أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صاحب الربيعي - المفاهيم التقليدية للسياسية العربية














المزيد.....

المفاهيم التقليدية للسياسية العربية


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2175 - 2008 / 1 / 29 - 10:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إن إعادة قراءة الواقع الاجتماعي بنظرة متمدنة يتطلب تفحص المفاهيم والمقولات السياسية المتداولة منذ قيام الدول الوطنية. الفكر الإنساني ليس قوالب جامدة ومعلبات جاهزة يمكن استعمالها في كل الأزمنة والأماكن، دون مراجعة، دون إغناءها بالمزيد من الأفكار، ودون نحت الواقع، لإعادة بناء المفاهيم لتكون متواءمة ومتطلبات الحاضر.
لايعود تراجع السياسة في الوطن العربي للجمود الفكري وحسب، بل لجملة السلوكيات والممارسات للسياسيين. هناك خلل بنيوي في ولادة الفكر السياسي، فالرحم الوطني كان عقيماً. تبنى الفكر السياسي من خارج المحيط وأخضعه قسراً للواقع مما أدى لقراءت خاطئة لمفاهيم: الوطن، الأمة، الهوية، الدولة، النظام، والسلطة. هذا الأمر يتطلب إعادة صياغة المفاهيم والمقولات السياسية لطرح الأسئلة: هل الوطن أرض أم تاريخ مشترك؟. هل نحن أمة واحدة، أم أمم؟. هل نمتلك هوية أم هويات متعددة؟. ما مفهوم الدولة، هياكل استبدادية أم مؤسساتية؟. ما شكل النظام، استبدادي (بدوي) أم ديمقراطي ، ليبرالي؟. ما مفهوم السلطة، إدارة شؤون مؤسسات الدولة والمجتمع أم إدارة نهب موارد الدولة وإخضاع العباد؟.
إن تبني مبدأ إلغاء الاخر (السلطة والمعارضة) لايمت بصلة للسياسة التي تعني إجراء المساومات لتحقيق المصالح، إيجاد قواسم مشتركة بين فئات المجتمع، بين الأمم، بين الهويات، وتوظيف التاريخ الحضاري المشترك للنهوض بمجريات الواقع والتطلع نحو المستقبل.
إن اعتماد مبدأ الالغاء التام للسلطة باعتبارها الشر المحظ ورحم الخطيئة، والمعارضة الخير الأزلي ورحم الفضيلة لتبرير سياسة التناحر الاجتماعي لأحزاب السلطة والمعارضة بغرض الاستحواذ والهيمنة على مقدرات البلاد...لايستند للفكر السياسي، وإنما لفكر مافوي، قسري، يضفي الشرعية على الأساليب القمعية ويبرر القتل العشوائي للهيمنة على السلطة.
مفهوم الدولة يعني النظام المؤسساتي المستند للتشريعات القانونية والمبادئ الدستورية المحددة للواجبات والحقوق بين السلطة والمجتمع، وانتهاكها يستوجب المحاسبة وفرض العقوبة أي كان شكل المنتهك، سلطة، مجتمع، أفراد.
يقول ((الياس مرقص))"يجب أن ندرك أن آلية سقوط الحق والقانون ليست بالضرورة وليدة حاكم وحكام وعسكريين، ممكن أن تكون مُنجبة من جميع الأحزاب والطبقات والايديولوجيات. يجب أن ننتهي من تصور مفاده: أن الشر يأتي من الحكام لا من المعارضة، ولا من المجتمع، ولا من الجماهير والشعب، من البيت ومن كل أماكن الكون الاجتماعي، وجوداً وروحاً. وبالأصح: روحاً وفكراً وعلاقات".
يجب نبذ مبدأ الغاء الآخر من الفكر السياسي بين السلطة والمعارضة في الوطن العربي ليصار لإيجاد قواسم مشتركة للخروج من أزمة السلطة المستعصية. الاستبداد، الهيمنة، العنف... ليست آليات سياسية متحضرة، إنها أساليب مافوية، قهرية، والغائية تعقد سُبل الحل وتُفاقم الأزمة.
الوطن، المواطنة، التاريخ الحضاري المشترك...ركائز أساسية لايجاد القواسم المشتركة بين الأمم، الهويات على الأرض. الهيمنة، الالغاء، التهميش....مدلولات غير إنسانية تبث الفرقة وتثير الضغائن بين الأمم، الهويات المختلفة على أرض الوطن.
إن صناعة المعرفة ليست صناعة جمعية لأمة بعينها، إنها صناعة رافدية المنابع، مشخصة التدفق ترفد مجرى الحضارة الانسانية. لذلك ليس من المجدي حشر الرفد الحضاري عنوة في جوف أمة بعينها لتضخيم ذاتها في اللاوعي، وتقزيم مساهمات الأمم الأخرى في صناعة الحضارة المشتركة. الوطن ليس الأرض وحسب، بل تاريخ، وأمم، ووشائج وصلات إنسانية ممتدة من عمق التاريخ، تنسج مكونات المجتمع في الحاضر. لاقداسة، ولا شرعية، ولا طهرانية..لأي مدلول مستحدث يدعو لبث الفرقة وزع الفتن بين أمم وهويات تعايشت عبر العصور على الأرض وساهمت بمجموعها في صناعة الحضارات الغابرة ومازالت ترفد الحاضر لتفخر الأجيال القادمة بها. الاختلاف، التمايز، التناقض بين الأمم، الهويات على الأرض ليست مدلولات تناحرية، إلغائية إنها مدلولات تنافسية، رافدية للمساهمة في رفد الحضارة الإنسانية!.
يقول ((هيغل))"وحدها الشعوب التي تعانق تناقضاتها، وتضطلع بها، تحيا وتتقدم".

http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسباب والمعالجات لإنهيار السدود (سد الموصل نموذجاً)
- ((سلطة الاستبداد والمجتمع المقهور))
- ((دور الفكر في السياسة والمجتمع))
- كتاب جديد للباحث صاحب الربيعي بعنوان ((رؤية الفلاسفة في الدو ...
- نداء وتحذير للبرلمان العراقي والقوى الخيرة من أبناء شعبنا -ب ...
- الخطاب النسوي في المجتمع
- أنسنة الإنسان ونبذ السياسة
- موجبات الاختلاف في العمل السياسي
- الدولة والأمة
- سوق المزايدة السياسية على التاريخ والوطن والأمة
- الهوية وعقدة الهوية
- الوطن والأمة
- طواطم وديناصورات الكيانات الحزبية
- الأشرار في حكومة المحاصصة القومية والطائفية
- المسؤول والمستشار
- الرئاسات الثلاث من الفشل إلى الفضيحة
- المثقف ووعلاظ السلاطين
- المثقف والدين
- فن الرسم
- مواصفات المترجم


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صاحب الربيعي - المفاهيم التقليدية للسياسية العربية