أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - صائب خليل - مرة ثانية يبدأ التأريخ من جديد على الفلسطينيين وسيبقى يبدأ من جديد حتى...















المزيد.....

مرة ثانية يبدأ التأريخ من جديد على الفلسطينيين وسيبقى يبدأ من جديد حتى...


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2175 - 2008 / 1 / 29 - 10:53
المحور: ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين
    


"من المستحيل ان لاتشعر بالفرح الغامر وانت ترى جموع الناس المضطهدة والجائعة تحطم الجدار الذي يسجنها، عيونهم تلمع وهم يحضنون اي شخص يقابلونه في طريقهم. من المستحيل ان لاتشعر بذلك حتى ان كانت حكومتك هي التي أقامت ذلك الجدار" – اوري افنري

كيف بدأت ازمة غزة هذه؟ لو سألت معظم الناس، ان استثنينا الفلسطينيين انفسهم، لأجابوك فوراً: حماس ضربت قرية سدروت بالصواريخ فأنتقمت إسرائيل بفرض الحصار على غزة.
ربما تستنكر عقوبة جماعية على السكان، او تقول انها تعتبر جريمة بنظر القانون الدولي، لكنك تحس ان الذي بدأ المشكلة هو الفلسطينيين انفسهم, وعلى وجه التحديد، حماس، وربما تصل الى القناعة "انهم يستحقونها" او في احسن الأحوال تجد نفسك معفياً من التضامن مع الفلسطينيين الذين يجلبون المشاكل على انفسهم واهلهم. ألا تذكرون مثل هذا الموقف قبل حوالي سنتين؟ في لبنان؟

يقارن افنري بين حصار غزة وحرب لبنان الأخيرة قائلاً:
"وقتها امسك حزب الله جنديين في الجانب الإسرائيلي من الحدود واليوم اطلقت حماس النار على مدن وقرى في الجانب الإسرائيلي من الحدود. وقتها قررت الحكومة على عجل ان تبدأ حرباً, واليوم قررت الحكومة على عجل ان تبدأ حصاراً. وقتها امرت الحكومة بالقصف الشامل للسكان المدنيين لدفعهم الى الضغط على حزب الله، واليوم قررت الحكومة ان تتسبب بمعاناة شاملة للسكان المدنيين لدفعهم للضغط على حماس. النتيجة كانت واحدة في الحالتين: لم ينتفض الشعب الّبناني ضد حزب الله، بل العكس، اتحد الناس بكل طوائفهم الدينية خلف المنظمة الشيعية، واصبح حسن نصر الله بطلاً قومياً في عموم الوطن العربي. واليوم يتحد الشعب خلف حماس ويتهم محمود عباس بالتواطؤ مع العدو. الأم التي لاتجد الطعام لطفلها لن تلعن اسماعيل هنية وانما تلعن اولمرت وعباس و مبارك"

نظرة سريعة ستوكد ان افنري محق فيما قاله، فانفجار الشعب الفلسطيني إتجه الى الجدار ومن يقف وراءه ولم يتجه إطلاقاً الى حماس التي ساهمت بلدوزراتها في تحطيمه. لقد فشلت الخطة الوحشية كما فشلت في لبنان، ومثلما اعتبر نصر لبنان نقطة تحول خطيرة في موازين الشرق الأوسط، كتبت الاوبزرفر: "انهيار جدار غزة يغير خارطة الشرق الأوسط للأبد".

لكن تحليل افنري الجميل ينقصه نقطة واحدة, نقطة في غاية الأهمية: انه يبدأ تأريخ احداثه من الفعل الفلسطيني – البناني، فيكون الفعل الإسرائيلي "رداً" و "انتقاماً" ...الخ. وهو في الحالتين، لبنان وغزة، غير صحيح على الإطلاق. لقد كتبت حينها في مقالة بعنوان"متى بدأ التأريخ؟" أشرت فيها الى ان العالم صار يصور الحرب كأنها بدأت بالقبض على الجنديين الإسرائيليين وتجاهل ان تلك العملية كانت من اجل اطلاق سراح الاف من الفلسطينيين المدنيين الذين تم اعتقالهم من قبل اسرائيل، فلماذا لم يكن اعتقال هؤلاء هو بداية المشكلة؟ ولماذا يكون القبض على جنديين جريمة تستحق العقاب ولا يكون اختطاف الاف المدنيين كذلك؟

مثلما حدث هذا الإعتقال للآلاف "قبل التأريخ" حينها، حدث في غزة الكثير مما لم يجد له مكاناً في التأريخ. فحسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان نفذت سلطات الاحتلال خلال الشهور الثلاثة الماضية أكثر من ثلاثمائة عملية توغل بالأراضي الفلسطينية وقتلت نحو 180 فلسطينيا وجرحت حوالي ثلاثمائة آخرين، واعتقلت أكثر من ألف فلسطيني. ان معاناة الفلسطينين المستمرة لاتحتاج الى برهان(1).

ومثلما يدلنا تأريخ اعتقال الفلسطينيين والبنانيين على البادئ الحقيقي، يدلنا الإحتلال نفسه على البادئ الحقيقي في المشكلة، فهل كان احتلال فلسطين انتقاماً لعمل قام به الفلسطينيون ايضاً؟

طبيعي جداً ان توني بلير، مبعوث السلام للشرق الأوسط، لن يختلف مع اسرائيل في تحديد بدء التأريخ فهو يرى ان الحالة "رهيبة" ويجب تغيير الستراتيجية لأن ما يحدث الآن انهم "ارسلوا كل هذه الصواريخ على اسرائيل, واسرائيل "ترد بالمثل". "
وبالطبع يتكلم عباس بنفس المنطق حين دعا غزة الى وقف اطلاق الصواريخ لأنها تعطي اسرائيل الحجة لمعاقبة القطاع! ولا يذكر لماذا هي لم تحتج الى "حجة" حين كانت تقصف قبل الصواريخ..

