أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف ابو الفوز - حقا ... من هو - الآخر - ؟














المزيد.....

حقا ... من هو - الآخر - ؟


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 676 - 2003 / 12 / 8 - 05:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرأي والرأي الآخر !
هذا التعبير صرنا نسمعه كل يوم في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.  وأينما تذهب يلاحقك هذا المفهوم . في الندوات ، اللقاءات ، في برامج الأسرة ، ركن المطبخ ، ندوات الحملة العالمية لمكافحة الإيدز، وطرق معالجة أزمة النقص في معجون الطمامة في جمهوريات المريخ الديمقراطية !
ما ان تتحدث حتى يطالبك الآخرون ، بمناسبة ودون مناسبة ، ان تبين لهم درجة تحضرك وديمقراطيتك وتسامحك ، وذلك عبر مقاييس " الرأي والرأي الآخر " !
وما ان تشكو من أمر ما ، أي كان ، حتى لو كان اضطراب يوم عملك ، بسبب مغص معوي ، حتى يطالبك الآخرون بأن تتفهم الأمر وفق مؤشرات " الرأي والرأي الآخر " !
 وفي ظل الأوضاع  الحالية في العراق ، وتشابك الأوراق ، واختلاطها ، فليس هناك بضاعة رائجة اكثر من بضاعة " الرأي  والرأي الآخر " !
 وليس هناك من مصطلح يستخدمه كل من يتحدث حول الشأن العراقي ، اكثر من هذا المصطلح . معارضي احتلال العراق ومؤيدي الاحتلال ، من يعتبر غزو العراق تحريرا ومن يعتبره احتلالا . مؤيدي مجلس الحكم ، ومعارضيه . المناضلون الأشراف وتجار السياسة . ضحايا النظام المقبور والمتضررين من سياساته القمعية وأنصار النظام الديكتاتوري ومن تنعم وتريش من عطايا النظام المقبور . من ناضل بلا هوادة لزوال النظام المقبور، ومن يسعى لعودة نظام عفالقة العراق بثوب آخر. والى آخر القائمة التي بإمكان القارئ الحصيف ان يضيف لها ما شاء من الأضداد.
وإذ يسعى عفالقة العراق ، لتنظيم أنفسهم للعودة من جديد ( وأقولها ، ومثل كل  مرة ، وبصوت عال ، وليس باستحياء كما كتب صديق عزيز منوها بما سبق وان كتبت حول ذات الموضوع ) ، أقول ، وإذ يسعى عفالقة العراق لترتيب أوضاعهم ليعودوا بأثواب جديدة ، وبرامج جديدة ، مثلما فعلوا عند انقلابهم في تموز 1968، إذ وضعوا أنفسهم على يسار الحركة الوطنية العراقية ، وجروها إلى تحالفات هشة سرعان ما تبين زيفها ، فهم هذه المرة وإذ بدؤا يتهيئون لرفع رؤوسهم من جديد ، فهم سيناورون لإدانة صدام وزمرته ، مثلما سبق لزمرة البكر ـ صدام ان أدانت ، وان بخجل ممارسات الحرس القومي لتخدع الحركة الوطنية ، وسيحاول العفالقة "الجدد" استثمار دعم القوى الإقليمية والقومية المعلن والمستتر، وتوظيف خبرتهم والملايين المسروقة من اموال الشعب العراقي ، وازدواجية السلطة في العراق ( بين مجلس الحكم وسلطة الاحتلال ) وما يترتب على ذلك من تأخير في تنفيذ العديد من قرارات مجلس الحكم المهمة ، وسيبادرون للتوجه أولا لتلك المجموعات السياسية المتذمرة من وجود الاحتلال ، والتي تتقاطع مع سياسة مجلس الحكم والقوى الوطنية الممثلة فيه بهذا الشكل او ذاك ، وسيرفع عفالقة العراق اضافة الى لافتة الاستقلال الوطني وانهاء الاحتلال ، لافتة التعددية والحوار مع الرأي الآخر بروح التسامح  والمحبة بإعتبار ذلك  من الأركان الأساسية للديمقراطية !!
ولكن ما هو الرأي الآخر هنا ؟
في مسرحيته الشهيرة " الأبواب الموصدة " أطلق سارتر صرخته الشهيرة :
ـ الجحيم هو الآخرون !
وعفالقة العراق وفكرهم القومي باثوابه الفاشية ، ونظامهم الديكتاتوري الدموي ، كانوا الجحيم المر بالنسبة للشعب العراقي وشعوب المنطقة ، فهل يمكن الركون إلى ديماغوجيتهم الجديدة ؟
 المواطن العراقي يدرك دوافع بعض القوى الإقليمية وخوفها من قيام عراق ديمقراطي فيدرالي ، والمواطن العراقي يدرك خوف أنصار النظام الديكتاتوري السابق من الوقوف في قفص المحاكم العراقية لنيل جزائهم جراء جرائمهم التي ارتكبوها بحق الشعب والوطن. وهكذا فالحوار لن يكون بين الضحية والجلاد. والحوار لن يكون مع من يطالب بعودة الجلاد ليتحكم برقاب العراقيين ومستقبل الوطن .
 فليس رأيا آخر من يدعو لعودة عجلة التاريخ الى الوراء !
وليس رأيا آخر الذي لا يزال يسمي الديكتاتور المجرم  بعبارة " الرئيس العراقي السابق " !
وليس رأيا آخر من يغض النظر عن تلال المقابر الجماعية في كل زاوية من ارض العراق !
وليس رأيا آخر من يعتبر جرائم عفالقة العراق مجرد " أخطاء " !
وليس رأيا آخر من يحاول التشويش على جرائم عفالقة العراق في الأنفال وحلبجة وحملات تنظيف السجون !
 وليس رأيا آخر من يشكك بحقوق الشعب الكردي والاقليات القومية !
 وليس رأيا آخر من يدعو للطائفية  والمذهبية !
وليس رأيا آخر من يصطاد في الماء العكر ويلوي عنق الحقيقة ويلفق التهم الباطلة لمناضلين عراقيين شرفاء !
وليس رأيا آخر من يحرض على العمليات الإرهابية ضد أبناء الشعب العراقي تحت ستار مقاومة الاحتلال !
 وليس رأيا آخر من يعتبر عفالقة العراق المجرمين " رأيا آخر " !
وليس رأيا آخر من ...
 وماذا بعد ... ؟
اعرف أنى اكتب لقارئ حصيف ، له كل احترامي ، وهو يفهم سطوري ، وقادر على إكمال القائمة بنفسه .


