|
ماذادهاكم ايها الاهوازيين لا تكرموا ادباءكم؟!
جابر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 2175 - 2008 / 1 / 29 - 10:51
المحور:
حقوق الانسان
قبل ايام اختطفت يد المنون الكاتب و المثقف الاهوازي السيد قاسم الكعابي ، وكنت اتوقع من اصدقاء هذا الاديب المناضل ان يؤبنونه و بما يليق و مكانته الادبية والعلمية الا ان ذلك ومع الاسف الشديد لم يحدث ، فمات هذا الاديب كمدا ولم يحظى بحياته لا تكريما من الحكومة التي اضطهدته طوال حياته ولا من اصدقائه الذي من المفترض ان يكرموه ويذكروا مناقبه . واذا كان مركز دراسات الاهواز قد تلقى الخبر عبر المراسلات وما تناقلته الاخبار الا ان ما كتبه عنه كان هو الآخر قليلا ولا يليق بمكاتنة هذا الكاتب الادبية والابداعية . اما الجرايد و المجلات ووسائل الاعلام الفارسية المحلية و التي ما برحت تقام الدنيا ولم تقعدها من اجل شبه كاتب فارسي او تأبين شخصية من مثقفي وعاظ السلاطين سدنة الثقافة السائدة ولم تشر لا من قريب او بعيد حتى الى وفاته او تشيعه وهذا ما يشكل في شكله ومضمونه نوعا من الاضطهاد القومي والتمييز العنصري الذي يمارس بحق الشعب العربي الاهوازي فعلي سبسل المثال ، عندما توفي شاعرا مغمورا من الشعراء الوافدين الفرس بسبب تعاطيه المخدرات خصصت الجرايد المحلية والبالغ عددها ما يقراب 16 صحيفة وكلها تصدر بالفارسية صدر صفحاتها لتمجيد هذا " الشويعر " كما التلفزيون المحلي " تلفزيون خوزستان " هو الآخر قدم برنامج مدته 45 دقيقة عرض فيها مراسم دفنه وفي الاخيار اليومية قدموا عنه تقرير استمر ثلاث دقائق وفي الوقت نفسه كان احد رجال الدين العرب الاهوازيين المعروفين قد ارتحل الى جوار ربه فاهملت وفاته ولم تشر اليها وسائل الاعلام المحلية. ولعل الجريدة المحلية التي نشرت نبأ وفات السيد كعابي وعلى و زواية من زوايها ،وتحت عنوان رسائل القراء هي تلك الرسالة التي تلقتها جريدة "عصر كارون من المواطن لاهوازي السيد حمزة الكوتي والتي تحدث فيها عن ذكرياته مع المغفور له وكيفية تعرفه عليه وقد كانت الرسالة قد كتبت بالفارسية وهنا نرى من الضروري ترجمتها الى العربية لتضاف الى ما كتبه موقع مركز دراسات الاهواز عندما تلقى نبأ الارتحال المفاجئ لهذا الكاتب المبدع اوكتب شيئا متواضعا عن اديبنا الراحل لقد كتب السيد حمزة الكوتي في رسالته قائلا" في صبيحة يوم الاربعاء وعندما استيقظت من النوم قلت في نفسي سوف اتصل اليوم بالسيد قاسم كعابي لانسق معه كي اذهب لزيارته لانني كنت مشتاق جدا لرؤيته مرة ثانية وعن قرب ، بعد ما تعرفت عليه لاول مرة في ربيع 2002عن طريق الصديق عبد الله كوتي الذي كان زميلا لوالدي في العمل ، وقد خطر ببالي ان اكتب شيئا عنه ، الا انه لم تمر الا لحظات ، ... ماذا استطيع القول فالامر صعب للغاية حيث تلقيت نبأ وفاته من السيد احمد كوتي فقد خاطبني من خلف الهاتف والعبرة مختنقة في صدره قائلا ان قاسم قد ارتحل . عندما التقيت السيد قاسم الكعابي في المرة الاولى تحدثنا معا عن مسائل كثيرة من بينها الثقافة و العادات ، وعن الحداثة الفكرية والادبية ، وقد اهداني في حينها ديوان الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان لكي اقراه وقال لي انها اخت الفقيد الشاعر ابراهيم طوقان،حيث ترك هذا الديوان تأثيرا عميقا على نهج الشعر والنضال في فلسطين و منذ يوم لقاءه الاول به وعلى مدار ستة اعوام كنا اصدقاء حميميين ولم ينقطع الاتصال فيما بيننا ورغم ان هناك فارغ كبيرا في السن فيما بيننا الا انه لم يحول دون هذه العلاقة ، لقد كان المغفور له طبيبا يعالج ألم النفوس وقد واصل بحثه في ظروف صعبة للغاية ، وعندما ذهبت مع والدي قبل سنتين لحضور مجلس الفاتحة الذي اقيم بمناسبة وفاة والدته رأيته مبتسما ونشطا ، اختلينا جانبا وتحدثنا حول الاديب ادونيس ولا ازال اتذكر ما قال عنه ، فقد قال لي ان ادونيس لم يكن شاعرا وحسب وانما كاتبا مبدعا وصاحب نظرية ولا يمكن ا صدار احكاما يمكن اصدار احكاما عليه . ان ما يقال حول ادونيس بانه شاعرا مستبد وانه لا يهتم بالمسائل الاجتماعية، عملا ناقصا ونقدا غير صحيحا، واذا رايتم ان ادونيس شاعرا حداثيا ومجددا في الشعر العربي ،فان ذلك من اجل التعرف على الآلام الاجتماعية،السياسية و الثقافية الماضية والراهنة للعالم العربي ، ولقد الف المرحوم كتابا متواضعا حول ادونيس ترجمه الى الفارسية نأمل ان يرى النور بسرعة وهو بالاضافة الى هذا الجهد ترجم العديد من القصائد والبحوث و الحوارات التي اجريت مع المفكرين والباحثين والشعراء العرب ، كما كتب ونشر العديد من البحوث والدراسات والمقالات باللغة الفارسية و العربية . كان قلمه معلما كما انه باحثا متمكنا وامينا ، يحمل اخلاق المعلم المتواضع و اول ما شاهدته في سلوكه كونه يعلم دون ان يتظاهر انه كذلك ، انه يطرح الافكار ، يشجع وهوعلى معرفة كاملة بالتاريخ الفكري والادبي العربي المعاصر حيث يطرق كافة المجالات ويتفحصها بنطرة علمية وفي المقابلة التي اجريته معه في عام 2005 وفي الاجابة على اسألتي ، فقد كان في اجوبته بارعا في نقد افكار المفكرين العرب فقد دحض وفي مقالة له باللغة لعربية ما طرحه طه حسين حول الشعر الجاهلي وهذا ينبع من غزارة معرفته وتعمقه في البحث ، وهو اذا اراد نقد كاتب او اديب لا تأخذه لومة لائم بذلك ويخبر ذلك لطرف المنتقد انني انتقدتك وهنا لا بد لي وان اشكره وهو في مثواه ،حيث حدثني مرة عن الاديب حميد الحسيني وقال لي انه كاتبا ساخرا رائعا وكان الاديب حسيني زميلا للفقيد وقد توفي هو الآخر عام 3005 وقد كان المرحوم الحسيني يقيم مع المرحوم في نفس المدينة وهي مدينة الحويزة وانني لن انسى هذا الاديب مهما حييت فعندما تحدثنا عن الموت في شعر ابي القاسم الشابي سألته كيف تنظر الى الموت تبسم وقال متى ما جاء فمرحبا به سوف اسستقبله بصدر مفتوح عندها اعتراني هم شديد . ولد الاديب الراحل المرحوم قاسم الكعابي في المدينة المحبة للعلم مدينة الحويزة عام 1320 هجرية شمسية 1941 م ودخل سلك التعليم عام 1970 وبداء عمله في هذا السلك في القرى التابعة لهذه المدينة وفي عام 1977 حصل على اجازة في اللغة العربية وادابها قسم الترجمة من جامعة العلامة الطباطبائي ثم عمل مدرسا في المدارس الثانوية والاعدادية في مدينة الاهواز وقد احيل الى التقاعد عام 1995 وتفرغ بعدها الى البحث والكتابة حول المفكرين و الشعراء العرب قد ارتحل هذا الباحث والمترجم والمعلم صبيحة التاسع من كانون الثاني من عام 2008 . ان المواقع و ووسائل الاعلام الاهوازية هي الاخرى وخاصة المرئية منها معنية اكثر من غيرها بمتابعة الانتاج الشعري والثقافي والفكري وسيرة حياة ووفاة الادباء والمفكرين العرب الاهوازيين ، فلا يجوز ان ننسى ادباء وشعراء من امثال عبد النبي نيسي و فيلي اميرى و خلف يعقوب وغيرهم فهي امانة في اعناقنا لنتذكرهم وننقل ذكرهم المجيدة الى الاجيال القادمة واذا لم نفعل ذلك فاننا قد ارتكبنا جريمة لا تغتفر بحق شعبنا وتراثه وادبه الزاخر .
#جابر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاهوازيون واهداف العقاب الجماعي للسلطات الايرانية
-
الاتفاقيات بين العراق وايران من ارض روم الى الجزائر
-
تنوع جرائم نظام ولاية الفقيه في ايران تجاه الشعب العربي الاه
...
-
الاهوازيون بين المباح والمحذور من التصريحات
-
الاعلام الخارجي الناطق بالفارسية وتجاهل التنوع القومي في اير
...
-
الحوار المتمدن وقضية القوميات المضطهدة في ايران
-
يوسف عزيزي ومعركته من اجل الحرية في ايران
-
النفط الايراني هل يصبح كعب آخيل ؟ *
-
منظمة العفو الدولية تدين الاعدامات في ايران ، 244 حالة اعدام
...
-
الشعب العربي الاهوازي؛ العين العربية تقاوم المخرز الايراني
-
رجال الدين والدعوة الى الانصهارفي القومية الفارسية *
-
رسالة الصحفي الاهوازي حسن فلاحية الى الامين العام لهيئة الام
...
-
الصحفي الاهوازي حسن فلاحية يناشد العالم من خلف القضبان
-
ترشيح الكاتب الاهوازي يوسف عزيزي لجائرة نوبل للسلام
-
عائدات ايران النفطية بلغت 120 مليار دولار ، مشروع -مارشال لإ
...
-
قراءة موجزة في افكار اقطاب الحبهة الوطنية الايرانية ، ورجاون
...
-
مشاريع التلال السبعة لزراعة قصب السكر ، الاهوازيون اول الضحا
...
-
حقوق الانسان والدين والتنوع الثقافي نموذج ايران - اضطهاد الش
...
-
حقوق الانسان والدين والتنوع الثقافي ، نموذج ايران - اضطهاد ا
...
-
حقوق الإنسان، و الدين والتنوع الثقافي ، نموذج ايران اضطهاد ا
...
المزيد.....
-
الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق
...
-
فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال
...
-
أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار
...
-
فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا
...
-
الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطق
...
-
الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة ا
...
-
نشرة خاصة.. أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الد
...
-
ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ
...
-
أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|