عبدالوهاب حميد رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2176 - 2008 / 1 / 30 - 02:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مع اقتراب دقات الساعة، ينتهي موعد "التزاماتنا" commitments - التفويض الدولي- خلال أقلّ من سنة في العراق. أصبحت إدارة بوش في موقف قادر على بناء خطة لسحب القوات، ولكن بدلاً من ذلك، ناقشت، مع حكومة الاحتلال في بغداد، خطة تُركز على أسباب البقاء في العراق.. وحسب النيويورك تايمز، فهذا أمر يمكن أن يُفسّر من وجهة نظر الديمقراطيين بأنه يُشكل خطة لـ "ربط الرئيس الأمريكي القادم وحشره في سياسيات بوش باتجاه حضور عسكري أمريكي طويل الأمد في العراق."
يظهر أننا نبدأ بتعلم التكتيك البيزنطي الجاري استخدامه لإنجاز هذا الأمر. سيقول كبار موظفي الإدارة أنهم ليسوا معنيين بقواعد دائمة في العراق. ويستخدمون ألفاظاً مثل "طويل الأمد/ ثابت/ بقاء" long- term.. enduring (استخدم سكرتير الدفاع روبرت غيتس هذه الألفاظ يوم الخميس). لكنها ألفاظ ترتبط بتصريحات ماكرة خبيثة.. تصريحات محبوكة لحجب الحقيقة والهدف بشأن ما يتحقق أو تحقق طبخه في الواقع. ويظهر أن القادة الحاليين للعراق يفهمون ذلك جيداً. ويصفون ما تم التفاوض عليه (التسمية الرسمية "إعلان مبادئ" من أجل إقامة علاقة دائمة من الصداقة والتعاون بين الجمهورية العراقية وبين الولايات المتحدة الأمريكية")، وهي في الواقع "معاهدة طويلة الأمد."
السبب في هذا التمييز والتحوير عن القول الصريح "معاهدة" بدلاً من "إعلان مبادئ" هو أن المعاهدة تتطلب مصادقة مجلس الشيوخ.
المبدأ الأول في هذا الإعلان هو دعم العراق بـ "الدفاع عن نظامه (الديمقراطي) ضد التهديدات الداخلية والخارجية. ولكن حسب Mihael Rubin- الخبير في السياسة الداخلية للعراق، إيران، تركيا وغيرها- في شهادته أمام لجنة الشئون الخارجية في الكونغرس: "إن أية لغة... تُلزم قوات الولايات المتحدة الدفاع عن العراق في وجه التهديدات الخارجية، ستحول الاتفاقية إلى معاهدة. وهذا أمر يتطلب مصادقة الكونغرس."
تَصَوّرْ ماذا يعني كل هذا للإدارة القادمة: حزمة من الاتفاقيات، تترك قواتنا محشورة في العراق لعقود زمنية قادمة، وتتحمل مسئولية الدفاع ضد "التهديدات الخارجية". ما هي التهديدات الخارجية التي يتحدثون عنها؟ هل يمكن أن تتمثل في أن إدارة بوش تُهيء نفسها للهجوم على إيران؟ أو ربما علينا أن نهيء قواتنا لدعم هجوم إسرائيلي على إيران؟ ليس أمراً بعيد الاحتمال! ومن المؤكد أن بوش فعل كل ما يمكنه فعله لتصوير إيران كتهديد عسكري حقيقي، رغم غياب أدلّة موثقة.
خُذْ في اعتبارك أنه هو (بوش) وحلفائه ممن فبركوا 935 تصريحاً مخادعاً (بالمناسبة، متى يمكننا القول أن هذه التصريحات كاذبة؟)
الأكاذيب falsehoods أوقعتنا في المستنقع العراقي.. دعونا لا نسمح لها أن تُبقينا هناك!
ممممممممممممممممممممممممـ
Iraq: The forever treaty, (SEATTLE POST-INTELLIGENCER EDITORIAL BOARD), uruknet.info, January 28, 2008.
#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