أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل باخوان - عقدة النصر المطلق















المزيد.....

عقدة النصر المطلق


عادل باخوان

الحوار المتمدن-العدد: 2177 - 2008 / 1 / 31 - 11:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القسم الاول

رد علی مقال عائد للسيد راشد الغنوشی

عادل باخوان
طالب دكتوراه في مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية/ باريس

كتب السيد راشد الغنوشی في الايام المنصرمة مقالا باسم (هل المشروع الاسلامی في تراجع؟)1 جذب المقال انتباهی لسببين مهمين، الاول: بسبب مجموعة من الاخطاء العلمية التي ابرزها السيد راشد الغنوشی. والسبب الثاني ان الشخص الذی ارتکب كل هذه الاخطاء العلمية هو من احد المنظرين البارزين فی مجال الاسلام السياسی وله تاثير واسع علی حركات الاسلام السياسی علی الساحة العالمية.
ان انتصار مشروع الاسلام السياسی عند السيد الغنوشی اخذ بعدا مطلقا مثل شروق الشمس وطلوع النجوم و وهيجان البحر و نزول المطر ودوران الارض ونمو النبات وسقوط اوراق الشجر فی الخريف. بمعنی ان هذا الانتصار هو ظاهرة طبيعية وليس بناء اجتماعی لتاريخ معين. وهذا ما جعل منه منذ بداية مقالته ان يضحی بكل المناهج العلمية من اجل ايمانه بالنصر المطلق. انه يقول:
(كلما تعرضت تجربة إسلامية لفشل سواء أكان بسبب منها أم من خارجها، مثلما حصل لإخوان الأردن في الانتخابات التشريعية الأخيرة أو لإخوان الجزائر في الانتخابات البلدية.. وحتى عندما اقتصر الفشل على التوقعات كما هو في المغرب، إذ حافظ الإسلاميون على مواقعهم بل حسنوها قليلا، إلا وتعالت أصوات من الشرق والغرب لمفكرين عرب وأعاجم مرددين ما كان قد أعلن عنه ثم تراجع، المفكر الفرنسي أوليفي روي "سقوط المشروع الإسلامي" على غرار سقوط الشيوعية!! فإلى أي مدى يصح ذلك؟
ان ما يقوم به السيد الغنوشی لعبة ايديولوجية. انه يقول وتعالت اصوات من الشرق والغرب يتحدثون عن تراجع الاسلام السياسی ومن بين هذه الاصوات يذكر اسم اوليفر روا، ويقول انهم بعد ذلك يتراجعون. ولانه "من بين كل هذه الاصوات" فی الشرق والغرب يقف فقط علی اسم اوليفر روا، فانا مضطر ان اقف علی اوليفر روا فقط. اوليفر روا (الذی يشرف علی رسالتی الدكتوراه). نشر فی اوكتوبر 1992 احد اشهر كتبه "فشل الاسلام السياسي"، وفی هذا الكتاب يجيب بشكل مطول علی سؤال لماذا وكيف فشل مشروع الاسلام السياسی. ويتفضل الغنوشی: بعد هذا الادعاء "ثم تراجع" اوليفر روا. ولكنه ليس فقط "لم يتراجع" بل فی سيبتمبر 2002 وبعد حادثة 11 سيبتمبر 2001، قام اوليفر روا بنشر كتاب ثمين باسم "الاسلام العالمی" ويكتب فی مقدمة كتابه:
"كيف بنا ان نتحدث عن فشل الاسلام السياسی فی وقت ان ظاهرة بن لادن وظاهرة اسلمة وبناء تمحور الهوية حول الدين فی القمة؟ ولكننا نعتقد ان هتين الظاهرتين فی الحقيقة نتاج فشل المشروع الاسلام السياسی الا وهي الدولة السلامية.. الاسلامويون (الثورة الايرانية، رفاه التركی، جبهة الانقاذ الاسلام الجزائری، الجماعة الاسلامية فی باكستان، الاخوان المسلمون و الترابی فی السودان..) يعتقدون بان فی الاسلام حضور كامل لايديولوجيا سياسية ويمكن ان تقام علی هذه الايديولوجيا دولة اسلامية ومن ثم يمكن ان يكوّن من هذه الدولة مجتمع اسلامی. ولكن الدولة الاسلامية مفهوم متناقض ولن تقام علی ارض الواقع ابدا، لان الحديث عن الدولة هو حديث عن السياسة والحديث عن السياسة هو حديث عن العلمنة او السكولاريزم2"
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/053ED511-2207-40E9-A414-E1D31CA3BF32.htm
Olivier Roy, L’islam mondialisé, Ed. Seuil, septembre 2002, p.7.

اود ان اسال السيد الغنوشی: اين لاحظت (ثم تراجع) البروفيسور اوليفر روا فی هذا المقطع؟ ولكننی بلا شك لا اتحدث فی هذ القسم عن ان نظرية السيد غنوشی صحيحة ام لا، بل ساجيب عن ذلك فی القسم الثانی من مقالی، ولكن ارید ان اقول هنا: لا يجوز لشخص معروف مثل الغنوشی ان يشوه نظريات مفكر سوسيولوجی بارز مثل اوليفر روا وان يجعلها فی خدمة نظريته الطبيعية. اذا كان هذا الاسلوب لم يثر اي مشكلة لداعية فی احد مساجد قری تونس او عراق، فبلا شك يضع مصداقية مجموع ما قاله الغنوشي في نظريته تحت طائلة التساؤل، لان ذلك لم يحدث حتی فی المنهج الاسلامی الذي يقول: كل ما يبنی علی الباطل باطل!

