن التجارية العملاقة ونوزعه على الناس. ونضرب الجيش والشرطة اللذين يتحولان شيئاً فشيئاً إلى سلطات احتلال في وطنهم. أياديهم ملطخة بالدم، بالفساد، بابتزاز الشعب)).
قامت التوباك أمارو بعمليات تدمير محارس عسكرية، أربع طائرات هيلكوبتر، وبإحدى أشهر عمليات الهروب من السجن في التاريخ. تهريب السجناء من أولويات التوباك، ذلك لأن السجناء يتعرضون للتعذيب الوحشي والاستغلال الجنسي ولظروف سجن تشبه الإعدام. في تلك العملية، شق رجال توباك أمارو نفقاً بطول 330 متراً، حصلوا على تهويته بمساعدة عمال المناجم، واستخدموا المعدات الطوبوغرافية، حتى أوصلوا النفق إلى النقطة المطلوبة داخل السجن محررين سبعة وأربعين سجيناً من رفاقهم.
كان الموقف الأميركي وما زال منذ أوائل التسعينيات عرضاً للتدخل المباشر أو غير المباشر وحل الصراع. كما حلت هي سابقاً مشاكلها الداخلية مع حقوق الهنود الحمر والسود ومع التيارات اليسارية.
شركاء... ؟
هم لديهم الولايات المتحدة وشركاتها وحكومات ديكتاتورية، نحن لدينا إسرائيل زيادة. تساعدهم الولايات المتحدة في حل مشاكلهم بالطرق نفسها التي تساعدنا بها. ساهمت بشكل أوسع من غيره في حل مشاكل الأرجنتين عبر البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد، نفس الحلول التي يناضل القادة حتى يحصلوا لبلادنا عليها، مع بعض تخوف أحياناً من شروط تسليم السلطة. أطاعت الأرجنتين بشكل ممتاز الخطط والتعليمات التي وجهتها لها المؤسسات السابقة، وكانت النتيجة خيراً وصل حتى شارون.
((حرب الإرهاب)) تبدو امتداداً و توسيعاً لحرب المخدرات. لكننا معاً في الحرب الجديدة.
هل تعامل إسرائيل الفلسطينيين إلا كما يعامل السكان الأصليون لأميركا اللاتينية. هل تختلف الأهداف النهائية لهذه الحروب. هل تنتج على الصعد المحلية إلا أنظمةً متشابهة؟
إن رضخنا لأن الإرهاب هو ما يفعله الفلسطينيون واللاتينيون يمكن لنا أن نستبدل مفرداتنا فقط ونحافظ على نفس الإيمان.
يمكن أن نستند منطقياً إلى أن العلاج ممكن ابتداءً من الأطراف، أي من التفاصيل الأولية، من النتائج، من المحلي، من المحلي جداً.

©2002 جريدة السفير



#عروة_نيربية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عروة نيربية - بين ((الحرب على المخدرات)) و((الحرب على الإرهاب)) تحية إلى إخواننا الإرهابيين في أميركا اللاتينية