أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معقل زهور عدي - تسونامي غزة – الحدث والرمز














المزيد.....

تسونامي غزة – الحدث والرمز


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 2174 - 2008 / 1 / 28 - 09:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


كتب بيتر بيومنت في جريدة الاوبزرفر البريطانية بتاريخ 27/1/2008 حول تحطم جدار الحدود في رفح تحت عنوان ( انهيار جدار غزة يغير خارطة الشرق الأوسط للأبد ) ، ويكفي العنوان هنا ليعبر عن الآثار البعيدة المدى لتسونامي غزة من وجهة نظر الصحافة البريطانية ، ورغم أن الحدث مازال طازجا ، والاحتمالات المطروحة ليست واضحة ، لكن تصنيفه كحدث ثوري في تاريخ المنطقة ربما لايكون مبالغة كبيرة .

أهم ما في الأمر أنه حدث بالفعل وبالتالي أسس لبادرة غير مسبوقة في الواقع السياسي العربي .

لقد سقط باستيل غزة ، ومن أسقطه وكسر الحصار ليس الضغوط الدولية ، ولا مجلس الأمن ، ولا الجامعة وأنظمة الحكم العربية ، ببساطة : أسقطه شعب غزة المكافح الصامد ، لذلك كان حريصا على العبور فوقه والدوس بأقدامه عليه بمئات الألوف في مشهد لافت .

مافعلته لجان المقاومة الشعبية من تفجير لبعض جوانب الجدار أقل أهمية من عبور مئات الألوف ذهابا وايابا فوق أنقاض الجدار ،اولئك قاموا بالجانب الفيزيائي من المهمة ، لكن الشعب هو الذي أعطاها الأبعاد السياسية الكبرى والتي سيصبح تجاوزها غير ممكن بغض النظر عن نتائج الخطط التي تدرس لاستعادة السيطرة المنهارة على الحدود .

في الحقيقة أظهر تحطيم الجدار ما كان خافيا من موازين القوى الجديدة في المنطقة العربية ، فاسرائيل لم تعد بعبعا يخيف الحكومات العربية كما كانت للأمس القريب ، لقد تكفل حزب الله والشعب اللبناني بخلع أنيابها في لبنان فأصبحت نمرا بدون أنياب ، أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد سقطت هيبتها في العراق ، حتى لم تعد ايران تكترث كثيرا بزمجرتها ، فالقيادة الايرانية تقابل تهديداتها المتكررة ببرود غير مسبوق ، بل وتكرر دائما القول ان الادارة الأمريكية غير قادرة على خوض مغامرة ثانية بعد تجربة العراق ، يعزز من ذلك الشعور تحول السياسة الأمريكية من الهجوم نحو الدفاع ، وازدياد الضغوط الداخلية للانسحاب العسكري من العراق .

الحكومات العربية أصبحت توازن في صراعها من أجل البقاء بين الرأي العام الداخلي الذي كانت تتجاهله سابقا وضرورة الاستمرار في ارضاء الولايات المتحدة الذي يمر بارضاء اسرائيل بالطبع .

ولكون تلك الحكومات فاقدة للشرعية الديمقراطية ، وفاسدة وهرمة في معظم البلدان العربية فهي تقع بصورة موضوعية فريسة سهلة لتجاذب موازين القوى الاقليمية والدولية ، وهي باقية فقط لأن مبادرة الشعوب لأخذ مصيرها بيدها لم تتحرر بعد .

النظام المصري أجرى حسابا سريعا للخسارة التي ستلحق به حال التصدي لشعب جائع ولكنه شجاع ومصمم ، وما سينجم عن ذلك من ردود فعل داخلية ، مقابل الانحناء أمام العاصفة وترك الحدود ولو مؤقتا وما سينجم عن ذلك من استياء اسرائيلي وأمريكي فاختار أهون الشرين ، وأعتقد أنه كان مصيبا في حسابه .

