أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فاطمه قاسم - لبنان الاخضر لبنان المحترق














المزيد.....

لبنان الاخضر لبنان المحترق


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2178 - 2008 / 2 / 1 - 02:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أنا فلسطينيه , وقلبي على لبنان , فقد عشت فيه أزهى سنوات العمر في زمن الثورة , من العرقوب في الجنوب الشرقي حيث مرج عيون وكفر شوبا وكفر حمام والخيام والكفير إلى قاطع النبطية في قرية كفر رمان , ثم القاطع الغربي , ثم في البقاع والجبل وصولا إلى الشمال في طرابلس وسير الضنية , أما بيروت فقد كانت لؤلؤة الزمن العربي الجميل , عاصمة الثقافة والفن والجمال والثورة والمقاومة .
وبالنسبة إلي كفلسطينية فان لبنان فوق كل ذلك هو النموذج الرائع للعيش المشترك , نموذج التعدد الثقافي بكل أشكال هذا التعدد الثقافي سواء الديني المتمثل في طوائف المسيحيين من موارنة وكاثوليك وارثودذكس وأرمن وسريان ولأتين وغيرهم , إلى طوائف المسلمين من سنة وشيعة ودروز وعلويين .
وإذا كان لكل مكان عبقريته الخاصة / كما يقول الدكتور جمال حمدان في كتابه المدهش عن عبقرية المكان المصري / فان عبقرية لبنان تتجلى بأجمل صورها في نموذج العيش المشترك بين كل هذا التنوع الثري ثقافيا وعرقيا وسياسيا .
بسبب هذه العبقرية :
فان لبنان له أعداء كثيرون , أولهم وأخطرهم على الإطلاق هو إسرائيل التي لا تريد لنموذجه الرائع , نموذج العيش المشترك , أن يستقر وينتصر ويتوسع في كل الاتجاهات المحيطة به , لان إسرائيل رغم شدة انكفائها العنصري , تعلم علم اليقين انه لا مستقبل لسكانها في نهاية المطاف سوى داخل نموذج يشبه النموذج اللبناني , نموذج العيش المشترك تحت سقف الديمقراطية وفي ظل حلم الانفتاح والتسامح والمواطنة المتساوية والازدهار , وهكذا فان عتاة الوهم الصهيوني يكرهون هذا النموذج اللبناني ويريدون له أن يحترق .
ولكن الاسرائيلين ليسو وحدهم من يكره النموذج اللبناني , فهناك بقايا الأنظمة الشمولية المحيطة بلبنان والمتخلفة من زمن الحرب الباردة , فهذه الأنظمة تخوض معاركها على ارض لبنان وتمارس نفوذها على أجساد اللبنانيين , وتواصل جاذباتها ومشاريعها المنفوخة بالخرافات عبر إحراق الدماء اللبنانية , حيث السهولة اللبنانية مغرية للجميع وحيث النموذج اللبناني مقلق للجميع , وحيث الديمقراطية اللبنانية لا يطيقها الكثيرون , وجبال الأرز الخضراء تغار منها وتحقد عليها الجبال الجرداء !
الأزمة اللبنانية:
دخلت هذه الأيام فصلا خطيرا من فصولها , فما زال مقعد الرئيس شاغرا بانتظار الاتفاق على من سيجلس عليه , ولكن الشروط التعجيزية تتجدد , والمبادرات تتساقط الواحدة تلو الأخرى , والاستعصاءات تتعقد أكثر , والأفعال العنيفة تغلق دروب الحوار .