6 كانون الأول 2003
 سماوة القطب



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقف خلف الدعوة المشبوهة للحوار مع فلول النظام المقبور؟
- رسالة مفتوحة إلى الأستاذ زهير كاظم عبود
- من اجل سمو الكلمة المسؤولة و إعلاء شأنها
- يا أهلنا ... عيدكم مبارك !
- عن الخيانة والشماتة ، وما حول ذلك !
- تحويل العرس إلى مآتم ، وما بعده !
- أفكار في العمل السياسي في العراق
- على هامش بدء العام الدراسي الجديد أليس بالإمكان ان يكون لنا ...
- الورقة العراقية - تجهز على زعيمة حزب الوسط في فنلندا
- إلى الشهيدة رضية السعداوي
- صفحة الطريق أربع أعوام مجيدة من العمل المثابر
- كريم كطافة في ليالي ابن زوال
- أفلام وثائقية للفنلندي ميكو فالتاساري عن العراق
- كتاب الانهيار للفنان احمد النعمان : مساهمة في البحث عن عالم ...
- في فنلندا تظاهرة في هلسنكي تضامنا مع شعب كردستان
- " تسو ـ تفو " يا أستاذ عوعو !
- حروف ونقاط … كرة القدم !
- لو كانت أجاثا كريستي على قيد الحياة !!
- الامتحانات
- الى الوراء … در!


المزيد.....




- سلطنة عُمان: مقتل 6 أشخاص و3 مسلحين خلال إطلاق النار في الوا ...
- السودان: هل يبدو المشهد متناقضا بين مؤتمرات السلام وحدة المع ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- ارتفاع حصيلة قتلى هجوم مسجد عمان إلى 6 بينهم شرطي
- عاجل| مراسل الجزيرة: 23 شهيدا وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفا ...
- 9 قتلى بهجوم -مجلس العزاء-.. تفاصيل جديدة عن الحادث الصادم ف ...
- روسيا.. تدمير 13 مسيرة فوق عدة مناطق
- بايدن يؤكد عزمه على مناظرة ترامب مجدداً -في سبتمبر-
- مصدر: انشقاق دبلوماسي كوري شمالي إلى كوريا الجنوبية
- اليوم 284.. قتلى وجرحى بقصف مناطق في القطاع ومقتل شاب بالضفة ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف ابو الفوز - حقا ... من هو - الآخر - ؟