أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إبراهيم اليوسف - المواطن السوري: معط أو مستعط...!ووظيفة الدولة والشركات الخاصة: المعمّمة..!














المزيد.....

المواطن السوري: معط أو مستعط...!ووظيفة الدولة والشركات الخاصة: المعمّمة..!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 675 - 2003 / 12 / 7 - 01:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لقد آل الوضع الاقتصادي السيء للسواد الأعظم من المواطنين في سورية الى درجة أن هناك ـ بحق ـ أسراً كثيرة على امتداد خريطة البلاد، ينام أبناؤها ليلتهم أو يستيقظون دون أن يجدوا في جيوب ذويهم ما يؤمن لهم ثمن كسرة خبز!.   
 ومعروف ما يلحقه بالجميع مثل هذا الواقع من أذى اجتماعي واسع النطاق- بكل أسف- ولعل اليوم، وأكثر من أيّ وقت مضى، بات الشرخ الاجتماعي واضحاً بين مستغِل ـ بكسر الغين لا يكتفي بما يمارسه من سرقة  المجتمع بل راح يسرق لقمة الاجيال المقبلة ايضاً، ومستغَل ـ بفتح الغين ـمسلوب الارادة واللقمة، لنكون بالتالي أمام حالتين متناقضتين، تحتل كل منهما أقصى درجة ممكنة، إذ ان اللصوص الكبار يخططون، وبدأب، لدفع ما تبقى من افراد المجتمع، كي يكونوا لصوصا صغارا، للتغطية على سوءتهم ، وعلى طريقة - نهر الجنون- وبالعدوى، في مجتمع لم يعد يجد ابناؤه في الافاق بريقا سوى: ورقة اليانصيب او الانجراف في نهر اللصوصية، ان وجدوا الى ذلك سبيلا، او الاسهام في رفع ارقام الخط البياني للجريمة و الفساد الخلقي

وإذا كان المواطن ، مهيض الجناح واضح الهوية أمام العيان ، فان معاشر ناهبي لقمة هذا المواطن هم واضحون بالدرجة نفسها، وان كان كثيرون منهم لما يزل يمارس ـ لعبة الغميضة ـ أو التنويم المغناطيسي ـ مع المواطن متوهماً أن السطوة التي يمتلكها قادرة على تقديمه في مظهر المواطن الشريف والمبدئي... والى ما هنالك من مصطلحات يفتقر اليها قاموس اللصوص عادة ... بل ويمكن هنا التأكيد أن كل تفاصيل لوحة الواقع ـ آنفة الذكر ـ باتت تؤكد مقولة مضيئة في تراثنا الإسلامي وهي ما قاله علي بن أبي طالب قبل أربعة عشر قرناً : ما اغتنى غني إلا بفقر فقير...!!

إزاء هذا العوز الهائل لدى مواطننا، نجد ثمة جمعيات ( خيرية ) تظهر كالفطر  بين الفترة والأخرى خارج حدود مهماتها- مع الاحترام والتقدير للجاد منها - تحاول تقديم بعض المساعدات الطفيفة له، ولاسيما في بعض المناسبات والأعياد،لإدخال ـ فرحة ـ  موقوتة الى قلبه، لاسيما إزاء تقديم قطعة لباس، أو ثمن وجبة طعام له .

وإن الاعلان عن أية مناسبة كهذه كاف لتجمهر مئات الأسر في كل مدينة أمام أبواب ونوافذ مثل هذه الجمعيات!!..

ولعل من أغرب ما يتم الآن هو أن نقرأ إعلانات مخملية تملأ شوارع المدن السورية فيها عبارة مثل : بشرائك زمزم أنت تساهم بدعم صندوق العافية الخيري ـ بيض صنائعنا..!!..الخ.. أو عندما تجد شركة الهاتف الخليوي ـ سيريتل ـ تعلن عن فتح باب التبرع ـ للفقراء ـ بمبالغ تتراوح بين 25 ل.س500 ل.س وهي بصراحة أساليب جديدة على «محسني البلاد!» وهي لا تعفي أية شركة طاهرة !!من مساءلتها عن آلية ضبط مثل هذه التبرعات، وعن جدية نوايا شركة تجارية حول هذا العمل، لاسيما أن واحداً ـ شكاكاًـ من طرازي قد يرى أن هذه الشركة تتوخى من وراء هذا الصنيع في أقل تقدير.... إجراء دعاية واسعة النطاق لشركة خليوية (خيرية)، ودغدغة مشاعر المواطن ، وإلباس الشركة جبه وعمامة إيمانية ، وعلى حسابه الشخصي...!

