البرمجة الكائنية المنحى-01

عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 676 - 2003 / 12 / 8 - 05:06
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    

تلقيت العديد من الرسائل  خلال الثلاثة اشهر الماضية  من  بعض قراء المجلة العلمية العراقية  من المولعين بموضوع البرمجة ، معظم الاسئلة كانت حول البرمجة الكائنية المنحى  OOP   أو ( (Object-Oriented Programming .
ان ابرز ناحيتتين في هذه البرمجة  هما الكائنات والفئات   والواقع ان المناقشات التى تدور حول لغة ++C   تهاجم مفهوم الكائنات والفئات وتتكلم عن تفاصيل اجرائية قديمة العهد . لقد تم تطويرOOP   بسبب اكتشاف قيود كانت اساليب البرمجة القديمة تفرضها على المبرمجين  فباسكال وبيسيك وفورتروان وكوبوبل لغات  برمجة تقليدية اجرائية  والبرنامج المكتوب بمثل هذه اللغات هو عبارة عن لائحة من التعليمات  واستعاضت  البرمجة الكائنية المنحى عن تلك الاساليب  التى يصعب معها فهم البرامج الكبيرة ما لم تقسم الى اجزاء صغيرة  كبرنامج فرعي او روتين فرعي . ان تقسيم البرنامج الى دالات ووحدات هو احد اكبر ركائز البرمجة البينوية . ان الفكرة الاساسية وراء اللغات الكائنية المنحى هى دمج البيانات والدالات التى تعمل على  تلك البيانات في كينونة واحدة  تسمى الكائن (OBJECT).
واحد ابرز الجوانب الايجابية فيها انك اذا اردت قراءة بند بيانات مخزن في كائن ما ، يمكنك استدعاء عضو دالى تابع لذلك الكائن سيقوم بقراءة البند ويعيد القيمة اليك  وبهذا لايمكن الوصول الى البيانات بشكل مباشر فالبيانات مخفية  لذلك  فهى محمية من التعديلات الخطا (او الترهيم لكي تناسب نتائج مطلوبة مسبوقا كما حصل في برامج جرد اغلب المخازن العراقية في التسعينات خلال الجرود السنوية ومطابقتها) لهذا يقال ان البيانات والدالات  مغلفة ENCAPSULTED .
دعنا نقارن برنامجا اجرائياً قديم الطراز بطاولة لمأدبة عشاء ..الضيوف الذين يجلسون على المائدة يمثلون الدالات واطباق الطعام تمثل البيانات.  دعنا نفترض ان الضيوف لا يطلبون من الجالسين قربهم ان يمرراو لهم اي طبق لانهم قادرين للوصول الى الاطباق بانفسهم ، يشبه هذا الامر البرنامج الاجرائى حيث كل دالة تصل الى البيانات العامة بشكل مباشر.
 يعمل هذا الاسلوب بشكل صحيح طالما لم يكن  هناك الكثير من الضيوف على الطاولة فان  ست أو سبعة ضيوف هو على الارجح الحد الاقصى.أما في الحفلات الكبيرة –20 ضيفا مثلا- يجب ان يطال الاشخاص مسافات طويلة فتنغمس أكمامهم في الاطباق الموجودة في وسط الطاولة ، وقد يحصل ان يحاول عدة اشخاص الوصول الى نفس الطبق في آن واحد ،وقد ينقلب الطعام وقد يبدا شجار..هذا النوع من الفوضى هو ما يحصل في البرامج الاجرائية الكبيرة حيث الوسيلة الوحيدة للتنظيم هو البيانات والدالات ان المنهج التنظيمى لا يستطيع دعم هذا الموقف المعقد.
مانحتاج اليه هو وسيلة تنظيم اكثر فعالية ،بالنسبة لحفلة العشاء يمكن استعمال عدة طاولات صغيرة بدلا من واحدة كبيرة ، ولكل طاولة طعامها وضيوفها ، أنها وسيلة التنظيم الجديدة ،بامكان الضيوف الجالسين على هذه الطولات الصغيرة الوصول الى الطعام الموضوع على تلك الطاولات بسهولة واذا أراد احد الضيوف شيئاً موضوعا على طاولة اخرى –الملح مثلا- بامكانه طلبه من احد الضيوف الجالسين على تلك الطاولة. ان كل طاولة صغيرة تمثل كائناً وكل كائن يملك دالاته وبياناته الخاصة به .
ان معظم  التفاعل الحاصل بين الدالات والبيانات يجري ضمن  الكائنات لكنه من الممكن ايضاً ان يتبادل الكائن بيانات مع كائن اخر بأستعمال وسيلة تنظيم اكبر ، الكائنـــــات ، تجمع بين الدالات والبيانات نكون قد اعدنا بعض النظام الى حالة الفوضى لكنها اقل مما في الانظمة الاجرائية.

يتبع

#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات