أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الخامس















المزيد.....

المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الخامس


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 675 - 2003 / 12 / 7 - 01:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


من تصرفات و أخلاقيات المستعصم 
*يذكر إبن الطقطقي في (الفخري في الآداب السلطانية) أن المستعصم كان رجلاً خيراً متديناً لين الجانب سهل العريكة عفيف اللسان، حمل كتاب الله تعالى، وكتب خطاً مليحاً، وكان سهل الأخلاق، وكان خفيف الوطأة، إلا أنه كان مستضعف الرأي ضعيف البطش قليل الخبرة بأمور المملكة مطموعاً فيه غير مهيب في النفوس ولا مطلع على حقائق الأمور.
وكان زمانه ينقضي أكثره بسماع الأغاني والتفرج على المساخرة ، وفي بعض الأوقات يجلس بخزانة الكتب جلوساً ليس فيه كبير فائدة.
وكان أصحابه مُسـْتولين عليه وكلهم جهال من أرذال العوام إلا وزيره مؤيد الدين محمد بن العلقمي، فإنه كان من أعيان الناس وعقلاء الرجال، وكان مكفوف اليد مردود القول يترقب العزل والقبض صباح مساء.
كم يذكرنا إبن الطقطقي بالحثالة التي كانت تحكم العراق في زمن البعث الدموي، حيث الجهلة و الحفاة و السرسرية طغوا على سدة الحكم؟
*و يذكر إبن العبري في (تاريخ مختصر الدول)  أن المستعصم كان صاحب لهو و قصف، شغف بلعب الطيور و استولت عليه النساء و كان ضعيف الرأي قليل العزم كثير الغفلة عما يجب لتدبير الدول.
*و يذكر إبن الطقطقي أيضا أنه قد حدثه صفي الدين عبد المؤمن بن فاخر الأرموي، وكان قد صار في آخر أيام المستعصم مقرباً عنده ومن خواصه، وكان قد استجد في آخر أيامه خزانة كتب، ونقل إليها من نفائس الكتب وسلم مفاتيحها إلى عبد المؤمن، فصار عبد المؤمن يجلس بباب الخزانة ينسخ له ما يريد. وإذا خطر للخليفة الجلوس في خزانة الكتب جاء إليها وعدل عن الخزانة الأولى التي كانت مسلمة إلى الشيخ صدر الدين علي بن النيار، قال، أعني عبد المؤمن: كنت مرة جالساً في حجرة صغيرة وأنا أنسخ وهناك مرتبة برسم الخليفة، إذا جاء إلى هناك جلس عليها وقد بسطت عليها ملحفة لترد عنها الغبار، فجاء خويدم صغير ونام قريباً من المرتبة المذكورة واستغرق في النوم، فتقلب حتى تلفف في تلك الملحفة المبسوطة على المرتبة، ثم تقلب حتى صارت رجلاه على المسند، قال: وأنا مشغول بالنسخ، فأحسست بوطء في الدهليز، فنظرت فإذا هو الخليفة وهو يستدعيني بالإشارة ويخفف وطأه، فقمت إليه منزعجاً وقبلت الأرض، فقال لي: هذا الخويدم الذي قد نام حتى تلفف في هذه الملحفة وصارت رجلاه على المسند متى هجمت عليه حتى يستيقظ ويعلم أني قد شاهدته على هذه الحال تتفطر مرارته من الخوف، فأيقظه أنت برفق فإني سأخرج إلى البستان ثم أعود. قال: وخرج الخليفة .فدخلت إلى الخويدم وأيقظته فانتبه ثم أصلحنا المرتبة ثم دخل الخليفة .
*و يذكر إبن الطقطقي أيضا أنه قد حدثه بعض أهل بغداد قال: حدثت أن الشيخ صدر الدين بن النيار شيخ الخليفة قال: دخلت مرة إلى خزانة الكتب على عادتي، وفي كمي منديل فيه رقاع كثيرة لجماعة من أرباب الحوائج ،فطرحت المنديل وفيه الرقاع في موضعي، ثم قمت لبعض شأني. فلما عدت إلى الخزانة بعد
ساعة حللت الرقاع من المنديل حتى أتأملها وأقدم منها المهم، فرأيتها جميعها وعليها توقيع الخليفة بالإجابة إلى جميع ما فيها، فعلمت أن الخليفة قد جاء إلى الخزانة عند قيامي فرأى المنديل وفيه الرقاع ففتحها ووقع على جميعها.
