أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - هشام هري - التعليم بالمغرب : طموحات المستقبل وتحديات الواقع















المزيد.....


التعليم بالمغرب : طموحات المستقبل وتحديات الواقع


هشام هري

الحوار المتمدن-العدد: 2179 - 2008 / 2 / 2 - 10:22
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لقد دخل التعليم المغربي ببرنامجه الجديد في تجربة أخرى يرى أنها أكتر ملائمة من سابقاتها من خلال مواكبتها للتطور الحاصل في مختلف العلوم وقدرتها على التكيف والمعاصرة. إن هذه التجربة الجديدة بمحتواها الجديد وأهدافها القيمية المتمثلة في التدريس بالكفايات وتكوين أشخاص ذو كفاءات عالية لم تجد بعد صداها في المحيط المغربي. إنها تجربة مقتبسة من النظام التعليمي الفرنسي, صحيح أنها حظيت بنجاح نسبي في فرنسا ولكن هذا لا يعني أبدا حتمية نجاحها في المغرب. إن وزارة التربية الوطنية لما أقدمت على هذا الاقتباس لم تأخذ بعين الاعتبار العوامل وما يمكن أن يساهم في إنجاح أو في عرقلة هذا البرنامج واقتصرت كما يتضح لي على جانب المادة الخام فقط.
إن هذه التبعية التي صارت مطلقة هي التي أخرتنا عن قطار التقدم والمنافسة العلمية إذ أن لكل شعب ظروفه الخاصة كما أن التقدم العلمي لا يتم إلا بالتدرج, وليس المحاولة بالتقليد وهذا للأسف واقع المغرب. إن تجربة فرنسا التعليمية كانت نتيجة ظروف وحاجات داخلية خاصة كما أنها كانت في تناسق وانسجام تامين مع التفكير المجتمعي والتطور الداخلي الخاص: فمثلا لما أقدمت فرنسا على النقص من عدد ساعات الأشغال التطبيقية بالنسبة للتعليم التقني فإن ذلك لم يكن إلا بعد توفير مختبرات ومعامل في خدمة تلاميذ الشعبة عكس المغرب الذي أقدم على ذلك دون توفير الجزء الثاني.
لقد صار شأن المغرب كشأن الأعمى الطائش يأخد ولا ينتقد ولا يختار.إنه نوع آخر من الإستعمار سيجعلنا دائما في مؤخرة قاطرة النمو. إنه في واقع الحال واقع تأسف له القلوب وتنحني له الرؤوس خجلا وتتعظ منه القلوب العمياء لعلها تصحو من هذا النوم الذي طال أمده وازدادت معه معاناة شعب العباقرة والمفكرين.
إن هذه التجربة في نظري فاشلة في آليتها الأولى, إذ أن النظام التربوي في حاجة لتغييرات هيكلية وإصلاحات جذرية لبلوغ الأهداف المتوخاة, إننا لا نرفض ولا نعارض اختبار هذه التجربة في واقعنا المغربي -لأننا كنا وما نزال فئران تجارب -ولكن فقط ندعو إلى توفير الجو الملائم لإنجاحها من خلال التكوين المستمر للأساتذة إضافة إلى توفير الظروف المشجعة للبحت والمعرفة من خلال تثمين مناسب للكتب. وهنا يجدر بنا الإشارة إلى أن الشكل الجديد للكتب وغناها بالرسومات والألوان قد حقق مراده في إثارة انتباه التلميذ وبالتالي تشجيعه على التعامل معه, ولكن غالبا ما يصطدم هذا التقارب بصاعقة الثمن كأن هذه الكتب خصصت فقط لذووا الدخل القار فصار بذلك غالبية الشعب الذي يعيش تحت وطأة الفقر محروما من هذه الوسيلة.
في جانب آخر فإن التعليم بالمغرب بهذه الطلاقة أو ما سموه الحرية التعليمية فاشل لا محالة ونتائجه ما تزال بارزة من خلال حاملي شهادات عليا برؤوس فارغة.إن المسؤول عن التعليم بالمغرب بمختلف درجاته يتكاسل أو يضطر للكسل شيئا فشيئا من خلال احتكاكه بالمحيط الذي يعمل فيه, خاصة في غياب أية تحفيزات للتلميذ أو المسؤول فلم يسبق لنا أن سمعنا أن الوزارة خصصت ميزانية للقيام برحلات تعليمية للمتفوقين أو الرفع من أجور الأطر المجدة بقدر ما نسمع تورطها في ملفات فساد ورشوة ,وحتى إن تم إعلانها فإنها لا تكون إلا من نصيبهم. أكيد أن الجميع يدري على من يعود "هم": إنهم أبناء ذوو السلطات و النفوذ.
إن النظام التقويمي القائم على الفروض المحروسة هو سبب آخر من أسباب الفشل الذريع الذي نتخبط فيه , إذ أن التعليم فقد قيمته من خلال انتقاله من عصر البحت عن المعلومة إلى عصر البحت عن النقطة فصار التلميذ يكرس جهوده ويعزم أنفاسه لا في سبيل المعرفة والتوعية ولكن في سبيل المعدلات, فصارت هذه الأخيرة مضخمة إلى درجة تفقد الوعي وتكسر آمال التلميذ المتواضع أخلاقيا والقوي معرفيا.
هكذا صار التلميذ عبارة عن آلة للتخزين الإجباري والتفريغ التلقائي المباشر إذ بمجرد ما يخرج التلميذ من قاعة الامتحان تفرغ ذاكرته مما يعتبره إكراها. إن أغلب المناهج المعتمدة تكره فضاء العلم للتلميذ وهذا هو الأكثر خطورة. فما هو دور تقويم يواجه ذاكرة الحفظ المؤقتة ولا يواجه التفكير في حد ذاته ؟هنا تتشكل عقدة المفكرين وتتحطم آمالهم وتتأثر شخصياتهم وتذوب في عالم "النحن": عالم لا يهتم إلا بالخروج من المآزق بأية طريقة فصار الكل يغش بل يتفننون فيه ويتسابقون على جديده. فمع اقتراب الإمتحانات ترى الكل منشغلا بنوادي الانترنت التعليمة لعلها تحمل إليهم مفاجئات تساعدهم على ولوج المدارس العليا, ولكن ليس من حق أي شخص أن يصدر أحكاما تقويمية ما دام الواقع هو المشجع والمحرض خاصة مع توالي تسرب الامتحانات الوطنية التي لم نسمع بعد عن ما آلت إليه القضية كأن الوزارة لا تبالي بالأمر.
ومع هذه التجربة التربوية الجديدة ظهرت احترافيات جديدة تواكب حسب أصحابها مستجدات وتطلعات هذه التجربة حيت اكتشف الكل مسارا جديدا أسهل وأنجع لتحقيق المعدلات حتى وان كانت لا تتوافق مع المستوى الحقيقي للتلميذ, إنه الجانب العاطفي للأستاذ.
فالمدرس باعتباره ذات يخضع لحتميات يتأثر في بعض الأحيان تأثيرا واضحا أو خفيا من طرف بعض التلاميذ فتصير شخصية بعضهم في لا شعور ولا وعي تجاه هذه العناصر الذكية في حقيقة الأمر.
أما فيما يخص العطل المدرسية فهي الأخرى معرقلة إذ أن توزيعها الغير المنظم على أيام الدراسة يفقد من قيمتها ويضعف من جهود التلاميذ الذين كلما استعادوا حيوية ونشاط التعليم, تكسر جهودهم وتعرقل مسيرتهم الدراسية.
لقد أصبحت فرضية "سنة بيضاء" واضحة المعالم كحل وحيد وسبيل كفيل لإنجاح هذه التجربة الجديدة التي نتخبط في مشاكلها, إنها أفضل طريقة لتفعيل هذه التجربة والسير بها نحو الأمام أما غير ذلك فلن يؤدي إلا إلى مآسي معرفية وعقول جامدة. ولكن أليس ذلك هو المقصود؟

