أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - شهادة الفقر ..والبطاقة التموينية ..!!















المزيد.....

شهادة الفقر ..والبطاقة التموينية ..!!


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 2177 - 2008 / 1 / 31 - 11:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الدول الاستعمارية الكبرى ، " صنعت " الحرب العالمية الثانية ، وجيوش هذه الدول احتلت أوطاننا ، وحولت ما عندنا من ثروات ، بشرية ومادية ، إلى وقود لحرب ،لا شأن لنا بها ، دامت أكثر من خمسة أعوام ، وحكوماتنا الضالعة في خدمة الأجنبي ، شرعت معاهدات واتفاقيات عسكرية واقتصادية ، أفقرت الشعب ورهنت كل اقتصاده لصالح لشركات أجنبية ، عمقت من نهبها لثروات الوطن ، وجعلت من الشعب فقيرا يلتمس العون والمساعدة من الدول التي نهبته ...ا

لشعب العراقي ، كغيره من الشعوب المستعمَرة ، غني بثرواته ، وُضعت بالكامل تحت تصرف مشيئة إدارة الاحتلال وقواته ، لذا عانى الشعب من شحة في السلع الضرورية المعروضة في السوق ، وساد نظام التقنين الحكومي ، كل مجالات الحياة ، لسد مختلف احتياجاته الأساسية، وقطاع التعليم بمختلف مراحله ، كان يفتقر لكل المتطلبات الضرورية للعملية التعليمية ، من دفتر وقلم وكتاب ، وكل ما له علاقة بهذا القطاع المهم ، لذا كفلت أنظمة وقوانين العهد الملكي ، مجانية التعليم في العراق ، في كل مراحله ، إلا أن الحكام ، ومن ورائهم مستشارو الوزارات البريطانيون ، ابتدعوا أساليب وأوصافا لتحقير وإهانة الشعب ، إمعانا منهم في إذلاله ، وتحقير وطنيته ، عندما كانوا يطالبون الإدارات التعليمية، على مختلف مراحلها ، بعدم تزويد الطلبة بما يحتاجونه من وسائل واحتياجات مدرسية ، دون أن يقدموا وثيقة " شهادة فقر " يتقدم بها كل طالب لإدارة المدرسة ، مختومة بختم وبصمة مختار المحلة ، ومؤيدة بشهادة اثنين من شهود ، مشهود لهم بالغنى ، ومثل هذا ما كان يطالب به المواطن العادي ، أيضا ، لإعفائه من رسوم وضرائب باهظة ، أثقلت ظهر المعدم والفقير ، إضافة لما كان يَنهبه الاحتلال ورجال الحكم من ثروات البلد . كانت هذه " الشهادة " شهادة تحقير للمواطنين كافة ، حيث كان أكثر من 90% من الشعب العراقي ، ملزمين بتقديمها ، ليس لأن البلد فقيرا ولا ثروات فيه ، إنما إمعانا في إذلال وإدامة شعور المواطن بالدونية والمهانة ، تجاه النخب السياسية الحاكمة المتواطئة مع المحتل ، فالمواطن ،بغض النظر عن كل ظروف الاحتلال ، دائما وفي كل عصر ، مستباح وطنه ،ومهدورة كرامتة ...كان هذا أيام زمان ، أما اليوم فعود على بدء..

العراق ، إبان حكم النظام البعثي الساقط ، وبعد احتلاله للكويت ، وخروجه منه مهزوما ، صُودرت ثرواته النفطية ، وتولى إدارتها ، بل نهبها ، مجلس الأمن ، تسديدا للديون المترتبة على حروب صدام وهزائمه ، ونتيجة للحصار الدولي ، المفروض على الشعب العراقي ، تم " اختراع " البطاقة التموينية ، المتضمنة لمواد غذائية أساسية وضرورية لحياة المواطن ، مفردات هذه البطاقة ، يجهزها متعهدو مجلس الأمن ، ويشرف على توزيعها ، نظام حكم صدام وزبانيته ، الذين أوصلوا الشعب العراقي لحالة مزرية وبائسة ، لا زال يعاني منها ، منذ احتلاله في العام 2003 من قبل القوات الأمريكية ، وحتى اللحظة التي تحكم ، وتتحكم بالعراق وشعبه ، قوى المحاصصة الطائفية والعنصرية ، التي أباحت النهب ، ومن جديد رسخت إفقار الشعب العراقي ، ورهنته لمشيئتها ،وخاضعا لقراراتها المجافية للحياة الإنسانية ، وفق مواصفاتها المتخلفة ...

