تحالف -مدنيون- فرضته انطلاقة الجماهير والنضال الجماهيري كفيل بتسديد خطاه وتطوير اهدافه وتحقيقها

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2179 - 2008 / 2 / 2 - 10:52
المحور: ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية  تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع 
    

تحالف مدنيون فرضته انطلاقة الجماهير
والنضال الجماهيري كفيل بتسديد خطاه وتطويراهدافه وتحقيقها
تسجل الانطلاقة البطولية الحالية لجماهير شعبنا وهي تعيش اخطر الازمات التي عرفتها البشرية، تفوق تاريخي للسليقة الثورية لشعبنا لاسيما في ظروف غياب القيادة السياسية. الامر الذي اضطر قوات الاحتلال الى تمويه ذلك بالتحسن الامني وبفضل تزايد قواتها ونجاح خطتها في ترويض العشائر وتشكيل مجالس الصحوة !! وبالغت في تزوير الاحصائيات في عدد العمليات الارهابية اليومية التي تنظمها وتمولها قواتها وعدد ضحاياها التي تكشف زيفها الاحصائيات اليومية لعدد الحوادث وجسامتها وجسامة تدميرها وخسائرها. وفي محاولة لتستير تأزم مخططاتها سواء من ناحية فشلها في كبح جميع اشكال مقاومة شعبنا، و الازمة الشاملة للعملية السياسية وفشلها في تمرير قانون النفط والغاز وغيره من القوانيين التي تجسد تقسيم العراق وانهائه كدولة، دع عنك اعدادها لاتفاقية الامن المتبادل لضمان دوام احتلالها وهيمنتها على شعبنا وثرواته.
نعم انطلقت جماهير شعبنا متحدية الموت في نضالات متعددة شملت كل انحاء الوطن ، جبهة وطنية ضد قانون النفط، تظاهرات واعتصامات وحملات اعلامية لفضح القانون تظاهرات واعتصامات عمال معامل القطاع العام التي اغلق بعضها ونهب الاخر ، اضرابات واعتصامات المعلمين ، ضجة عالمية ضد حملات القتل المنظم للمرأة العراقية في جميع انحاء العراق تفتقر الى تفجر طاقات المرأة العراقية بنضالات جماهيرية جبارة ومتواصلة في الشارع والبرلمان لاتعوضه، بل تدعمه النداءات وجمع التواقيع او الاحتجاجات . كل ذلك جرى ويجري في غياب القيادة السياسية رغم انخراط قواعدها التي تتلمذت على يدها وفي صفوفها اوخارجها، بل وقيادة بعضها . الامر الذي اضطر احزاب وقوى تحالف مدنيون على التحرك لاستيعاب هذه الانطلاقة، لاسيما وهي تعيش الازمة الخانقة للعملية السياسية وما تشكله التكتلات الرجعية التي تشكلها القوى الاساسية للعملية السياسية من خطر لايهدد مصالح الوطن والشعب فقط، بل ومواقعها في العملية السياسية. ويكشف بيانها الاول تمسكها بالعملية السياسية التي تتحكم بها وتديرها قوات الاحتلال، باصلاح العملية السياسية وحمايتها فضلا عن الاستمرار في سياسة مساومة ومهادنة قوات الاحتلال من خلال التمسك بمواقعها فيها. فلم تضع في مقدمة اهدافها تحرير الوطن من الاحتلال وربط النضال من اجل كل اهدافها بالنضال ضد الاحتلال ولم تدين العملية السياسية التي نفذت قوات الاحتلال كل جرائمها بحق شعبنا من خلالها .
ومع ذلك احدث اعلان تحالفها ونداؤها الاول ثورة وجدانية لدى الشعب العراقي. حركت كل ذكريات النضال والمعارك التاريخية التي خاضها شعبنا بقيادة هذه القوى بكل سلبياتها وايجابياتها. واثارت عاصفة من النقاشات والحوارات وهذا لوحده نقطة ايجابية لتحالف مدنيون. ودليل حيوية شعبنا وقدرته على تسديد خطاها وتطوير اهدافها . وتبقى قدرة التحالف على تعبئة وتنظيم نضال الجماهير السبيل الوحيد لتوسيع قاعدته الاجتماعية وتوطيد الاصطفاف الوطني والطبقي واستجابته لما تطرحه الجماهير والتعلم منها السبيل الحاسم لتحرير وطننا وانقاذ شعبنا.