تظهر ردود الأفعال الاسرائيلية والأمريكية شعورا بالغا بالارتباك ، فما حدث يعتبر بوجه من الوجوه انتصارا لجبهة ( الارهاب ) التي كرس الرئيس الأمريكي جهده للتعبئة ضدها في زيارته الأخيرة للمنطقة ، والأخطر من ذلك ما يمثله من اختراق للخطوط الحمر التي أرسيت بعد اتفاقية اوسلو ، وهو انتصار من شأنه اخراج حماس من المأزق التي وضعت فيه والذي كانت المراهنة على أنه سيدفعها للاستسلام او السقوط بفعل ثورة مضادة يطلقها الحصار والجوع .

في تحطيم الجدار وما سيعقبه – على الأغلب – من تحطيم للحصار الى الأبد ، تكون حماس قد صدرت الأزمة لحكومة محمود عباس ، التي ستجد نفسها في ورطة كبيرة ، فلا هي قادرة على الوقوف ضد كسر الحصار ، ولا هي قادرة على أن تقدم للشعب الفلسطيني بديلا أفضل .

وأكثر من ذلك فالشعب الفلسطيني الذي تذوق حلاوة أن ينتزع حقوقه بيده بعزة وكرامة ، سينظر بازدراء أكبر من أي وقت مضى الى اولئك الذين يتمسحون بأقدام اولمرت مدعين أنهم يقومون بذلك حرصا على تأمين الخبز والدواء للشعب ، وان تلك السياسة البائسة هي الطرق الوحيدة لفك الحصار عن غزة وتأمين استمرار الحياة العادية في الضفة الغربية .

ليس من المبالغة في شيء القول ان انهيار الحصار لغزة بهذه الطريقة الثورية يصلح ليكون اشارة قوية لانتهاء حقبة من الصراع العربي – الصهيوني والدخول في حقبة جديدة ، من أجل ذلك لم يكن مستغربا أن تقول صحيفة الاوبزفر في المقال السابق الذكر ( لم تتحطم الجدران فيزيائيا بفعل التفجير بالديناميت فقط ولكنها تحطمت في العقول أيضا ) ولعل التحطم الأخير هو الأكثر مدعاة للتأمل .




#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة المعارضة في سورية
- في العلاقة بين القومية والوطنية والديمقراطية-2
- انهيار الاستراتيجية الأمريكية في العراق وصراع الأفكار
- مقترحات لتعديل الاستراتيجية الأمريكية
- قراءة في انعكاس أحداث غزة في التفكير السياسي الأمريكي- روبرت ...
- زلازل مابعد العراق
- تدويل لبنان مقدمة لتدويل سورية
- ليس باسمنا
- هل يمكن الاستمرار في تجميد الاصلاح السياسي في سورية
- أسوأ من استبداد
- المعارضة السورية والخروج من النفق
- في عشق المدن
- ازمة العلاقة بين الرجل والمرأة في الاسطورة التاريخية - الجزء ...
- رحيل مناضلة - نجود اليوسف الكلاّس
- الأبعاد الاستراتيجية للحرب القادمة
- ليبرالية العولمة
- زمن الفجور السياسي
- آفاق الصراع السياسي في لبنان
- مأزق أصدقاء أمريكا في المنطقة
- انبعاث الأدوار الاقليمية في المنطقة العربية


المزيد.....




- لِمَ انتظر هذا الرجل سن التقاعد حتى يمارس شغفه بتحويل الخردة ...
- -إن مت أريد موتا صاخبا-.. مقتل المصورة الصحفية فاطمة حسونة ب ...
- نعيم قاسم: لن نسمح لأحد بنزع سلاح حزب الله وسنواجه من يسعى ل ...
- قصة عروس في غزة فقدت عريسها قبل الزفاف بيوم
- الصحافة في عصر التزييف العميق: رؤى وتحديات من منتدى الإعلام ...
- اليمن: غارات أميركية على صنعاء والحديدة والجوف تخلف أكثر من ...
- محاكمة -التآمر-..أحكام بالسجن بين 13 و66 عاماً على قادة المع ...
- -نوفوستي-: المحتالون الذين يهاجمون الروس عبر الهاتف يعملون ت ...
- رابطة صينية تتهم واشنطن بانتهاك قواعد التجارة الدولية بشكل ص ...
- أورتاغوس -تتثاءب- ردا على أمين عام حزب الله


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معقل زهور عدي - تسونامي غزة – الحدث والرمز