وقبل فترة وجيزة انتقل مسلسل اغتيالات السياسيين إلى مسلسل اغتيالات العسكريين , فسقط العميد فرنسوا الحاج مدير عمليات الجيش اللبناني الذي كان المرشح الأقوى لان يخلف العماد ميشال سليمان في قيادة الجيش إذا انتقل هذا الأخير إلى كرسي الرئاسة , ثم طالت يد الاغتيالات النقيب وسام عيد رئيس الفرع التقني في جهاز الأمن اللبناني والذي كانت قد توفرت له معلومات كثيرة جدا ودقيقة جدا حول اغتيال رفيق الحريري , ثم جاء الحدث الأخير في مار مخايل , حيث سقط ستة شهداء وثلاثين جريحا من أبناء الضاحية الجنوبية وهم يشاركون في مظاهرات قيل أن ظاهرها مطلبي ضد انقطاع تيار الكهرباء وباطنها سياسي يهدف إلى زج الجيش / حصن اللبنانيين الأخير / وإدخاله في معمعة الخلاف وتفكيكه على غرار ما جرى في عام 76 , عام الدخول السوري والإسرائيلي إلى لبنان فلا يعود للكيان اللبناني أي سياج وربما لا يعود للكيان اللبناني أي وجود !
قلبي على لبنان :
لان التجاذبات الإقليمية التي تدور على أرضه بطريقة دموية , أراها اليوم في الإطارات الإقليمية حين تجتمع , وفي اللقاءات الثنائية حين تجري , وفي الرسائل الدولية حين تأتي من هنا وهناك , حتى لا يعيد السؤال طرح نفسه من جديد , من أين ينبع القرار اللبناني , من هنا من مصلحة شعبه بان يظل لبنان وطنا نهائيا لجميع الطوائف والأعراق والأحزاب والتيارات اللبنانية أم من هناك , من العواصم التي على استعداد أن تذبح لبنان لتتنافس على نزيف دمه , وتحرق لبنان من اجل أن تستدفئ على اللهيب ؟
قلبي على لبنان :
أن يحترق النموذج الأخضر, ولان قراءه ما يجري في لبنان يصدمنا بقوة ويجعلنا نفهم أكثر ما يجري في فلسطين ! صحيح انه ليس لدينا في فلسطين هذه الفسيفساء من الطوائف والأعراق , ولكنه يوجد لدينا ما هو اخطر منها من النعرات والخلافات والأوهام والأنانيات ! ونحن أيضا في فلسطين ضحايا لهذا التجاذب الإقليمي, وضحايا لصدى الشعارات التي يطلقها الشياطين الكبار.
أن قطاع غزة يتحول إلى نموذج الاحتراق اللبناني , وان هذا الانقسام والانفصال القائم لدينا حاليا لهو الدلالة القطعية بان ن يجعل بيته الوطني طعما لنيران الآخرين وأطماعهم وأحقادهم ومشاريعهم وخلافاتهم فلن يكسب ويجني سوى احتراق وهدم البيت على ساكنيه .
لبنان أيها الصغير مثل القلب والمتنوع والجميل مثل حديقة الورد , متى تنهض فيك إرادة اهلك وإرادة أبنائك فتنجو مما يحاك لك من مؤامرات في الظلام الحالك ؟
وأنا احبك يا لبنان وأدعو لك بالسلامة فان نجاة لبنان وسلامته وعافيته, تعطي الأمل في نجاة فلسطين وتعافيها من محنتها الراهنة ووصولها إلى بر السلامة والأمان, حيث الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماوراء الحدث
- المشهد اكثر تعقيدا
- الدم يزهر وردا
- جنازة في عرس وعرس في جنازة
- على أبواب المؤتمر السادس
- فن المصالحة ؟
- الموت موجود والدواء مفقود
- الثلث الضامن والأرتباط المعطل !
- التعليم وقاعدة الانطلاق الرئيسية
- رسائل دموية
- اللواء صائب نصار وزمن الثورة
- اوقفوا هذا الانتهاك
- تعالوا نضئ شمعة
- من منكم يملك وساما مثل وسامي ؟
- صرخة من الأعماق
- هل نحن مهيئون للحوار ؟
- الحصار والأسعار والتجار
- يهودية الدولة ....لماذا ,
- قراءة متأنية لمشهد معقد
- الوفاء للرجل الوفاء للهدف


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فاطمه قاسم - لبنان الاخضر لبنان المحترق