*يذكر المقريزي في (السلوك) أن الناصر داود صاحب الكرك قد ضاقت به الأمور، فاستخلف إبنه الملك المعظم شرف الدين عيسى، و أخذ جواهره و سار في البر الى حلب مستجيرا بالملك الناصر يوسف بن الملك العزيز، فأنزله و أكرمه. و سيَّر الناصر داود بجواهره الى الخليفة المستعصم بالله ليكون عنده وديعة. فقبض الخليفة ذلك و سير إليه الخط بقبضه. و أراد الناصر داود بذلك أن يكون الجوهر في مأمن، فإذا إحتاج إليه طلبه، و كانت قيمته ما ينيف على مائة ألف دينار.
و يقول أبو الفداء في ( المختصر في أخبار البشر) أن الناصر داود طلب وديعته الجوهر، فمنعوه إياها. ثم أن الناصر داود قصد مكانا للشرابي و استجار به، فرتب له الشرابي شيئا دون كفايته، و أذن له في النزول بالأنبار. والناصر داود مع ذلك يتضرع الى الخليفة المستعصم فلا يجيب ضراعته، و يطلب وديعته فلا يرد لهفته و لا يجيبه.
و سار الناصر داود الى كربلاء، ثم مضى منها الى الحج، و لما رأى قبر النبي (ص) تعلق في أستار الحجرة الشريفة بحضور الناس و قال: إشهدوا أن هذا مقامي من رسول الله (ص)، داخلا عليه مستشفعا به الى إبن عمه المستعصم، في أن يرد عليَّ وديعتي، فأعظم الناس ذلك، و جرت عبراتهم، و ارتفع بكاؤهم. و بعد ذلك توجه الناصر داود مع الحاج العراقي الى بغداد.
ثم يتابع أبو الفداء فيقول: أرسل الخليفة المستعصم من حاسب الناصر داود على ما أوصله في ترداده الى بغداد من المضيف، مثل اللحم و الخبز و الحطب و العليف و التبن و غير ذلك، و ثمَّن له ذلك  بأغلى الأثمان، و أرسل له شيئا نزرا، و ألزمه أن يكتب خطه بقبض وديعته، و أنه ما بقي يستحق عند الخليفة شيئا، فكتب خطه بذلك كرها، و سار عن بغداد.
و فيما فعله المستعصم بوديعة الملك الناصر يقول إبن شاكر الكتبي أن هذا الفعل يكفيه - أي المستعصم-عارا و شنارا.
و توجه الملك الناصر داود الى تيه بني إسرائيل، و صار مع عرب تلك البلاد. و بلغ المغيث صاحب الكرك وصوله الى تلك الجهة، فخشي منه، و أرسل عليه فقبض عليه، و حمله الى بلد الشوبك، و أمر بحفر مطمورة ليحبسه فيها. فبينما هو على تلك الحال، إذ ورد رسول الخليفة المستعصم بطلبه من بغداد، لمّا قصده التتر ، ليقدمه على بعض العساكر لملتقى التتر. فلما ورد رسول الخليفة الى دمشق، جهزوه الى المغيث صاحب الكرك، و وصل الى موضع الملك الناصر قبل أن يتم المطمورة، فأخذه و سار به الى جهة دمشق، فبلغ الرسول استيلاء التتر على بغداد، و قتل الخليفة، فتركه الرسول و مضى لشأنه. فسار الناصر الى البويضا، و هي قرية شرقي دمشق.
و لحق الناس في الشام في تلك السنة طاعون، مات منه الناصر المذكور.
و يذكر أبو الفداء أنه و في سنة 656 هـ ، في ليلة السادس و العشرين من جمادى الأولى، توفي الملك الناصر داود. و كان مولده سنة ثلاث و ستمائة، فكان عمره نحو ثلاث و خمسين سنة.
* و يذكر إبن الطقطقي في (الفخري في الآداب السلطانية) أن المستعصم كان شديد الكلف باللهو و اللعب و سماع الأغاني، لا يكاد مجلسه يخلو من ذلك ساعة واحدة، و كان ندماؤه و حاشيته جميعهم منهمكين معه على التنعم و اللّذات، لا يراعون له صلاحا، و في بعض الأمثال: الحائن لا يسمع صياحا.
* و يذكر الدميري في (حياة الحيوان الكبرى) أن المستعصم كان حليما كريما سليم الباطن، قليل الرأي حسن الديانة، مبغضا للبدعة.
*و إبن القطقطي يذكر إن ما أشتهر عن المستعصم أنه كتب الى بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل يطلب منه جماعة من ذوي الطرب، و في تلك الحال وصل رسول هولاكو إليه يطلب منه منجنيقات و آلات الحصار. فقال بدر الدين : أنظروا الى المطلوبَيْن، و ابكوا على الإسلام و أهله.
*و كتب إبن شاكر الكتبي في (فوات الوفيات) أنه كان ببغداد مغنية تعرف بلحاظ، فائقة الجمال، تغني جيدا، فأحبها الخليفة و أجزل لها العطاء، فكثر خدامها و جواريها و أملاكها.