البطاقة التموينية ، بحد ذاتها ، مذلة لكرامة الإنسان ، إلا إنه بحاجة لها ، والحكم يتحايل عليها، للتخلص منها والغائها ، بطرق شتى ، كونها مرهقة لخزينة دولة المحاصصة الطائفية ، المتوجهة نحو العولمة ، بأمر من صندوق النقد الدولي .. فتارة تقلص محتوياتها الأساسية ، رغم رداءة نوعية مفردات موادها المجهزة ، وتارة أخرى يتم تأخير صرف محتوياتها شهورا ، دون حصول المواطن على حصته من تلك المواد ، وللوصول إلى إلغاء أكبر قدر ممكن من المستفيدين من هذه "البطاقة" ، تفتق ذهن وزير المالية ، باقر صولاغ ، عن إذلال آخر ، مستمد من تراث النظام الملكي ، فترة الحرب العالمية الثانية ، حيث اقترح ربط الحصول على البطاقة التموينية ، بضرورة تقديم " شهادة الفقر " السيئة الصيت ، وبدلا من ختمها بختم " مختار واختيارية المحلة " ، كما كان آنذاك ، تختم بختم " مرجعية " الطائفة المعنية في الوقت الحاضر ، ،مع أخذ عهد موثق من رب الأسرة ، بالتصويت لاحقا على القائمة الطائفية ..لدوام الإذلال والخنوع ، والله أعلم ..!!

البطاقة التموينية وربطها بـ " شهادة الفقر" ، ليس الغرض منها إهانة وإذلال المواطن ، فقط ، بل ولتفعيل دور تجسسي يتماشى وحكم المحاصصة ، إلا إنه شكل متطور عن نظام "المختار والاختياريه "الذي كان يمارسه النظام الملكي ، ونظام صدام حسين ، من رقابة على المواطن ، من خلال أجهزة غير شرعية ، تمارس دور الرقيب على خصوصية المواطن وحريته ، حتى في بيته ..الخلاص من هذا الواقع المهين ، فك عرى المحاصصة الطائفية ، وفسخ عقد التحالف ما بين الدين والسياسة ومجيئ حكومة وطنية ـ علمانية ، تأخذ على عاتقها ، إقرار الأمن أولا ، ثم البدء ، ثانيا ، بتنمية مشاريع ، صناعية وزراعية وخدمية ، ترفع من مستوى حياة المواطن المعاشية ، وفق ظروف العصر، وحماية حقوق الأجيال اللاحقة بثروات العراق،ووضع الخطط الكفيلة بصيانة مجمل ثرواته ، وحمايتها أولا وأخيرا ، من نهب قادة ووزراء الحكم ، ورؤساء المؤسسات وزعماء ميليشيات الأحزاب الحاكمة ، وجعل الحساب والمكاشفة ، للجميع ، على الطاولة ، وليس من تحتها ،فوزير المالية ، السيد صولاغ ، بدلا من حماية مالية العراق وثرواته ، بتعزيز المراقبة والمحاسبة ، يرى حل مؤسسة النزاهة ،وكل مؤسسة رقابية ، بحجة التكاليف والمصاريف والرواتب ، ليطلق يد السراق والنهابين ، ممن هو منهم وهم منه ، دون حساب أو مساءلة ، كما يؤيد بالكامل إفقار العراق وشعبه ، عن طريق عولمة النهب ، وسيطرة نهج الشركات المتعددة الجنسية في العراق ، والخضوع لما يقرره صندوق النقد الدولي ، من سياسات مالية ومجالات تنمية اقتصادية تخدم احتكارات الدول الكبرى أساسا ، وهذا بعض أسباب تردي أوضاع العراق الاقتصادية ..فتبديد ثروة العراق سببه فساد من يتولى إدارة الملف المالي والإقتصادي ، كما هو النهب المستشري في أجهزة الدولة والحكم ، وليس في الدعم التافه ، الذي يحصل عليه المواطن ، من بطاقة تموينية ، يتصدق بها عليه "مليونيرية" الحكم حراميته ..!

30‏كانون الثاني‏‏ ‏08‏






#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع ذكوري ..في دول ديموقراطية ..!!
- حراك سياسي ..أم صحوة سياسية ..!؟
- كركوك والبصرة ..الأخطر في الصراع العراقي ..القومي والطائفي . ...
- الحرية والديموقراطية ..في العراق ..!(4)القسم الأخير
- الحرية والديموقراطية ..في العراق ..!! (3)
- الحرية والديموقراطية..في العراق...!!(2)
- الحرية والديموقراطية في العراق.. ! ( 1 )
- جرائم الشرف ..عار المجتمع الرجولي ..!!
- الحوار المتمدن ..مدرسة ومختبر ..!
- الإنفراج الأمني ..ضوء فجر كاذب ..!
- قانون المساءلة والعدالة : بين الحقد والمصالحة..!
- بلاغ اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي..! / القسم الثاني ...
- بلاغ اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ..!(1)
- المادة 142من الدستور ..عقبة في استقرار العراق ..!!
- عراق لكل العراقيين ..!
- السيد آرا خاجادور ..بيان محبوس ..وحقد أسود ..!
- ماالحل...عندما يتحول النقد إلى تشهير ..!!
- مع رابطة الأنصار الشيوعيين في مؤتمرهم الرابع .
- الحل السياسي ...نهاية المطاف ..!!!
- سقط النظام ..وماذا بعد يا مستأجرون ..!


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - شهادة الفقر ..والبطاقة التموينية ..!!