خلط الاسلام كدين مع الاسلام السياسی
القسم الثانی

في نفس الموضوع، الغنوشی يحاول ان يربط الاسلام كدين لكل زمان ومكان، كدين عالمی، بظاهرة الاسلام السياسی. انه يری ان انتصار وهزائم الاسلام كوحدة واحدة لا يتجزا مع انتصار وهزائم الاسلام السياسی .
هذه الرؤية غير صا‌ئبة وخطرة في نفس الوقت. خطأ لان الاسلام السياسی ظاهرة اجتماعية وسياسية وثقافية لحقل تاريخی واجتماعی خاص. وولد في ظروف هذا الحقل، ترعرع ونشأ وانتج انتصاراته وهزائمه. ولكن الاسلام كدين يقطع جميع المسافات الزمانية والمكانية ويعرض نفسه علی خشبة المسرح بشكل عالمی ويحاول ان يصنع نفسه خارج التاريخ.

ان اصول و(دوجما) الاسلام الدينی لاعلاقة لهما بالظروف الثقافية والسياسية والاقتصادية والاخلاقية لمساحة معينة ومبنية علی مستوی عالمی بصورة مجردة وعامة. ولكن الاصول و(دوجما) الاسلام السياسی يتغير بتغير الظروف ويصنع نفسه من جديد، وهذا ما يلاحظ علی مستوی الحياة اليومية للمسلمين واعضاء مجموعات الاسلام السياسی من جانب اخر.
فی سنة 1992 جزء من الاسلام السياسی الكوردی يصدر كتابا تحت اسم الايمان والبرلمان ويدعو الی ان المسلم يجب ان يختار بين امرين اثنين الايمان اوالبرلمان. بمعنی ان هذين الاثنين لا ينسجمان مع بعضهما البعض ولا يجوز لمسلم ان يصبح عضوا للبرلمان، ولكن فی سنه 2005 نفس الجزء من الاسلام السياسی يشارك فی الانتخابات ويفوز ببعض من المقاعد، وصاحب الكتاب بشكل خاص يشارك فی بعض ؟ جلسات البرلمان.
بلا شك ان صاحب هذا الكتاب يعامل نفسه بشكل صادق، بمعنی ان الفتوی التي اصدرها كانت فتوی سياسية وليست دينية. فتوی انتجت من خلال ارتباطات القوی بين اجنحة الحركة فی وقتها وارتباطات القوی بين الاحزاب السياسية فی ذلك الوقت وايضا ارتباطات القوی المحلية والعالمية. هذه الفتوی تحمل صفة مؤقتة ومحكومة بالمصالح السياسية والاقتصادية والايدیولوجية للممثل المنتج ومن هنا تتمايز حدودها مع حدود الحلال والحرام الدينی الحامل لصفات ثابتة غير متغيرة.

الاتحاد الاسلامی كان قبل تاسيسه يعتبر الموسيقی حرام وما كان لاعضائه ان يستمعوا له، ولكن الان نفس هذا الاتحاد يحلل كل هذه الاجهزة الموسيقية ويستعملونها. ان حرام وحلال الاتحاد مبنيان علی مساحة سياسية فی مرحلة تاريخية معينة يضعون الموسيقی فی صف المسائل المحرمة، وفی مرحلة تاريخية اخری يضعونها فی صف الحلال. وكلنا نعلم ان الحلال والحرام فی الاسلام لا يلغيان ولا يتغيران بتغيير المكان والزمان ولاعلاقة لهما بمساحات سياسية واثنية واجتماعية واقتصادية.

المسلم الفرنسی والمسلم البرازيلی والمسلم المغربی والمسلم الكوردی يتقاسمان حرام وحلال الاسلام كالدين فيما بينهم، ولكنهم لا يتقاسمون حرام وحلال الجهاد المصری والنهضة التونسی والاتحاد الكوردی والحزب الاسلامی العراقی والجماعة الاسلامية الباكستانية فيما بينهم. هؤلاء المسلمون يعتبرون انتشار الاسلام علی المستوی العالمی هو انتصارهم. وفی نفس الوقت انهم لا يعتبرون هزيمة الاخوان المسلین فی مصر وجمعية العدالة و‌التنمية المغربية والجبهة الاسلامية الجزائرية والحركة الاسلامية الكوردستانية ورفاه تركيا هزيمة لهم فحسب انما فی كثير من الحالات يقفون ضدها ايضا.

من هنا يبدأ التخوف من خلط الاسلام السياسی والاسلام الدينی. كيف نستطيع اعتبار هزيمة طالبان هزيمة للاسلام؟ كيف بنا ان ننظر الی هزيمة القاعدة في العراق كهزيمة للاسلام؟ كيف بنا ان نعتبر هزيمة مجموعات اسلامية فی ای مكان هزيمة للاسلام؟ نحن ندرك هذه اللعبة علی مستوی علم الاجتماع. هؤلاء الممثلون الذين يلعبون لعبتهم مستعدون لاحتواء كامل للاسلام من اجل الوصول الی السلطة السياسية وان يضحوا به من اجل مشاريعهم السياسية. الذی يهمهم هو انتصارهم وفوزهم وليس احترام الاسلام كدين عالمي.
* * *
ملاحظة: نشر هذا المقال باللغة الكوردية في حلقتين، فی جريدة چاودير (المراقب) الاسبوعية والتي تصدر فی اقليم كوردستان. وقام الاخ ابراهيم ملازاده بترجمته نظرا لان المقال العائد الی راشد الغنوشی مكتوب باللغة العربية.



#عادل_باخوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل باخوان - عقدة النصر المطلق