في النهاية أود أن أقدم كلمة شكر لشخصية ساهمت في إحياء روح الكتابة في, إنها شخصية في حقيقة الأمر مثالية ومشجعة للكفاءات بطريقتها الخفية.إنها شخصية أثارت إعجابي وخطفت تفكيري .إنها شخصية العالم الجديد.
من إعداد التلميذ : هشام هري



#هشام_هري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ضجة في إسرائيل بسبب صدور أمر بالتحقيق مع زوجة نتنياهو
- -هذا لا يمكن أن يستمر-.. الجنود الأوكرانيون يأملون في التوص ...
- زلزال قوي يضرب جنوب شرق جزيرة هونشو اليابانية
- قتلى في غارات إسرائيلية على اليمن استهدفت مطار صنعاء ومواقع ...
- كارثة بيئية في البحر الأسود: إنقاذ أكثر من 1200 طائر بعد غرق ...
- اليمن.. ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على صنعاء وال ...
- -تلغراف-: على ترامب أن يعرض على بريطانيا صفقة الانضمام إلى ا ...
- فنلندا تحقق في -تخريب- كابل كهرباء بحري يربطها بإستونيا وسط ...
- اتهامات للسلطات التونسية بالتنكيل بقيادي في حركة النهضة
- كازاخستان تحسم الجدل عن سبب تحطم الطائرة الأذربيجانية في أكت ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - هشام هري - التعليم بالمغرب : طموحات المستقبل وتحديات الواقع