الدول و الممالك المحيطة ببغداد
بدأ الخلفاء العباسيون يفقدون سيطرتهم على البلاد مع تزايد نفوذ الموالي و نفوذ الولاة و حكام المدن و المناطق، و بدأت الدولة العباسية بالإنهيار، فانفصلت عنها دويلات كالدولة الأخشيدية، و الطولونية في مصر، و الفاطمية في شمال أفريقيا، و الطاهرية في خراسان، و الصفارية و الزيدية. و باتت سلطة الخليفة العباسي، إن كانت له سلطة، لا تتعدى حدود بغداد تقريبا.

يقول اليونيني في (ذيل مرآة الزمان) أنه قد استهلت  سنة أربع وخمسين وستمائة وخليفة المسلمين ببغداد، دار ملكه، وهو الإمام المستعصم بالله .
*وملك الشام والبلاد الفراتية الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن محمّد
*وملك الديار المصرية الملك المعز عز الدين أيبك التركماني
*وصاحب الكرك والشوبك الملك المغيث فتح الدين عمر بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر ابن الملك الكامل.
*وصاحب الموصل وبلادها الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ الأتابكي
*وصاحب ميافارقين وديار بكر وتلك الأعمال الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك المظفر شهاب الدين غازي بن الملك العادل.
* والمستولي على أربل وأعمالها وما أضيف إليها الصاحب تاج الدين محمد ابن صلايا العلوي من جهة الخليفة.
* والنائب في حصون الإسماعيلية الثمانيّة بالشام رضي الدين أبو المعالي.
* وصاحب صهيون و برزيه  و بلاطنس الأمير مظفر الدين عثمان بن الأمير ناصر الدين منكورس.
*وصاحب حماة الملك المنصور ناصر الدين محمد بن محمود بن محمد بن عمر بن شاهنشاه بن أيّوب. *وصاحب تلّ باشر والرحبة وتدمر وزلوبيا الملك الأشرف مظفر الدين موسى بن إبراهيم بن شيركوه-
ابن محمد بن شيركوه - بن شاذي .
*وصاحب المدينة الشريفة صلوات الله على ساكنها وسلامه الأمير عز الدين أبو مالك منيف بن شيحة بن قاسم الحسيني.
*وصاحب مكة شرفها الله تعالى الشريف قتادة الحسيني.
* وصاحب ماردين الملك السعيد إيلغازي الأرتقي.
* وصاحب اليمن الملك المظفّر شمس الدّين يوسف بن عمر.
* وخراسان وما وراء النهر وخوارزم وخلاط وبلد فارس ومعظم الشرق بأسره بيد التتار وصاحب الرّوم السلطان ركن الدين وأخوه عز الدين والبلاد بينهما مناصفة وهما في طاعة هولاكو ملك التتار.

و تذكر كتب التاريخ أنه كانت هناك حروب و معارك مستمرة فيما بين هذه الممالك و الدويلات، يقتل بها الناس و تنهب الديار و تسبى النساء.

يتبع
محيي هادي- أسبانيا
تشرين الثاني/2003



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الرابع
- المستعصم: المقامر الذي خسر بغداد أيضا- القسم الثالث
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا/ القسم الثاني
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا/القسم الأول
- با?ـر العيد
- شبيهو سالفوهم
- العراقيون يعلِّمُون الفلسطينيين مجانا و البعثيون يتهمونهم با ...
- هل أجبر المتدينون البعثيين على شرب الخمر؟
- سكرتير شيخ الأهواز و مفتي فلسطين
- آلمني إزالة قبر عفلق
- تنبيه و اعتذار و اضافة
- العنصريون لا يخدمون الوطن بل يقتلونه
- نص كلمة بعد الكلمة و النصف
- ياقوت الحموي ذكر اسم الأهواز أكثر من ثمانين مرة
- الأهواز أم الأحواز أم الأخواز
- الأهواز أم الأحواز
- تهنئة لأمينة عواد النيجيرية
- سميرة الشابندر و البدوية الأندلسية
- باختصار: عرفات وسيف ديمقلوص
- لا العنصرية و لا الطائفية تمنعان الحب


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الخامس