لقد كتبت عن تحريف القوة لمعاني الكلمات (2) وهنا نشير الى انها تحرف بدء التأريخ ايضاً، ولهذا السبب ومادام فرق القوة (الإعلامية والسياسية خاصة) بهذا الحجم فسيبقى الفلسطينيون والعرب هم المعتدون وستبقى اسرائيل "منتقمة" لا اكثر، لأن "اعتداءات العرب" ستبدأ التأريخ من جديد في كل مرة.

يكتب افنري عن خنق غزة وتحويل سكانها الى فئران تجارب لفحص كمية الضغط الممكن تسليطه قبل ان يصبح رد الفعل الدولي مؤثراً، كما تحدث معلقين هامين ان ايهود باراك يفعل. فكان يزيد الحصار بادخال مواد جديدة ممنوعة اليه، وبعد منع الوقود يتصل مبارك بايهود باراك خائفاً فيلغي هذا حصار الوقود.
يتساءل افنري : "ما العمل"؟ ليشير الى ان حماس عرضت قبل شهور عديدة وقفاً لإطلاق النار، وهو ما يعني ان الفلسطينيين سيتوقفون عن إطلاق صواريخ القسام ان توقفت اسرائيل عن اختراقاتها لغزة واغتيالاتها الموجهة والحصار، فلم لا يحتضن الإسرائيليون هذا العرض؟ لأن هذا يعني الحديث مع حماس, وهم يفضلون تعريض مواطنيهم في سيدروت الى الخطر على ذلك.

واقول: "وايضاً لأنهم يجدون ان لهم القدرة دائماً على فرض نقطة بداية التأريخ لأية سلسلة احداث ووضعها بحيث تدين الجانب الفلسطيني، وبالتالي يأمنون بعض غضب العالم". فما العمل؟

يبدو لي انه من الممكن تقليل اغراء اسرائيل على الإعتداء والقتل من خلال سلبها "حق" تحديد نقطة بدء التأريخ. يستحيل بالطبع الطموح الى نتائج عادلة مع وجود فرق القوة الهائل هذا، لكن لربما كان مفيداً ان يبدأ الفلسطينيون فور حدوث اعتداء عليهم مستقبلاً الى محاولة تثبيت هذا الإعتداء في التأريخ ليس فقط من خلال اعلان ما يجري لهم مبكراً ولكن ايضاً مصحوباً بتهديدات محددة باكبر قدر ممكن من الدقة، عن ردود فعلهم في حالة استمرار الإعتداءات، وايصال موقفهم الى اوسع مساحة دولية ممكنة، لتكون هذه التهديدات جزءً يصعب تجاهله من القصة، ويعرقل وضع نقطة بداية التأريخ في وسطها. حتى يحقق الفلسطينيون نجاحاً واضحاً في ذلك ستبقى افعالهم "تبدأ" التأريخ وستبقى افعال اسرائيل "ردوداً بالمثل".

هوامش:

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/DF25ACA4-7E64-4847-9A1B-D264CBC758CE.htm (1)

(2) صراع الكلمات مع -فرق القوة- في إعلان مبادئ التعاون بين اميركا والعراق
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=118116

(3) متى بدأ التأريخ؟
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=70369



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلط بين مقاييس نجاح -التجربة- و -تطبيق النظرية- – مناقشات ...
- وثائق سرية:أميركا فكرت باحتلال حقول النفط عام 73، فكيف مع قو ...
- إعلان النوايا: العراق وقصة الفصل السابع
- تصميم مقترح لشعار وعلم العراق
- الإحساس بالدونية في منطق شاكر النابلسي واسلوبه
- اخيراً، همسات انتصارات قادمة لشعب العراق....
- من لم يكن منكم صداماً فليرم المالكي بحجر
- اصوات اليوم واصوات الأمس
- حول نقل التجربة بين مجتمعات مختلفة: مناقشات يسارية مع د.كاظم ...
- شروط نفي النظرية - مشاركة حوار اليسار كاظم حبيب – سيار الجمي ...
- إكشفوا اين اختفت المنحة النفطية الكويتية للأردن قبل توقيع ال ...
- العراق والأردن - ديون غريبة ومفاوضات مريبة
- العلاقة المخجلة للحكومة العراقية بالحكومة الأردنية
- الجزية السرية 1- العجائب السبعة للعلاقة العراقية الأردنية
- السجن بمناسبة شهر ذي الحجة
- امثلة من الإعلام العراقي وغيره 5 - التلاعب بالحقائق
- الإعلام العراقي 4- الإعلام والحكومة يمارسان الكذب المباشر
- وحصة الأردن التموينية...هل ستخفض ايضا؟
- عيدية المالكي لشعبه
- قال الإحتلال للشلاتية


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- -دولتان أم دولة واحدة؟- - مناظرة بين إيلان بابه وأوري أفنيري / رجاء زعبي عمري
- رد عادل سمارة ومسعد عربيد على مداخلة سلامة كيلة حول الدولة ا ... / عادل سمارة ومسعد عربيد
- الدولة الديمقراطية العلمانية والحل الاشتراكي - مناقشة الصديق ... / سلامة كيلة
- مناقشة نقدية في حل -الدولة الديمقراطية العلمانية- / عادل سمارة ومسعد عربيد
- ماركس وحده لا يكفي لكنه ضروري - تعقيب على رد الصديقين عادل و ... / سلامة كيلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - صائب خليل - مرة ثانية يبدأ التأريخ من جديد على الفلسطينيين وسيبقى يبدأ من جديد حتى...