عموماً، وعلى الرغم من إمكان بعض هذه الجمعيات القيام بحل ـ جزئي ـ لمعاناة مواطننا ، بيد ان توسع دائرة المعوزين، تدعو الى وجود ـ جمعية ـ خاصة في كل شارع ، وكل قرية من خريطة البلاد، وهذا ما يعد من ضروب المحال ـ لأن كل مواطن في هذه الحال ينبغي أن يتحول الى معط اومستعطٍ في آن واحد «على ندرة جمهرة المعطين كحالة شاذة»، باستثناءـ  قلة قليلة ناهبة ـ ومن هنا فنحن ازاء اعتداء على مسوغ و وظيفة لطرف رئيس في المعادلة هي وظيفة: الدولة .... أليس كذلك..؟

 

●● كلمة المعممة هنا من : العمامة... وليس من العامة..!! اقتضى الاعتذار.!! 



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام الضال ظاهرة مسيلمة الصحاف أنموذجا
- الحكمة الكردية في الزمان الصعب !!
- ما بعد الانترنيت
- التلفزيون السوري والبرامج الرمضانية
- على هامش ندوة:مهامنا السياسية
- حوا ر مع الشاعر العراقي اسعد الجبوري
- طيـب تيزيـنـي فـي مقالـه; مثقفون لا رعايا
- حامد بدرخان الراحل وحيداً
- احوار مع البروفيسور والناقد الكردي عزالدين مصطفى رسول
- حوار مع الباحث الماركسي السوري عطية مسوح - اليسار العربي تجا ...
- صناعة ا لموظف الحكومي
- لنفكر معا.. مقترحات اولى من اجل اجراء مسابقات عمل ناجحة وعاد ...
- مداخلة إبراهيم اليوسف في الندوة التي أقامها الحزب الديمقراطي ...
- جامعة بلا طلاب
- مداخــلة الاستاذ إبراهيم اليوسف – اللجنة الوطنية لوحدة الشيو ...
- برنامج (الاتجاه المعاكس) : عقدة صراع الديكة..!
- كيف أصبح وزيراً......؟!
- إلى من يهمه الأمر رجاءً على أبواب تشكيل الحكومة الجديدة
- الآلية الأفضل لاختيار المسؤول : الحالة التربوية كحجر أساس وا ...
- الإعلام السوري أسئلة أكثر إلحاحاً


المزيد.....




- بعد سنوات من الانتظار: النمو السكاني يصل إلى 45.4 مليون نس ...
- مؤتمر الريف في الجزائر يغضب المغاربة لاستضافته ناشطين يدعون ...
- مقاطعة صحيفة هآرتس: صراع الإعلام المستقل مع الحكومة الإسرائي ...
- تقارير: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بات وشيكا
- ليبيا.. مجلس النواب يقر لرئيسه رسميا صفة القائد الأعلى للجيش ...
- الولايات المتحدة في ورطة بعد -أوريشنيك-
- القناة 14 الإسرائيلية حول اتفاق محتمل لوقف النار في لبنان: إ ...
- -سكاي نيوز-: بريطانيا قلقة على مصير مرتزقها الذي تم القبض عل ...
- أردوغان: الحلقة تضيق حول نتنياهو وعصابته
- القائد العام للقوات الأوكرانية يبلغ عن الوضع الصعب لقواته في ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إبراهيم اليوسف - المواطن السوري: معط أو مستعط...!ووظيفة الدولة والشركات الخاصة: المعمّمة..!