وهذا ليس مجرد طموح او احلام وانما نتيجة حتمية لدراسة موضوعية لتجارب شعبنا الحلوة والمرة بقيادة هذه القوى، وبالالتزام بالمنهج المادي اليالكتيكي في دراسة وتحليل مسيرة شعبنا ضمن المسيرة العامة للبشرية. فقد نهضت جماهير شعبنا في اكثر من منعطف تاريخي بتصحيح مواقف القيادات السياسية وانقذتها من الافلاس السياسي وانقذت الحركة الوطنية من مهادنة الامبريالية، والشعب من اليأس . فالقادة السياسيون تربيهم الجماهير من خلال نضالاتها ودعمها لهم ولمنظماتهم واحزابهم . ثم ينهض القادة واحزابهم في توعية الجماهير وتنظيمها وقيادة نضالاتها. وفي المنعطفات يحصل اعادة اصطفاف طبقي ووطني في المجتمع يشمل قيادات الاحزاب و قواعدها . فضلا عن تركيز الامبريالية وكل ادواتها جهودها لاختراق الاحزاب الوطنية ولاسيما قياداتها . وتستغل ضعف الممارسة الديموقراطية نتيجة الارهاب المسلط على الاحزاب الوطنية واستغلال القاعدة الاساسية لكل تنظيم "المركزية الديموقراطية" باعلاء المركزية على الديموقراطية ، فضلاعن ضعف التقاليد الديموقراطية . وفي مثل هذه المنعطفات تبرز السليقة الثورية التي طورها الوعي الثوري والتجارب النضالية لدى الجماهير متقدمة على وعي تلك القيادات وتتخذ المواقف الحازمة اتجاهها ويتوقف انتصارها على سعة قاعدتها ونضوج قيادات جديدة تستلم قيادة الجماهير واستئناف المسيرة الثورية حتى تحقيق النصر الحاسم . فقد انقذت القاعدة الحزبية واصدقاؤها الحزب الشيوعي من الافلاس السياسي على يد بعض اعضاء في قيادة الحزب الشيوعي استغلت غياب سكرتير الحزب "فهد" وحضوره مؤتمرا عالميا للحركة الشيوعية في عام 1944. سرقت مطبعة الحزب واعلنت عن تغيير استراتيجية الحزب وتاكتيكاته لمهادنة الامبريالية البريطانية تحت شعارات الواقعية السياسية. وفي وثبة كانون 1948 قادت المنظمات الجماهيرية العمالية والطلابية التي نظمها الحزب الجماهيروخاضت اوسع نضال جماهيري لشعبنا دون ان تستطيع قيادة الحزب التأثير فيها واللحاق بها دع عنك قيادتها بعد اعتقال قيادة الحزب. و وقفت القاعدة الحزبية والجماهيرية موقفا صارما ضد العملية التصفوية التي قامت بها قيادة الحزب لحل الحزب والانضمام الى الاتحاد الاشتراكي عام 1964 المسماة "خط آب" وعبر عنها احد اعضاء تلك القيادة قائلا: لقد اجبرتنا الجماهير بالقنادر على حماية الحزب". ولكن في كل تلك التجارب لم تستطع القاعدة الحزبية تطهير الحزب من تلك القيادات التصفوية الا مرة واحدة نتيجة عودة القيادة الثورية والتفاف القاعدة والجماهير حولها . فاصبحت تلك القيادات قنابل موقوتة لنسف الحزب في الوقت المناسب . ولم تستطع القاعدة الحزبية وحتى بعض قيادات الحزب من الوقوف ضد انضمام الحزب الشيوعي الى "الجبهة الوطنية والقومية التقدمية" بقيادة حزب البعث ولم تستطع انقاذ الحزب الشيوعي من الافلاس السياسي ولا انقاذ شعبنا من النظام الدكتاتوري وما حمله لشعبنا من حروب وكوارث وصولا الى ما نحن فيه من قهر واستعباد الاحتلال الامريكي.
فالنعمل جميعا وبكل الوسائل والاساليب من خلال تصعيد كل اشكال النضال الجماهيري لتطوير وتسديد اهداف جبهة "مدنيون" وترسيخ الاصطفاف الوطني في قيادتها وقواعدها، وتوسيع قاعدتها الاجتماعية من خلال التزامها بالخط الوطني، وقيادتها وتوجيهها للنضال الجماهيري من اجل تحقيق اهدافها وربطه بالنضال من اجل تحرير الوطن من الاحتلال.
سعاد خيري في 2/2/2008

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات